الإنفلونزا الموسمية | الأعراض والأسباب والفرق بينها وبين فيروس كورونا
لم تكتسب الإنفلونزا الموسمية هذه الشهرة الواسعة إلا بعد انتشار جائحة كورونا نظرًا لتشابه أعراضها مع أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وكثرت النصائح بتعاطي مصل الإنفلونزا الموسمية قبل دخول فصل الشتاء السابق.
عزا الأطباء هذه النصائح بأن تلقي هذا المصل مهم جدًا لرفع المناعة، وكذلك حتى لا تختلط الإصابة بفيروس الإنفلونزا مع الإصابة بفيروس كورونا عند نفس الشخص فتسبب له مضاعفات خطيرة.
من ناحية أخرى اعتاد الكثير من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية حتى قبل حدوث الجائحة، وذلك لأن الإصابة بالإنفلونزا تجهد أجسامهم بشدة، وتسبب لهم أعراضًا شديدة، وربما تكون قاتلة.
ولكن أكثر ما يشغل الناس هذه الأيام هو كيفية التفريق بين الإصابة بالإنفلونزا، ونزلات البرد وفيروس كورونا فدعنا نتعرف سويًا إلى هذا الفرق.
الفرق بين الإصابة بالإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد وفيروس كورونا
تختلف الإصابة بين هؤلاء الثلاث، في الأعراض ونوع الإصابة هل هي فيروسية أم بكتيرية كالتالي:
الإنفلونزا الموسمية
هي عدوى فيروسية تصيب الحلق والرئتين والأنف وتتميز بالأعراض التالية:
- صداع.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- آلام وتكسير في الجسم.
نزلات البرد
عدوى بكتيرية تتميز بالأعراض التالية:
- زكام.
- رشح.
- عطس.
- زيادة إفراز الدموع.
فيروس كورونا
إصابة بفيروس كوفيد-19 تتميز بالتالي:
- فقدان حاستي الشم والتذوق.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، غالبًا ما تكون إصابة بالإسهال.
ولها العديد من الأعراض الأخرى التي تختلف من شخص إلى آخر.
ما هي الإنفلونزا الموسمية؟
هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي (الأنف، والحلق، والرئتين).
ويختلف نوع الفيروس الذي يسبب الإنفلونزا الموسمية، عن النوع الذي يسبب الإنفلونزا المعدية وتتسم بالإصابة بالإسهال والقيء.
سمي هذا النوع من الفيروسات بالموسمية لأنها تنشط في مواسم معينة من السنة، ومع أنّ فيروس الإنفلونزا يمكن أن ينتشر في أي وقت، إلا أن الحالات ترتفع عندما تنخفض درجة الحرارة والرطوبة، لهذا السبب ترتبط مواسم الإنفلونزا حول العالم عندما تنخفض درجات الحرارة.
وتكون أغلب الإصابات في فترات الانتقال بين الفصول، (بين الخريف والشتاء أو بين الصيف والربيع) وهي بالنسبة لوطننا العربي تنشط عند دخول فصل الشتاء.
غالبًا ما تُشفى الإنفلونزا من تلقاء نفسها، ولكنها كما ذكرنا يمكن أن تهدد حياة بعض الأشخاص، ويُعد أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة هم:
- الأطفال تحت سن خمس سنوات، وخاصة دون الستة شهور.
- كبار السن فوق 65 عامًا.
- المقيمون في دور الرعاية طويلة الأمد (دور المسنين).
- أصحاب الأمراض المزمنة، مثل: الربو، وأمراض الكلى، والقلب، والسكري.
- النساء الحوامل، وبعد الولادة حتى أسبوعين.
- الأشخاص المصابون بضعف المناعة.
أعراض الإنفلونزا الموسمية
تتسم الإصابة بالإنفلونزا بالعديد من الأعراض فيما يلي بعض الأعراض الشائعة:
-
الحمى
تسبب الإنفلونزا دائمًا ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم تتراوح معظم الحمى المرتبطة بالإنفلونزا من حمى منخفضة الدرجة (37.8 درجة مئوية) إلى (40 درجة مئوية).
-
السعال
السعال الجاف والمستمر شائع في الإصابة بالإنفلونزا، وربما يشتد ويصبح مؤلم وغير مريح.
ربما يشعر المريض بضيق في التنفس أو ألم في الصدر خلال هذا الوقت، ويمكن أن يستمر السعال المرتبطة بالإنفلونزا لمدة أسبوعين تقريبًا.
-
آلام العضلات
تعد آلام العضلات المرتبطة بالإنفلونزا أكثر شيوعًا ولا سيما في الرقبة والظهر والذراعين والساقين.
يمكن أن تكون شديدة في كثير من الأحيان، مما يجعل من الصعب التحرك حتى عند محاولة أداء المهام الأساسية.
-
الصداع
من الأعراض الأولى للإنفلونزا هي صداع شديد، ويمكن أن يصبح المريض حساسًا للضوء والصوت كذلك.
-
الإعياء
الشعور بالتعب والتوعك من الأعراض الشائعة للإنفلونزا، ولكنها أعراض شائعة للعديد من الحالات المرضية.
الإنفلونزا الموسمية والأطفال
يعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات ولا سيما الذين تقل أعمارهم عن سنتين معرضون بشكل كبير للإصابة بمضاعفات خطيرة مرتبطة بالإنفلونزا.
لذا ينبغي لهؤلاء الأطفال تلقي لقاح الإنفلونزا، فهو يوفر أفضل دفاع ضد الإنفلونزا وعواقبها الخطيرة المحتملة ويمكنه أيضًا تقليل انتشار الإنفلونزا للآخرين.
يصاب ملايين الأطفال بالإنفلونزا الموسمية كل عام، ويضطر الأطباء إلى إدخال آلاف الأطفال إلى المستشفى، ويموت بعض الأطفال بسببها.
يحتاج الأطفال عادة إلى رعاية طبية بسبب الإنفلونزا، لذا يعد تلقي التطعيم ضرورة للأطفال.
مع أن مصل الإنفلونزا الموسمية لا يحمي من الإصابة بنسبة 100% لكنه يقلل احتمالية الإصابة، وزيارات الطبيب، والتغيب عن العمل وأيام المدرسة.
كذلك يخفض التطعيم من مخاطر دخول المستشفى ووفاة الأطفال بسبب الإنفلونزا.
مضاعفات الإنفلونزا الموسمية عند الأطفال
يمكن أن تشمل مضاعفات الإنفلونزا بين الأطفال في هذه الفئة العمرية ما يلي:
- الالتهاب الرئوي، وهي عدوى بكتيرية تنشط بعد الإصابة بالفيروس.
- الجفاف: عندما يفقد جسم الطفل الكثير من الماء والأملاح.
- تفاقم المشكلات الطبية طويلة الأمد مثل أمراض القلب أو الربو.
- اعتلال الدماغ.
- مشكلات الجيوب الأنفية والتهابات الأذن.
- في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي مضاعفات الإنفلونزا إلى الوفاة.
الإنفلونزا الموسمية وعدد الوفيات
أظهرت التقارير الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا الموسمية تودي بحياة ما يقرب من 650000 شخص معظمهم من كبار السن.
وتكثر الوفيات في أفريقيا جَنُوب الصحراء الكبري، يأتي بعدها مناطق شرق المتوسط، وجنوب شرق آسيا.
مصل الإنفلونزا الموسمية
لِقاح الإنفلونزا أو (Influenza vaccin) هو لِقاح سنوي يستخدم للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
الاسم التجاري: فاكسي جريب (vaxigrip).
ويحتوي لقاح الإنفلونزا على عينة غير نشطة من عدة فيروسات تعمل على تحفيز مناعة جسم المتلقي، ولا تُسبب العدوى أو أي مشكلات صحية.
يبدأ الجسم في تكوين أجسام مضادة ضد الفيروسات الموجودة في اللقاح في خلال أسبوعين من تلقيه، وتُختار هذه الفيروسات بناء على الدراسات التي توضح أي الفيروسات ستكون أكثر نشاطًا هذا العام.
لذا عند شراء اللقاح، ينبغي التأكد من وجود سنة التصنيع التي ينبغي أن تطابق نفس توقيت التلقي على العبوة.
كيف يعطى مصل الإنفلونزا الموسمية
يتوفر اللقاح غالبًا على شكل حقن معبأة مسبقًا ومعدة للحقن، تحتوي الحقنة الواحدة على 0.5 مللي من اللقاح ويمكن حقنة بإحدى الطريقتين التاليتين:
- تحت الجلد (Deep subcutaneous)، وتعطى بحقن صغيرة في عضلة الكتف بزاوية 70 درجة.
- حقن عضلية (Intramuscular).
لماذا يُصر الأطباء على النصح بتلقي اللقاح هذا العام؟
يرجع ذلك إلى توقعات الأطباء أن تلقي اللقاح يخفف من أعراض الإصابة بفيروس كورونا، ومضاعفاتها.
وذلك بسبب التشابه بين أعراض الإنفلونزا، والإصابة بالكورونا.
تلقي لقاح الإنفلونزا سيخفف من زياراتك إلى الطبيب وبذلك تتجنب أماكن العدوى.
الفئات الموصى بها لتلقي اللقاح
- الأطفال فوق سن 6 شهور.
- النساء الحوامل، والمرضعات، فهو آمن تمامًا على الحمل والرضاعة.
- مرضى الربو وحساسية الصدر، والأمراض المزمنة الأخرى.
- كبار السن فوق 50 عامًا.
- العاملين في المنشآت الطبية.
- الأشخاص الذين يعانون أمراض مناعية أو يتناولون أدوية مثبطة للمناعة مثل (الكورتيزون).
- أصحاب الأمراض المزمنة وخاصة أمراض الكلى والكبد، والسكري.
- الأشخاص الذين يتناولون المنشطات الكورتيكوستيرويدية.
موانع استخدام التطعيم
- يمنع استخدام التطعيم للأطفال دون الست شهور.
- الأشخاص الذين يعانون حساسية البيض أو السمك أو البروتين.
ما هو الجدول الزمني المناسب للتطعيم؟
يحتاج الأطفال فوق سن ستة أشهر إلى ثلاث سنوات الذين لم يتلقوا أي جرعة من التطعيم إلى جرعتين يفصل بينهما 4 أسابيع على الأقل.
وتكون كمية الجرعة 0.25 مللي وليس 0.5 مللي.
فوق سن ثلاث سنوات:
0.5 مللي أول جرعة تتبعها جرعة 0.5 مللي بعد مرور شهر.
الأطفال فوق سن التسع سنوات:
0.5 مللي جرعة واحدة فقط
ما هي الأشياء الطبيعية التي تقوي المناعة وتحمي من الإصابة بالإنفلونزا؟
- الليمون.
- خل التفاح العضوي.
- البصل والثوم.
- الزنجبيل.
- حبة البركة.
- شمع النحل.
المكملات الغذائية التي تقوي المناعة
- فيتامين ج.
- الزنك.
- أي منتج يحتوي على مادة البيتا-جلوكان وهي مادة مستخلصة من الخميرة تقوي المناعة ضد الفيروسات، والبكتيريا والفطريات.
تتوفر في السعودية تحت اسم (Vivamune).
ويوجد منها شراب يصلح للأطفال والكبار باسم روناميون (Ronamune) ويتميز بأنه يحتوي على البيتاجلوكان، واللاكتوفيرين الذي أثبتت الدراسات تأثيره القوي على المناعة.
- مكملات الأشنيسيا وتتوفر في مصر باسم إميولانت شراب للأطفال، وتوجد في السعودية بأسماء عديدة.
كما تتوفر للأطفال في صورة عِلك.
- البروبوليس (العبكر أو صمغ النحل).
- حبة البركة وتتوفر في كبسولات رويال جيلي ويحتوي على (غذاء ملكات النحل + حبة البركة + خلاصة الثوم).
- الثوم (حبوب الثوم) وتتوفر في منتج لشركة ألمانية اسمه كيوي.
ومنتج آخر لشكرة دانماركية يسمى بايوجارليك (bio-garlic) وتتميز هذه الحبوب بعدم وجود رائحة الثوم التي تسبب الانزعاج للعديد من الناس.
- البولي فينول وتوجد في سيستال شراب (Cistal) وهو يعطي نتائج جيدة مع السعال والزكام.
- وأفضل المكملات التي تقوي المناعة هو عسل المانوكا.
أشهر الأسئلة عن لقاح الإنفلونزا الموسمية
فيما يلي أشهر الأسئلة عن لقاح الإنفلونزا الموسمية.
-
هل التطعيم آمن؟
التطعيم آمن جدًا من سن ستة شهور.
-
أصبت بالإنفلونزا ووصف لي الطبيب مضاد حيوي بالرغم من أن الإصابة فيروسية؟
بعد الإصابة بالفيروس تحدث إصابة ثانوية بالبكتيريا (Secondary bacterial infection) لذا يصف الطبيب المضادات الحيوية.
-
ما هو الحل للتورم الذي يحدث مكان التطعيم؟
من الوارد حدوث هذا التورم عند البعض، ويعالج بوضع القليل من ريباريل جيل على مكان التورم، أو وضع كمادات ماء بارد على المكان.
-
هل من الطبيعي حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم يعد التطعيم؟
من الوارد حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم بعد التطعيم كرد فعل مناعي له، لذا يفضل وضع كمادات ماء بارد تحت الإبط وبين الفخذين، ويفضل أن تكون كمادات من ماء الصنبور + خل التفاح.
كذلك يمكنك استخدام أي خافض يحتوي على الباراسيتامول.
-
ماذا أفعل أنا أخاف التطعيمات والإبر؟ فكيف أقوي مناعتي بالطعام؟
يمكنك بالطبع تقوية مناعتك بالطعام باتباع التعليمات التالية:
- تناول الفواكه وخاصة (الكيوي والجوافة) لأن نسبة فيتامين ج فيهم أعلى من الليمون والبرتقال.
- تناول اللحوم، وخاصة الكبد فهو أعلى اللحوم في نسبة فيتامين ج.
-
كم تبلغ نسبة الحماية من الفيروس بعد التطعيم؟
نسبة الحماية حوالي 90 إلى 95 % ولكن حتى عند حدوث الإصابة تشفى سريعًا وتكون الأعراض خفيفة.
-
تلقيت التطعيم ولكني أصبت بالإنفلونزا؟
كما ذكرنا سابقًا لا يوفر التطعيم نسبة حماية 100%، ولكن يقلل حدة الأعراض وفرص الإصابة وكذلك يخلط الكثير من الناس بين الإنفلونزا ونزلات البرد.
-
ما هو الحل لفقدان حاستي الشم والتذوق؟
تتوفر العديد من بخاخات الأنف التي تساعد على استعادة حاستي الشم والتذوق منها:
- بخاخات ماء البحر.
- بخاخات أوكسيميتازولين (لا ينبغي استخدامها لمدة أكثر من أسبوع) حتى لا يعتادها المريض.
- بخاخ الكورتيكوستيرويد الأنفي مرتين في اليوم صباحًا ومساءً.
إليك وصفتي الطبيعية المجربة لاستعادة حاستي الشم والتذوق
ضع على النار قدرًا به 2 لتر من الماء وأضف إليه بصلة مقطعة + 5 فصوص من الثوم واتركه حتى الغليان ثم استنشق البخار الصاعد من القدر، وقد أثبتت هذه الوصفة فاعليتها بالتجربة.
ختامًا، الدكتور الصيدلي هو الخبير الأول في الدواء وجرعاته وآثاره الجانبية وتداخلاته الدوائية.
Refernces:
https://www.healthline.com/health/cold-flu/flu#flu-shots
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/flu/symptoms-causes/syc-20351719
https://www.healthline.com/health/influenza-a-symptoms
https://www.cdc.gov/flu/highrisk/children.htm