تجربتي مع أدوية مثبتات المزاج mood stablizers ومدى فعاليتها | الدليل الشامل
Last Updated on: 2nd فبراير 2024, 11:30 ص
هل أدوية مثبتات المزاج السبيل نحو التخلص من الاضطرابات النفسية؟!
لطالما كانت الاضطرابات النفسية محل اهتمام للجميع، بكل ما تحمله بعضها من تغيرات واضحة في مزاج المريض من قمة النشاط والحيوية إلى الحزن الشديد والاكتئاب.
تكثر أدوية علاج تلك الاضطرابات في الأسواق، ومنها أدوية مثبتات المزاج.
سنتعرف في الدقائق القليلة القادمة على أسماء مثبتات المزاج وفوائدها وأضرارها، ومتى توصف للمريض، فتابعوا معنا.
ما هي أدوية مثبتات المزاج؟
مجموعة من الأدوية التي تختلف كيميائيًا عن بعضها البعض، لكنهم يتفقون في قدرتهم على استقرار مزاج الفرد.
ذلك لأنهم يستخدمون في الأمراض والاضطرابات النفسية التي تسبب تغير المزاج باستمرار، مثل: اضطراب ثنائي القطب والاضطراب الفصامي العاطفي، واضطراب الشخصية الحدية.
مفهوم اضطراب ثنائي القطب
يعد ثنائي القطب اضطرابًا يصيب بعض الأفراد نتيجة عدة أسباب مختلفة، منها اختلاف نسب بعض المواد الكيميائية في المخ.
فقد يختبر المريض تغييرات كبيرة في الحالة المزاجية، ذلك لأنه يصاب بنوبة من الهوس وزيادة الطاقة زيادةً كبيرةً، ثم تليها نوبة من الاكتئاب الشديد.
لذلك تعد أدوية مثبتات المزاج من خط أدوية ثنائي القطب، لأنها تساعد على التحكم في الحالة المزاجية للفرد واستقرارها.
مفهوم الاضطراب الفصامي العاطفي
يعد اضطراب نفسي يجمع بين الفصام واضطراب المزاج ويشمل نوعان، هما:
1- النوع ثنائي القطب
يعاني المريض بهذا النوع نوبات هوس يكون فيها شديد الإثارة، وأحيانًا نوبات اكتئاب.
2- النوع الاكتئابي
يعاني المريض هنا نوبات اكتئاب فقط.
أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي
يظهر في هذا الاضطراب مزيج من أعراض اضطراب ثنائي القطب والفصام، وذلك لأن المريض في أثناء نوبات هوسه، يعاني الآتي:
- زيادة النشاط والطاقة.
- سرعة الكلام.
- كذلك قلة النوم.
كذلك يعاني أيضًا أعراض الفصام، مثل: الهلاوس والضلالات و الكلام غير المنظم.
مفهوم اضطراب الشخصية الحدية
يعد اضطراب الشخصية الحدية اضطرابًا نفسيًا يتميز بعدم الاستقرار العاطفي والنظرة المشوهة للذات، من أعراضه:
- عدم استقرار علاقات المريض الشخصية.
- صورة مشوهة للذات.
- اندفاع التصرفات لدرجة يمكن أن تؤذي المريض.
- محاولات الانتحار.
- كذلك تقلبات مزاجية متكررة.
أفضل دواء لتثبيت المزاج – تجربتي مع حبوب تحسين المزاج
تكثر أنواع أدوية مثبتات المزاج التي تتفق فقط في قدرتها على تعديل مزاج الفرد، ومنها:
1- الليثيوم
يعد الليثيوم من أفضل مثبتات المزاج التي تعالج أعراض اضطراب ثنائي القطب، خاصةً نوبات الهوس.
يوجد أيضًا الليثيوم كمعدن طبيعي وليس مصنعًا، وعند استخدامه كعلاج لثنائي القطب عادةً يصف الطبيب دواءً آخر، وذلك للسيطرة على نوبات الاكتئاب.
كذلك يتخلص الجسم منه من خلال الكليتين، لذلك لا بد من إجراء فحوصات الكلى دوريًا في أثناء العلاج.
يجدر بالذكر أنه يمكن أن تزيد نسبة الليثيوم في الجسم إلى الحد غير المسموح به، عند عدم تناول المريض الكمية الكافية من الماء.
لذلك يُنصح بتناول 8-12 كوبًا من الماء يوميًا، ومن أعراض زيادة الليثيوم:
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- الارتعاش.
- فقدان التوازن.
- الضعف.
- ازدواج الرؤية.
- عدم وضوح الكلام.
يجدر بالذكر أنه يوجد في السوق المصري تحت اسم بريانيل سي ار، بسعر 48 جنيهًا مصريًا.
2- مضادات التشنجات
تستخدم هذه المجموعة في علاج التشنجات أو الصرع، لكن وُجد أن بعض أدويتها لها دورًا في استقرار المزاج أيضًا.
من الأدوية المستخدمة كمثبت للمزاج:
بالإضافة إلى ذلك، قد يصف الأطباء أحيانًا:
- أوكسكاربازيبين (تريلبتال).
- توبيراميت (توباماكس).
- جابابنتين (نيورونتين).
يستخدم حمض الفالبرويك في نوبات الهوس الحادة، كذلك يعد لاموتريجين أفضل علاج مثبت للمزاج في نوبات الاكتئاب التي تصيب مريض ثنائي القطب.
تمتلك مضادات التشنجات أعراضًا جانبية مثلها مثل باقي الأدوية، من هذه الأعراض:
- التعب.
- الصداع.
- اكتساب الوزن.
- القيء.
- ألم المعدة.
- قلة الرغبة الجنسية.
- الحمى.
- التشوش.
- النزيف.
- تشوش الرؤية.
3- مضادات الذهان
تستخدم أدوية الذهان وحدها كمثبت للمزاج، وأحيانًا تُوصف مع أدوية مثبتات المزاج الأخرى، ومن أمثلتها:
من الآثار الجانبية لمضادات الذهان:
- تشوش الرؤية.
- سرعة ضربات القلب.
- الدوار.
- الارتعاش.
- زيادة الوزن.
- التحسس من ضوء الشمس.
فوائد أدوية مثبتات المزاج
لا يوصف دواء مثبتات المزاج النفساني لأي حالة نفسية يعانيها المريض وحسب، بل يعتمد وصف الطبيب النفسي لها على عدة عناصر، منها:
- تشخيص الطبيب للأعراض.
- استخدام المريض أدوية مثبتات المزاج، ومعرفة أي منهم كان أكثر فاعلية.
- التاريخ المرضي، مثل: هل يوجد مشكلات في الكلى أم لا، وهل المريضة حامل أو مرضع، وغيره.
أفضل علاج مثبت للمزاج
يعتمد اختيار أفضل مثبت مزاج على المرض أو الحالة التي يعانيها المريض وتاريخه المرضي، فمثلًا:
- يوصف الليثيوم عادةً لعلاج اضطراب ثنائي القطب طويل الأمد، أو لعلاج نوبات الهوس قصيرة الأمد.
- يأخذ المريض حمض الفالبرويك إذا لم يعطي الليثيوم مفعولًا جيدًا، لكنه لا يوصف للحوامل أو لمن يخططن للحمل.
- يعطي الطبيب لاموتريجين، لعلاج الاكتئاب المصاحب لثنائي القطب.
- توصف مضادات الذهان كجزء من علاج اضطراب ثنائي القطب أيضًا.
لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو
أدوية مثبتات المزاج والحمل والرضاعة
في حالة إذا كانت المريضة حاملًا أو مرضعًا أو حتى تخطط للحمل، يجب عليها التحدث مع طبيبها حول خطة العلاج.
حتى يبين لها أضرار كل دواء ويخططان معًا إذا كانت ستستمر على نفس الدواء أم سيصف لها دواءً آخر، أم ستوقف العلاج لحين انتهاء الحمل أو الرضاعة.
من الأضرار التي تسببها هذه الأدوية في الحمل والرضاعة:
1- الليثيوم
يمكن أن يسبب عديدًا من الأضرار، مثل:
- مشكلات في نمو قلب الجنين.
- زيادة نسبة الليثيوم في الدم، مما يؤثر في الأم والجنين، ويزيد الأعراض الجانبية.
يمكن أن يمر مع لبن الأم إلى الطفل مع الرضاعة، مما يضر بصحة الطفل.
مع كثرة أضرار هذا الدواء مع الحمل، لكن يمكن الوقاية من هذه الأضرار عند استخدامه وذلك من خلال:
- فحص نسبة الليثيوم باستمرار في الدم، كل 4 أسابيع ثم كل أسبوع بدايةً من الأسبوع 36 من الحمل.
- تعديل جرعة الدواء، وذلك لاختلاف كيفية تخلص الجسم من الدواء في أثناء الحمل.
- تحدث الطبيب النفسي مع طبيب التوليد، خاصةً عند الولادة، وذلك لقياس نسبة الليثيوم والأملاح والسوائل في الجسم.
2- حمض الفالبرويك
يعد أكثرهم خطرًا على الحمل لما يسببه من تشوهات كثيرة للجنين، لذلك لا يجب وصفه للحوامل، بل يعتقد البعض إنه لا يجب وصفه لمن يخططن للحمل.
3- الكاربامازيبين
وُجد أن تناول كاربامازيبين في الثلاثة شهور الأولى من الحمل، يزيد فرص تشوهات القلب والعمود الفقري والقضيب، والشفة الأرنبية للجنين.
وقف أدوية مثبتات المزاج
لا توقف هذه الأدوية فجأةً، لكن لا بد من تقليل الجرعة تدريجيًا على مدار 4 أسابيع أو أشهر، وذلك لتجنب انتكاس حالة المريض.
كذلك يتابع المريض نفسه باستمرار ويراقب حالته المزاجية، ويراقب الطبيب النفسي حالة المريض تحسبًا لأي انتكاس.
يتابع الطبيب أيضًا حالة المريض بعد وقف العلاج تمامًا مدة 3 شهور على الأقل.
ذلك لأن بعض هذه الأدوية يمكن أن تسبب أعراضًا انسحابية، مثل: مضادات الذهان ومضادات التشنجات.
ومن هذه الأعراض:
- التغيرات المزاجية والقلق.
- اضطرابات المعدة.
- الدوار.
- الصداع.
- مشكلات الكبد.
- التهاب البنكرياس.
- صعوبة التعلم والتذكر والتفكير.
- اضطرابات حسية.
- اضطراب الدورة الشهرية.
- الأرق.
- التعب.
- تشنجات عضلية وارتعاش.
- زيادة الوزن.
مثبتات المزاج الطبيعية
يمكن استخدام بعض المواد والأساليب الطبيعية لاستقرار المزاج والمساعدة على العلاج، من هذه المواد والأساليب:
- المكيفات الطبيعية (Adaptogens)، وهي نباتات طبية طبيعية وُجد أن لها تأثير إيجابي في المزاج، منها: الجنسنج السيبيري.
- التمارين الرياضية، وذلك لأنها تزيد السيروتونين والاندروفين والنورابينفرين، مما يقلل أعراض الاكتئاب.
- التأمل، مما يهدئ العقل والجسم ويحسن المزاج، فيساهم في تقليل نوبات الهوس والاكتئاب.
- الأوميغا- 3 وفيتامين د، ليس معروف كيف يؤثران في ثنائي القطب وغيره من الاضطرابات النفسية، لكن يرجح البعض أنهما مهمان لتنظيم نسبة السيروتونين.
الأسئلة الشائعة عن أدوية مثبتات المزاج
نقدم إليكم بعض الأسئلة الشائعة حول هذه الأدوية:
1- كم من الوقت يستمر المريض على أدوية مثبتات المزاج؟
لا يظهر تأثير تلك الأدوية قبل أسبوعين أو أكثر، ويستمر المريض في تناولها على الأقل 6 شهور أو أكثر، إذ تختلف مدتها من شخص لآخر.
2- هل يمكن القيادة مع أدوية مثبتات المزاج؟
من الممكن في بداية العلاج أن تؤخر الأدوية ردود أفعال المريض، لذلك يُفضل تجنب قيادة السيارات حتى تتخلص من هذا العرض.
3- هل تؤثر أدوية مثبتات المزاج في الرغبة الجنسية؟
من الممكن أن يقلل الليثيوم الرغبة الجنسية.
نختم الآن مقالنا بعد أن تعرفنا إلى أدوية مثبتات المزاج وأضرارها وفوائدها، لكن هذه الأدوية تحتاج إلى إشراف الطبيب النفسي، ويمكن استشارة الصيدلي حول كيفية التغلب على أضرارها.
كذلك نوجه انتباهك إلى أن كل شيء وله علاج، لكن يجب الاستعانة بالله والصبر واستمرار زيارة الطبيب النفسي واتباع تعليماته.