إدمانمواد مخدرة

الفرق بين الأفيون والترامادول | وجهان لعملة واحدة!

Last Updated on: 11th مايو 2022, 01:33 ص

يعد الأفيون والترامادول وجهان لعملة واحدة؛ فكلاهما مترادفان لنفس نوع المخدر، إذ ينتميان إلى نفس عائلة الأفيونات، ويتشابهان في سطوتهما على الجهاز العصبي والجسم.

 

فما الفرق بين الأفيون والترامادول؟ وهل الأفيون بديل الترامادول؟ كل هذا وأكثر سنتعرف إليه سويًا في هذا المقال؛ فتابع معنا.

 

ما الفرق بين الأفيون والترامادول؟

يعد كلًا من الأفيون والترامادول أحد أفراد مجموعة الأفيونات، التي تتميز بقدرتها على تسكين الآلام، ويتشابهان أيضًا في أن الإسراف في تناولهمها دون وصفة طبية يؤدي إلى الإدمان.

 

الأفيون

أحد المواد المخدرة التي تستخلص من نبات الخشخاش المنوم، ويعد من أقدم المواد المخدرة عبر التاريخ، وأطلق عليه قديمًا اسم ” نبات السعادة”.

 

يكون الأفيون على هيئة لزجة بنية اللون ذات رائحة نفاذة، ثم تحول بعد ذلك إلى سائل أو بودرة.

 

لذلك فهو مادة طبيعية، ويستخلص منه عدة مواد كيميائية تستخدم في المجال الطبي، مثل: المورفين والكودايين والأوكسيكودون.

 

الترامادول

يعرف الترامادول بأنه أحد العقاقير الطبية المصنعة التي تشبه المواد الأفيونية، وذاع صيته نظرًا لدوره الفعال في تسكين الآلام الشديدة والمستعصية.

 

يأتي على هيئة أقراص أو أمبولات للحقن لاستخدامه لأغراض طبية، كذلك فهو يمنح الشعور بالاسترخاء ويقلل حدة القلق والتوتر.

 

يجدر بالذكر أنه أدرج ضمن جدول المخدرات ولا يصرف دون وصفة طبية.

 

تأثير الأفيون والترامادول على المخ

يؤثر الأفيون والترامادول على الجهاز العصبي، لذا لهما سطوة فعالة على المخ، إذ يرتبطان بالمستقبلات الأفيونية الموجودة في المخ.

 

كذلك يستطيعان التحكم في الرسائل العصبية المختصة بالألم؛ فيقللان انتقالها إلى المخ؛ مما يؤدي إلى تسكين الألم تسكينًا فعالًا.

 

كما يتحكم الترامادول في بقاء بعض النواقل العصبية المسؤولة عن الإحساس بالألم مثل السيروتونين والنورابينفرين.

 

بينما يعمل الأفيون ومشتقاته على جهاز المكافأة الموجود في المخ، لذا يمنح المتعاطي الشعور بالسعادة والنشوة والاسترخاء.

 

لذلك فإن الأفيون والترامادول مادتان قابلتان للإدمان في حال التعود على استخدامهما دون إشراف طبي، ومن ثم يؤثران على المخ ويسببان خلل الوظائف الإدراكية.

 

دواعي استعمال الأفيون والترامادول

تكمن أهمية كلًا من الأفيون والترامادول في قدرتهما على تسكين الآلام العصيبة؛ إذ يؤثران على إشارات الألم المنتقلة من الجسم إلى المخ.

 

لذلك يستخدمان كثيرًا في علاج الألم الناجم عن أمراض عديدة، مثل:

 

  • الحروق.
  • الكسور والحوادث.
  • آلام الأعصاب نتيجة الإصابة بالحزام الناري.
  • العمليات الجراحية الكبرى.
  • الأوجاع الناتجة عن مرض السرطان.

 

الآثار الجانبية للأفيون والترامادول

يؤثر كلًا من الأفيون والترامادول في مستقبلات الأفيون في المخ؛ ومن ثم يدخل المتعاطي في حالة اعتياد نفسي وجسدي.

 

كذلك يسببان زيادة معدل السيروتونين، وتعد الآثار الجانبية للأفيون والترامادول متشابهة؛ فيعاني الشخص الأعراض الآتية:

 

  • النعاس والخمول.
  • عسر الهضم.
  • الإمساك.
  • آلام المعدة.
  • جفاف الفم.
  • الغثيان.
  • الصداع.
  • الدوخة والدوار.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • صعوبة التذكر والتركيز.

 

يجدر بالذكر أن الترامادول يسبب بعض الأضرار التي لا تحدث مع تعاطي الأفيون، فيعاني مدمن الترامادول متلازمة السيروتونين.

 

تعد تلك المتلازمة من أخطر الأضرار التي تنتج من إدمان الترامادول، ويزداد معدل حدوثها مع المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب.

 

يعاني المريض الأعراض الآتية:

  • الرعشة.
  • تصلب العضلات.
  • التشويش الذهني.
  • حدوث حركات لاإرادية.
  • الهياج العصبي.
  • اضطراب الحركة وعدم تناسقها.
  • التعرض للغيبوبة.

 

هل الأفيون بديل الترامادول؟

استخدم الأفيون قديمًا في أغراض طبية عديدة، وفي عهدنا هذا استخرج منه العديد من المواد الأخرى للاستفادة منه أكبر قدر ممكن، ولتجنب آثاره الجانبية.

 

بينما صُنع الترامادول حديثًا ليكون عوضًا عن الأفيون لتسكين الآلام المبرحة والشديدة، لكن مع مرور الوقت ظهر الوجه السيء له؛ فقد يقع المريض في فخ الإدمان.

 

لكن إحقاقًا للحق أن خطر تعرض الفرد لإدمان الترامادول أقل من إدمان الأفيون، لذا نسْتَنْبَطَ مما سبق أن الترامادول حلًا بديلًا للأفيون وليس العكس، لكن لا بد من وجود إشراف طبي.

 

الفرق بين الأفيون والترامادول في الصحة الجنسية

تنتقل بعض الترهات بين العامة بقدرة الأفيون ومشتقاته على تحسين القدرة الجنسية، لكن كل هذا ليس صحيحًا.

 

كما تشير الدراسات أن الاستخدام المستمر لتلك العقاقير يسبب ضعف الانتصاب؛ مما يؤدي إلى اضطراب القدرة الجنسية وضعفها، وتقليل الرغبة الجنسية، وينطبق الأمر كذلك على الترامادول.

 

مدة بقاء الأفيون والترامادول في الجسم

قبل باديء ذي بدء لا بد أن نعي أن مدة بقاء الأفيون والترامادول في الجسم تختلف من شخص لآخر تبعًا للآتي:

 

  • الحالة الصحية.
  • نسبة المخدر في الجسم.
  • مدة التعاطي.

 

 

يستطيع الجسم التخلص من الترامادول سريعًا، وتتراوح مدة بقائه في البول بين يوم إلى 4 أيام بعد تناول آخر جرعة، بينما يبقى الأفيون في البول مدة تصل إلى أسبوع في حال التعاطي المستمر له.

 

كما تستغرق مدة بقاء الترامادول في الدم حوالي 3 إلى 4 أيام، بينما يستمر الافيون في الدم لمدة 5 أيام.

 

تفاعلات الأفيون والترامادول مع الأدوية الأخرى

يتفاعل الترامادول والأفيون مع بعض المواد والأدوية، مثل: الكحول، وأدوية السعال، والمهدئات؛ ويترتب على هذا مخاطر وخيمة وتتضاعف آثارهما الجانبية.

 

فقد تؤدي تفاعلات الأفيون والترامادول مع الأدوية الأخرى إلى ضيق التنفس وضعفه، وقد ينتهي المطاف بالوفاة والهلاك في حال تناول جرعات زائدة. 

 

أعراض انسحاب الأفيون والترامادول من الجسم

تتشابه أعراض الانسحاب المؤلمة للأفيون والترامادول، لتشابههما في التركيب وطريقة العمل.

 

تبدأ أعراض انسحاب الأفيون والترامادول بعد مرور 48 ساعة من التوقف عن تعاطي آخر جرعة، وتبلغ ذروتها في اليوم الثاني والثالث من تناول آخر جرعة.

 

تنقسم الأعراض الانسحابية إلى الآتي:

أعراض الانسحاب المبكرة

تحدث بعد انتهاء مفعول آخر جرعة، ويعاني المدمن الأعراض الآتية:

 

  • الهياج العصبي.
  • التوتر.
  • الأرق واضطراب النوم.
  • سيلان الأنف والعين.
  • النعاس والخمول.
  • القلق والتوتر.
  • الرغبة في تناول المخدر.
  • الاكتئاب.
  • مراودة الأفكار الانتحارية.

 

أعراض الانسحاب المتأخرة

تحدث تلك الأعراض متأخرة قليلًا وتكون أكثر حدة، ويعاني المدمن العلامات الآتية:

 

  • آلام البطن.
  • الإسهال.
  • القيء والغثيان.
  • اتساع حدقة العين وتشوش الرؤية.
  • القشعريرة.
  • ارتفاع ضغط الدم.

 

يجدر بالذكر أن هناك بعض الأعراض تظهر بنسبة أكبر مع مدمني الترامادول، مثل:

 

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة ضربات القلب.
  • الهلع العام.
  • تنميل الأطراف.

 

كيفية علاج إدمان الأفيون والترامادول

يخضع المدمن لبرنامج علاجي محكم، وتتراوح مدة العلاج بين شهر إلى 3 أشهر، وتنقسم مراحل معالجة الإدمان إلى الآتي:

مرحلة التشخيص

تجرى بهدف تحديد حالة المريض والتعرف إلى شدة إدمانه، كي يختار الطبيب المعالج البرنامج المناسب له، وتحديد مدة العلاج الخاصة به.

 

كذلك معرفة ما إذا كان المريض مدمنًا للكحول أو أي من الأدوية الأخرى.

مرحلة سحب السموم

تعد المرحلة الأكثر صعوبة؛ إذ يعاني المريض في أثنائها أعراض الانسحاب المؤلمة، ويصف الطبيب بعض الأدوية للعبور بسلام من تلك المرحلة، مثل: المسكنات ومضادات الاكتئاب.

مرحلة العلاج النفسي

يخضع المريض لعدة جلسات فردية أو بالمشاركة مع مجموعات الدعم، كي يتخلص من أعراض القلق والاكتئاب.

مرحلة إعادة التأهيل الاجتماعي

تشجع تلك الخطوة المريض على الانخراط وسط المجتمع، وتحثه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، كي يتخلص من الوحدة والعزلة.

مرحلة المتابعة ومنع الانتكاسة

تهدف تلك المرحلة إلى تعليم الشخص بعض الاستراتيجيات اللازمة، التي تعزز عزيمته وإرادته، كي لا يقع في شباك الانتكاسة، والخضوع لتناول تلك الأدوية مرة أخرى.

 

 

ختامًا، نتمني -عزيزي القارئ- أن نكون أوضحنا لك الفرق بين الأفيون والترامادول، ونوصيك بضرورة توخي الحيطة والحذر عند استخدام أي منهما.

 

فعلى الرغم من قدرتهما على منحك الاسترخاء والنشوة والسعادة، إلا أنهما قد يسببان الوقوع في الإدمان في حال تناولهما دون استشارة الطبيب.

 

المصدر
Quantification and Comparison of Opium (Morphine) and Tramadol from Biological Samples "Liquid - Liquid Extraction"opiumTramadol

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى