الأدوية النفسيةالأمراض النفسية

اضطرابات التواصل | ما أصعب الحياة المقفرة من التواصل!

اضطرابات التواصل

يعد ميل الكائن البشري إلى الاجتماعية أهم ما يميزه؛ فهو اجتماعي بالفطرة، لكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ إذ تؤثر اضطرابات التواصل في احتكاكه بالمجتمع وتواصله بين أفراده.

 

فلنفتح ملف اضطرابات التواصل سويًا، ونتعرف إلى أسبابها وأنواعها، وكيفية علاجها، فتابعوا معنا.

 

التواصل

يُعرف التواصل بأنه نوع من التفاعل المتبادل، الذي تجرى من خلاله نقل المعلومات؛ وعلى إثر هذا تتأثر السلوكيات والأفكار وردود أفعال الأشخاص.

 

يجدر بالذكر أن كلما قل الحيز النفسي وزاد تقارب المشاعر والعواطف بين المتصلين؛ ازداد التفاعل والاندماج والتواصل بينهم.

 

لذلك تنقسم عملية التواصل إلى الآتي:

  • التواصل اللفظي

يستخدم التواصل اللفظي اللغة للتفاعل بين الأشخاص وبعضهم.

 

  • التواصل غير اللفظي

يعتمد ذلك النوع على الرموز التي تنقلها الرسائل غير اللفظية، وتتضمن الآتي:

 

  • حركات الجسم.
  • تغير الصوت.
  • المسافة بين الأشخاص.
  • التقارب المكاني.

 

تعريف اضطرابات التواصل

تعد اضطراب ملحوظ في النطق والصوت مع عدم القدرة على تطور اللغة التعبيرية والكلامية، وأيضًا عدم الاستطاعة على استيعاب فكر الآخرين وحديثهم.

 

لا يستطيع المصاب إنتاج الأصوات والتعبير عن مكنون نفسه، ويعاني خلل في طريقة لفظ الكلمات، وتكمن خطورة ذلك الاضطراب في أنه قد يؤدي إلى الاكتئاب والعزلة.

 

تتراوح أيضًا اضطرابات التواصل ما بين التلعثم وسوء تلفظ بعض الكلمات لعدم القدرة على استيعاب الكلام، واستخدام اللغة الاستخدام الأمثل لتوصيل الفكرة وتوضيح ما يدور داخل الذات.

 

أسباب اضطرابات التواصل

تكون أسباب اضطرابات التواصل في حالات كثيرة مبهمة وغير معروفة، وقد تعزى تلك الاضطرابات إلى أسباب خلقية أو مكتسبة، وتشمل الآتي:

 

  • الاضطرابات العصبية.
  • التوحد.
  • فقدان حاسة السمع.
  • إصابة الأحبال الصوتية بسوء.
  • الإعاقة الذهنية.
  • إصابات الدماغ الرضحية.
  • العوامل الوراثية.
  • الأورام السرطانية في المناطق المسؤولة عن التواصل والتطور الفكري واللغوي.
  • الشفة المشقوقة (Cleft palate).
  • تعاطي المخدرات.
  • أمراض الشيخوخة.

 

أنواع اضطرابات التواصل 

فيما يلي بيان لأنواع اضطرابات التواصل:

 

  • اضطراب السمع

تُعد الأذن العضو الرئيس عن عملية التواصل الاجتماعي؛ وذلك لأن الإنسان يستطيع من خلالها الاستماع إلى الأصوات وتمييزها.

 

وقد يحدث اضطراب السمع نتيجة ضعف الحساسية السمعية للجهاز السمعي؛ مما يؤدي إلى إعاقة المصاب عن فهم الكلام وإنتاجه بطريقة صحيحة، ويعاني الشخص الصم أو ضعف السمع.

 

يعرف الصم أيضًا بأنه اضطراب سمعي يعيق التواصل السمعي أو الشفوي للمصاب مع الآخرين، ويتعذر لديه إبداء أي استجابة تنم عن فهمه للكلام المسموع.

 

بينما يستطيع الشخص الذي يعاني ضعف السمع أن يعطي للكلام المسموع استجابة تدل على فهمه للكلام، بشرط أن يقع الصوت داخل نطاق حدود قدراته السمعية. 

 

وتعزى الاضطرابات السمعية إلى الأسباب الآتية:

  • الإعاقات التكوينية التي تصيب الأذن في أثناء النمو الجنيني، مثل: عدم اكتمال القناة السمعية أو بعض الأمراض التي تصيب الأم في أثناء حملها، أو تناول بعض الأدوية.
  • بعض الأمراض التي تصيب الطفل، مثل الالتهابات المستمرة للأذن.
  • تناول بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب الضعف السمعي أو الصمم.
  • أمراض الشيخوخة.
  • العوامل الوراثية؛ إذ يمكن أن تنتقل مشكلات السمع من الوالدين إلى الأبناء.
  • التعرض للضوضاء المرتفعة والمستمرة.

 

  • اضطراب الكلام

يعرف الكلام بأنه الاتصال اللفظي بين الأفراد، ويحتاج الشخص لعديد من الممارسات والتعلم لتطوير النطق وإنتاج محادثة مفهومة والتحدث بسلاسة دون عثرات أوتلعثم.

 

يسبب هذا الاضطراب صعوبة التلفظ ووجود مشكلة في تكوين وتجميع الأصوات، لذلك يعاني المستمعون فهم الشخص المصاب باضطراب الكلام والاتصال معه.

 

ينقسم اضطراب الكلام إلى الآتي:

  • اضطراب التعبير

خلل لغوي يتميز باستخدام لغة تعبيرية تحت المستوى الملائم للعمر الذهني للشخص، لكن يستوعب اللغة استيعابًا طبيعيًا.

 

يعاني المصاب عدة مشكلات تخص مفردات اللغة وتذكّر الكلمات، ويجدر بالذكر أن هذه المشكلة المتعلقة بالذاكرة تؤثر في الكلام فقط ولا تصاب الذاكرة غير اللفظية بسوء.

 

  • اضطراب الصوت

يعني صدور كلام غير نمطي من أصوات الكلام الملفوظ؛ إذ يتميز باستبدال الكلام أو حذفه أو إضافة عليه تؤدي إلى تحريفه.

 

  • التأتأة

تعد التأتأة النمائية من أبرز أنواع التأتأة، وتحدث بين عمر 2 إلى 5 أعوام، وتعرف بأنها من أبرز أنواع اضطرابات التواصل اللفظي انتشارًا. 

 

  • التحدث من خلال الأنف

ويحدث هذا نتيجة الإصابة بالحنك المشقوق أو وجود أي عيب خلقي في الوجه.

 

  • اضطراب الطلاقة

يعني عدم القدرة على التكلم بسهولة، نتيجة الإطالة أو التقطيع في نطق الحروف أو بسبب تكرار الكلام.

 

  • اضطراب اللغة

يشير اضطراب التواصل اللغوي إلى الإخفاق في فهم أو تلفظ اللغة في السن الطبيعي للفرد العاقل، ويعاني المصاب صعوبة إنتاج أو استبدال الوحدات اللغوية.

 

قد يحدث اضطراب اللغة نتيجة الإصابة بعلة ما، مثل: الإعاقة الذهنية أو ضعف السمع، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

 

يعد اضطراب اللغة من أبرز سمات اضطرابات التواصل عند التوحديين، ويمكن تصنيف ذلك الاضطراب إلى الآتي:

 

  • الاضطرابات الكلامية، التي تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الذهنية.
  • الاضطرابات اللغوية الدماغية، نتيجة نقص إنتاج اللغة وفهمها، مثل حالات الأفازيا (Aphasia). 
  • في حالات الاضطرابات اللغوية اللفظية مع سلامة القدرات العقلية، مثل مشكلة التلعثم (Stuttering).
  • فقدان الصوت نتيجة الإصابة بأمراض الحنجرة.

 

تشخيص اضطرابات التواصل

اضطرابات التواصل

ينبغي للوالدين الانتباه للتغيرات التي تطرأ على أبنائهم، مع ضرورة استشارة الطبيب للتوصل إلى التشخيص الدقيق للحالة.

 

كذلك ينقسم تشخيص اضطرابات التواصل إلى عدة مراحل، ونذكر منها الآتي:

 

  • دراسة تاريخ الحالة والأعراض

لا بُد أن يتعرف الطبيب إلى التاريخ الخاص بالحالة منذ الولادة، ومعرفة المشكلات الصحية والاجتماعية التي يعانيها المصاب.

 

  • الفحص البدني

يهدف إلى معرفة الحالة الصحية العامة للمصاب ومدى كفاءة حواسه.

 

  • تقييم كفاءة النطق

تستخدم مقاييس النطق لمعرفة قدرة الطفل على النطق والتلفظ بالحروف الهجائية وتحديد نوع الاضطراب.

 

  • فحص السمع

يقيس فحص السمع قوة الصوت بوحدة ديسيبل، إذ تصل قوة الحديث بالهمس إلى 20 ديسيبل، بينما تبلغ قوة الأصوات الصاخبة 120 إلى 140 ديسيبل تقريبًا.

 

  • الفحص النفسي للمريض

تعد الحالة النفسية للطفل في بعض الأحيان من أهم عوامل حدوث اضطرابات التواصل.

 

علاج اضطرابات التواصل

بعد تشخيص الطبيب المختص للحالة وتقييمها جيدًا؛ يعتمد الخطة العلاجية المناسبة، التي تهدف إلى تحسين جميع نواحي النمو اللغوي والكلام والمشكلات السمعية.

 

لذلك لا بد أن نعي أن الطريقة المثلى لعلاج اضطرابات التواصل عند الأطفال هي التدخل المبكر عند ظهور أي مشكلات في اللغة والنطق.

 

كذلك يعتمد العلاج على نوع الاضطراب وشدته، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء حدوثه، ويشمل عدة تقنيات تهدف إلى تحسين الاستيعاب السمعي ونطق الكلمات وإدراك المعاني وزيادة المحصول اللغوي. 

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الآباء والأمهات على قدر من معرفة العمر النموذجي لكل مرحلة من مراحل التطور، خاصةً في الثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل.

 

إذ ينضج الدماغ في أثناء هذه المرحلة سريعًا، وتتطور مهارات التواصل واللغة، لكن في حال وجود أي مشكلة في تلك المهارات، يرجى متابعة اختصاصي علاج النطق واللغة.

 

وقد يوصي الطبيب بممارسة بعض النشاطات في المنزل، لتحفيز التطور اللغوي والنطق، مثل نشاطات القراءة بانتظام للطفل.

 

في الختام، يحتاج الطفل المصاب باضطرابات التواصل إلى تضافر جهود الوالدين والطبيب المختص؛ من أجل تحسين مهاراته الاجتماعية، وتعزيز ثقته بنفسه.

 

كذلك لا بد من توعية جميع الآباء والأمهات بهذه الاضطرابات، كي يسهل اكتشافها مبكرًا في حال إصابة أحد الأبناء بها -لا قدر الله-، لتيسير عملية العلاج وتلافي استمرار المشكلة وتصدية لوقوع أي مضاعفات. 

 

المصادر

https://www.nidcd.nih.gov/health/speech-and-language 

https://www.nih.gov/about-nih/what-we-do/nih-almanac/national-institute-deafness-other-communication-disorders-nidcd 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK356274/ 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى