Last Updated on: 6th مايو 2024, 09:34 م
نشيط للغاية، ثم كسول جداً، كثير الكلام، ثم لا ينطق تماماً، قليل النوم كثير الحركة، ثم كثير النوم قليل الحركة، إذا كنت تعرف أحداً بهذه الصفات وتتساءل: “لما تصرفاته غير مفهومة؟” فاعلم أنه ربما لا يلام على هذه التقلبات التي يعيشها، فربما يكون مصاباً باضطراب ثنائي القطب.
اضطراب ثنائي القطب هو أحد الاضطرابات النفسية والعقلية التي قد تصيب الإنسان فتجعله في تقلب مستمر بين فترات من النشوة والطاقة وفترات أخرى من الحزن والإحباط، ولتتمكن من تقدير هذه الحالة الفريدة والتعامل مع صديقك الذي ربما يكون مصاباً بها يجب عليك التعرف أكثر على هذا المرض وعلى تصرفات مريض ثنائي القطب، وسنفعل ذلك تحديداً في مقالنا هذا فهيا بنا:
ما هو اضطراب ثنائي القطب
هذا المرض هو حالة تجعل صاحبها في تقلبات مزاجية متتابعة ومتضادة، فهو يمر بفترات تسمى فترات الهوس أو الهياج وفترات أخرى من الاكتئاب.
أثناء فترات الاكتئاب يشعر المريض بالحزن واليأس والإحباط وفقدان الرغبة، بينما في فترات الهوس يشعر فيها ببهجة مبالغ فيها وطاقة زائدة مما يجلعه شديد الانفعال وربما يتصرف تصرفات عشوائية وخطيرة.
قد تتكرر هذه التقلبات المزاجية مرات عديدة خلال السنة وقد لا تتكرر كثيراً، كما يوجد أنواع من مرض ثنائي القطب على حسب شدة حالة الهوس التي قد تصل في بعض حالتها إلى أن ينفصل المريض عن الواقع ويصاب بالهلوسات، وفي حالات أخرى قد تبقى عند حد سرعة الانفعال وكثرة الكلام، لكن جميع أنواع هذا المرض تتسم بالتقلبات المزاجية الملحوظة والمستمرة.
الفيديو التالي به المزيد من المعلومات التفصيلية حول اضطراب ثنائي القطب:
أعراض مرض ثنائي القطب:
يمكن وصف أعراض هذا المرض من خلال فهم تصرفات المريض أثناء التقلبات المزاجية المختلفة:
تصرفات مريض ثنائي القطب في موجة الاكتئاب:
- دائم الشعور بالحزن والإحباط والقلق.
- فقدان الشغف وصعوبة في الشعور بالسعادة من أي فعل أو نشاط.
- يتحرك ويتكلم ببطء.
- انخفاض في الطاقة ودائم الشعور بالإرهاق.
- تقلبات في النوم، ربما يجد صعوبة في النوم مطلقاً، وربما ينام أكثر من اللازم.
- تقلبات في الشهية، فربما تجدده يخسر الوزن ولا يأكل، أو يأكل كثيراً وبشراهة.
- الانعزال وعدم الرغبة في التحدث إلى أحد، أو أنه لا يجد ما يقوله.
- كثير النسيان.
- يجد صعوبات في التركيز على أمر ما، وصعوبات في اتخاذ القرارات.
- اليأس، الذي قد يصل به إلى إيذا نفسه أو التفكير في الانتحار.
تصرفات مريض ثنائي القطب في فترة الهوس:
- دائم الشعور بالنشوة والسعادة، سريع الانفعال.
- يقوم بتصرفات وحركات غريبة وربما طفولية.
- عدم الرغبة في النوم.
- تسارع الأفكار والتحدث عنها بشكل سريع وربما غير متسق.
- القيام بالعديد من الأشياء معاً في نفس الوقت.
- مفتوح الشهية دائماً، تجاه المأكولات والمشروبات والجنس والأنشطة الممتعة.
- يشعر بأنه ذو أهمية فائقة أو لديه موهبة غير طبيعية.
- في بعض الحالات الصعبة قد تصل هذه النشوة والطاقة الزائدتين بالمريض إلى حد الذهان، الذي يفقد فيه المريض التمييز بين الواقع والوهم وربما يتصرف تصرفات خطيرة تؤذيه أو من حوله، وهنا يحتاج المريض إلى أن ينقل لمستشفى متخصص.
أعراض ثنائي القطب عند المراهقين والأطفال
حالة ثنائي القطب عند المراهقين والأطفال تكون أكثر تعقيداً ويصعب تشخيصها، هذا لأن هذه المرحلة من العمر تكثر فيها التصرفات غير المتوقعة، كما تحدث تغيرات طبيعية في الشخصية تجعل الأمر غير واضح لكن بشكل عام فإن ما يميز حالة ثنائي القطب عند الأشخاص اليافعين هو أن تبدل المزاج يحدث أسرع وأكثر، كما أن بعض الأعراض قد تتمثل بكون الطفل عنيداً وشديد العصبية أكثر من الطبيعي.
فإذا كنت تبحث صديقي العزيز عن بعض العلامات في أحد أحبائك، فاعلم أن الفارق بين تقلبات المزاج الخاصة بمرض ثنائي القطب تختلف عن التقلبات الطبيعية في كونها مبالغ فيها بشكل ملحوظ، وغالباً تحدث دون داعي أو سبب معروف، فهو قد يدخل في موجة اكتئاب دون أي حدث يدعو لذلك، وعلى العكس قد تراه يقفز من النشاط والطاقة والسعادة بدون أي داعي لذلك، فاحرص على مراقبة هذه التغيرات، والتدخل سريعاً للسيطرة على الحالة قبل أن تتفاقم، فالمراهقين الذين يتم تشخيصهم باضطراب ثنائي القطب تزيد فرصهم في ارتكاب أفعال مؤذية للنفس، كما تزيد فرص لجوئهم إلى استعمال المواد المحظورة كالكحول والمخدرات.
علاجات اضطراب ثنائي القطب
ربما لم يتم التوصل بعد إلى علاج يشفي تماماً بنسبة 100% حالة اضطراب ثنائي القطب، إلا أن الخيارات العلاجية متاحة لتحسين الحالة وإبقائها تحت السيطرة، وتمكين المصاب من الاستمتاع بالحياة بكامل تجاربها ومراحلها، ومن هذه العلاجات:
- الأدوية:
هناك عدد من الأدوية التي يحسن تناولها حالة المرض ويمنعه من الدخول في هذه التقلبات المزاجية، ومنها ما يسمى مثبتات المزاج، كما من الممكن أن يرى الطبيب أنه يجب استعمال أحد مضادات الاكتئاب بجانب مثبتات المزاج عند الدخول في موجة اكتئاب، ومن الضروري الاستمرار في تناول مثبتات المزاج حتى لا يتسبب تناول مضاد الاكتئاب في دخول المريض نوبة هوس، كما من الضروري أن تعرف أنه يجب تناول الأدوية التي يصفها لك الطبيب حتى في حالة الشعور بالتحسن، لضمان عدم الانتكاس. - الجلسات العلاجية:
وفيها يجلس الطبيب ويتحدث مع المريض محاولاً معه فهم مشاعره بشكل أعمق، ومحاولاً أيضاً إيجاد حلول لبعض مشاكله.
قد يتم دمج الجلسات العلاجية مع الدواء للحصول على أفضل نتيجة وتحسين الحالة سريعاً. - العلاج بالصدمات الكهربائية:
يتم فيها استخدام التيار الكهربائي لتحفيز الدماغ للعودة للعمل بشكل طبيعي.
تستخدم هذه الطريقة إذا لم تتحسن حالة المريض بالطرق الأخرى، وفي بض الحالات التي تحتاج إلى تدخل سريع مثل الحالات المقبلة على الانتحار. - التحفيز المغناطيسي عبر الدماغ:
هي طريقة مشابهة لجلسات التيار الكهربائي إلا أنها أكثر أماناً، ولا تحتاج إلى التخدير العام، وتستخدم لتحسين حالة الاكتئاب على عدد من الجلسات. - العلاج بالضوء:
هذا العلاج هو طفرة علمية في علاج حالات خاصة من مرض اضطراب ثنائي القطب، مثل الحالات التي تسوء أو تكثر فيها الأعراض أثناء التقلب بين مواسم المناخ.
أخيراً عزيزي القارئ فقد تعرفنا سوياً أن هذا المرض يحتاج عناية خاصة، ويحتاج إلى تدخل طبي نفسي صحيح، لأن هذا سيعيد المريض إلى حياته وإلى أحبائه، فسارع بالتواصل مع من تحب، وادفعهم إلى التوجه للطبيب، أو حتى إلى المواقع والفيديوهات التي قد تساعدهم في فهم الحالة التي يعانون منها مثل موقع هيلثاوي، وقناة هيلثاوي على يوتيوب المليئة بكل ما هو مفيد عن الصحة النفسية، تفقدها، وتفقد من تحب فربما هم ليوا على ما يرام، نتمنى لك ولهم الشفاء والعافية.
