الأمراض النفسية

الصرع المستعصي – عندما تفشل الحلول التقليدية

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 01:35 ص

الصرع، مرض مرعب بما فيه الكفاية، ولكن ماذا عن الصرع المستعصي؟ 

لابد أن هذا أكثر رعباً. لا تسئ فهمي، لسنا في موقع لرواية قصص الرعب، ولست أحاول أن أنشر السلبية، بل على العكس تماماً، أود فقط أن نتثقف جميعاً حول هذه الحالة الصعبة، التي حتاج صاحبها فعلاً إلى أشخاص مثقفين يفهمون مرضه بجواره.

لذلك، سنُسلّط الضوء على هذا المرض، ونُسافر عبر دروبه لفهم ماهيته، وأعراضه، وأسبابه، وعلاجاته، سعيًا لِنُسْهم في دعمِ هؤلاء المرضى وعائلاتهم.

 

ما هو الصرع المستعصي؟

فلنعرف أولاً ما هو الصرع، وهو المرض الذي يصيب المخ والجهاز العصبي مسبباً نوبات من التشنجات، وأعراض أخرى ربما نتكلم عنها تفصيلاً في مقالات أخرى.

أما الصرع المستعصي، فهو النوع من أنواع الصرع الذي يستعصي ولا يستجيب للعلاجات الدوائية المُعتادة، حيث تستمرّ نوبات الصرع في الحدوث رغم تناول الأدوية بانتظام وبجرعاتٍ مناسبة.

ويتم تشخيص ما يقارب 20-30% من مرضى الصرع بشكلٍ عام بأنهم مصابون بالصرع المستعصي.

 

أعراض الصرع المستعصي

تختلف أعراض “الصرع المستعصي” من شخصٍ لآخر، وتعتمد على نوع نوبات الصرع الذي قد يصيبه وعوامل أخرى كثيرة، منها سرعة اتخاذ الإجراءات العلاجية والسبب الذي أدى لظهور هذا المرض من الأساس.

ولكن بشكلٍ عام، تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • نوبات صرعية متكررة:
      • قد تكون هذه النوبات قصيرةً أو طويلةً.
      • وقد تتضمن تشنجاتٍ عضليةً، أو فقدانًا للوعي، أو تغيراتٍ في السلوك.
  • صعوبات في التعلم:
      • قد يُواجه مرضى الصرع المستعصي صعوباتٍ في التركيز، أو في تذكر المعلومات، أو في حلّ المشكلات.
  • اضطرابات سلوكية:
      • قد يُصبح بعض المرضى أكثر عدوانيةً أو انفعالًا، أو قد ينسحبون من الأنشطة الاجتماعية وينعزلون تماماً.
  • تأخر في النمو:
    • قد يتأخر نمو بعض مرضى الصرع المستعصي، سواءً جسديًا أو عقليًا.

 

أسباب الصرع المستعصي

لا تُعرف أسباب الصرعِ المستعصي بشكلٍ دقيقٍ حتى الآن وما زال العلماء يجرون الأبحاث للتعرف بدقة أكبر على الأسباب الحقيقية وراء الصرعِ المستعصي. 

ولكن يُعتقد أنّها تتضمّن مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية، مثل:

  • العوامل الوراثية: وجود تاريخٍ عائليٍّ للإصابة بالصرع.
  • التشوهات الدماغية: قد تُصيب التشوهات الدماغية، مثل: تشوه التنسج القشري، أو تضخم البطين، أو التشوهات الجينية، خلايا الدماغ، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث نوباتٍ صرعيةٍ.
  • الإصابات الدماغية: قد تُؤدّي الإصابات الدماغية، مثل: إصابات الرأس، أو السكتات الدماغية، إلى حدوث نوباتٍ صرعيةٍ، وخاصّةً إذا كانت الإصابة قد ألحقت ضررًا بمنطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في النشاط الكهربائي.
  • العدوى: قد تُسبّب بعض أنواع العدوى، مثل: التهاب السحايا، أو التهاب الدماغ، نوباتٍ صرعيةٍ.

 

علاج الصرع المستعصي

لا يوجد علاجٌ شافٍ للصرع المستعصي، وإلا ما ظللنا نسميه مستعصياً ولكن تهدف العلاجات المُتاحة إلى:

  • التحكم في النوبات الصرعية: يفضل في بعض الحالات أن يستمر المريض في استخدام الأدوية المُضادة للصرع للتحكم في النوبات الصرعية، حتى وإن لم يبد مُستجيباً لهذه الأدوية.
  • الجراحة: قد تُستخدم الجراحة لعلاج الصرعِ المستعصي، وفيها يقوم الأطباء باستئصال الجز في المخ الذي يحتوي على البؤرة التي تبدأ منها نوبات الصرع، وقد أبدى هذا الحل نجاحاً مقبولاً في الكثير من الحالات. 

 

الصرع المستعصي عند الأطفال:

يُصيب الصرعُ المستعصي الأطفال بنسبةٍ تتراوح بين 20% و30% من مرضى الصرع عند الأطفال.

وتُعدّ هذه النسبة مرتفعةً مقارنةً بالبالغين، ممّا يُؤكّد على خطورة هذا المرض على صحة ونموّ الأطفال.

وتشمل أعراض الصرعِ المستعصي عند الأطفال نفس أعراضه عند البالغين، مع بعض الاختلافات، مثل:

  • تأخر في النمو
  • اضطرابات سلوكية
  • صعوبات في التعلم

 

نصائح للتعامل الأمثل مع مرضى الصرع أثناء النوبة وبعدها

أثناء نوبة الصرع:

  • حافظ على هدوئك: من المهمّ أن تظلّ هادئًا ولا تُصاب بالذعر، فهذا قد يُزيد من توتر المريض ويُؤخّر شفاءه.
  • أبعد الأشياء التي قد تُؤذيه: مثل: الأثاث الحادّ أو الأدوات المنزلية، لكي لا يُصاب المريض بجروحٍ أثناء النوبة.
  • ضع شيئًا ناعمًا تحت رأسه: مثل: وسادة أو بطانية، لحماية رأسه من الاصطدام بالأرض.
  • افتح ملابسه قليلاً: لكي يتنفس بسهولة.
  • لا تُحاول إيقاف تشنجاته: فقد يُؤدّي ذلك إلى إصابته بجروحٍ إضافية.
  • راقب مدة النوبة وشدّتها: لتُخبر الطبيب بذلك لاحقًا.
  • اتصل بالإسعافات الطبية: إذا استمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق، أو إذا كان المريض يُعاني من صعوبة في التنفس، أو إذا فقد الوعي بشكلٍ كامل.

بعد نوبة الصرع:

  • اطمئن على المريض: اسأله عن شعوره، وتأكد من أنّه بخير.
  • ساعده على الاسترخاء: اجعله ينام في مكانٍ هادئٍ ودافئ.
  • لا تُعطيه أيّ طعامٍ أو شرابٍ: حتى يستعيد وعيه بشكلٍ كامل.
  • سجّل ملاحظاتك: حول مدة النوبة وشدّتها وأيّ أعراضٍ أخرى ظهرت على المريض، لِتُخبر الطبيب بذلك لاحقًا.
  • لا تُوبّخ المريض أو تُشعره بالذنب: فهو لا يتحكم في حدوث النوبات.
    • شجّعه على ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، فكلّ هذه العوامل تُساعد في التحكم بنوبات الصرع.
  • دعمه نفسيًا: فقد يُعاني المريض من مشاعرٍ سلبيةٍ، مثل: الخوف والقلق، لذلك من المهمّ أن تُقدّم له الدعم النفسي والمشورة.

 

الصرع مرضٌ مزمنٌ، ولكن يُمكن التحكم به بالعلاج المُناسب. مع الدعم والرعاية المُناسبين، يُمكن لمرضى الصرع أن يعيشوا حياةً طبيعيةً وناجحةً.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساهم في تحسين الحياة المرضى المصابين بالصرع المستعصي وعائلاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى