Last Updated on: 28th ديسمبر 2021, 01:16 م
الجارسينيا، هل تعد الحل للحصول على القوام الممشوق، لكن بطريقة آمنة؟!
إذ يميل الناس في الوقت الحالي إلى الحلول الطبيعية ذات الأضرار القليلة، للحصول على جسم صحي ورشيق.
لذلك بشر كثيرون بفاعلية الجارسينيا في إنقاص الوزن، لكن على الجانب الآخر شكك آخرون في قدرتها على حل مشكلة السمنة.
فما هي الحقيقة؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال الشامل، فتابعوا معنا.
نُبْذة عن الجارسينيا
تعد من الفواكه وتشبه اليقطين، اسمها جارسينيا جومي جوتا (Garcinia Gummi Gutta) أو جارسينيا كمبوجيا (Garcinia cambogia)، وتنمو في مناطق عدة، مثل: الهند وجنوب شرق آسيا.
ثم ذاع صيتها من الهند إلى بقية العالم، وتحتوي قشرة هذا النبات على المادة الكيميائية حمض هيدروكسيسيتريك (Hydroxycitric Acid) بكميات كبيرة.
يظن البعض أن لتلك المادة الكيميائية القدرة على إنقاص الوزن والتحكم في الشهية.
بالإضافة إلى أنها تمنع تكوين الدهون، وزيادة القدرة على أداء التمارين الرياضية بكفاءة.
كذلك تحتوي المكملات الغذائية منها عادةً على تلك المادة بنسبة تتراوح ما بين 20% و60%.
لذلك ينصح باستخدام المكملات التي تحتوي على (HCA) بنسبة 50% إلى 60%، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أنها النسبة المطلوبة لفقدان الوزن.
آلية عمل الجارسينيا؟
أجريت عديد من الدراسات لاكتشاف كيف يقلل حمض هيدروكسيسيتريك الوزن، ويعتقد العلماء أن هذا الأثر يعود لقدرته على:
1- كبح الشهية
لا يعلم العلماء على وجه الدقة كيف يقلل هذا النبات الشهية، لكن وُجد أن تناوله بانتظام قد يزيد مستوى هرمون السيروتونين بالمخ.
ومعلوم أن هذا الهرمون إذا زادت نسبته، تحسن مزاج الإنسان وقلت شهيته، لذلك قد يكون هذا السبب في الشعور بالامتلاء لدى المرضى الذين يتناولون هذا النبات.
2- منع إنتاج دهون جديدة
بالإضافة إلى ما سبق فهو يثبط إنزيم سيترات ليز (Citrate Lyase)، مما يمنع تكوّن دهون جديدة.
كذلك لوحظ انخفاض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وارتفاع نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة، مما يحسن الصحة العامة للمريض.
استخدامات الجارسينيا
تروج كثير من الشركات أن لهذا المكمل استخدامات كثيرة، مثل:
1- فقدان الوزن
أجريت بعض الأبحاث التي أثبتت قدرة مكملاتها الغذائية على خفض الوزن.
لكن وجهت انتقادات لهذه الأبحاث، مثل:
- إجراء معظم الأبحاث على الحيوانات فقط وليس البشر.
- الأبحاث التي أجريت على البشر، كانت مدتها قصيرة وغير كافية بالإضافة إلى قلة عدد المتطوعين في الدراسة، مما يجعل من الصعب الاعتماد على مثل هذه النتائج.
- وجود أبحاث أخرى تشير إلى عدم فاعلية هذا المكمل في إنقاص الوزن.
- ترجيح البعض إلى عدم قدرة جارسينيا على خفض الوزن وحده، بل لا بد من تناول وجبات عالية الدهون للوصول إلى هذه النتيجة.
2- الشعور بالشبع
يعاني كثيرون عند اتباعهم لأنظمة غذائية صارمة لفقدان الوزن، الشعور بالجوع طوال الوقت.
هنا يزعم البعض أن هذا المكمل قد يجعل المريض يشعر بالامتلاء والشبع، مما يسهل عليه تقليل كمية وجباته الغذائية.
3- تحسين الأداء الرياضي
أشارت بعض الدراسات إلى فعالية هذا المكمل في تحسين الأداء الرياضي للمشاركين في الدراسة.
بالإضافة إلى عدم شعورهم بالتعب سريعًا وقدرتهم على ممارسة الرياضة مدة أطول.
ما فوائد الجارسينيا الأخرى؟
أثبتت بعض الدراسات أن لها عدة فوائد أخرى غير فقدان الوزن، وهم:
1- تحسين صحة القلب
يمكنها أن تحسن صحة القلب، وذلك بخفض نسب المواد الآتية:
- الكوليسترول بنسبة 6.3%.
- البروتين الدهني قليل الكثافة بنسبة 12.3%.
- الدهون الثلاثية بنسبة 8.6%.
كذلك ترفع نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة بنسبة 10.7%.
2- ضبط أعراض مرض السكري
تقلل هذه النبتة نسبة السكر في الدم، من خلال:
- تقليل نسبة هرمون الإنسولين في الدم.
- تحسين استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين.
- تقليل نسبة هرمون اللبتين في الدم (Leptin).
3- حماية الجهاز الهضمي
يمكنها كذلك حماية الجهاز الهضمي، وذلك من خلال:
- تقليل حدة الالتهابات الهضمية.
- خفض نسب الإصابة بقرح الجهاز الهضمي.
هل توجد أضرار للجارسينيا؟
نعم -عزيزي القارئ- لتلك العشبة بعض الأضرار، أهمها:
- الصداع.
- الدوخة.
- الغثيان.
- أعراض نزلة البرد.
- الطفح الجلدي.
- ضمور الخصية (Testicular Atrophy).
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
لا تحدث تلك الأعراض بالضرورة لكل المرضى، لكن ينصح بإيقاف الدواء إذا استمرت الأعراض السابقة مدة طويلة.
كذلك تشير بعض التقارير إلى احتمالية الإصابة بمشكلات في الكبد عند تناول مكملات غذائية تحتوي على مستخلص هذا النبات.
لكن لا تتوفر دراسات طبية كافية للتأكد من هذا الأثر الجانبي.
لذلك يرجى استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي المختص قبل تناول هذا المركب.
بعض الاحتياطات والمحاذير قبل تناول الجارسينيا
يرجى التأكد من عدم إصابتك ببعض الأمراض قبل تناول هذا الدواء، إذ قد يؤدي إلى تفاقم أعراضها.
نذكر من تلك الأمراض الأمثلة الآتية:
- الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar)، إذ ذكرت بعض التقارير سوء الحالة النفسية للمريض، وزيادة حدة الهوس لديه.
- مشكلات الكبد، قد يضر جارسينيا بالكبد، لذلك يرجى تجنب تناوله إذا كنت تعاني بالفعل مشكلات كبدية.
- الجراحة، كذلك قد يؤثر في مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى إبطاء معدل تجلط الدم، لذلك قد يتعرض المريض في أثناء الجراحة للخطر.
لذلك ينصح بالتوقف عن تناول هذا المكمل مدة أسبوعين قبل الجراحة.
جارسينيا للحامل
يرجى تجنب تناول أي مكملات غذائية تحتوي على جارسينيا، لعدم وجود دراسات كافية توضح أثر تلك العشبة في الجنين.
كذلك غير معروف ما إذا كانت المادة الكيميائية تفرز في لبن الأم أم لا، لذلك يجب تجنب تناوله في أثناء فترة الرضاعة أيضًا.
التفاعلات الدوائية
يرجى تجنب تناول مكملات الجارسينيا مع الأدوية الآتية:
- أدوية السكري، وذلك لتجنب الانخفاض الشديد في نسبة الجلوكوز في الدم.
- مضادات التجلط، لتجنب حدوث النزيف.
- الأدوية التي تضر بالكبد، لأن هذا قد يضر بصحته.
- الأدوية التي ترفع مستوى هرمون السيروتونين في الدم، وذلك لتجنب الإصابة بمتلازمة السيروتونين، التي من أعراضها الآتي:
- التشنجات.
- التقيؤ.
- مشكلات قلبية خطيرة.
الجرعة الدوائية
لا توجد دراسات كافية لتوضيح الجرعة المناسبة لمكملات الجارسينيا، التي تحتوي على حمض هيدروكسيسيتريك.
كذلك لا تصدق منظمة الغذاء والدواء (FDA) على استخدام هذه المكملات، لذلك استشر الطبيب أو الصيدلي قبل تناول هذا الدواء.
لكن توضح بعض الأبحاث أن استخدام هذا المكمل بجرعة تصل إلى 2800 مجم يوميًا آمن لمعظم الناس.
أمّا بالنسبة للجرعة التي تؤدي إلى أفضل النتائج فهي تختلف من شخصٍ إلى آخر، وهذا ما يحدده الطبيب المعالج.
أهم الأسئلة الشائعة عن الجارسينيا
يردد البعض أسئلة بخصوص هذا المكمل، نحاول الإجابة عنها في السطور القادمة، فتابعوا معنا.
1- هل يمكنني استخدام الجارسينيا لتقليل الكوليسترول؟
ذكرنا سابقًا أن بعض الأبحاث تفيد قدرة هذا النبات على خفض نسبة الكوليسترول في الدم.
لكن هذا يحدث بنسبة قليلة لا تغني بالتأكيد عن تناول الأدوية الموصوفة للمريض، فهذا هو الأساس.
لذلك نرجو عدم التوقف عن تناول الأدوية الخافضة للدهون، كذلك ننوه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية تحتوي على مستخلص هذا النبات.
2- هل يمكنني الاكتفاء بتناول هذا المكمل لفقدان الوزن؟
لا -عزيزي القارئ- تناول جارسينيا لسد الشهية وحده غير كافٍ أبدًا.
ذلك لأن تناول الوجبات الصحية تمثل حلًا لمشكلة السمنة بنسبة لا تقل عن 80%.
بالإضافة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية، بغض النظر عن نوع المكمل الغذائي الذي يتناوله المريض لفقدان الوزن.
3- كيف يمكنني الحصول على مكملاتها الغذائية؟
تتوفر المادة الفعالة في عديد من المكملات، مثل:
- جارسينيا كامبوجيا 1600 مجم (Garcinia Cambogia) من شركة فيتاكير (Vitacare)، بسعر 650 جنيه مصري، وتحتوي العلبة على 60 كبسولة.
- جارسينيا كامبوجيا 500 مجم (Garcinia Cambogia)، بسعر 165 جنيه مصري، ويحتوي هذا المكمل على الكالسيوم والكروميوم أيضًا.
وتوجد أيضًا في سوق الدواء السعودي، مثل (علكة لابيرفا) بسعر 253 ريال سعودي.
تحتوي العبوة على 50 علكة، كذلك يحتوي هذا المكمل على مستخلص حبوب القهوة الخضراء أيضًا.
في الختام، ننصح بتناول وجبات غذائية صحية واتباع نظام حياة صحي وممارسة الرياضة، قبل التفكير في تناول الأدوية التي تساهم في تقليل الوزن مثل الجارسينيا وغيرها.
ذلك لأن النظام الغذائي الصحي والرياضة كانا وسيظلا هما الحل الأول والأمثل لمشكلة السمنة.
