التأثير البيئي والعوامل النفسية لاضطراب ثنائي القطب
Last Updated on: 13th أغسطس 2023, 10:16 م
التأثير البيئي والعوامل النفسية لاضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب ليس مشكلة وليدة بين يوم وآخر، لكن يلعب التأثير البيئي والعوامل النفسية دورًا خطرًا في تتضارب الأفكار داخل أنفس المرضى؛ ومن ثم تطور ذلك الاضطراب وجعل المريض حائرًا تائهًا بين نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب.
نتحدث في هذا المقال عن التأثير البيئي والعوامل النفسية لاضطراب ثنائي القطب، بالإضافة إلى التعرف إلى المسارات المختلفة التي يتخذها المرض.
ما هو اضطراب ثنائي القطب ؟
اضطراب عقلي يجعل الحالة المزاجية للمريض مثل بندول الساعة، إذ يتأرجح مزاجه بين القمة وتتمثل في نوبات الهوس بينما تعد نوبات الاكتئاب القاع، َوقد تتلاقى القمة بالقاع وحينئذ يعاني المريض نوبات الهوس الاكتئابي، ومن المؤسف أن اضطراب ثنائي القطب مرض يقلب حياة المريض رأسًا على عقب؛ إذ لم يهم يهتم بالعلاج الذي بدوره يكبح الأعراض ويحد من روعها.
تتضمن المراحل المحتملة أن تمر بالمريض التي تشعر فيها بما يلي:
- نوبات الهوس والشعور بالانتشاء.
- نوبات الاكتئاب وما يسبب من حزن وغم.
- ومن المحتمل حدوث بعض الأعراض الذهانية في أثناء نوبات الهوس أو الاكتئاب.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
لم يُوصل إلى السبب الرئيس للإصابة بمرض ثنائي القطب، لكن توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة، وتتضمن ما يلي:
التأثير البيئي
الأشخاص الذين مروا بأحداث مؤلمة وخوضهم تجارب صادمة هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، خاصة الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للمرض؛ نتيجة اختلال توازنهم وإصابتهم بخلل نفسي وسلوكي، ومن أبرز العوامل البيئية المؤسفة لاضطراب ثنائي القطب:
- عوامل الصدمة في مرحلة الطفولة، مثل: الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو الإهمال أو وفاة أحد الوالدين.
- فقدان الوظيفة.
- فقدان شخص مقرب عزيز يزيد نوبات الهوس أو الاكتئاب.
- ومن الممكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى زيادة خطر احتمالية الإصابة بنوبة الهوس.
- تعاطي المخدرات.
اختلافات كيمياء المخ
توجد بعض الاختلافات البيولوجية في كيمياء الدماغ تختص المصابين باضطراب ثنائي القطب عن غيرهم.
العوامل الوراثية
تزداد احتمالية الإصابة للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم لاضطراب ثنائي القطب، خاصة إذا كان أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، وقد تظهر الأعراض لأول مرة في خلال مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة.
كما أوضحت أحدى الدراسات أن الأبناء لوالدين مصابين بمرض عقلي حاد (أحدهما أو كلاهما) لديهم نسبة كبيرة للإصابة بمرض عقلي حاد عند البلوغ، لكن لا بد أن نعي أن الجينات والعوامل الوراثية ليست العامل الوحيد؛ إذ أن العوامل البيئية يمكن أن تلعب دورًا أيضًا في زيادة خطر الإصابة بالمرض.
الأسباب البيولوجية
في معظم الحالات التي يعانيها مرضى ثنائي القطب تكون مصحوبة بحدوث بعض التغييرات البيولوجية أو الفيزيائية في الدماغ، ولم يتمكّن العلماء حتى الآن من تحديد الرابط بين هذه التغيرات والإصابة بالمرض، وعلى سيبل المثال أن الإصابة بمشكلات اضطرابات النواقل العصبية في الدماغ، التي تلعب دورًا فعالًا في العديد من المشكلات المزاجية والنفسية، بما فيها اضطراب ثنائي القطب، علاوة على ذلك تشير الأبحاث أن الإصابة ببعض الاضطرابات الهرمونية قد تزيد فرصة الإصابة بالمرض.
النوع
يؤثر الاضطراب ثنائي القطب في الرجال والنساء كلاهما على حد سواء، لكن النساء أكثر عرضة ثلاث مرات نظًا لمرورهن بنوبات تغير المزاج من حين لآخر، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب والهوس المختلط من ثنائي القطب مقارنة بالرجال.
مضاعفات الاضطراب ثنائي القطب
قد يتسبب الاضطراب ثنائي القطب في حدوث بعض المضاعفات في حالة إهمال العلاج، مثل:
- تدهور العلاقات الاجتماعية.
- التعرض لبعض المشكلات المالية والقانونية.
- تدهور الجانب الوظيفي.
- الميول الانتحارية.
- من الممكن مراودة أفكار تعاطي المخدرات أو الكحول.
مسار مريض الاضطراب ثنائي القطب
يتتبع الطبيب مسار الأعراض التي يعانيها المريض، ويقيم مدى استجابته للعلاج، وعلى إثره تتضمن المسارات التي يمكن أن يحذوها المريض:
الاستجابة للعلاج
في هذه الحالة يستجيب المريض للعلاج وتتحسن الأعراض، التي توضح مدى نجاح الخطة العلاجية والعمل على استمرارها وتنفيذها كاملة.
تخفيف المرض Remission
في هذا المسار تختفي أعراض المرض أو من الممكن بقاء علامات قليلة من الهوس والاكتئاب لمدة أسبوع على الأقل.
خمود المرض المتواصل والتعافي
لا يعاني المريض أي أعراض سواء من نوبات الهوس أو الاكتئاب لمدة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعًا متواصلًا، ثم تستمر حالة التعافي وتنتهي الأعراض تمامًا.
انتكاسة اضطراب الوجداني ثنائي القطب
تبدأ الأعراض في الظهور مجددًا في مسار انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب في أثناء مدة خمود المرض وقبل الوصول إلى مرحلة التعافي الكامل، وفي حالة عودة المرض فمن المتوقع ظهور نوبة جديدة من الاكتئاب الكبير.
أعراض مرض ثنائي القطب
تنقسم أعراض اضطراب ثنائي القطب تبعًا لنوع النوبة التي تصيب المريض، ويمكن تقسيمها إلى الآتي:
أعراض الهوس (Mania)
تشمل أعراض الهوس ما يلي:
- الأرق وقلة عدد ساعات النوم.
- قدرة المريض على الإنجاز تكون عالية.
- الشعور بالتفاؤل متخطيًا حدود الواقع.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تصارع الأفكار في ذهن المريض.
- التشتت وتضارب الأفكار.
- الاندفاع.
- الشعور المبالغ فيه بالنشوة والسعادة.
- زيادة الطاقة والنشاط.
- الإقدام على الأفعال الإيجابية.
- الإقبال على الخروج والتسوق والشراء.
- اتخاذ قرارات مصيرية غير محسوبة
- الثرثرة.
- الضلالات (Delusions) فقد تلاحق بعض المرضى أفكار خاطئة لا يتمكن أحد من تعديلها لديهم أو مناقشتهم حولها.
- الهلاوس (Hallucinations) فقد يسمع المريض أو يرى أشياء ليس لها وجود.
أعراض الهوس الخفيف (Hypomania)
تتشابه مع تلك التي تحدث في نوبات الهوس، لكنها أخف حدة ولا تؤثر في قدرة المريض على مصير يومه أو علاقاته الاجتماعية.
أعراض الاكتئاب
تشمل أعراض الاكتئاب التي قد يعانيها مريض الاضطراب ثنائي القطب:
- الشعور بالحزن والوحدة الدفينة.
- الأرق أو النوم لساعات طويلة.
- الشعور بتدني الذات وانعدام القيمة.
- فقدان الشغف.
- اكتساب مزيدًا من الوزن أو فقده بنحو زائد عن الطبيعي.
- التشويش الذهني وعدم القدرة على التفكير أو التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- الشعور بالذنب طوال الوقت تجاه الآخرين.
- عدم القدرة على الانخراط وسط التجمعات.
- ملاحقة الأفكار الانتحارية أو عزم النية لتنفيذها.
- تباين العلاقة الزوجية ما بين الإقدام والنفور منها.
- ضعف اتخاذ القرارات الهامة أو اتخاذ قرارات متهورة.
- الأوهام وتبني أفكار ومعتقدات غير صحيحة.
أهم الأسئلة الشائعة حول مرض اضطراب ثنائي القطب
تصول وتجول داخل أذهان الكثير عددًا من الأسئلة المتعلقة باضطراب ثنائي القطب، وسنجيب عن بعضها:
هل مريض ثنائي القطب يشفي أم أنه يعد مرضًا مزمنًا؟
يعد مرض ثنائي القطب مرضًا مزمناًا يلازم الشخص طيلة حياته، لكن توجد بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لإدارة الأعراض، وينصح بضرورة الالتزام بتوصيات الطبيب والأدوية لتجنب التأرجح بين النوبات المزاجية المتباينة بين الاكتئاب والهوس.
هل مريض ثنائي القطب مجنون؟
يعاني مريض ثنائي القطب نوبات الهوس والجنون ونوبات الاكتئاب حادة.
هل يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية؟
لا يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية، لكن يمكن اتباع نمط حياة صحي لتعزيز فعالية علاج ثنائي القطب، وتتضمن الآتي:
- تناول غذاء صحي خال من الدهون غني بالعناصر الغذائية الذي يمنح التوازن النفسي.
- الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا يجعلك أكثر هدوئًا وتركيزًا.
- ممارسة الرياضة يوميًا للمساعدة على تصفية الذهن وتحسين الحالة المزاجية.
- مشاركة الأصدقاء أو العائلة الأوقات الترفيهية أو المناسبات أو الأنشطة الرياضية.
- تجنب شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو تناول مشروبات غنية بالكافيين.
ختامًا، لا ننكر التأثير البيئي والعوامل النفسية التي قد تكون نذير شؤم، وتكون صافرة البداية لظهور أعراض اضطراب ثنائي القطب، لكن أوصيك -عزيزي- بمتابعة المسيرة والالتزام بخطة علاجك التي يضعها الطبيب؛ كي تنعم بحياة هانئة وهادئة.