أثر اضطراب ثنائي القطب على العلاقات العاطفية
أثر اضطراب ثنائي القطب على العلاقات العاطفية والشراكات الحميمة
Last Updated on: 29th يوليو 2023, 04:07 م
يتساءل الكثير المقبلين على الزواج عن أثر اضطراب ثنائي القطب على العلاقات العاطفية والشراكات الحميمية؛ إذ أن الزواج شركة مشاعة وليس نجاحًا لأحد الزوجين على حساب الآخر، فإمّا أن يفوزان معاً أو تنهار شراكتهما على رأسيهما دون شفقة أو هوادة؛ لأجل ذلك لا بد أن يعي الفرد أن شريكه المصاب باضطراب ثنائي القطب لا حول له ولا يستطيع أن يتحكم مباشرة في معظم السلوكيات الصادرة منه، وتذبذب عواطفه بين الحنية ثم البرود ويفتعل أفعال غير مألوفة وشاذة لدى العديد.
أثر اضطراب ثنائي القطب على العلاقات العاطفية والشراكات الحميمة
قد يكون الارتباط والزواج من شخص مريض باضطراب ثنائي القطب معضلة في بعض الأحيان، خاصةً إذا كان لا يعرف أنه يعاني مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج؛ إذ أن هناك الكثير من المصابين بهذا الاضطراب يعيشون لسنوات طويلة دون أن يعرفوا أن التقلبات المزاجية العنيفة التي تلاحقهم من حين لآخر ونوبات الهوس التي يليها نوبات الحزن تكون بسبب هذا المرض.
تعد التقلبات المزاجية في العلاقات الزوجية أمرًا طبيعيًا، لكن تصبح معضلة في حال زواج مريض ثنائي القطب؛ إذ أن من الصعب توقّع تصرفات الشريك المصاب وردود أفعاله؛ لذا من الضروري عند الإقدام على الارتباط أو الزواج بمريض ثنائي القطب دراسة حيثيات المرض، وفهم أن التقلبات المزاجية الشديدة هي السمة المميزة لهذا المرض.
تكمن خطورة اضطراب ثنائي القطب على الأزواج في حالة تطور نوبات الهوس التي تجعل المريض يفتعل أمورًا خطرة، كذلك عند تفاقم نوبات الحزن والاكتئاب، التي تجعل الشخص يفكر مرارًا وتكرارًا في الانتحار وقد يقدم بالفعل عليه.
هنا يأتي دور الشريك في حالة علمه بمرض شريكه وأن لديه خطة علاجية لا بد من اتباعها؛ فتقع على كاهله مسؤولية الدعم المستمر للاستمرار في تلقي العلاج، وتقديم الدعم والنصح الدائم وقت نوبات الهوس كي لا يؤذي الشخص نفسه، كذلك وقت نوبات الاكتئاب خشية مضاعفاته الوخيمة غير المحمودة.
لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو
https://www.youtube.com/shorts/wmET9E9BDpM
ما تأثير اضطراب ثنائي القطب والزواج؟
مما لا شك فيه أن اضطراب ثنائي القطب يؤثر في الزواج، وتكمن الصعوبة التي يواجهها الشريك في شريكه المصاب أنه لا يريد الاعتراف بإصابته بذلك الاضطراب؛ ومن ثم تتصاعد المشكلات وتتفاقم العراقيل أمامهما، وفيما يلي بيان لأبرز التأثيرات المتعلقة باضطراب ثنائي القطب والزواج:
العلاقة الحميمة: يعزف الزوج المصاب عادة عن العلاقة الزوجية، كما تستشعر الزوجة في حالة إصابتها بالسوء والضجر تجاه تلك العلاقة.
العنف: قد يفتعل المريض أفعالًا غير محكمة ومتهورة قد تلحق الضرر بشريك حياته.
الألفاظ السيئة: في بعض الأحيان يوجه المريض بعض الإساءة اللفظية وتوجيه اللوم والشتائم.
الاستغلال المادي: نتيجة تدهور الأحوال المادية والاستغلال المادي وتراكم الديون الضخمة بسبب كثرة الإنفاق وإغداق الأموال.
نوبات الهوس: التي تجعل الشخص مفعم بالحيوية والنشاط حد السماء، ولا يمكنه التحكم في تصرفاته وتنتابه الثرثرة واتخاذ قرارات متهورة والثقة بالنفس غير منقطعة النظير.
نوبات الاكتئاب الحادة: التي تعد مشكلة ليست هينة، وتأثيرها الجسدي والنفسي السيء على الزوج، الذي يرغب العزلة والانزواء على نفسه والكآبة.
التواصل بين الزوجين: يقل التواصل الفعال بين الزوجين، وتصبح حياتهم مملة كئيبة خاوية على عروشها.
العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب والزواج؟
يعد اضطراب ثنائي القطب السبب الكامن وراء التقلبات المزاجية المزعجة وحالات التوتر والمتاعب بين الزوجين، ومن أبرز تأثيرات وسلوكيات اضطراب ثنائي القطب في الزواج التي يعانيها أحد الطرفين يلاحظها في شريكه المصاب:
أعراض الهوس (Mania)
تتضمن أعراض الهوس ما يلي:
- الأرق وقلة عدد ساعات النوم.
- الاندفاع.
- الشعور المبالغ فيه بالنشوة والسعادة.
- زيادة الطاقة والنشاط.
- الإقدام على الأفعال الإيجابية.
- قدرة المريض على الإنجاز تكون عالية.
- الشعور بالتفاؤل متخطيًا حدود الواقع.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تصارع الأفكار في ذهن المريض.
- التشتت وتضارب الأفكار.
- الإقبال على الخروج والتسوق والشراء.
- اتخاذ قرارات مصيرية غير محسوبة
- الثرثرة.
- الضلالات (Delusions) فقد تلاحق بعض المرضى أفكار خاطئة لا يتمكن أحد من تعديلها لديهم أو مناقشتهم حولها.
- الهلاوس (Hallucinations) فقد يسمع المريض أو يرى أشياء ليس لها وجود.
أعراض الهوس الخفيف (Hypomania)
تتشابه مع تلك التي تحدث في نوبات الهوس، لكنها أخف حدة ولا تؤثر في قدرة المريض على مصير يومه أو علاقاته الاجتماعية.
أعراض الاكتئاب
تشمل أعراض الاكتئاب التي قد يعانيها مريض الاضطراب ثنائي القطب:
- الشعور بتدني الذات وانعدام القيمة.
- فقدان الشغف.
- اكتساب مزيدًا من الوزن أو فقده بنحو زائد عن الطبيعي.
- الشعور بالحزن والوحدة الدفينة.
- الأرق أو النوم لساعات طويلة.
- التشويش الذهني وعدم القدرة على التفكير أو التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- الشعور بالذنب طوال الوقت تجاه الآخرين.
- عدم القدرة على الانخراط وسط التجمعات.
- ملاحقة الأفكار الانتحارية أو عزم النية لتنفيذها.
- تباين العلاقة الزوجية ما بين الإقدام والنفور منها.
- ضعف اتخاذ القرارات الهامة أو اتخاذ قرارات متهورة.
- الأوهام وتبني أفكار ومعتقدات غير صحيحة.
ما مشكلات اضطراب ثنائي القطب الجنسية؟
يعاني مريض ثنائي القطب مرحلة الاكتئابية تارةً ومرحلة هوسية تارة أخرى؛ لذا هناك بعض المشكلات التي تؤثر في العلاقة الزوجية وتختلف باختلاف المرحلة التي يمر بها المصاب، ويمكن تقسيمها كالآتي:
الخصائص الجنسية المرتبطة بالفترة الهوسية
تتميز تلك النوبات بزيادة النشاط الجنسي على نحو دون الشعور بالرضا والاستحسان الجنسي.
الخصائص الجنسية المرتبطة بالفترة الاكتئابية
تتميز بانخفاض الدوافع الجنسية والتواصل العاطفي؛ مما يسبب العديد من مشكلات العلاقة الزوجية واضطرابها، وقد يعاني المريض مشكلات أخرى، مثل: الضعف الجنسي وضعف الانتصاب لدى الرجال أو النفور من العلاقة الزوجية والشعور السيء تجاهها لدى النساء.
التعامل مع الشريك المُصاب باضطراب ثنائي القطب
سنسدي إليك -عزيزي- أهم النصائح الواجب اتباعها عند التعامل مع الشريك المصاب باضطراب ثنائي القطب:
- التحلي بالصبر ونتذكر أن المرض هو المُلام وليس المريض نفسه.
- الحفاظ على الطاقة الإيجابية وروح الدعابة
- مراقبة المريض وتحفيزه على تناول الدواء؛ إذ أنه أمر أساسي لا يمكن إهمالها فهم المحفزات التي تثير شريكك، وهذا عندما يكون في حالة الاستقرار، فهذا من شأنه أن يقيك من التقلبات أو يؤخرها.
- توصية المريض أن يوضح احتياجاته عند تقلب مزاجه.
- المحافظة على التواصل المستمر ونشعر المريض بالاحتياج الدائم إليه.
- تجنب تناول الكحوليات أو إدمان المخدرات التي تفاقم الأعراض.
هل يتفاقم ثنائي القطب مع العمر عند الزوجين؟
من الممكن تفاقم اضطراب ثنائي القطب إذا لم يستطع الطرف الأخر التعامل الصحيح مع الاضطراب، كما أن مع التقدم في العمر ومرور الوقت قد تسوء الحالة إذا لم يتلقى المريض العلاج الصحيح على نحو صحيح؛ وعلى إثره تصبح النوبات أكثر حدة مما كانت عليه في السابق
هل يمكن التعايش مع مريض ثنائي القطب؟
يمكن التعايش مع مريض اضطراب ثنائي القطب، لكن مع اتخاذ كافة التحذيرات والتنبؤات عند التعامل مع نوبات الهوس والهياج والتقلبات المزاجية.
ختامًا، من الممكن الحصول على حياة هانئة وسعيدة في حالة الزواج بمريض اضطراب ثنائي القطب، لكن لا بد أن ندرك مدى مسؤولية الشريك التي وقعت على عاتقه ودوره المستمر في تقديم الدعم والتحفيز لاتباع خطة العلاج وتناول الأدوية.