الأمراض النفسية

الانفصام الوجداني ثنائي القطب – رحلة عبر تقلبات المزاج

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:16 ص

في عالمنا المعقد، تتنوع الأمراض النفسية وتتداخل أعراضها، تاركةً وراءها شعوراً بالحيرة والضياع. ومن بين هذه الأمراض، يبرز “الاضطراب ثنائي القطب” كظاهرة غامضة تُلقي بظلالها على حياة العديد من الأشخاص.

في هذا المقال سنتعرف أكثر على الانفصام الوجداني ثنائي القطب، ما هو وما أعراضه، وما علاجاته ونسبة الشفاء منه، وأكثر، فهيا بنا نتابع القراءة. 

 

ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟

يعرّف الانفصام الوجداني أو الاضطراب ثنائي القطب أو ما يُعرف سابقاً باسم “الاكتئاب الهوسي”، بأنه اضطراب مزاجي يتميز بتقلبات حادة في المشاعر بين نوبات من الهوس ونوبات من الاكتئاب.

النوبة الواحدة يعاني منها المريض لفترة قد تستمر لعدة أشهر، قبل أن ينتقل للمعاناة في القطب الآخر. 

فتجده يعاني من نوبة اكتئاب يشعر فيها بالإحباط ويرغب بالانعزال، ويفقد الرغبة في القيام ببعض الأنشطة التي كان يقوم بها أو حتى يجدها ممتعة، يستمر كذلك لمدة أسبوعين على الأقل وقد تمتد لفترة لأطول من ذلك كما ذكرنا. 

ثم ينتقل إلى نوبة الهوس التي يعاني فيها من النشاط الزائد والتصرفات غير المحسوبة، وأعراض أخرى سنتكلم عنها بالتفصيل تالياً. 

ولهذا فمريض الفصام يستفيد كثيراً من أن يفهم من حوله حالته، والطريقة الصحيحة للتعامل معه أثناء النوبات، وكنا قد كتبنا مقالاً خاصاً لهذا الموضوع فتفضل بقراءته من هنا

 

رحلة عبر أعراض الانفصام الوجداني :

يجب علينا فهم تصرفات وأعراض مريض ثنائي القطب حتى يتسنى لنا أن نتعامل معهم بالطريقة التي تضمن تعافيهم. 

وتختلف أعراض ثنائي القطب من شخص لآخر، لكنها بشكل عام تنقسم إلى نوعين رئيسيين:

1. أعراض الهوس:

  • الشعور بالسعادة الشديدة أو النشوة: قد يشعر الشخص بطاقة هائلة ودافعاً للقيام بالعديد من المهام دون الشعور بالتعب.
  • التحدث بسرعة كبيرة: والانتقال من فكرة لفكرة ومن موضوع لموضوع بسرعة بحيث قد يصعب على الآخرين فهم ما يقوله الشخص بسبب سرعة أفكاره.
  • قلة الحاجة إلى النوم: قد ينام الشخص ساعات قليلة أو لا ينام على الإطلاق في بعض الأيام دون الشعور بالتعب.
  • الشعور بأهمية الذات: قد يعتقد الشخص اعتقاداً مبالغاُ فيه أنه يمتلك قدرات أو مواهب استثنائية.
  • التفكير المضطرب: قد يصبح تفكير الشخص غير منطقي أو متسرعاً.
  • السلوكيات المتهورة: قد يقوم الشخص بسلوكيات خطيرة أو متهورة دون التفكير في عواقبها.

2. أعراض الاكتئاب:

  • الشعور بالحزن الشديد أو اليأس: قد يشعر الشخص بفقدان الأمل في الحياة.
  • فقدان الرغبة في الأنشطة التي كان يستمتع بها: قد يُصبح الشخص غير مهتم بأي شيء كان يفعله سابقاً ويصعب عليه القيام بمسؤولياته اليومية من دراسة أو عمل.
  • التغيرات في الشهية: قد يفقد الشخص شهيته ويظهر عليه نتيجة ذلك الشحوب وخسارة الوزن، أو في بعض الحالات يشعر برغبة شديدة في الأكل ويزداد وزنه.
  • صعوبة التركيز: قد يواجه الشخص صعوبة في التركيز على أي شيء.
  • الأفكار الانتحارية: قد يفكر الشخص في إيذاء نفسه أو الانتحار.

 ثنائي القطب عند النساء:

  • الشعور بالتهيج: قد تشعر النساء المصابات بثنائي القطب بزيادة في التهيج والعصبية خلال نوبات الهوس.
  • زيادة الحساسية العاطفية: قد تصبح النساء المصابات بثنائي القطب أكثر حساسية تجاه المشاعر خلال نوبات الهوس أو الاكتئاب.
  • أعراض جسدية: قد تعاني النساء المصابات بثنائي القطب من أعراض جسدية مثل آلام المعدة أو الصداع خلال نوبات الهوس أو الاكتئاب.

 ثنائي القطب عند الرجال:

  • السلوكيات العدوانية: قد يصبح الرجال المصابون بثنائي القطب أكثر عدوانية خلال نوبات الهوس.
  • إساءة استخدام المواد: قد يكون الرجال المصابون بثنائي القطب أكثر عرضة لإساءة استخدام المواد المخدرة أو الكحول.
  • المقامرة: قد يكون الرجال المصابون بثنائي القطب أكثر عرضة للوقوع في هذا السلوك غير المحسوب والمتهور خلال نوبات الهوس.

هل مرض الانفصام الوجداني خطير؟

يُمكن أن يكون ثنائي القطب خطيراً إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب. قد يُؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية والعمل والدراسة.

نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب

يتساءل العديد من الأشخاص عن نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب، وكنا قد تناولنا هذا الموضوع تفصيلاً في مقالة سابقة أرجو منك الاضطلاع عليها بالضغط هنا.

لكن يمكننا القول أنه بشكل عام لا يُوجد علاج نهائي لثنائي القطب، لكن يمكن السيطرة عليه بشكل فعال من خلال العلاج، وعيش حياة صحية ومنتجة دون معاناة الانتقال بين النوبات المختلفة.

علاجات ثنائي القطب:

توجد عدة طرق لعلاج هذه الحالة والسيطرة عليها، ومنها:

  • العلاج النفسي: يُساعد العلاج النفسي الشخص على فهم مرضه وتطوير آليات للتكيف معه.
  • الأدوية: تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للهوس للسيطرة على أعراض ثنائي القطب.
  • التغييرات في نمط الحياة: تُساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. 

كما ذكرنا، يُعدّ الاضطراب ثنائي القطب من الأمراض النفسية المعقدة، لكنه ليس مستحيلاً. مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بثنائي القطب أن يعيشوا حياة سعيدة وإنتاجية.

إذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص تعرفه قد يكون مصاباً بثنائي القطب، فلا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي صحة نفسية، وأثناء بحثك عن الأخصائي المناسب، ستجد موقعنا مرحباً بك في كل الأوقات لتزيد من ثقافتك ووعيك عن الأمراض النفسية والبدنية، وهي نقطة بداية لعيش حياة أفضل. 

المصدر
المجلس الوطني للصحة النفسيةالمكتبة الوطنية للطبالعيادة مايوالمعهد الوطني للصحة العقلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى