الأدوية النفسيةمثبتات المزاجمضادات الاكتئاب

اكتئاب ما بعد الولادة

كيف أعرف أني أعاني اكتئاب ما بعد الولادة؟

Last Updated on: 18th يوليو 2022, 07:21 م

اكتئاب ما بعد الولادة هو مرض يحذر منه الأطباء في الآونة الأخيرة، نظرًا إلى تزايد نسبة انتشاره بين الأمهات حديثًا، وإلى خطورة عدم علاجه.

 

نتحدث في هذا المقال عن أسبابه وأعراضه وكيفية العلاج، فتابعونا.

 

ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

بدايةً، ننوه إلى أن معاناة النساء بعض التقلبات المزاجية بعد ولادة أطفالهن ليست بالشيء الجديد.

 

فهناك مصطلح الكآبة النفاسية (Baby Blues)، والذي يشير إلى الأعراض الآتية:

  • التقلبات المزاجية.
  • الشعور بالتعب.
  • الأرق.
  • اضطراب الشهية.

 

تميزت هذه الأعراض بأنها محتملة ولا تستمر غالبًا أكثر من أسبوعين.

 

كذلك، لا تحتاج الأم غالبًا إلى أكثر من التحدث إلى صديقاتها أو زوجها، وأحيانًا الطبيب النفسي حول هذه الأعراض.

 

فتحصل على الدعم المعنوي بالإضافة إلى الغذاء الجيد والنوم مدة كافية حتى تتعافى نهائيًا.

 

لكن المختلف هنا، أن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تكون أكثر حدة وأطول بقاءً، فقد تعاني الأم مدة تصل إلى عام كامل بدءًا من لحظة الولادة.

 

بالإضافة إلى مزيد من الأعراض، مثل:

  • نوبات البكاء دون سبب.
  • الشعور بالرغبة في إيذاء الطفل.
  • عدم الارتباط عاطفيًا بالطفل.
  • الأفكار الانتحارية.
  • نوبات الهلع.
  • تدني الثقة بالنفس واحترام الذات.
  • الشعور بفقدان الهوية.

 

كذلك قد تحتاج الأم إلى بعض الأدوية إلى جانب العلاج النفسي كي تتجاوز هذه المحنة.

 

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

غير معروف إلى الآن الأسباب بدقة، لكن لوحظ عند فحص الأمهات المصابات بهذا النوع من الاكتئاب الآتي:

 

الاضطراب الهرموني

تصل نسبة هرمونات الأنوثة الإستروجين والبروجيسترون إلى 10 أضعاف نسبتهم الطبيعية في فترة الحمل.

 

ثم تنخفض انخفاضًا شديدًا بعد الولادة، لذا يعتقد بعض الأطباء أن يكون هذا الانخفاض سببًا للإصابة بمشاعر الحزن والغضب المصاحبة للاكتئاب.

 

كذلك قد تعاني بعض المصابات كسل الغدة الدرقية وقلة إفراز هرموناتها، مما يسبب شعور التعب الشديد والكسل لديهن.

 

التغيرات الجسمانية 

يتغير شكل جسم المرأة بعد الولادة، فقد تكتسب بعض الوزن، بالإضافة إلى الآلام الشديدة التي قد تنتج عن الولادة القيصرية.

 

مما يجعلها تشعر بعدم الراحة وفقدان الثقة بالنفس بالإضافة إلى التقلبات المزاجية الحادة.

 

سوء العلاقة الزوجية

قد يسبب إنجاب الأطفال بعض الضغوط المادية مما يسبب الجدال والخلاف بين الزوجين، فيؤثر هذا سلبًا عليهما.

 

فقدان الدعم العائلي

بالإضافة إلى كل ما سبق، يمثل الدعم العائلي حجرًا أساسيًا في الصحة النفسية للأم، وهو ما تفتقده بعض الأمهات.

 

مما يجعلهن يشعرن بالوحدة وبعدم جدوى الإفصاح عن أفكارهن السلبية في تلك المرحلة.

 

عوامل تزيد احتمالية الإصابة

قد تزداد نسبة الإصابة تبعًا للآتي:

  • العمر، إذ كلما قل عمر المرأة زادت احتمالية الإصابة.
  • إنجاب أكثر من طفل.
  • إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالاكتئاب.

 

ما هو علاج الاكتئاب ما بعد الولادة؟

بدايةً، ننوه إلى أهمية طلب المساعدة إذا كنت تعانين الأعراض السابقة، إذ أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب المزمن مستقبلًا.

 

وينقسم العلاج أساسيًا إلى نوعين، وهما:

 

العلاج النفسي

وهو ما يسميه البعض العلاج بالكلام أو العلاج السلوكي المعرفي، إذ يطلب الطبيب من المريضة أن تدون مشاعرها وأفكارها في تلك الفترة.

 

ثم يناقش الطبيب هذه الأفكار مع مريضته ويحاولان سويًا تصحيحها.

 

العلاج الدوائي

قد ينصح الطبيب بتناول مضادات الاكتئاب والقلق، لتجاوز هذه المرحلة بسلام.

 

هنا يتساءل البعض عن مدى تضرر الرضيع من هذه الأدوية بسبب انتقالها إليه من خلال لبن الأم.

 

ونجيب أن الطبيب يبدأ بوصف المضادات التي لا تؤثر على الرضيع سلبًا.

 

فإذا احتاج إلى أدوية أخرى قد تضر الطفل، ينصح باستبدال الرضاعة الطبيعية بأخرى صناعية، إذ يقيِّم الطبيب إيجابيات وسلبيات العلاج الدوائي، فيرجح كفة علاج الأم.

 

ذلك لأن عدم العلاج قد يؤدي إلى مزيد من الضرر النفسي للأم واحتمالية تعرض الطفل للإيذاء النفسي والجسدي.

 

كذلك ينصح الطبيب بفحص الغدة الدرقية لمعرفة ما إذا كان شعور التعب والإنهاك الملازمين للأم بسبب اضطرابها أم لا.

 

فإذا عانت الأم انخفاض نسبة هرمونات الدرقية، نصحها الطبيب بتناول الأدوية المعالجة لهذا الاضطراب.

 

سلبيات عدم العلاج

لا تلجأ كل المريضات إلى العلاج النفسي والدوائي إما تكاسلًا أو جهلًا بالعواقب، وهو ما لا ننصح به للأسباب الآتية:

 

 الأم

ذكرنا سابقًا احتمالية إصابة الأم بالاكتئاب المزمن جرَّاء عدم الاهتمام بعلاج اكتئاب ما بعد الولادة.

 

بالإضافة إلى إصابتها بالوسواس القهري، والذي تعاني بسببه سيطرة الأفكار السلبية عليها، مثل فكرة أنها أم سيئة ولن تستطيع الاعتناء بطفلها.

 

وهو ما يجعل الأطباء حديثًا يشجعن الأمهات، خاصةً الجديدات، على ملاحظة مشاعرهن وأفكارهن بدقة في تلك الفترة.

 

ثم طلب الدعم العائلي والمساعدة الطبية لتخطي هذه المرحلة دون تفاقم المرض.

 

الطفل

قد تؤذي الأم طفلها بدنيًا أو نفسيًا بسبب سيطرة الأفكار السلبية عليها وعدم شعورها بالارتباط بينهما.

 

وهو ما يُشعر الأم بالذنب، فيؤدي هذا إلى زيادة حدة المرض.

 

كذلك، لوحظ أن الأطفال الذين لديهم أمهات مصابات بالاكتئاب يعانون تقلبات مزاجية وتأخر في تعلم اللغة مستقبلًا.

 

لذا، يجب على الأم طلب العلاج لا لنفسها فقط بل حمايةً لأطفالها فيما بعد.

 

الزوج

يتساءل البعض عن دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة، وهو دور مهم في الحقيقة، إذ أن دعم الزوج لزوجته يساهم كثيرًا في تخفيف تلك الأعراض.

 

كذلك يصاب بعض الأزواج بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وهي مفاجأة للبعض، إذ يتصور كثيرون قصور هذا المرض على المرأة.

 

لكن الأبحاث الجديدة أشارت إلى تأثر الرجال أيضًا نفسيًا، وإلى شعورهم بأعراض القلق والتوتر والاكتئاب.

 

تتعدد الأسباب وراء هذا الأمر، لكن تأتي المشكلات المادية على رأس قائمة الأسباب.

 

إذ يؤدي ثقل المسؤولية المالية الملقاة على الرجل بالإضافة إلى مرض الزوجة نفسيًا، إلى تأثره أيضًا.

 

علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية

لا يختلف العلاج في هذه الحالة كثيرًا عن العلاج المذكور سابقًا، لكن ذكرت بعض الأبحاث حديثًا عن دور الكيتامين الهام في العلاج.

 

الكيتامين هو مخدر يستخدم لإعداد الأم لجراحة الولادة القيصرية، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى تأثيره المضاد للاكتئاب عند تناول جرعة واحدة منه.

 

وهو ما جعل بعض الأطباء يشجعون استخدام الكيتامين للتخدير في تلك الجراحة لتقليل احتمالية الإصابة بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة فيما بعد.

 

وختامًا، إذا كنتِ تعانين أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فلا تشعري بالخجل أو الذنب بسبب هذا الأمر، فهو مرض يعترف به العلم الحديث، واطلبي المساعدة الطبية والدعم العائلي لتتخطي المرض.

المصدر
Postpartum DepressionIntraoperative ketamine for reduction in postpartum depressive symptoms

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى