هيلثاوي حكاوي

تجربتي مع مضادات الذهان | أنا أهلاوي وأنت زملكاوي أي كيان تعشق وإلى أين تنتمي؟

تجربتي مع مضادات الذهان

أي كيان تعشق وإلى أين تنتمي؟

أنا أهلاوي وأنت زملكاوي، وهذا نصراوي، قل لي ما الفرق بين هؤلاء الثلاثة، هل الفرق في لون القميص أم الفرق في مكان النادي، يقول بعضهم أنا أعشق الكيان، أي كيان يا مسكين، فالكيان الذي تشجعه قد يتغير اسمه ومكانه كما حدث مع نادي الزمالك مثلًا، كان يسمى المختلط ثم فاروق ثم الزمالك، وتغير مكانه أكثر من مرة، فقل لي ما الفائدة التي تعود عليك من تشجيع النادي؟

وهم كبير

هل تستطيع أن تكون عضوًا في النادي أيها المشجع المسكين؟ 

بالطبع لا، لأن الاشتراك في النادي مجرد الاشتراك فقط يكلفك ما يقارب الربع مليون جنيه مصري، قال لي أحد الأصدقاء ذات يوم: 

يا دكتور تخيل قابلت اللاعب فلان، لاعبي المفضل في فريقي المفضل، ولكني لم أستطع السلام عليه، كان يتهرب منّا، يتعامل مع الجمهور باستعلاء،

 أهذا الذي كنت أشجعه؟ وألغي مواعيدي وأؤجل واجباتي لما بعد المباراة؟ لقد كنت في وهم كبير، بعدها قررت مقاطعة التشجيع والانتماء.

 وسألت نفسي سؤال: ماذا لو فاز فريقي بكأس العالم؟ هل ابنتي سوف تتعافى، أم راتبي سوف يزيد؟ 

هل التعليم والصحة في بلدي ينافس الدول المتقدمة، بالطبع كانت الإجابة لا، إنها لُعبة فقط،

ونحن من وضعنا اللعب مكان الجِدّ، هذه القصة التي ذُكرت، ذكرتني بقصتي مع مضادات الذهان.

تجربتي مع مضادات الذهان

 مررت بتجربة نفسية في العام 2011، وتم تشخيصي بالبايبولار، بعد أخذ مضادات الذهان تذكرت أغنية تقول: أنا مش أنا، وجدت أن من يتكلم شخص آخر. 

 وجدت حركات وأسلوب حياة شخص آخر، أين طه الشاعر؟ لقد أختفى بفعل مضادات الذهان، وجدت شخص ينام معظم الوقت، فاقد للتركيز، شخص سمين بدين كسلان. 

كانت تجرِبة سيئة للغاية، وعندما أشكو للطبيب حالي، لا أجد منه حل لحالتي، بل كان كلامه أشبه بالمسكنات، ذهبت إلى اليوتيوب ولم أجد ضالتي. 

 لم أجد حلًا لحالتي، لقد باع أهلي منزلي المستقبلي، لان الدواء غالي جدًا، ومع ذلك لم يعالجني،

وقلت في نفسي ماذا يفعل الفقير المصاب بالبايبولار؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني، ولكن دون إجابات.

التداخلات الدوائية

 حتي التدخلات الدوائية في وطننا العربي تعتبر علم مجهول أو علم مسكوت عنه، فهل هذا الدواء يصلح لهذا الشخص؟ 

وهل هذا الدواء وهذه المادة لا تتفاعل مع الدواء الآخر والمادة الأخرى؟ 

أسئلة كثيرة أرهقتني، ولكن دون فائدة وبدون إجابات، فقررت أن أجيب بنفسي عن هذه الأسئلة، وأن أقدم أنا الحلول.

 فقررت أن أقدم محتوى باللغة العربية على اليوتيوب، محتوى متكامل، يقدم حلول ويجاوب على كل الأسئلة. 

 قررت أن أرسم البسمة على قلوب الناس، أنا دخلت المصحة النفسية مرتين، أخذت جلسات كهرباء مع مضادات الذهان ومع الأدوية النفسية. 

 وصلت لمرحلة الانتحار، فكرت في الانتحار، قررت أن أرمي نفسي من الطابق الخامس، كانت أيام صعبة، وحياة أصعب، حياة أشبه بالموت.

الأمل موجود

 أيها السادة الأمل موجود طالما النفس موجود، أنا ولله الحمد عندي الآن طفلين يوسف وياسين، وناجح في عملي، إياك أن تفقد الأمل. 

 أنا أوقفت الدواء منذ عام 2015، حاول يا صديقي أن تفهم نفسك، و أن تصاحبها، حاول أن تعرف ما الذي يدخلك في مرحلة الهوس. 

وكيف تتحكم في مشاعرك؟ وكيف تتجنب مبدأ المؤامرة؟ الأمر ليس صعبًا، ولكنه يحتاج مجهود ومثابرة وقبل أي شيء يحتاج الاستعانة بالله.

 لقد درست الكثير من العلوم بسبب مضادات الذهان، المحنة تحولت إلى منحة بفضل الله، أظن أني مدين لمضادات الذهان. 

لأنها جعلت عزيزي القارئ صديق لي، ولأنها كانت سبب في فكرة قناتي على اليوتيوب،

أصبحت أتابع الكثير من الحالات وأعالجها وأكسب المزيد من المال، بسبب مضادات الذهان.

اسأل مجرب

 لا أظن أن هناك من مر بتجربة أصعب من تجربتي، وقيل في الأثر:

 اسأل مجرب، وأنا خير من جرب، بالإضافة أني دكتور صيدلي، أنا هنا كي أقول لك نعم تستطيع أن توقف الأدوية النفسية ولكن تحت إشراف طبيب، وبخطوات سبعة كما تحدثت عنها في مقال أخر.

 

 هناك أمل أن تتقدم وتلحق كل من سبقوك وتتفوق عليهم، لقد تفوقت على1300 دكتور صيدلي في مسابقة لإنقاص الوزن. 

 أصبح لي عملي الخاص وعملي العام، أصبحت من القلائل الذي يقدمون محتوي لا يوجد مثله باللغة العربية،

وبالعودة إلى ما كتبته في بداية مقالي، هل أنت تشجع الأهلي أم الزمالك؟

شجع نفسك

 الحقيقة أنت تحتاج إلى أن تشجع نفسك، فأنت من يستحق التشجيع، عزيزي المشخص بالبايبولار أنت بطل وتحتاج مساندة ودعم وتشجيع. 

بل تحتاج إلى جمهورك الخاص، الفرق بينك وبين نادي مثل الأهلي أن النادي الأهلي به ما يزيد عن 30 لاعب، وأنت تلعب وحدك،

النادي يعرف خصمه ويدرسه جيدًا، وأنت لا تري خصمك ولا تعرف عنه شيئاً بسبب مضادات الذهان.

 

الفرق بينك و بين ناديك

 فقد تكون أنت الخَصْم والحكم، النادي يكسب الكثير من الأموال، وأنت تصرف الكثير من الأموال، النادي له الملايين من الجماهير، 

وأنت جمهورك الوحيد هو أهلك، النادي يلعب في البطولات، وأنت لا تلعب ولكنك تصنع البطولات، المجتمع دائما يدافع عن النادي،

أما أنت فتدافع عن المجتمع، وتحارب بالنيابة عنه، وفي النهاية المجتمع يتخلى عنك ويهاجمك، أتظنها سهلة؟ هل تظن أن الحياة عمومًا سهلة؟

بطل بكل المقاييس

 صديقي العزيز أنت بطل بكل المقاييس، أنت بطل أكثر من أي نادي رياضي، وأفضل من أي لاعب،

أنت أسطورة تستحق الدراسة، ورجل تمتلك الفراسة، عليك بالكثير من الدعاء، مع الكثير من الأمل، وأضف عليهم الصبر، مع التثقف والدراسة من قبل.

 ضعهم جميعًا في خلاط واحد، وأسكب عليهم الماء البارد، تُشفي بفضل الله الواحد، كانت هذه خلاصة تجربتي عن مضادات الذهان، وكما أقول دائما: الأمل موجود وحياتك ليس لها حدود.

YouTube player

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى