السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) | المركبات الأكثر فاعلية لعلاج السكري
Last Updated on: 25th أبريل 2023, 01:54 ص
تدخل مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) في تصنيع أدوية السكري، مما يجعلها من أكثر المركبات الكيميائية خضوعًا للدراسة، وذلك لمعرفة آثارها وفوائدها الطبية.
بل وتحتل مكانة كبيرة في المجال الزراعي كونها تصلح لصناعة المبيدات العشبية، للقضاء على الحشائش الضارة دون التسبب في مشكلات صحية للإنسان.
فما هذه المركبات وما فوائدها لصحة الإنسان، وآلية عملها؟ وهل يمكننا التغلب على آثارها الجانبية؟
نجيب عن هذه الأسئلة السابقة وأكثر في هذا المقال، فتابعوا معنا.
ما هو دواء السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)؟
مركبات عضوية تستخدم في كثير من المجالات، على رأسها الطب والزراعة.
استخدامات مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
تتعدد استخدامات مركبات السلفونيل يوريا في مجالات الطب والزراعة، إليك أهم استخداماتها:
1- استخدامات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) في المجال الطبي
كان الأطباء في الثلاثينيات من القرن العشرين، يعالجون مرضى التيفوئيد (Typhoid) بأدوية تحتوي على السلفونيل يوريا.
لكن لوحظ انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم لدى هؤلاء المرضى، مما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) قد تصبح علاجًا لمرضى السكري.
لكن دعنا أولًا -عزيزي القارئ- نوضح لك ما هو مرض السكري.
مرض السكري (Diabetes)
تحتاج أجسامنا إلى الطاقة لتأدية وظائفها الحيوية، ومن أجل ذلك تستخدم خلايا الجسم الجلوكوز لإنتاج هذه الطاقة.
هنا يأتي دور هرمون الأنسولين، وذلك لأنه المسؤول عن تحفيز خلايا الجسم لاستخدام الجلوكوز الموجود في الدم، ومن ثم إنتاج الطاقة.
وبالتالي تقل نسبة الجلوكوز في الدم، فإذا توقفت خلايا الجسم عن الاستجابة لهرمون الأنسولين كان هذا دليلًا على الإصابة بداء السكري من النوع الأول (Diabetes Type 1).
أما إذا قلت نسبة الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس أدى هذا إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (Diabetes Type 2).
آلية عمل السلفونيل يوريا
مثلما ذكرنا سابقًا تقلل هذه المركبات نسبة الجلوكوز في الدم، وذلك بتحفيز البنكرياس لإنتاج مزيد من هرمون الأنسولين.
كذلك تحسن استجابة مستقبلات الأنسولين الموجودة في الخلايا، مما يزيد فعالية الأنسولين.
لذلك صرحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باستخدام الأدوية التي تحتوي على هذا المركب لعلاج داء السكري من النوع الثاني.
وقد أفادت الدراسات أن لهذه المركبات قدرة أكبر للسيطرة على أعراض المرض، خاصةً إذا استخدمت في المراحل المبكرة من مرض السكري النوع الثاني.
كذلك يشير الأطباء إلى ضرورة ممارسة التمارين الرياضية واتباع الحمية الغذائية المناسبة إلى جانب تناول الأدوية من أجل نتائج أفضل.
2- استخدام السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) في المجال الزراعي
تستخدم أيضًا تلك المركبات كمبيد للأعشاب (Herbicide)، ذلك لأنها تثبط إنزيم أسيتولاكتات سينثاز (Acetolactate Synthase).
مما يمنع إنتاج الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة، مثل: فالين وليوسين وإيزوليوسين، وهي أحماض ضرورية لإنقسام خلايا النباتات.
ويفضل استخدام المبيدات التي تحتوي على مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) في المجال الزراعي، نظرًا لقلة سميتها للإنسان.
أنواع مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
تنقسم تلك المركبات إلى ثلاثة أجيال، وهم:
1- الجيل الأول (First Generation)
لم يعد يستخدم هذا الجيل في الآونة الأخيرة، نظرًا لاستبداله بالجيل الثاني، وذلك لتجنب أضراره وآثاره الجانبية.
ويجدر بالذكر أن من أشهر أضراره الجانبية وأشدها خطورة، الهبوط الشديد لمستويات السكر في الدم وتسمم الكبد أيضًا.
نقدم لك أهم الأدوية التي تنتمي إلى هذا الجيل:
- تولبيوتاميد (Tolbutamide).
- تولازامید (Tolazamide).
- كلوربروباميد (Chlorpropamide).
2- الجيل الثاني من السلفونيل يوريا (Second Generation)
يستخدم هذا الجيل أكثر من سابقه، وذلك لتأثيره القوي وطول مدة فاعليته، مما مكّن المرضى من تناول جرعة واحدة فقط في اليوم.
ويجدر بالذكر أن أضراره الجانبية أقل حدة من الجيل السابق، ومن أشهر أدويته:
- جليبيزايد ( Glipizide).
- جليبيوريد (Glyburide).
3- الجيل الثالث (Third Generation)
يعد الجيل الأكثر استخدامًا، وذلك للأسباب الآتية:
- لا يسبب انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم إلا في بعض الحالات القليلة.
- يعد الأكثر فاعلية على الإطلاق، وذلك لقدرته على تحفيز خلايا بيتا لإفراز هرمون الأنسولين بنسب كبيرة.
ويعد الأماريل (Amaryl) من أشهر أدوية هذا الجيل من مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea).
السلفونيل يوريا والانتصاب
توضح بعض الأبحاث أن الأدوية المعالحة لداء السكري تسبب انخفاض كبير لمستويات هرمون التستوستيرون؛ وعلى إثرها تقل الرغبة الجنسية ويضعف الانتصاب، لكن دواء الجليبنكلاميد من فصيلة السولفونيل يوريا قد يؤدى إلى زيادة معدل هرمون التستوستيرون وتحسين الرغبة الجنسية والانتصاب.
لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو
الآثار الجانبية لمركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
إليك بيان بأشهر الآثار الجانبية لمركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea):
- الغثيان.
- الدوخة.
- الشعور بالانتفاخ.
- الصداع.
- التوتر.
- مشكلات قلبية.
- زيادة الوزن.
- انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم (Hypoglycemia).
- الحكة والطفح الجلدي.
- الحساسية تجاه ضوء الشمس (Photosensitivity).
- قد يسبب كلوربروباميد نقص الصوديوم في الدم.
لكن نود أن نوضح لك -عزيزي- أعراض انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم.
ما أعراض انخفاض الجلوكوز في الدم؟
يعد هذا العرض الأكثر خطورة بين الأعراض السابقة لمركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)، لذلك ينصح بالآتي:
- البدء بجرعات قليلة ثم زيادتها تدريجيًا على مدار 4 أسابيع حتى تنضبط نسبة السكر في الدم.
- مراقبة المريض لنسبة السكر وقياسها بانتظام، واستشارة الطبيب على الفور حال عدم انضباط نسبته.
- تجنب إعطاء هذه الأدوية لكبار السن، وذلك لأنهم أكثر عرضة لانخفاض نسبة السكر في الدم.
- تناول وجبات الطعام في المواعيد المحددة.
وتشمل أعراض نقص الجلوكوز في الدم الآتي:
- عدم انتظام أو سرعة ضربات القلب.
- الشعور بالتعب والجوع.
- شحوب الوجه.
- القلق.
- التعرق.
- الشعور بالخدر في الشفتين واللسان.
إذا اختبر المريض الأعراض السابقة، يجب عليه قياس نسبة الجلوكوز في الدم، فإذا كانت أقل من 70 مجم/ ديسيليتر، فعليه التوجه على الفور إلى قسم الطوارئ.
كذلك وجب التنويه أنه إن لم يفعل ذلك، ستسوء الأعراض وقد تتطور الأعراض وتصبح أكثر سوءًا، مثل:
- عدم القدرة على إتمام المهام الروتينية اليومية.
- تشوش الرؤية.
- التشنجات.
- فقدان الوعي.
أكثر الأسئلة الشائعة حول مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
نجيب عن أهم الأسئلة الشائعة والاستفسارات الخاصة بالسلفونيل يوريا:
1- هل مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) آمنة في أثناء الحمل أوالرضاعة؟
يتخوف كثيرون من انخفاض الجلوكوز في الدم إذا تناولت المرأة الحامل هذه الأدوية، بالإضافة إلى إمكانية حدوث تشوهات للجنين.
كذلك لا تؤكد الأبحاث إذا كان استخدام هذه الأدوية آمن في أثناء الحمل أم لا، لذلك يفضل البقاء على الجانب الآمن وينصح بتجنبها.
مع ذلك تشير بعض الأبحاث أن استخدام دواء جليبيوريد مع دواء ميتفورمين، يقلل احتمالية انخفاض الجلوكوز في الدم.
لكن مع ذلك ينصح الأطباء باستخدام حقن الأنسولين في أثناء الحمل.
أما في أثناء الرضاعة، فقد يفرز الدواء في لبن الأم، لذلك ينصح بتجنب تلك الأدوية، لعدم حدوث أي أضرار جانبية غير مستحبة للرضيع.
إلا إذا نصح الطبيب بعكس ذلك، فقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن الجيل الثاني من تلك المركبات لا يُفرز في لبن الأم إلا بكميات قليلة لا تسبب في الغالب أي أضرار للطفل.
2- هل مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) آمنة للأطفال؟
لا تدعم كثير من الأبحاث فكرة تناول الأطفال لتلك الأدوية، لذلك ينصح بتجنبها.
3- هل ينصح كبار السن بتناول الأدوية التي تحتوي على السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)؟
قد يعاني كبار السن تدهورًا في وظائف الكلى، مما يصعب التحكم في نسبة السكر في الدم، فيكون المريض أكثر عرضة للإصابة بانخفاض الجلوكوز في الدم بشدة.
لذلك قد يفضل الأطباء وصف أدوية أخرى لكبار السن، لتجنب حدوث أي آثار جانبية غير مستحبة.
4- كيف أتغلب على زيادة الوزن الناتجة عن تناول هذه الأدوية؟
ذكرنا سابقًا أن تناول مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) لعلاج داء السكري قد يكون مصحوبًا بزيادة في الوزن.
لا يعلم الأطباء سبب زيادة الوزن في هذه الحالة، لكنهم يرجحون أنه نتيجة قلق المرضى من إصابتهم بانخفاض نسبة الجلوكوز في الدم بسبب تناول الأدوية.
مما يدفعهم إلى تناول الطعام بكثرة، وللتغلب على هذا العرض الجانبي، ينصح بالآتي:
- الالتزام بتناول وجبات غذائية صحية في مواعيد محددة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول دواء ميتفورمين مع أدوية السلفونيل يوريا، وذلك لتجنب زيادة الوزن.
يجب استشارة الطبيب قبل تناول الميتفورمين (Metformin)، وذلك لأنه قد يسبب نقصًا في نسبة فيتامين ب12 في الجسم.
سعر سلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
تختلف أسعار الأدوية من دولة إلى أخرى، كما سنوضح أدناه:
1- في السوق المصري
تتوفر الأدوية بالأسعار الآتية:
- أماريل 1 مجم، بسعر 19 جنيهًا مصريًا و80 قرشًا.
- أماريل 2 مجم، بسعر 42 جنيهًا مصريًا.
- كذلك أماريل 3 مجم، بسعر 46 جنيهًا مصريًا و50 قرشًا.
- أماريل 4 مجم، بسعر 60 جنيهًا مصريًا.
2- في الأسواق السعودية
تتوفر الأدوية بالأسعار الآتية:
- أماريل 1 مجم، بسعر 23 ريالًا سعوديًا و15 هللة.
- أماريل 2 مجم، بسعر 37 ريالًا سعوديًا و65 هللة.
- كذلك أماريل 3 مجم، بسعر 52 ريالًا سعوديًا و35 هللة.
في الختام، ما زالت مركبات السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) تخضع للدراسات الطبية والأبحاث العلمية لاكتشاف مزيد من فوائدها والحد من أضرارها.
فلا تتردد أبدًا في استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي المختص قبل تناول هذه المركبات، وذلك لتجنب الآثار الجانبية السابق ذكرها.