مرض الاضطراب الفصامي العاطفي Schizoaffective disorder | أعراضه وطرق علاجه

Last Updated on: 26th أغسطس 2021, 07:33 م

اضطراب نفسي نادر الحدوث يصعب تشخيصه نتيجة لتشابه أعراضه مع أشهر الاضطرابات النفسية، علاوة على تأثيره القوي على جودة حياة صاحبه سواء على المستوى المهني أو الشخصي، إنه مرض الاضطراب الفصامي العاطفي.

 

ما هو الاضطراب الفصامي العاطفي؟

يمكننا تفسير طبيعة المرض من اسمه الذي يحمل شقين من الاضطرابات النفسية: 

• الاضطرابات الفصامية والتي تفصل صاحبها عن الواقع والأشخاص المحيطين به، إلى جانب تغيّر طريقة تفكيره وسلوكه.
• الاضطرابات المزاجية الناتجة عن خلل في الناقلات الكيميائية بالمخ.

 

إجمالًا لما سبق، يعد مرض الاضطراب الفصامي العاطفي نادر الحدوث؛ فهو يُصيب ٣ فقط من كل ألف شخص (٣.%)، علاوة على ذلك قد يُخطيء الأطباء في تشخيصهم له نتيجة لتشابه أعراضه مع الذهان والاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

 

من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الاضطراب الفصامي العاطفي؟

غالبًا ما تظهر أعراض المرض في نهاية سنوات البلوغ، أي من عمر ٢٠ وحتى ٣٠ عامًا.

 

كذلك أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة إصابة السيدات بالمرض أعلى من الرجال، ونادرًا ما تظهر في الأطفال.

 

أنواع الاضطراب الفصامي العاطفي

ينقسم مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي إلى نوعين وفقًا للتغيّرات المزاجية للمريض، إليك أنواع الاضطراب الفصامي العاطفي:

١.النوع ثنائي القطب

يعاني المريض اضطرابات مزاجية شديدة أشهرها الهوس، وأحيانًا يصاحبه نوبات اكتئاب بسيطة.

 

٢. النوع الاكتئابي 

ينتاب المريض مشاعر سلبية كثيرة تشمل الحزن وفقدان الأمل وانعدام قيمته، وكذلك تراوده الأفكار الانتحارية، علاوة على ضعف الذاكرة وفقدان التركيز.

 

قد يتنقل مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي بين نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب خلال فترة زمنية قصيرة.

 

أسباب الاضطراب الفصامي العاطفي

لم يتوصل الباحثين حتى الآن إلى أسباب الاضطراب الفصامي العاطفي، لكنهم في المقابل يعتقدون بأن هناك عوامل محفزة لمرض الاضطراب الفصامي العاطفي مثل:

 

١.التاريخ المرضي للعائلة

ترتفع نسبة إصابة الشخص بالمرض في حالة إصابة أحد الوالدين به، لذلك قد تجد مرض الاضطراب الفصامي العاطفي في أكثر من فرد بالأسرة.

 

٢. خلل في نسبة الناقلات الكيميائية  

مثل: السيروتونين والدوبامين والنورابينفرين.

 

٣. تشريح المخ

لاحظ العلماء تغيرات في حجم وتكوين بعض أجزاء المخ لدى مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي مثل قرن آمون والمهاد.

 

٤. عوامل بيئية

هناك مؤثرات خارجية تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الاضطراب الفصامي العاطفي مثل: المواقف المليئة بالضغوطات العصبية، والتعرض لصدمات عاطفية، وأيضًا الإصابة بعدوى فيروسية.

 

٥. المواد المهلوسة

وتحديدًا الماريجوانا وحبوب (LCD) و (PCP).

 

ما هي أشهر أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي؟

تختلف أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي من شخص لآخر، وذلك وفقًا لحدة أعراضه، على سبيل المثال نجد أن بعض المرضى تعاني أعراضًا بسيطة، والآخرون يعانون أعراضًا شديدة تؤثر سلبًا على حياتهم.

 

علاوة على تنوع أعراض المرض من شخص لآخر ما بين الهوس والاكتئاب والأعراض الذهانية.

١. الأعراض الذهانية

• الهلوسة وتشمل رؤية أو سماع أو الإحساس بأشياء غير حقيقية.
• الأوهام والاعتقاد بأن كل من حوله يتآمر ضده، ومن ثم لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال.
• تشوش الذهن وضعف التركيز؛ وبالتالي صعوبة في تكوين الجملة والتواصل مع الآخرين.
• اتباع سلوكات غريبة الأطوار.
• جنون العظمة.

٢. أعراض الاكتئاب

• الشعور بانعدام القيمة وجلد الذات، وبالمثل الشعور بالذنب.
• مزاجه السيء.
• فقدان الشغف تجاه الأنشطة المحببة له.
• التفكير في الانتحار.
• ضعف الشهية.
• وكذلك اضطرابات النوم إما النعاس أو الأرق.
• صعوبة في التركيز.

٣. أعراض الهوس

تعد أعراض الهوس من أكثر أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي خطورة؛ إذ يتمتع المريض بطاقة كبيرة يستخدمها في تدمير حياته، لذلك ينصح الأطباء مرافقين المريض بمراقبة تصرفاته.

من أشهر هذه الأعراض:

• النشاط المفرط؛ ومن ثم يقبل على العمل والأنشطة الاجتماعية.
• الزهو بنفسه.
• قلة النوم.
• السلوكيات المدمرة للذات مثل: القيادة المتهورة أو الإنفاق ببذخ أو تعاطي المواد المخدرة.

 

مضاعفات مرض الاضطراب الفصامي العاطفي

عدم اكتشاف أهل المريض معاناته النفسية واصطحابه للطبيب النفسي، أو رفض المريض الخضوع للعلاج يُعرضه لمضاعفات خطيرة تُقلل من جودة حياته، بل وأيضًا قد تعرضه لفقدان حياته.

 

إليك أشهر هذه المضاعفات:

• العزلة الاجتماعية.
• فقدان وظيفته؛ ومن ثم ضياع مستقبله.
• اضطراب القلق العام.
• تعاطي المواد المخدرة والمهلوسة.
• وأخيرًا مراودته أفكار انتحارية.

 

علاج مرض الاضطراب الفصامي العاطفي

لا يتوفر علاج للشفاء الكامل من الأمراض النفسية، وبالمثل مرض الاضطراب الفصامي العاطفي، لكن هناك خطط علاجية تقلل من حدة أعراض المرض على المدى الطويل.

 

تتنوع الخطط العلاجية وفقًا لمدى خطورة حالة المريض وطبيعة أعراضه، هل هي نوبات هوس أم نوبات اكتئاب؟

 لكن توصل الأطباء إلى أن الجمع بين الخطط العلاجية يمكّن الطبيب من التحكم في أعراض المريض.

 

الخطط العلاجية لمرض الاضطراب الفصامي العاطفي

١. العلاج الدوائي

ويشمل:

• مضادات الذهان

تعد مادة البالبيريدون (انفيجا) هي مضاد الذهان الوحيد المصرح به من منظمة الغذاء والدواء لعلاج مرض الاضطراب الفصامي العاطفي.

 

لكن قد يستعين الأطباء بأنواع أخرى من مضادات الذهان نظرًا لارتفاع سعره.

 

• أدوية لتحسين المزاج

مثل الليثيوم للتحكم في نوبات الهوس.

 

• مضادات الاكتئاب

وتحديدًا مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية لفاعليتها في التحكم بأعراض الاكتئاب، علاوة على قِلة آثارها الجانبية.

 

٢. العلاج النفسي

يُحقق العلاج النفسي نجاحًا ملحوظًا في تحسين أعراض المريض وتمكنه أيضًا من التأقلم معها في كافة جوانب حياته.

 

ينقسم العلاج النفسي إلى:

١. العلاج الفردي

حيث يعتمد الطبيب على العلاج المعرفي السلوكي، والذي يحدث من خلال طرح السلوكيات والأفكار السلبية؛ ومن ثم كيفية تفادي الوقوع فيها، بالإضافة إلى تعلم مهارات التواصل مع الآخرين.

 

٢. العلاج الجماعي

تحاور مجموعة من الأفراد مع بعضهم حول مشكلة مشتركة بينهم في حضور منظم للجلسة يمنحهم القوة في مواجهة مشكلتهم، بالإضافة إلى تبادلهم للخبرات، هذا ما يحدث بالمثل في العلاج الجماعي.

 

ينصح الأطباء النفسيين أيضًا بالعلاج الجماعي لمرضى اضطراب الفصامي العاطفي أصحاب نوبات الاكتئاب، وذلك لإكسابهم مهارات التواصل مع الآخرين؛ ومن ثم يقلل من عزلتهم الاجتماعية.

 

لا ننسى أيضًا أن تعريف المريض بطبيعة مرضه ومضاعفاته على كافة نواحي حياته بمثابة شرارة تحمسهم إلى الخضوع للعلاج.

 

مجمل القول، مرض الاضطراب الفصامي العاطفي خطير، لكن التزام المريض بالعلاج وفقًا لتوجيهات الطبيب مستعينًا بإرادته القوية للتغلب على هذا الاضطراب، يمكّنه من الاستمتاع بحياة طبيعية دون انتكاسة بأمر الله.

 

Resources:

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9563-schizoaffective-disorder

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/schizoaffective-disorder/symptoms-causes/syc-20354504