الأمراض النفسية

أهم أعراض الانفصام الذهاني | ماذا يرى مريض الفصام؟

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:15 ص

يعاني مريض الانفصام الذهاني التهيؤات والضلالات، وينعته الآخرين بأن اعتراه مسّ شيطاني، ويصفه البعض الآخر بالجنون وفقدان العقل؛ نتيجة تصرفاته المريبة ورؤيته لشخص ما يتحدث إليه أو تحدثه مع أصوات لا تسمعه ولا تجيبه. 

سنفرد سطور هذا المقال للحديث عن أعراض الانفصام الذهانى، وأسباب الإصابة وسبل العلاج.

ما هو الانفصام الذهانى؟

اضطراب عقلي حاد مزمن يؤثر في الطريقة التي يفكر بها الشخص، على الرغم من أن الفصام ليس شائعًا مثل الأمراض العقلية الرئيسية الأخرى، إلا أنه من أكثر الأمراض المزمنة التي تعيق الحياة اليومية؛ إذ أنه أحد الاضطرابات الذهنية المزمنة.

تتسم أعراض الانفصام الذهني بالانفصال عن الواقع والانزواء داخل عالم محدود مليء بالأوهام والضلالات.

يجدر بالذكر أن الانفصام نوع من أنواع الذهان، وتسيطر على المريض الأوهام والهلوسة السمعية والبصرية والحسية، وعدم القدرة على تمييز أفكاره الخيالية عن الواقع؛ إذ يفسر العقل الواقع على نحو غير منطقي، والتصدي للأفكار الصحيحة الصائبة، ومن ثمَّ يصدر المريض سلوكًا غير طبيعي.

 كما يظهر سلوك مريض الانفصام غير مألوف وأحيانًا يصبح مخيفًا ومرعبًا، ومن المؤسف عدم وجود علاج يستطيع دحضه، لكن يعتمد الطبيب النفسي عدة سبل لتدارك الأعراض والسيطرة عليها.

أعراض الانفصام الذهاني

تختلف أعراض انفصام الشخصية بناء على حدة المرض، وتتضمن الأعراض الذهانية أو الأعراض الأيجابية الأوهام والهلوسة، ويعاني المريض سلوكيات ذهانية غير موجودة في الأشخاص الأصحاء؛ إذ يفقد الاتصال مع الواقع، وتقوده الضلالات والأوهام، وتتضمن الأعراض الإيجابية ما يلي:

  • الهلاوس

يرى المريض أشياء لا يراها الشخص الطبيعي الجالس بجواره، وقد يسمع بعض الأصوات الغريبة التي تقوده إلى افتعال ردود الغير المعتادة، وقد تهتف بعض الأصوات في آذانه تحط من نفسه وتخبره أنه شخص غير مرغوب فيه، وعليه معاقبة نفسه وقد يصل الأمر إلى الانتحار.

عادة يعرف المريض ذلك الصوت الذي يتحدث إليه جيدًا، ويستطيع إخبار الطبيب بمميزاته سواء إن كان امرأة أو رجل أو طفل، ويخبره عما يقوله له ويحثه عليه.

  • الأوهام

معتقدات ليس لها أي سند في الواقع يعتنقها المريض، حتى بعد محاولات الآخرين وتأكيد أنها غير منطقية أو حقيقية، فقد يظن أنه محور الكون ويتمتع بشهرة واسعة ليس لها مثيل، أو يظن أن كل تعبيرات الوجوه تستهدفه هو وحده.

  • اضطرابات حركية غير منتظمة وغير طبيعية

يعاني المصابين بالفصام سلوكيات حركية منفعلة للجسم غريبة الأطوار؛ فقد يكرر مريض الانفصام حركات معينة مرات عدة.

كذلك على النقيض الآخر يعاني المريض الجمود والسكون، وهي حالة لا يتحرك فيها ولا يستجيب لمن حوله. يجدر بالذكر
أن تلك الحالة نادرة، لكن يمكن تعتري المريض كثيرًا إذا لم يتلقى علاج للفصام.

  • التفكير غير المنتظم

يعاني المريض خلل طرق التفكير، وهو نوع من اضطرابات التفكير يحدث نتيجة وجود مشكلة في تنظيم الأفكار أو ترابطها بطريقة منطقية صحيحة؛ لذا نلاحظ مرضى الفصام يتحدثون بطريقة مربِكة يصعب على الآخرين فهمها.

كما يوجد نوع آخر هو يعرف باسم توقف التفكير، إذ يتوقف المريض عن الكلام فجأة في أثناء التحدث عن فكرة ما أو يتحدث بكلام ليس له معنى.

لمزيد من المعلومات عن الفرق بين الفصام والذهان إليك هذا الفيديو

أسباب الانفصام الذهاني

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد خطر إصابة الشخص بذلك الاضطراب، وتتضمن الآتي:

  • العامل البيولوجي: يؤدي حتمًا العامل البيولوجي إلى التقلبات المزاجية مثل اضطراب النواقل العصبية في الدماغ.
  • العامل الوراثي والجينات: إصابة الأب أو الأم يزيد خطر إصابة الأبناء بهذا المرض.
  • العامل الاجتماعي: التعرض لبعض الصدمات النفسية والظروف الاجتماعية للأسف تزيد خطر إصابة الشخص بانفصام الشخصية.
  • إدمان بعض أنواع العقاقير والمخدرات: إذ تؤثر في كيمياء الدماغ.
  • مضاعفات الحمل والولادة: قد تحدث بعض المضاعفات للجنين في أثناء مدة الحمل، مثل: سوء التغذية أو الإصابة ببعض الفيروسات أو السموم.

الفرق بين اضطراب انفصام الشخصية وتعدد الشخصيات 

يعرف الانفصام الذهاني بأنه حالة ذهنية تسبب فقد الشخص قدرته على ترابط الأفكار والأفعال ومشاعره. فهو خلل حاد في الدماغ يسبب الهلوسة والضلالات، وتضطرب علاقات المريض الاجتماعية والمهنية. ويُعد الفصام من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، ومن المؤسف أنه يلازم المريض طوال حياته ولا ينفك عنه أبدًا.

لكن يُعرف اضطراب تعدد الشخصيات بأنه انفصال عن الواقع وليس الفصام، ويمتلك المريض أكثر من شخصية تتناوب عليه،
لكل منها صفاتها وسلوكياتها المميزة؛ ويكون المريض مجبر على العيش بهوية مغايرة تمامًا لذاته الأصلية.

هل مرض الفصام خطير؟

كيف تكون نهاية مريض الفصام إذا ترك بلا علاج؟ من المؤسف وجود علاقة وثيقة تربط بين مرض الفصام والانتحار؛ لذا لا بد من توخي حذر المحيطين بالمريض؛ فقد يحاول إزهاق روحة نتيجة أفعاله الاندفاعية العنيفة السريعة، ومن الممكن معاناة مريض انفصام الشخصية المضاعفات الآتية:

  • الاكتئاب.
  • تعاطي المخدرات والكحول.
  • عدم القدرة على العمل وأداء المهام اليومية.

هل مريض الفصام مجنون؟

يعاني مريض الانفصام الذهاني الهلاوس والأوهام، وتسيطر عليه الضلالات التي يجزم حقيقتها؛ لذا ينعتونه المحيطين بالمجنون، لكن لا داع للقلق إذ من الممكن  أن يحيا مريض الفصام حياة طبيعية، في حال الالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي الموصوف له من قبل الطبيب المختص.

علاج الانفصام الذهاني

لا يوجد علاج دوائي محدد لعلاج الانفصام، لكن يصف الأطباء بعض الأدوية للسيطرة على الاضطرابات المصاحبة للانفصام، مثل: الاكتئاب والقلق، وتتضمن طرق علاج الانفصام الذهاني ما يلي:

العلاج النفسي

يهدف إلى دمج الشخصية المنفصلة في شخصية واحدة موحدة، تستطيع التحكم في المحفزات الخارجية، ذلك من خلال عقد جلسات العلاج النفسي بين الطبيب والمريض، وعادة ما يطلب المريض اشتراك أفراد الأسرة في تلك الجلسات.

كذلك يستخدم العلاج السلوكي المعرفي للتدريب على بعض إنجاز المهارات الاجتماعية، والتأثير الإيجابي في طريقة
التفكير والتخلص من الأوهام والضلالات، وتحسين نهج تفكير المريض وطرد المعتقدات والأفكار السلبية الخاطئة.

العلاج بالتنويم المغناطيسي

يلجأ إليه الأطباء لمساعدة المريض للوصول إلى الذكريات المؤلمة المكبوتة، والتحكم في بعض السلوكيات التي تصاحب اضطراب الانفصام الذهاني.

الأدوية

يصف الطبيب بعض مضادات الذهان التي تسهم في السيطرة على الهلاوس والأوهام التي تنتاب المريض،
إذ تكمن آلية عملها في استهداف مادة الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، وإعادة توازنهما على نحو جيد.

كيفية التعامل مع الشخص المصاب باضطراب النفصام الذهاني

من المؤسف أن التعامل مع الشخص المصاب بالانفصام في غاية الصعوبة، ويجب أن يتعلم المحيطين كيفية التعامل الصحيح مع سلوكياته الناتجة عن الأوهام والضلالات، مثل:

  • توقع تغير شخصية المصاب وتباين أفكاره وكلامه.
  • التعرف إلى أعراض انفصام الشخصية التي يعانيها المصاب.
  • التحلي بالهدوء والثبات الانفعالي عند تغير سلوكيات وسمات شخصية المريض.
  • الحرص على حضور جلسات الدعم الأسري التي يعقدها الطبيب المعالج.

الأسئلة الشائعة حول مرض الانفصام الذهاني

تتضمن الآتي:

ما هو الفرق بين الفصام الشيزوفرينيا؟

يعرف الفصام بأنه الشيزوفيرينا، وهو أحد اضطرابات الذهان، يسبب حالة من الانفصال عن الواقع للمريض.

هل يمكن علاج الانفصام بالأدوية؟

لم يتوصل إلى علاج شاف لاضطراب الشخصية الانفصامية أو الانفصام حتى الآن، لكن يعد العلاج النفسي والعلاج بالتنويم المغناطيسي من أكثر طرق العلاج الفعالة لعلاج الانفصام.

ما الفرق بين الفصام و الذهان؟

يتشابه كل من الذهان والفصام، وقد يستخدم المصطلحان لتوصيف نفس الحالة؛ إذ أن الذهان هو أحد أعراض الانفصام،
وعلى الرغم من ارتباط الحالتين ارتباطًا وثيقًا، إلا أن كلًا منهما يختلف عن الأخر من حيث الأعراض والأسباب، لكنهما يتشابهان على نحو كبير في طرق العلاج.

 

وختامًأ، أعي جيدًا قدر المعاناة التي يتكبدها من مريض الانفصام الذهاني، الذي تفتك به الهلاوس والضلالات؛
لكن من الممكن السيطرة على الأعراض ويمارس المريض حياته بنمط طبيعي عند اتباعه الخطة العلاجية المحكمة الموصوفة من قبل الطبيب المختص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى