الأمراض النفسيةالصحة النفسية

اضطراب العرض الجسدي | ما بين الوهم والحقيقة!

Last Updated on: 16th يناير 2022, 01:23 ص

يسبب اضطراب العرض الجسدي الآلام والمتاعب للمصاب؛ وذلك لأنه يجعله فريسة للتفخيم والتهويل لما يعانيه، كذلك يسبب له المتاعب النفسية والجسدية.

قد تصل مجريات الأمور إلى الاكتئاب ومراودة الأفكار الانتحارية للمصاب، لذلك يجب زيارة الطبيب النفسي المختص، لتدارك الأعراض والخروج الآمن من تلك العلّة.

في هذا المقال -عزيزي القارئ- كل ما تود معرفته عن اضطراب العرض الجسدي، وأسباب الإصابة به، وسبل التشخيص والعلاج، فتابع معنا.

تعريف اضطراب العرض الجسدي (Somatic symptom disorder)

اضطراب العرض الجسدي

يعرف أيضًا باسم “الاضطرابات جسدية الشكل”، ويعد اضطراب نفسي يتضمن التركيز الشديد على الأعراض الجسدية التي يعانيها المصاب، مثل: الألم أو التعب.

يسبب ذلك الاضطراب رد فعل غير طبيعي؛ وذلك لأن المريض يفكر في أسوأ الأعراض ويضخمها، ويشعر بالتوتر والقلق، ويصاب بالأذى النفسي.

ينتج عن ذلك التهويل السعي الدؤوب لزيارة الطبيب وطلب الرعاية الصحية مرارًا وتكرارًا، والبحث عن تفسير الأعراض التي تعتري المريض؛ مما يؤدي إلى تشتت التركيز، ويواجه صعوبة في أداء مهامه اليومية.

أعراض اضطراب العرض الجسدي

تتعدد أعراض تلك الاضطراب ما بين الجسدي والنفسي، ونذكر منهم الآتي:

1- الأعراض الجسدية

تتضمن الآتي:

  • ضيق التنفس.
  • الإمساك. 
  • الإسهال. 
  • الشعور بالإعياء والضعف العام.

2- الأعراض النفسية

يعاني المريض مجموعة من المشاعر والأفكار السلبية، وتتضمن الآتي:

  • التوتر من فكرة السقوط على الأرض وأن يغشى عليه.
  • تشتت الذهن والانتباه.
  • انخفاض القدرة على التركيز.
  • عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
  • التوهم والخوف المبالغ فيه من خطورة الأعراض الجسدية.
  • سيطرة التوقعات السلبية والنظرة التشاؤمية على المصاب.
  • التشكيك دائمًا في التشخيص والتقييم الطبي.
  • تغيير الأدوية الموصوفة باستمرار.
  • الحساسية غير المعتادة تجاه الآثار الجانبية لبعض الأدوية. 
  • الخوف من النشاط الجسدي تجنبًا لحدوث أي أضرار للجسم.
  • التفكير في الموت طوال الوقت.

أسباب أعراض الاضطراب الجسدي

لا يوجد سبب واضح ومحدد لذلك الاضطراب، لكن توجد بعض العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة، مثل:

  1. العوامل الجينية، مثل الحساسية الزائدة تجاه الألم.
  2. التأثر بالبيئة المحيطة.
  3. نقص الوعي الجيد لاستيعاب الجوانب العاطفية ومعالجتها، لذلك تكون الأعراض الجسدية محور الاهتمام الرئيسي.
  4. قد تتسم شخصية الشخص بالسلبية؛ ما يؤثر في إدراكه للمرض والتعرف إلى عواقبه جيدًا.
  5. السلوك المكتسب، مثل الحصول على منافع مكتسبة من المرض، مثل تفادي المشاركة في الأنشطة؛ وبالتالي يزداد مستوى الشعور بالعجز.

أنواع اضطراب العرض الجسدي

تتعدد أنواع اضطراب العرض الجسدي وتشمل الآتي:

1- اضطراب القلق المرضي

يعاني المريض القلق والفزع من أبسط الأعراض، ولديه قناعة أن لديه مشكلات طبية خطرة. 

فقد يعتقد المريض أن الصداع الذي يعانيه علامة تدل على الإصابة بورم في المخ على سبيل المثال.

2- اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية

يشخص الأطباء تلك الحالة للأشخاص الذين يعانون أعراض عصبية ولا يمكن ربطها مع أي سبب طبي. 

فقد يعاني المريض بعض الأعراض الآتية:

  • الشلل. 
  • فقدان البصر. 
  • فقدان السمع. 
  • الإجهاد والضعف العام. 
  • التخدير وعدم الإحساس. 

قد تستمر الأعراض الجسدية لأقل من ستة أشهر، وخير مثال على تلك الحالة الحمل الكاذب “Pseudocyesis“؛ إذ تعتقد المرأة أنها حامل. 

كذلك تشعر بأعراض عديدة، مثل: الغثيان، وانتفاخ البطن، وتوقف الدورة الشهرية، وقد يصل الأمر إلى الشعور بآلام المخاض

3- الاضطراب المُفتعَل

يعد من الاعتلالات العقلية الحرجة؛ وذلك لأن المصاب يخدع الآخرين مدعيًا المرض ويتمارض عن قصد، وقد يلحق الأذى بنفسه. 

العوامل التي تزيد خطورة اضطراب العرض الجسدي 

اضطراب العرض الجسدي

تتضمن تلك العوامل الآتي:

  1. الشعور بالقلق والاكتئاب.
  2. التعرض لصدمات نفسية سابقة، مثل الاعتداء الجنسي في أثناء مرحلة الطفولة.
  3. انخفاض مستوى التعليم، أو تدني الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية.
  4. التأثر بوجود تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض.

مضاعفات اضطراب العرض الجسدي

قد يسبب اضطراب العرض الجسدي عدة مضاعفات، نذكر منها الآتي:

  1. الميول الانتحارية.
  2. الاكتئاب الحاد.
  3. اضطراب النوم.
  4. الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب القلق العام واضطراب الشخصية.
  5. مشكلات مادية نتيجة كثرة التردد على الأطباء وتوهم المرض وتفخيمه.
  6. صعوبة أداء المهام اليومية.
  7. التعرض لمشكلات في العمل ويصبح مهدد بالبطالة.

تشخيص اضطراب العرض الجسدي

يجري الطبيب في بادئ الأمر الفحص الجسدي الكامل، لاستبعاد وجود أي مشكلات صحية جسدية مسببة للأعراض التي يعانيها المصاب.

يُعد معرفة التاريخ المرضي للمصاب والتأكد من العلامات والأعراض من أهم الخطوات التشخيصية لاضطراب العرض الجسدي.

يخضع المريض لعمل تقييم نفسي، للتحدث عما يكمن بداخله بشأن الأعراض والمواقف التي تسبب له التوتر وتوقع الأسوأ.

يستفسر الطبيب أيضًا عن تناول الحالة للمخدرات أو المشروبات الكحولية، وعن الاهتمامات الخاصة بالمريض، ومعرفة المواقف التي يتجنب مواجهتها.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بعض النقاط لتأكيد تشخيص اضطراب العرض الجسدي، مثل:

  1. معاناة المريض عرض جسدي واحد أو أكثر يكدر صفوه ويسبب له التوتر والتعرض للمشكلات، مثل: الألم والإرهاق.
  2. التفكير المفرط بشأن جدية الأعراض التي يعانيها الشخص.
  3. تخصيص وقت كبير وطاقة أكبر للأعراض والمشكلات الصحية التي تعتري المريض.
  4. استمرار الأعراض التي تثير القلق لأكثر من 6 أشهر، مع أن الأعراض قد تختلف.

علاج اضطراب العرض الجسدي

لا يوجد نمط علاجي محدد يمكنه علاج ذلك الاضطراب بين عشية وضحاها، لكن توجد بعض التوصيات الطبية والنفسية التي يمكنها كبح الأعراض وتداركها.

لكن يعتمد الطبيب خطة علاجية محكمة بهدف تحسين الأعراض، وإعانة المريض على أداء مهامه اليومية، وتنقسم تلك الخطة إلى الآتي:

1- العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي على الحوار وتغيير الأفكار والمعتقدات السلبية الخاطئة، وتخفيف حدة التوتر الجسدي المرتبط بتلك الاضطرابات.

ويجدر بالذكر أن المصاب باضطراب العرض الجسدي يمكنه أن يشارك بعض أفراد العائلة أو الاجتماع بمصابين آخرين يعانون نفس الحالة.

يمكن أن يسهم أيضًا العلاج السلوكي المعرفي في إتاحة الفرصة للمريض للتعبير عن نفسه والأفكار التي تؤرقه.

كذلك يساعده على إيجاد حلول منطقية جديدة وتعليمه سبل سوية للتفكير والتصرف، والتكيف مع المعتقدات والتوقعات المتعلقة بالصحة والأعراض الجسدية.

يعلمه أيضًا التكيف مع الأعراض الجسدية، وعدم تجنب النشاطات والمواقف نتيجة الأحاسيس الجسدية الطارئة غير المريحة، وتعزيز علاقاته الاجتماعية.

2- العلاج الدوائي

يصف الطبيب مضادات الاكتئاب التي تسهم في الحد من التوتر والقلق، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل دواء برينتيلكس (Brintellix).

قد يوصى أيضًا بتناول الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات

يجدر بالذكر أن في حالة عدم جدوى الأدوية مع المريض؛ فقد يوصيه الطبيب بتغيير الدواء أو الجمع بين أدوية معينة، وذلك لتعزيز الفاعلية والحصول على النتائج المرجوة.

يستغرق تحسن الأعراض من بعد البدء في تعاطي الأدوية عدة أسابيع؛ فلا داع للقلق والعجلة.

أسلوب حياة المريض باضطراب العرض الجسدي

مع جدية الحالة إلا أنه من الممكن تقديم بعض خطوات الرعاية الذاتية وتقديم سبل عديدة للعلاج من المنزل.

فيما يلي بيان لأهم الخطوات العلاجية المنزلية التي يمكن اتباعها:

  1. التعاون مع الطبيب واتباع تعليماته كما ينبغي.
  2. تحديد جدول لزيارة الطبيب لمناقشة المخاوف.
  3. تجنب تعدد النصائح من عدة أطباء؛ وذلك لمنع التشتت والحيرة.
  4. ممارسة تقنيات التحكم في التوتر والقلق.
  5. تعلم تمارين الاسترخاء وممارسة اليوجا.
  6. المشاركة في الأنشطة المختلفة والمشاركة في الزيارات والجلسات العائلية والاجتماعية.
  7. تجنب تناول الكحول والمواد المخدرة.
  8. الإقلاع عن التدخين.

 

في الختام، اعتن -عزيزي- بصحتك جيدًا، وأعلم أن زوال المرض من زوال العرض، لذلك يجب الاستعانة بطبيب نفسي مختص كي يساعدك في إزالة العقبات التي سببها لك اضطراب العرض الجسدي.

 

وأوصيك كذلك بعدم الاستسلام للأنماط الحياتية الخاطئة وإعاقة حياتك بقلة الوعي، كي تستطيع التعايش بصحة جسدية ونفسية سوية.

المصدر
mayoclinicmedlinepluspsychiatry

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى