الصرع الغيابي | عندما يتوقف الكون حولي
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 01:26 ص
الصرع الغيابي هو أحد أنواع الصرع التي تصيب عادةً الأطفال، إلا أنه يمكن أن يصيب البالغين في بعض الأحيان، ويتضمن فقدان التركيز والتحديق في الفراغ دون وعي لعدة لحظات أو دقائق.
سنتناول في هذا المقال أهم المعلومات حول الصرع الغيابي، وأعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو الصرع الغيابي Absence Epilepsy؟
الصرع الغيابي هو أحد أنواع نوبات الصرع التي تؤدي إلى فقدان الشخص تركيزه والتوقف عن النشاط الذي يقوم به فجأة، والتحديق في الفراغ دون وعي كامل.
تحدث نوبات الصرع الغيابي نتيجة إشارات كهربائية غير طبيعية في المخ، وتستمر عادة لمدة زمنية قصيرة، ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة.
تؤثر نوبات الصرع الغيابي فقط في الإدراك الكامل لما يحدث حول المريض خلال حدوث النوبات، ويستعيد المريض الوعي والإدراك بعد انتهائها.
يمكن عدم ملاحظة نوبات الصرع الغيابي في بداية حدوثها إذ أنها تحدث وتنتهي فجأة، وتستمر لمدة قصيرة، لذا يمكن أن يتأخر تشخيص الإصابة.
أعراض الصرع الغيابي
يعد الصرع الغيابي أكثر شيوعًا عند الأطفال من سن 2 إلى 14 عام، إلا أنه هناك بعض الحالات التي سجلت نوبات صراع غيابي عند الكبار أيضًا.
تستمر نوبة الصرع الغيابية عادة من 10 إلى 20 ثانية، وتشمل الأعراض:
التحديق في الفراغ.
- رفرفة الجفن.
- ضم الشفتين معًا.
- القيام بحركات مفاجئة.
- الميل إلى الأمام أو الخلف.
- التوقف عن الحركة.
- إيقاف الكلام أو أيا ما كان الشخص يفعله.
أسباب الإصابة بنوبات الصرع الغيابية
تحدث نوبات الصرع نتيجة اضطراب كهربائية المخ عن الوضع الطبيعي، والتي تقوم بدورها وإرسال هذه الإشارات الكهربائية إلى أجهزة الجسم المختلفة.
يمكن أن تتكرر هذه الإشارات في المخ في أثناء حدوث نوبة الصرع الغيابية، أو يمكن أن يحدث تغير في مستويات الناقلات العصبية في المخ.
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالصرع، إلا أن هناك عدة عوامل تساهم في زيادة فرص الإصابة به، مثل:
السن
تحدث نوبات الصرع الغيابي غالبًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 12 عام، وتبلغ ذروتها عند سن ست أو سبع سنوات.
الجنس
أثبتت بعض الدراسات الطبية أن الفتيات أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع الغيابية من الأولاد.
العوامل الوراثية
تزداد فرص الإصابة بنوبات الصرع الغيابية في بعض العائلات عن غيرها، رغم عدم وجود جين محدد مسئول عن الإصابة.
محفزات مختلفة
يمكن أن تؤدي بعض المحفزات الأخرى لحدوث نوبات الصرع الغيابية لدى بعض الأشخاص، مثل الأضواء الساطعة، وزيادة معدلات التنفس.
ماذا يحدث في أثناء حدوث نوبات الصرع الغيابي؟
يصف كل مريض الذي يحدث له في أثناء نوبات الصرع الغيابية بطريقة مختلفة عن الآخر، إلا أن بعض التجارب الأكثر شيوعًا تتمثل في الآتي:
- رؤية هالات مظلمة حول الأشياء.
- تتابع العديد من الصور أمام الشخص.
- الإحساس بالطفو، أو ضبابية المخ.
- أن يكون الشخص على دراية بما يحدث حوله، لكن لا يستطيع التصرف.
- سماع أصوات مدوية.
- الإحساس بأن عقلك يصبح فارغًا، بينما تظل واعيًا.
ماذا يحدث بعد انتهاء نوبات الصرع الغيابي؟
يعود الشخص عادة إلى طبيعته بعد انتهاء نوبة الصرع الغيابية، ويستكمل ما كان يقوم به قبل حدوثه النوبة، ويكون الشخص متيقظ ومدرك لكل ما يحدث حوله.
لا تسبب نوبة الصرع الغيابية أضرار صحية كبيرة، لذا لا يحتاج المصاب في معظم الأحيان إلى إجراء أي إسعافات أولية.
يمكن أن يشعر الشخص بالتوتر والارتباك، أو يبدو مشوشًا عندما يعاني الشخص عدة نوبات صرع غيابية في أثناء اليوم الواحد، أو عند حدوث النوبات خلال مدة زمنية بسيطة.
تشخيص الإصابة بالصرع الغيابي
يلاحظ عادةً أفراد الأسرة أو المقربين من المريض حدوث نوبات الصرع الغيابية، ويلاحظ المعلم في المدرسة حدوث النوبات بوضوح لدى الأطفال.
لذا فإن التشخيص عادةً يعتمد على الملاحظة وإطلاع الطبيب على ما يحدث في أثناء النوبات خاصة اتساع حدقة العين، وزيادة معدلات التنفس.
يمكن أن يجرى الطبيب عدة فحوصات لتأكيد الإصابة، مثل:
- تخطيط النشاط الكهربائي للمخ، لمعرفة إذا كان هناك أنماط غير طبيعية في نشاط الدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي أو استخدام التصوير المقطعية خاصة للحالات التي لا تستجيب للعلاج.
علاج الصرع الغيابي
هناك العديد من الأدوية التي تنجح في السيطرة على حدوث نوبات الصرع الغيابية، ومنعها والتي يصفها الطبيب حسب الحالة الصحية.
لكن لا ينصح بإيقاف استخدام هذه الأدوية من تلقاء نفسك، حتى إذا كان هناك تحسن في النوبات، إلا بعد استشارة الطبيب تجنبًا لعودة النوبات.
تشمل أدوية مضادات الصرع التي يصفها الطبيب عادة:
- أيثوسكسيميد، أو زارونتين وهو الدواء المفضل في علاج نوبات الصرع الغيابية.
- فالبوريك أسيد، أو ديباكين ويعطي نفس فاعلية الأيثوسكسيميد لكن يفضل الأيثوسكسميد الذي يسبب مشكلات أقل في التركيز، والانتباه.
- لاموتريجين، أو لاميكتال وهو أقل فاعلية، إلا أنه أقل في الآثار الجانبية.
يصف الطبيب في بعض الأحيان أدوية أخرى، في حال إذا كانت أدوية مضادات الصرع لا تسيطر بفاعلية على النوبات، تشمل هذه الأدوية:
المزيد من المعلومات حول أدوية مضادات الصرع في الفيديو الآتي:
يمكن أن يصف الطبيب أيا من الأدوية السابق ذكرها، ثم ينصح بتغييره، أو إضافة دواء آخر إلى خطة العلاج، حسب استجابة الجسم للدواء.
أيضًا ينصح الطبيب عادة بجرعة منخفضة من مضادات الصرع في بداية رحلة العلاج، ثم زيادتها تدريجيا حسب استجابة الجسم.
مضاعفات الصرع الغيابي
يتماثل أغلب الأطفال المصابين بنوبات الصرع الغيابية إلى الشفاء بعد البلوغ خاصةً أولئك الذين عانوا النوبات قبل سن التاسعة.
الأطفال التي تتماثل إلى الشفاء بعد البلوغ ليسوا في حاجة إلى استعمال أيًا من أدوية مضادات الصرع، أو أي أدوية أخرى، ما لم يوصي الطبيب بغير ذلك.
لابد للمرضى الآخرين الذين تستمر لديهم نوبات الصرع الغيابية استعمال أدوية مضادات الصرع حسب تعليمات الطبيب للسيطرة على حدوث النوبات.
تكون نوبات الصرع الغيابي قصيرة، وغير خطيرة عادةً، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض المشكلات في حالة عدم علاجها، والسيطرة عليها، مثل:
- مشكلات التعلم في المدرسة.
- اضطرابات سلوكية.
- الوحدة، والانطواء.
في نهاية المقال، تعرفنا إلى أعراض الصرع الغيابي، وأهم المعلومات حوله للسيطرة على النوبات، ومنع حدوثها.