الأمراض النفسية

هل ثنائي القطب وراثي؟ أهم الحقائق بشأن اضطراب ثنائي القطب

هل ثنائي القطب وراثي؟ ذلك الاضطراب الذي يقلب حياة المريض رأسًا على عقب، تلك المشكلة ليست وليدة بين يوم وليلة، لكن يلعب التأثير البيئي والعوامل النفسية دورًا خطرًا في تتضارب الأفكار داخل أنفس المرضى؛ ومن ثم تطور ذلك الاضطراب وجعل المريض حائرًا تائهًا بين نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب.

سنسرد بشيء من التفصيل أنواع اضطراب ثنائي القطب، وأسباب الإصابة وسبل العلاج.

 

اضطراب ثنائي القطب
خلل عقلي يسبب تغيرات شديدة في مزاج المريض، فتارة يشعر بالطاقة والعفوية وكأنه في طريقة نحو القمة ، وتعرف تلك الحالة بنوبات الهوس، وتارة ينحرف مزاجه نحو القاع ويعاني الاكتئاب والتعاسة، وتعرف تلك الحالة بنوبات الاكتئاب، َوقد تتلاقى القمة بالقاع وتعرف نقطة التلاقي التي يعانيها المريض بنوبات الهوس الاكتئابي، وينقسم اضطراب ثنائي القطب إلى الآتي:

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول (Bipolar I Disorder)

يتميز ذلك النوع بنوبات الهوس الشديدة التي تتطلب الرعاية الطبية على الفور، ويمكن أن تستمر أكثر من أسبوع، ويشعر المريض بمستويات طاقته العالية، ومن الممكن حدوث نوبات اكتئاب وهوس خفيف عقب ذلك النوع، قد تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. 

ثنائي القطب النوع الثاني (Bipolar II disorder)

يعاني مريض اضطراب ثنائي القطب نوبة اكتئاب حادة قد تستمر مدة أسبوعين على الأقل، بالإضافة إلى الإصابة بنوبة هوس خفيفة قد تستمر مدة 4 أيام، إذ يتضمن ذلك النوع فترات خفيفة من الهوس مع فترات طويلة وحادة من الاكتئاب أكثر من النوع الأول.

هل ثنائي القطب وراثي؟

هل ثنائي القطب وراثي؟ لا يمكن الجزم بأن مرض ثنائي القُطب وراثي؛ إذ أن كيفية حدوث المرض ليست معروفة حتى الآن، لكن عادة الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي ولديهم أفراد داخل عائلتهم مُصابين بثنائي القطب أكثر عرضة للإصابة بنسبة 5 إلى 10%.

يجدر بالذكر أن إصابة أحد الوالدين بثنائي القطب يزيد معدل إصابة الأبناء بنسبة 10%، لكن في حالة معاناة الوالدين ذلك المرض يرفع نسبة الإصابة حتى 40% عند الأبناء.

بذلك نستنتج أن العوامل الجينية للإصابة تمثل 60 – 80% من أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكن ذلك لا يعني أن الجينات هي السبب المطلق والوحيد للإصابة، إذ أن هناك عوامل أخرى مثل العوامل البيئية الخارجية تسهم أيضًا في الإصابة.

 

عوامل الإصابة بثنائي القطب – من ماذا يأتي مرض ثنائي القطب؟

من ماذا يأتي مرض ثنائي القطب؟ لم يتوصل إلى السبب الرئيس للإصابة بمرض ثنائي القطب، لكن توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة، وتشمل ما يلي:

العوامل الاجتماعية والبيئية

عند معاناة الشخص أحداث مؤلمة والتعرض إلى تجارب صادمة، خاصة في حالة وجود استعداد وراثي للمرض؛ نتيجة اختلال توازنه و إصابته بخلل نفسي وسلوكي.

العوامل الوراثية

تزداد احتمالية الإصابة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة باضطراب ثنائي القطب، خاصة إذا كان أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، وقد تظهر الأعراض لأول مرة في خلال مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة.

الأسباب البيولوجية

عادة يرتبط ثنائي القطب بحدوث بعض التغييرات البيولوجية أو الفيزيائية للدماغ؛ إذ أن خلل النواقل العصبية في الدماغ يسبب العديد من المشكلات النفسية والتغييرات المزاجية، بما فيها اضطراب ثنائي القطب، علاوة على ذلك تشير الأبحاث أن الإصابة ببعض الاضطرابات الهرمونية قد تزيد فرصة الإصابة بالمرض.

النوع 

يصاب كلًا من الرجال والنساء بثنائي القطب، لكن النساء أكثر عرضة ثلاث مرات نظرًا لمرورهن بنوبات من تغير المزاج من حين لآخر، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والهوس المختلط من ثنائي القطب مقارنة بالرجال.

لمزيد من المعلومات عن اضطراب ثنائي القطب إليك هذا الفيديو

YouTube player

أعراض مرض ثنائي القطب

تنقسم أعراض اضطراب ثنائي القطب تبعًا لنوع النوبة التي تصيب المريض، ويمكن تقسيمها إلى الآتي:

أعراض الهوس (Mania)

تشمل أعراض الهوس ما يلي:

  • الأرق وقلة عدد ساعات النوم.
  • قدرة المريض على الإنجاز تكون عالية.
  • الشعور بالتفاؤل متخطيًا حدود الواقع.
  • زيادة الثقة بالنفس.
  • تصارع الأفكار في ذهن المريض.
  • التشتت وتضارب الأفكار.
  • الاندفاع.
  • الشعور المبالغ فيه بالنشوة والسعادة.
  • زيادة الطاقة والنشاط.
  • الإقدام على الأفعال الإيجابية.
  • الإقبال على الخروج والتسوق والشراء.
  • اتخاذ قرارات مصيرية غير محسوبة 
  • الثرثرة.
  • الضلالات (Delusions) فقد تلاحق بعض المرضى أفكار خاطئة لا يتمكن أحد من تعديلها لديهم أو مناقشتهم حولها.
  • الهلاوس (Hallucinations) فقد يسمع المريض أو يرى أشياء ليس لها وجود.

أعراض الهوس الخفيف (Hypomania)

تتشابه مع تلك التي تحدث في نوبات الهوس، لكنها أخف حدة ولا تؤثر في قدرة المريض على مصير يومه أو علاقاته الاجتماعية.

أعراض الاكتئاب

تشمل أعراض الاكتئاب التي قد يعانيها مريض الاضطراب ثنائي القطب:

  • الشعور بالحزن والوحدة الدفينة.
  • الأرق أو النوم لساعات طويلة.
  • الشعور بتدني الذات وانعدام القيمة.
  • فقدان الشغف.
  • اكتساب مزيدًا من الوزن أو فقده بنحو زائد عن الطبيعي.
  • التشويش الذهني وعدم القدرة على التفكير أو التركيز.
  • ضعف الذاكرة.
  • الشعور بالذنب طوال الوقت تجاه الآخرين.
  • عدم القدرة على الانخراط وسط التجمعات.
  • ملاحقة الأفكار الانتحارية أو عزم النية لتنفيذها.
  • تباين العلاقة الزوجية ما بين الإقدام والنفور منها.
  • ضعف اتخاذ القرارات الهامة أو اتخاذ قرارات متهورة.
  • الأوهام وتبني أفكار ومعتقدات غير صحيحة.

مضاعفات اضطراب ثنائي القطب

عادة يسبب إهمال علاج مرض ثنائي القطب المضاعفات الآتية:

  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الميول الانتحارية.
  • تدهور العلاقات الاجتماعية.
  • مشكلات عديدة في مكان العمل وتدهور الجانب الوظيفي.
  • التعرض لبعض المشكلات المالية والقانونية.

علاج اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني

يعتمد الطبيب خطة محكمة من العلاج الدوائي والنفسي للسيطرة على الأعراض، وتتضمن الآتي:

العلاج الدوائي

يشمل العلاج الدوائي ما يلي:

  • مثبتات المزاج: مثل الليثيوم للسيطرة على نوبات الهوس والهوس الخفيف.
  • مضادات الاكتئاب: تستخدم للتحكم في نوبات الاكتئاب، لكن لا بد معرفة أن استخدامها بمفردها ينتج عنها الدخول في نوبة هوس؛ لذا توصف مع مثبتات المزاج أو مضادات الذهان.
  • مضادات القلق: تُستخدم لمدة قصيرة من أجل تحسين جودة النوم، أو للتخلص من أعراض اضطراب القلق، بالإضافة إلى مضادات الذهان.

العلاج النفسي

يتضمن الآتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي لتحديد الأفكار وتعديل الوساوس والأفعال السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية، وتعليم كيفية التعامل مع الضغط العصبي والسيطرة عليه.
  • علاج الإيقاع الشخصي المتناسق.
  • العلاج الأسري

خيارات علاجية أخرى

تتضمن الآتي:

أهم الأسئلة الشائعة حول مرض اضطراب ثنائي القطب

تصول وتجول داخل أذهان الكثير عددًا من الأسئلة المتعلقة باضطراب ثنائي القطب، وسنجيب عن بعضها:

هل ثنائي القطب ينتقل للأبناء؟

نعم، قد يصيب الاضطراب ثنائي القطب الأبناء الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة.

هل مريض ثنائي القطب مجنون؟

يعاني مريض ثنائي القطب نوبات الهوس والجنون ونوبات الاكتئاب حادة.

هل مرض ثنائي القطب يورث؟

هل ثنائي القطب وراثي؟ تشير الدراسات إلى ارتفاع معدل الإصابة بثنائي القطب للأطفال الذين يعانون والديهم أو أحد أقاربهم ذلك الاضطراب. لذا المسببات الجينية تسهم في حدوث الإصابة وتزيد احتمالية التعرض للمرض.

ما نهاية مرض ثنائي القطب؟

يتطلب الاضطراب ثنائي القطب علاجًا مدى الحياة باستخدام الأدوية، حتى في أثناء فترات تحسن الأعراض؛ تجنبًا لخطر انتكاسة الأعراض أو حدوث تغيرات مزاجية قد تتحول إلى هوس كامل أو اكتئاب.

بعد أن أجبنا على سؤال هل ثنائي القطب وراثي؟ وأوصيك -عزيزي- بأهمية الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب؛ كي تنعم بحياة هانئة وهادئة، وعدم الإهمال لتجنب الانتكاسة والمضاعفات الصحية الوخيمة.

المصدر
healthline.comwebmd.comblackdoginstitute.org.au

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى