الأمراض النفسية

أهم الحقائق حول الصرع عند الأطفال | أسبابه وعلاجه

مرض الصرع عند الأطفال أو الكبار معروف منذ قديم الأزل، لكن كان مبهمًا و اعتقد الناس أن هذه 

الأعراض ما هي إلا مس شيطاني، وأفادت الحقيقة العلمية فيما بعد أنها أعراض داء الصرع.

فهو حالة يقع المريض بسببها بين الحياة والموت، تتخلل تلك الحالة تشنجات لا يمكن السيطرة عليها وفقدان للوعي، وأحيانًا تصاحبها صرخات مخيفة عالية تقرع الأذن، يتبعها فقدان السيطرة على المثانة، مع تداخل واضطراب في الألوان والرؤية، ومن ثم يدخل المريض في ثبات عميق.

سنضع بين يديك في السطور القادمة كل ما تود معرفته عن الصرع عند الأطفال اسبابه وعلاجه، والإجابة على تساؤلات البعض عن نسبة شفاء الأطفال من الصرع.

الصرع عند الأطفال

حالة تصيب الدماغ تجعل الطفل يعاني نوبات متكررة وغير مبررة من التشنجات، ويعرف الصرع بأنه اضطراب في الجهاز العصبي نتيجة لنشاط مفاجئ غير طبيعي في الدماغ، مع وجود شحنات كهربية متسارعة في الدماغ؛ تؤدي إلى حركات لا إرادية متكررة ومفاجئ.

تستمر نوبات الصرع الخفيفة أو المعتدلة عدة ثواني، وقد لا نستطيع تمييز حدوثها، بينما تستمر نوبات الصرع القوية عدة دقائق، وقد تُسبب فقدان الوعي لدى المريض، وحدوث تشنجات العضلات.

لا يعني حدوث نوبة واحدة أن الشخص يعاني الصرع، بل يحتاج التشخيص إلى نوبتين غير مُحرّضتين عمومًا، أي عدم وجود مُسببات ومحفزات أخرى، مثل: انخفاض سكر الدم، أو انخفاض ضغط الدم.

ما هي أول علامات الصرع عند الأطفال؟

عادة تظهر أول علامات الصرع عنـد الأطفال حديثي الولادة خفيفة إلى حد ما، إذ يصدر الرضيع حركات غير طبيعية للعين أو حركات في الشفة أو يحرك ذراعيه، بينما في الشهر الثالث من عمر الطفل، يُلاحظ حدوث ارتعاش لفترة قصيرة لأجزاء فردية من الجسم.

أعراض الصرع عند الأطفال

تعتمد الأعراض على نوع الصرع الذي يعانيه الطفل، وتتضمن أنواع الصرع عند الأطفال ما يلي:

نوبات الصرع الجزئية 

تؤثر في أجزاء معينة من الدماغ وتختلف أعراضه بحسب المركز المصاب، ويمثلها نوعان أساسيان:

 

النوبات الجزئية البسيطة

تتضمن أعراضها الآتي:

  • حدوث تغيرات في حاسة الشم، أو التذوق، أو الإبصار، أو اللمس.
  • الإحساس بوخز في الأطراف.
  • الشعور بالدوار.
  • لا تتضمن أعراضها فقدان للوعي.

 

النوبات الجزئية المعقدة

تشتمل على فقدان الوعي أو بقائه، ومن أعراضها:

  • أداء حركات متكررة.
  • التحديق بالأفق.
  • فقدان القدرة على الاستجابة.

نوبات التشنج الكلية

تُعد من أنواع الصرع التي تشمل الدماغ كله، ولها ستة أنواع، وهم:

نوبـات الغياب 

نوبات الصرع الغيابي تُسمى أيضًا بنوبات الصرع الصغيرة، ومن أعراضها: التحديق في الفضاء، نقص الوعي، القيام بحركات جسدية متكررة مثل: الرمش المتكرر، والعض على الشفاه.

نوبات الصـرع الارتخائية

تؤدي نوبات الصرع الارتخائية إلى فقدان السيطرة على العضلات، وسقوط المصاب على الأرض سقوطًا مفاجئًا.

نوبات الـصرع التوترية الرمعية

تعرف باسم نوبات الصرع الضخمة، ويعاني المصاب فقدان الوعي وتيبس الجسد وعض اللسان، مع فقدان السيطرة على المثانة والإخراج.

نوبات الرمع العضلي (JME)

تُسبب الشعور بالوخز وارتعاش الساقين والذراعين.

نوبات الصرع الارتجاجي

تحدث فيها حركات عضلية غريبة متكررة من الوجه والعنق والذراعين.

نوبات الصرع التوتري أو النشط

تُسبب نوبات الصرع التوتري العضلات وتصلبها.

أعراض الصرع عند الأطفال

تتضمن أعراض الصرع عند الأطفال ما يلي:

  • تشنج الأطراف ورعشتها.
  • تيبس جسم الطفل تيبسًا مفاجئًا.
  • حدوث نوبات من تحديق العينين أو إغماضهما.
  • رعشة عضلات الجسم، خاصة الرقبة والكتفين والذراعين.
  • شحوب الوجه والتعرق.
  • نوبات من الصراخ والبكاء.
  • بعض الحالات تعاني فقدان للوعي.

ما الذي يعاني منه الطفل أثناء النوبة؟

تحدث نوبة الصرع على ثلاث مراحل، وهم:

مرحلة قبل النوبة

قد يعاني المريض إحساس غير طبيعي، وهو ما يسمى بنذير النوبة، ومن المؤسف عدم قدرة الأطفال الصغار شرح ذلك، وفي بعض الحالاتقد يركضون لعناق والدهم أو شخص بالغ يثقون فيه أو ينظرون حولهم في خوف.

أثناء النوبة

يعتمد على نوع النوبة التي يعانيها المريض، وعادة ما تستمر من ثلاث إلى خمس دقائق.

مرحلة ما بعد النوبة

في خلال تلك الفترة يشعر الطفل بالنعاس أو الدوار،  ويعاني ضبابية الرؤية أو الهلوسة، وقد يتوقف عن الكلام، وعادة تستمر تلك الحالة مدة 15 إلى 30 دقيقة وقد تصل لأكثر من ساعة في بعض الحالات. يجدر التنويه في حالة عدم استعادة الطفل وعيه الكامل بعد مرور 60 دقيقة، فقد يكون يعاني نوبة متكررة أو يعاني مشكلة صحية أخرى تتطلب عناية طبية على الفور.

أعراض الصرع أثناء النوم

يؤدي اضطراب المواد الكيميائية التي تُفرزفي أثناء النوم إلى ارتفاع النشاط الكهربي للدماغ فجأة؛ مما يؤدي إلى حدوث نوبات الصرع أثناء النوم.

عادة تكون معظم نوبات الصرع من النوع التوتري الرمعي، وتستمر لأقل من 5 دقائق، وتحدث بعد النوم مباشرة، ويمكن أن تحدث أيضًا قبل الاستيقاظ أو بعده مباشرةً.

لا يعرف المصابون بالنوبات الصرعية التي تُصيبهم في أثناء النوم، وإنهم يعانون تلك المشكلة، ويمكن أن يكون العرض الوحيد الملحوظ لديهم هو الصداع والكدمات عند الاستيقاظ، بسبب عدم تذكرهم للحادث.

تتضمن الأعراض التي تُصاحب نوبات الصرع في أثناء النوم ما يلي:

 

  • الصراخ أو إصدار أصوات غير طبيعية.
  • عض اللسان.
  • فقدان السيطرة على المثانة
  • السقوط من السرير.
  • ارتعاش الجسم.
  • صعوبة الاستيقاظ بعد النوبة.
  • تيبس العضلات.

معدل تكرار نوبات الصرع

لا يوجد معدل ثابت لتكرار الصرع عند الأطفال، فقد تظهر نوبة الصرع مرة واحدة في السنة، وقد تظهر عدة مرات في اليوم الواحد. 

يجدر بالذكر في حالة إصابة الشخص بنوبةٍ واحدة في حياته، فلا يمكن تشخيصها داء الصرع؛ إذ تُشير بعض الدراسات أن 10% من الأفراد يصابون بنوبةٍ واحدة خلال فترة حياتهم، لكن عند إصابة الشخص بنوبتين أو أكثر دون سببٍ معروف، تُشخص تلك الحالة بأنها نوبات مرض الصرع.

أسباب الصرع عند الأطفال حديثي الولادة

لا يوجد سبب محدد للإصابة بالصرع، لكن يمكن إصابة الأطفال حديثي الولادة به نتيجة عدوى أو خلل أنسجة المخ أو نقص الأكسجين في أثناء الولادة.

تتضمن بعض العوامل المحتملة للإصابة بمرض الصرع عند الأطفال ما يلي:

  • التعرض لجرح أو تلف لدماغ الجنين قبل الولادة نتيجة سوء التغذية، أو نقص الأكسجين، أو وجود عدوى لدى الأم.
  • الإصابات الرضحية في الرأس.
  • وجود ورم في المخ.
  • نقص أكسجين الدم.
  • الاضطرابات الوراثية.
  • الأمراض المعدية، مثل: الإيدز، أو الالتهاب السحائي.
  •  حمى شديدة.
  • اضطرابات النمو، مثل التوحد.

تشخيص مرض الصرع

يُعد مخطط الدماغ (EEG) أكثر الاختبارات شيوعًا في تشخيص مرض الصرع، ويُجرى في أثناء النوم، ويعمل على تسجيل النشاط الكهربي للدماغ، وقد يطلب الطبيب إجراء فحص عصبي لتقييم قدرات المريض الحركية، وتقييم أدائه العقلي.

يمكن أيضًا الاستعانة ببعض فحوصات التصوير؛ للكشف عن الأورام والعيوب التي يمكن أن تُسبب نوبات الصرع، ومنها:

  • التصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث المنفرد بالفوتون.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي.
  • التصوير باستخدام الأشعة المقطعية.

الصرع عند الأطفال هل له علاج؟

يهدف علاج الصرع عند الأطفال إلى السيطرة على النوبات والتحكم في تكرار النوبات أو تقليلها، دون التأثير في نمو الطفل وتطوره بصورة طبيعية، وتعتمد الخطة العلاجية لإدارة نوبات الصرع على العوامل الآتية:

  • تحديد نوع النوبة على نحو صحيح.
  • وصف دواء يستهدف نوع النوبة تحديدًا.
  • استخدام الدواء الفعال لتحقيق السيطرة الكافية.

يجدر التنويه إلى أن نوع العلاج وفعاليته تعتمد على شدة المرض، ويتضمن الآتي:

الأدوية المضادة للصرع

تعمل هذه الأدوية على تخفيف حدة نوبات الصرع عند بعض المصابين، يتم اختيار الدواء بناء على ما يأتي:

  • نوع النوبة.
  • عمر الطفل.
  • الآثار الجانبية.
  • مدى الالتزام بالدواء.

النظام الغذائي الكيتوني

تحقق تلك الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والغنية بالدهون استفادة كبيرة لمرضى الصرع، خاصةً الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية.

لمزيد من المعلومات عن الدهون وأنواعها وفوائدها ودورها في علاج الصرع وثنائي القطب خلال هذا الفيديو

YouTube player

الجهاز محفز العصب المبهم

يوضع جراحيًا تحت الجلد على الصدر، وتكمن أهميته في تحفيز العصب المبهم الذي يمر عبر العنق؛ ومن ثم يمكنه منع حدوث نوبات الصرع. 

جراحة الدماغ

من خلال تغيير للمنطقة الدماغية المسببة لنوبات الصرع، أو تُزال جراحيًا.

التحفيز العميق للمخ

يُعد من الطرق العلاجية الجديدة التي يمكن أن تتوفر في المستقبل، وهو إجراء جراحي تُزرع فيه أقطاب كهربائية متخصصة في الدماغ، ثم يُزرع مولد إشارات كهربائية في الصدر، ويرسل المولد نبضات كهربائية إلى الدماغ للمساعدة على تقليل نوبات الصرع.

ختامًا، أصبح الصرع عند الأطفال ليس بمعضلة، إذ يستطيع الطفل ممارسة حياته طبيعيًا في حالة اتباع تعليمات الطبيب باستمرار وتناول الأدوية بانتظام.

المصدر
healthline.commy.clevelandclinic.orgbetterhealth.vic.gov.au

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى