الاكتئاب الموسمي – إنه ذاك الوقت من السنة
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:04 ص
الليل، الظلام، الوحدة…
هذه المصطلحات لطالما كانت مرتبطة ببعضها، والطابع الغالب علينا عند سماعها هو الحزن، أي الفصول تزداد فيه هذه الأمور؟ نعم إنه فصل الشتاء.
الاكتئاب الموسمي الشتوي أمر شائع، تطغى فيه المشاعر السلبية على الشخص المصاب، وتفقده القدرة على التحكم في أمور حياته.
في هذا المقال سنتعرف أكثر على الاكتئاب الموسمي الشتوي، أعراضه، أسبابه وعلاجاته.
ما هو الاكتئاب الموسمي الشتوي
من اسمه الاكتئاب الشتوي الموسمي (أو ما يعرف أيضاً بالاضطراب العاطفي الموسمي) هو نوع من أنواع مرض الاكتئاب، وهو اضطراب نفسي يجعل المريض يشعر بالحزن الشديد وفقدان الرغبة والانعزال.
الفرق أن هذه الأعراض تأتي بشكل موسمي، أي أنها تبدأ بالظهور في فصل الخريف، وتتزايد إلى أن تصل إلى مراحل خطيرة أثناء فصل الشتاء.
ومما يجب إيضاحه أيضاً أن هذه الأعراض لا تأتي بحلول ظروف جديدة أكثر صعوبة أو أحداث مأساوية تطرأ على الإنسان، وإنما السبب الوحيد خلفه هو فقط دخول هذا الموسم أو الفصل.
في بعض الأحيان الأقل شيوعا يرتبط الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي المومس بموسم الربيع والصيف كذلك، فهو ليس محدوداً على الشتاء.
أعراض الاكتئاب الشتوي الموسمي
هي أعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب العادي، ومنها:
- الشعور بالحزن أو الإحباط أغلب اليوم، أكثر الأيام.
- فقدان الرغبة في الأنشطة الحياتية العادية أو حتى التي كان يعتبرها المريض ممتعة.
- مستويات طاقة منخفضة والشعور الدائم بالخمول.
- النوم لفترات طويلة.
- الشعور بانعدام الأمل، أو بتأنيب الضمير.
- الشهية المفتوحة وخاصة تجاه الكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وكسب الوزن.
أما في الحالة المعاكسة، وهو الاكتئاب الموسمي المرتبط بالصيف تكون الأعراض:
- مشاكل في النوم وأرق.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن.
- العصبية والتوتر.
أسباب الاكتئاب الموسمي الشتوي
إذا لم يكن الشخص أصلاً مشخصاً بمرض الاكتئاب، ولم تطرأ على حياته أي تغيرات صعبة، فلماذا تصيبه هذه الأعراض؟
إذا كان دخول فصل الشتاء هو الداعي لظهور هذه الأعراض، فقد لاحظ العلماء ما الذي يمكن أن يتغير بدخول هذا الفص،
وزيادة فترات الليل وقلة ضوء الشمس:
- اختلال الساعة البيولوجية: التعرض لكميات أقل من أشعة الشمس يسبب خللاً في الساعة البيولوجية في جسدك، مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.
- انخفاض مستويات السيروتونين: وهو أحد النواقل العصبية المرتبطة ارتباطاً وطيداً بالمزاج والمشاعر.
- مستويات الميلاتونين: يؤدي أيضاً إلى تغير مستويات الميلاتونين وهي مادة تنظم وتحن جودة النوم.
مع اختلال هذه العوامل فقد يصاب البعض بالاكتئاب الموسمي الشتوي.
علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي:
في الحقيقة ومثله مثل بقية الاضطرابات والأمراض النفسية، لا يوجد علاج نهائي للاكتئاب الموسمي الشتوي، بل وإن البعض قد لا تراوده هذه الأعراض بالشدة التي تؤثر على جودة حياته وأنشطته، وهذا لا يحتاج علاجاً.
لكن إذا كان هذا الاضطراب يؤثر على دراستك أو عملك أو علاقاتك، فهناك بعض العلاجات والنصائح التي قد تحسن هذه الأعراض:
أولاً: طرق العلاج:
- العلاج بالضوء: هذه الجلسات يتعرض فيها المريض إلى ضوء خاص يحسن من أعراض المريض.
- جلسات العلاج النفسي: وفيها يقوم الطبيب بتشخيص جيد للحالة، واستبعاد الأمراض الأخرى، قبل أن يبدأ بمحاولة تصحيح أفكار المريض السلبية والطريقة التي يفكر بها.
- فيتامين د: في بعض الأبحاث تم إثبات علاقة بين معدلات فيتامين د والمزاج، تحدث مع طبيبك بشأن تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د.
- الأدوية: في بعض الحالات الشديدة يكون المريض بحاجة إلى تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب لمكافحة هذه الأعراض.
قد يوجهك الطبيب للبدء بتناول الدواء قبل الموسم الذي تعلم أنه يصيبك بالأعراض والاستمرار بتناول الدواء فترة معينة حتى بعد انتهاء الأعراض وانقضاء ذلك الموسم.
ثانياً: نصائح للوقاية والعلاج:
- قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق: استغلال الأوقات من اليوم التي تكون فيها الشمس ساطعة بالتواجد
فيها والتعرض لها يحسن من الأعراض كثيراً، كما يمكنك إنعاش نفسك ومنزلك أو المكان الذي تتواجد فيه
بمحاولة زيادة ضوء الشمس الداخل إليه من النوافذ. - ممارسة الرياضة: المجهود البدني يساعد كثيراً في ضبط المشاعر ويجعلك أكثر سعادة ونشاطاً بشكل عام.
- أخيراً، إذا كان المكان الذي تسكنه لا يصله الكثير نم ضوء الشمس، فإن أحد الحلول الفعالة هي بالانتقال إلى مدينة
أخرى مشمسة أكثر، بالطبع ليس ذلك متاحاً مع الجميع، لكنه بالتأكيد نجح مع الملياردير “إم جاي ديماركو”
صاحب كتاب “The Millionaire Fastlane” والذي كتب أن أول قرار جعله يتمكن من شق طريقه للنجا والمال والشهرة هو الانتقال من المكان ذو العواصف الشتوية الباردة إلى مكان آخر مشمس ومزدهر.
لا تستسلم للمشاعر السلبية، إذا كنت لست على ما يرام فلابد أن هناك سبباً لذلك، ولهذا فأنا أهنئك بتواجدك هنا وقراءتك هذا المقال فهذا يعني أنك بدأت بالفعل في البحث عن حل لما تشعر به، ونتمنى أن تكون قد استفدت بالفعل، وننصحك بمتابعة التصفح في هيلثاوي، حيث نقدم لك العديد من المقالات التي تتناول كل ما يخص الصحة النفسية والجسدية، ابق معافًا يا صديقي.