التأثير الاجتماعي والمهني لاضطراب ثنائي القطب
Last Updated on: 13th أغسطس 2023, 09:53 م
قد يكون التأثير الاجتماعي والمهني لاضطراب ثنائي القطب بمثابة صافرة انطلاق ذلك الاضطراب وكسر الأوصال التي تغلغل ذلك الوحش الكاسر، لكن هيهات هيهات فقد يرغب المريض بالهناء والعيش بسلام، حتى تصل تلك المنغصات والمؤثرات التي تجعل حالته تتفاقم، وتجعله دمية تتأرجح تارة بين النشوة والهوس وتارةً أخرى بين التعاسة والاكتئاب.
ما هو اضطراب ثنائي القطب ؟
يعرف بأنه اضطراب عقلي يجعل الحالة المزاجية للمريض يتأرجح مثل بندول الساعة؛ فتارة مزاجه يصل إلى القمة ، وتعرف تلك الحالة بنوبات الهوس، وتارة ينحرف مزاجه نحو الكآبة والتعاسة، وتعرف تلك الاحالة بنوبات الاكتئاب، َوقد تتلاقى القمة بالقاع وتعرف نقطة التلاقي التي يعانيها المريض بنوبات الهوس الاكتئابي.
كيفية التعامل مع التحديات الاجتماعية والمهنية عند الإصابة باضطراب ثنائي القطب
يمكن عند اتباع نمط حياة صحي يستطيع المريض التكيف مع تحديات المرض ويزيد فعالية علاج ثنائي القطب، وتتضمن النصائح الواجب اتباعها للعيش والانخراط في المجتمع على نحو صحيح ما يلي:
- مشاركة الأصدقاء أو العائلة الأوقات الترفيهية أو المناسبات أو الأنشطة الرياضية.
- تجنب شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو تناول مشروبات غنية بالكافيين.
- تناول غذاء صحي خال من الدهون غني بالعناصر الغذائية الذي يمنح التوازن النفسي.
- الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا يجعلك أكثر هدوئًا وتركيزًا.
- ممارسة الرياضة يوميًا للمساعدة على تصفية الذهن وتحسين الحالة المزاجية.
الفرق بين نوبات الهوس والاكتئاب التي تحدث لمرضى اضطراب ثنائي القطب؟
يصيب المريض خمسة او أكثر من معايير نوبات الاكتئاب والهوس كلًا على حدى:
نوبة اكتئاب
يعاني المريض في أثناء نوبة الاكتئاب ما يلي:
- التقلبات المزاجية.
- الخوف وسرعة الانفعال خاصة لدى المراهقين.
- اللامبالاة وعدم الرغبة في أداء المهام اليومية.
- العزوف عن الناس وحب الوحدة.
- فقدان الوزن على نحو ملحوظ.
- الأرق واضطراب النوم أو الإفراط في النوم.
- التعب والإرهاق.
- الشعور بتدني الذات والذنب المفرط.
- عدم القدرة على التذكر والتركيز وتشتت الانتباه.
- مراودة الأفكار الانتحارية بشكل متكرر.
نوبة الهوس
عادة تشمل أعراض نوبات الهوس حالة مزاجية مرتفعة ومتوسطة وسرعة الانفعال، وتستمر لمدة أسبوع على الأقل، وتتضمن العلامات ما يلي:
- الشعور بالعظمة أو الزهو بالذات.
- عدم الرغبة في النوم.
- الثرثرة أكثر من المعتاد.
- قدرة المريض على الإنجاز تكون عالية.
- الشعور بالتفاؤل متخطيًا حدود الواقع.
- الضلالات (Delusions) فقد تلاحق بعض المرضى أفكار خاطئة لا يتمكن أحد من تعديلها لديهم أو مناقشتهم حولها.
- الهلاوس (Hallucinations) فقد يسمع المريض أو يرى أشياء ليس لها وجود.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تصارع الأفكار في ذهن المريض.
- كثرة التشتت للمحفزات الخارجية.
- شراهة الشراء والمعاملات.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
لم يُكتشف السبب الرئيس للإصابة بمرض ثنائي القطب، لكن توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة، وتتضمن ما يلي:
التأثير الاجتماعي والبيئي
لا يمكن غض البصر عن التأثير اللاجتماعي والمهني لاضطراب ثنائي القطب،وبسببهم يتعرض الأشخاص لأحداث مؤلمة ويعانون تجارب صادمة، خاصة الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للمرض؛ نتيجة اختلال توازنهم وإصابتهم بخلل نفسي وسلوكي، ومن أبرز العوامل الاجتماعية والبيئية المؤسفة التي تؤدي إلى مرض ثنائي القطب:
- فقدان الوظيفة.
- فقدان شخص مقرب عزيز يزيد نوبات الهوس أو الاكتئاب.
- ومن الممكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى زيادة خطر احتمالية الإصابة بنوبة الهوس.
- تعاطي المخدرات.
- عوامل الصدمة في مرحلة الطفولة، مثل: الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو الإهمال أو وفاة أحد الوالدين.
العوامل الوراثية
تزداد احتمالية الإصابة للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم لاضطراب ثنائي القطب، خاصة إذا كان أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، وقد تظهر الأعراض لأول مرة في خلال مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة.
كما أوضحت إحدى الدراسات أن الأبناء لوالدين مصابين بمرض عقلي حاد (أحدهما أو كلاهما) تزداد احتمالية إصابتهم بمرض عقلي عند البلوغ، لكن لا بد أن نعي أن الجينات والعوامل الوراثية ليست العامل الوحيد؛ إذ أن العوامل الاجتماعية والبيئية يمكن أن تلعب دورًا أيضًا في زيادة خطر الإصابة بالمرض.
الأسباب البيولوجية
عادة يرتبط اضطراب ثنائي القطب بحدوث بعض التغييرات البيولوجية أو الفيزيائية في الدماغ، ولم يتمكّن العلماء حتى الآن من تحديد الرابط بين هذه التغيرات والإصابة بالمرض، وعلى سيبل المثال أن الإصابة بمشكلات اضطرابات النواقل العصبية في الدماغ، التي تلعب دورًا فعالًا في العديد من المشكلات المزاجية والنفسية، بما فيها اضطراب ثنائي القطب، علاوة على ذلك تشير الأبحاث أن الإصابة ببعض الاضطرابات الهرمونية قد تزيد فرصة الإصابة بالمرض.
النوع
يؤثر الاضطراب ثنائي القطب في الرجال والنساء كلاهما على حد سواء، لكن النساء أكثر عرضة ثلاث مرات نظرًا لمرورهن بنوبات تغير المزاج من حين لآخر، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب والهوس المختلط من ثنائي القطب مقارنة بالرجال.
مضاعفات الاضطراب ثنائي القطب
من المؤسف أن إهمال علاج اضطراب ثنائي القطب له تأثير سلبي في العلاقات الاجتماعية والمسيرة المهنية، فقد يتسبب في حدوث بعض المضاعفات الآتية:
- تدهور العلاقات الاجتماعية.
- مشكلات عديدة في مكان العمل وتدهور الجانب الوظيفي.
- التعرض لبعض المشكلات المالية والقانونية.
- الميول الانتحارية.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
اهم علامات الشفاء من ثنائي القطب
يعد مرض ثنائي القطب مرضًا مزمناً يلازم الشخص طيلة حياته، لكن توجد بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لإدارة الأعراض، لذا من الممكن أن تستمرعلامات الشفاء من ثنائي القطب من شهور إلى سنوات طويلة، حتى تصبح الأعراض غير ظاهرة، وتشمل علامات الشفاء:
- النوم على نحو طبيعي دون أرق أو اضطراب.
- ممارسة حياته وأداء المهام اليويمة.
- استقرار الحالة المزاجية.
- تتلاشى أعراض نوبات الهوس والاكتئاب.
- يسعى المريض لتحقيق أهدافة بثبات ونجاح وتأني.
والجواب: لا يوجد علاج يقضي تمامًا على “اضطراب ثنائي القطب”، لكن الخطة العلاجية تسيطر على الأعراض وتتحكم في المزاج.
علاج اضطراب ثنائي القطب
يضع الطبيب خطة محكمة من العلاج الدوائي والنفسي للتحكم في الأعراض وكبح جماحها، وعلى المريض الالتزام بها والانصياع لأوامر طبيبه الخاص كي ينجو بنفسه من تلك المعضلة.
العلاج الدوائي
تضمن العلاج الدوائي ما يلي:
- مثبتات المزاج مثل الليثيوم للسيطرة على نوبات الهوس والهوس الخفيف.
- مضادات الاكتئاب للتحكم في نوبات الاكتئاب، لكن لا بد الأخذ بعين الاعتبار ومعرفة أن من الممكن أن ينتج عنها الدخول في نوبة هوس عند تناولها مفردة؛ لذا تتوصف مع مثبتات المزاج أو مضادات الذهان.
- مضادات الذهان.
- مضادات القلق التي تُستخدم لمدة قصيرة من أجل تحسين جودة النوم، أو للتخلص من أعراض اضطراب القلق.
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي لتحديد الأفكار وتقويم التصرفات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية، وتعليم كيفية التعامل مع الضغط العصبي.
- علاج الإيقاع الشخصي المتناسق.
- العلاج الأسري
خيارات علاجية أخرى
تشمل الآتي:
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
- المكملات الغذائية والأعشاب، مثل: زيت السمك وبعض الأعشاب، لكنها لا تُغني عن الأدوية.
ختامًا، التأثير الاجتماعي المهني لاضطراب ثنائي القطب سواءً قبل ظهور أعراض المرض أو بعدها لا نستيطع أن ننكر أثرها في مسار حياة المريض؛ لذا لا بد اتباع استراتيجيات صحية لمواجهة عقبات ذلك المرض، والالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب.