الخرف الجبهي الصدغي – سحابةٌ تظلّل نور العقل
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:20 ص
في رحلة الحياة، خاصة عندما نتقدم في السن، قد تُواجهنا تحدياتٌ جمةٌ تُهدّد صحتنا الجسدية والنفسية. النجاة من هذه التحديات ليست دائئماً كاملة، بل ربما تترك أثراً وضرراً يتراكم مع الوقت في أجهزة الجسم وأهمها المخ، وهنا يبرز “الخرف الجبهي الصدغي” كحالةٍ مرضيةٍ تُلقي بظلالها القاتمة على نور العقل، وتُعطل مسار الحياة الطبيعية.
في هذا المقال سنتعرف أكثر على الخرف الجبهي الصدغي، ما هو، وما أعراضه وأسبابه، والأهم كيف نتعامل مع هذا المرض، ونخفف عمن يعانون منه.
ما هو الخرف الجبهي الصدغي؟
يُعدّ الخرف الجبهي الصدغي نوعًا من أنواع الخرف التي تُصيب الفصين الجبهي والصدغي في الدماغ، ويحدث نتيجة ضرر يصيب هذين الفصين ويقلل من كفاءة الخلايا العصبية بهما، مما يؤدي إلى الكثير من الأضرار في الوظائف الحيوية المسؤول عنها هذين الفصين، مثل:
- التفكير
- التخطيط
- التنظيم
- التحكم في المشاعر
- الشخصية
- السلوك
أما عن أكبر مخاطر هذا المرض أنه يتطور، وتزداد الحالة سوءًا إذا تركت دون علاج وعناية وتدريب.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي:
أصبحت الآن تعلم أن عدداً كبيراً من الوظائف يتأثر بالخلل والضرر الواقع في هذه المنطقة بالدماغ.
ولذلك تختلف أعراض الخرف الجبهي الصدغي من شخصٍ لآخر، وتعتمد على المنطقة المُصابة تحديداً في الدماغ.
فبعض المناطق يكون مسؤول عن الوظائف الحركية، وتأثره يعني خللاً في المشي والحركة، ومناطق أخرى تكون مسؤولة عن الكلام واللغة، فيؤدي الضرر بها إلى مشاكل في النطق والكلام، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
تغيرات سلوكية وشخصية:
- فقدان الاهتمام بالأنشطة والهوايات المعتادة.
- الانعزال الاجتماعي.
- السلوك العدواني أو المتهور.
- فقدان القدرة على التعاطف.
- التغيرات في السلوك الجنسي.
- تغيرات في الشخصية، مثل:
- فقدان الاهتمام بالمظهر.
- الإهمال الشخصي.
- فقدان القدرة على اتخاذ القرارات.
- اضطرابات في اللغة:
- صعوبة في التحدث بطلاقة.
- نسيان الكلمات.
- صعوبة في فهم اللغة.
- استخدام كلمات خاطئة.
- اضطرابات في الذاكرة:
- فقدان الذاكرة قصيرة المدى.
- صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة.
- صعوبة في تعلم معلومات جديدة.
- اضطرابات في الوظائف التنفيذية:
- صعوبة في التخطيط والتنظيم.
- صعوبة في حل المشكلات.
- صعوبة في اتخاذ القرارات.
- صعوبة في التركيز.
- اضطرابات في الحركة:
- تصلب العضلات.
- الرعاش.
- صعوبة في المشي.
من هذه الأعراض تظهر خطورة هذا المرض، وطبيعة المرض التي تتدهور مع الوقت تجعله ربما يبدأ بعرض واحد أو اثنين من هذه القائمة الطويلة إلى أن تنتهي بالمريض إلى مصير لا يتمناه أحد.
لذلك فالواجب علينا بعد فهم أن هذه الأعراض قد تكون سبباً لمرض ما، ألا نتسرع بالحكم على تصرفات الأشخاص الكبار في السن، وهم الفئة الأكثر عرضة للخرف الجبهي الصدغي، فقد تصدر منهم هذه الأخطاء الحركية أو الكلامية أثناء تعاملاتهم اليومية دون قصد على الإطلاق، وحتى دون أن يعي الواحد منهم أنه مصاب بمرض ما.
ولا يكفي الوعي فقط وعدم الحكم، ولكن ينبغي علينا أيضاً مساعدتهم أثناء طلبهم لشيء ما أو رغبتهم في الانتقال من مكان لآخر، أو عند ارتكابهم لبعض المشكلات الصغير كسكب سائل أو كسر بعض الأواني أو الأغراض، فهم لم يعد بإمكانهم التحكم، ولم تعد مراكز الحركة والكلام واتخاذ القرارات تعمل بنفس الفعالية.
أسباب الخرف الجبهي الصدغي:
تُعدّ أسباب الخرف الجَبهي الصدغي غير معروفةٍ بشكلٍ دقيقٍ حتى الآن عند العلماء، ومع ذلك، فقد تمّ تحديد بعض العوامل التي قد تُزيد من خطر الإصابة به، وتشمل:
العوامل الوراثية:
وجود تاريخٍ عائليٍ للإصابة بالخرف الجبهي الصدغي.
الطفرة الجينية:
بعض العوامل التي يتعرض لها المرء قد تحدث طفراتٍ في بعض الجينات المُرتبطة بالمرض.
التغيرات في بنية الدماغ:
والتي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض أو التعرض لبعض الحوادث.
علاج الخرف الجبهي الصدغي:
لا يوجد علاجٌ شافٍ للخرف الجبهي الصدغي، ولكن تهدف العلاجات المُتاحة إلى تخفيف الأعراض وتبطيء وتيرة تدهور الحالة أو إيقافها عند حد معين، وتحسين نوعية حياة المريض.
وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
العلاج الدوائي:
- استخدام مضادات الاكتئاب للتحكم في التغيرات السلوكية والشخصية.
- استخدام الأدوية المُهدئة للتحكم في القلق والعدوانية.
العلاج النفسي:
جلسات العلاج النفسية والتخاطبية قد تساعد المريض وتحسن حالته بشكل كبير وملحوظ وذلك من خلال:
- تقديم الدعم النفسي للمريض وعائلته.
- مساعدة المريض على التعامل مع التغيرات السلوكية والشخصية.
العلاج الوظيفي:
- مساعدة المريض على الحفاظ على مهاراته اليومية.
- تعليمه استراتيجياتٍ للتعامل مع صعوبات اللغة والذاكرة.
يُعدّ الخَرف الجبهي الصدغي مرضًا صعبًا يُؤثّر على حياة المريض وعائلته بشكلٍ كبير.
ومع ذلك، فإنّ فهم أعراض المرض وسرعة طلب المساعدة الطبية يُساعد على تحسين نوعية حياة المريض وتخفيف الأعراض التي يُعاني منها.
وإذا كان هذا المرض لم يتم اكتشاف علاح نهائي له حتى الآن، لكن التركيز على أن يتم تقديم الدعم النفسي والعناية الصحية بالمريض وتوفير بيئةٍ آمنةٍ وصحيةٍ له سيقطع بالمريض أشواطاً كبيرة في رحلة حفاظه على حياة طبيعية.
وأولى خطوات هذا الاهتمام هي أن تقوم أنت بالقراءة أكثر وأكثر عن مثل هذا المرض وأعراضه، ومعرفة كيفية التعامل مع المصاب به، ووجودك هنا في هيلثاوي أولى خطواتك لتحقيق ذلك.
ونختم هذه المقالة ببعض النصائح التي تبقيك في غرفة القيادة بالنسبة لصحتك النفسية والبدنية:
- احرص على الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يومياً لاستشفاء الجسم والجهاز العصبي.
- تناول طعامًا صحيًا، واجتهد في الالتزام بنظام غذائي صحي.
- مارس الرياضة بانتظام.