الأمراض النفسية

الوسواس القهري والعادة السرية | وجهان لعملة واحدة؟

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 03:12 ص


العادة السرية، الهاجس الذي يهاجم صاحبه دون تحذير، ويصيبه إصابات نفسية عميقة، تجعله يفر من الفعل إليه، ليصبح بعد ذلك وسواساً قهرياُ يفقد صاحبه السيطرة. 

 

الوسواس القهري والعادة السرية أمران متصلان، فالعادة تتحول إلى إدمان، والإدمان يتحول إلى وسواس قهري، وهنا ستتعرف على أسباب ذلك، أعراضه وعلاجه.

 

أعلم أنك منزعج من وضعك، وتبحث بحثاً حثيثاً عن حل، أو على الأقل عمن تتكلم معه عن صعوبة الأمر ويكون متفهماً، فلتتعامل بهذه الطريقة مع هذا المقال، اعتبره الأذن التي تستمع إلى ألمك وشكواك، ومن يدري فربما نقدم لك حلاُ أو نكون صيحة إفاقة تكسر هذا الوسواس إلى الأبد، فهيا بنا. 

 

ما العلاقة بين الوسواس القهري والعادة السرية؟ 

حتى نفهم العلاقة بين الوسواس القهري والعادة السرية يجب أن نفهم أولاً ما هو الوسواس القهري.

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يصيب المريض ويجعله دائم التفكير ببعض الأشياء (وهو ما يعرف بالهوس) أو يكرر القيام ببعض التصرفات تلقائياً ودون تحكم منه. 

ومن الأمثلة على الأفكار التي تسيطر على مريض الوسواس القهري:

  • أفكار عدائية تجاه الآخرين. 
  • الخوف الدائم غير المبرر.
  • أفكار غير مقبولة مجتمعياً مثل بعض الرغبات الجنسية… 

 

بعد مدة تؤدي هذه الأفكار المتكررة في دماغ الشخص إلى قيامه بتصرفات خاطئة ومؤذية إما له أو لمن حوله.
لذلك فقد تتحول الأفكار الجنسية التي يصعب ممارستها إلى وسواس يدفع صاحبه دفعاً إلى العادة السرية. 

 

يعيق ذلك المريض من أن يعيش حياة طبيعية، ويستمر باتباع رغباته حتى ينعزل عن الناس إما لإشباع هذه الرغبة أو لإحساسه بالخجل من مواجهتهم. 

 

ثم يتطور الأمر مع البعض إلى أنه قد يستمر في ذلك حتى بعد إجهاد أو الإصابة بالضرر بالأعضاء التناسلية، وهو أمر لا يقبله العقل، لكن المبتلى بهذا الداء لا يفكر بعقله. 

 

أضرار إدمان العادة السرية

إدمان العادة السرية له العديد من الأضرار التي ربما لا يمكن إحصاؤها! فكل من وقع بهذا الأمر له تجربته الخاصة وآلامه الخاصة، لكن من الأضرار الشائعة: 

  • ضعف الحافز والرغبة في إقامة علاقة سوية مع شريك حقيقي. 
  • مشاكل في العلاقة الجنسية الحقيقية، من سرعة القذف أو ضعف في الانتصاب
  • مشاكل اجتماعية، انعزال وخسارة العلاقات والصداقات. 
  • الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى
  • الإجهاد الدائم وانعدام الطاقة، نظراً لأن العملية ذاتها تتطلب الكثير من الطاقة وتستهلك الكثير من الموارد الغذائية في الجسم.
  • سهولة تشتت الذهن وشروده وقلة التركيز. 
  • الانجراف في سلوكيات جنسية خاطئة ومضرة رغبة في المزيد من المتعة. 
  • قد يؤدي هذا كله بالمريض إلى الوقوع في استخدام المواد المحظورة وإدمانها. 
  • عدم القدرة على مواجهة المشاكل التي تولد مشاعر سلبية والهروب منها. 

 

إذاً فمشاكل العادة السرية كثيرة ومتشعبة خاصة ما خرج عن السيطرة منها وتحول إلى وسواس، لكن لا تقلق فالحلول موجودة ومجربة وأسهل مما تظن. 

 

الحالة النفسية والعادة السرية

قد يسأل المرء، ما الذي يفضي إلى هذا السلوك المعيب الذي يتفق الجميع على ضرره، وهل هناك علاقة بين الحالة النفسية والعادة السرية؟ 

لا شك أن أكثر الأسباب المعروفة للانخراط في مثل هذا السلوك أو الإدمان معظمها نفسي، وفيما يلي نستعرض بعض المشاعر التي تولد الرغبة في ممارسة العادة، أو إلى الانتكاس في محاولة التوقف: 

  • الحزن: فالمخ يفرز أثناء أي سلوك جنسي كميات مهولة من الهرمونات التي تشعرك بالسعادة، لكن حال هذه الممارسة الخاطئة، فإن هذا يزول فور الانتهاء، وتعود إلى حزن أعمق مما كنت تشعر. 
  • الغضب: الغضب والقهر كذلك أحد المشاعر السلبية التي تجعلك تفر مما يزعجك إلى هذا السلوك الذي يخفف
    بعض الشيء وو للحظات قصيرة. 
  • الخجل، المواقف المخجلة تجعل الشخص يفضل الهروب والانعزال، ولا شيء يحقق ذلك أكثر من الإدمان. 

 

وهناك الكثير من المشاعر الأخرى التي قد ترتبط بها هذه العادة، فعقلك يريد المزيد من هذه المواد التي تشعره بالسعادة والراحة، ويريدها طوال الوقت، فتجد البعض تتولد عنده الرغبة أثناء الفرحة، فتجده ينسحب ربما من مناسبة عائلية أو تجمع للأصدقاء فقط ليختفي عن الأنظار ويعود للإدمان. 

 

وهنا تكمن الخطورة، فالبعض يتحججون أن العادة السرية سببها الضغوطات النفسية والتجارب السيئة، وهذا رغم أنه صحيح إلا أن الاطمئنان لهذا العذر يقود بعد ذلك إلى ما هو أسوأ كما رأيت. 

 

علاج الوسواس القهري للعادة السرية

علاج الوسواس القهري للعادة السرية لا يختلف كثيراً عن علاجات الوسواس القهري للتصرفات والأفعال الأخرى،
وأبشرك عزيزي القارئ أن هناك العديد من الحلول التي أثبتت نجاحاً في فك أسر الشخص من هذا الوسواس، ومنها: 

الجلسات النفسية: 

الجلسات النفسية تمكنك من التحدث بشأن أي شيء دون قلق ودون الخوف من الشعور بالخجل أو العار، ومعظم من يصاب بالوسواس القهري يجدون ملاذاً آمناً عند الطبيب النفسي.

 

وذلك لأن الطبيب لا يحاول فقط الحديث عن الموضوع، بل يتحدث عن أشياء أعمق من ذلك، ربما التجارب التي رسبت هذا السلوك الخاطئ، أو المشكلةالتي يهرب منها الشخص بهذا الفعل، ويغير طريقة التفكير تجاه هذه الأسباب تدريجياً إلى أن يتمكن خلال عدد معين من الجلسات من تخليص مريضه من هذا الوسواس. 

 

سارع بالوصول إلى الأطباء الجيدين القريبين منك، فالطبيب سيضع بعد معرفة الأسباب، سيضع خطة للعلاج، والوقاية كذلك. 

سيعطيك الطبيب عدداً من الإرشادات التي قد تكون مهمة لتجنب الانتكاسات والتي سنطلعك على بعض منها لاحقاً. 

 

العلاجات والأدوية: 

قد يرى الطبيب في بعض الأوقات أن حالتك تتطلب بعض المساعدة الدواية، ولا ضير في ذلك. 

العلاجات النفسية التي تستخدم لبعض حالات الاكتئاب تستخدم كذلك لمعالجة حالات الوسواس القهري. 

 

ومن أنواع الأدوية التي تستخدم علاج الوسواس القهري: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، وهو نوع يزيد من تركيز هذا الهرمون المسؤول عن عدد من الوظائف الهامة، والذي يؤدي غيابه إلى بعض الاضطرابات النفسية. 

 

سيحدد لك الطبيب العلاج الذي سيشعرك بالتحسن، وسيحدد لك جرعته، والخطة الزمنية التي تحتاجها حتى تشعر بالفرق وتتمكن من السيطرة على أمورك أكثر. 

 

هذا صحيح، فالعلاجات النفسية تتطلب فترة حتى ترى أقصى تأثير لها، من 8-12 أسبوعاً. 

التزم بتعليمات الطبيب فيما يخص هذه العلاجات حتى تتمكن من نيل أفضل تأثير لها وبأقل أعراض جانبية

 

نصائح وقائية: 

في المرة التالية التي يردك فيها هذا الوسواس الملح، اتبع ما يمكنك من هذه انصائح، بل حتى إن لم يردك، فإن القيام بالأعمال التالية سيقلل من حدة الرغبة وسيزيد من سيطرتك على أفعالك: 

  • ممارسة الرياضة بانتظام: هل تذكر عندما قلنا أن أضرار العادة السرية لا يمكن إحصاؤها؟ كذلك فوائد الرياضة، والطرق التي تساعدك بها على التغلب على إدمانك، فاحرص على ضم الرياضة إلى نظام حياتك.
  • التحدث مع أحدهم: لابد وأن لك قريباً أو صديقاً تثق به، قم بالتواصل معه، رتب عشاءً لكليكما معاً، أو تحدث مه
    فقط عبر الهاتف، سيشتت ذلك تفكيرك عن الوسواس والعادة، وسيعيد لك المنطقية في التفكير والوعي بأفعالك. 
  • قل: لا! أحيانا ستكون الظروف مهيأة، وسبل الوقاية بعيدة أو غير فعالة، وهنا عليك مواجهة هذه الرغبة بالوعي،
    وقل لا! لن أفعل ذلك، ثم بادر بالخروج من المنزل أو إغلاق الهاتف أو الجلوس مع العائلة وإجبار نفسك على القيام بشيء آخر. 
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي: إن الحفاظ على نظام غذائي صحي يوفي جميع احتياجاتك، ويقطع عنك الزائد
    من السعرات والدهون غير الصحية سيبقيك نشيطاً، وسيبقي حالتك النفسية جيدة، وعندها تجد أن وقع هذا الهاجس حتى عند وجود الداعي ليس بذات القوة. 
  • أخيراً: قم بمتابعة وقراءة المزيد من المقالات على هيلثاوي، فالوعي الصحي والنفسي مهم بل ضروري
    للتغلب على الأمراض النفسية والوساوس، وقانا الله وإياكم شرورها. 

 

وللمزيد من المعلومات حول الوسواس القهري قم بمشاهدة الفيديو التالي: 

https://www.youtube.com/watch?v=Sdq7SbjlFdE&pp=ygUq2YfZitmE2KvYp9mI2Yog2KfZhNmI2LPZiNin2LMg2KfZhNmC2YfYsdmK

المصدر
santecenterjagrutirehabnih

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى