ثنائي القطب عند الأطفال – ما الذي يزعج براءتهم؟
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 10:27 م
يتميّز عالم الطفولة ببراءة مشاعره وهدوئه النفسي، لكن ماذا لو تحوّلت هذه المشاعر إلى عاصفة من التقلبات المزاجية الحادة؟ قد يكون الجواب هو الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال.
في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذا الاضطراب، وسنتعرف على تعريفه، وأعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه، لنُساعد أطفالنا على عيش طفولة سعيدة وهادئة.
ما هو الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال؟
الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الأطفال هو حالة نفسية تسبب تقلبات مزاجية حادة وشديدة، فترى الطفل يتقلب بين فترات من الحزن وانعدام الطاقة، وفترات أخرى من الطاقة المفرطة وربما بعض التصرفات الطائشة والعشوائية.
إذاً يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من نوبات هوس ونوبات اكتئاب، تختلف شدتها ومدتها من طفل لآخر.
أعراض الاضطراب ثنائـي القطب عند الأطفال:
قد تتساءل عن أعراض الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال خاصة، فمن المعروف عنهم بشكل عام أن طبيعتهم متقلبة، وتصرفاتهم عشوائية، فما الذي يخبرني أن الطفل مصاب باضطراب نفسي وليس طبيعياً.
لابد أنك تلاحظ أن الطفل ليس طبيعياً، وأن تصرفاته تأخذ هذا الطابع الدوري، بين الحزن والهوس.
تتنوع أعراض وتصرفات الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، وتختلف شدتها من طفل لآخر.
فمن أعراض نوبات الهوس:
- الشعور بالسعادة أو الإثارة المفرطة: قد يصبح الطفل أكثر نشاطًا وثرثرة،
- قلة الحاجة للنوم: قد ينام الطفل ساعات قليلة أو لا ينام على الإطلاق ، وتتحول محاولات جعله ينام إلى عذاب للأب والأم.
- التحدث بسرعة عن الكثير من الأشياء: قد يجد الطفل صعوبة في التركيز على موضوع واحد.
- الشعور بالغرور أو الأهمية المفرطة: قد يعتقد الطفل أنه أفضل من الآخرين أو أنه يمتلك قدرات خارقة.
- السلوك المتهور: قد يتصرف الطفل بشكل متهور دون التفكير في العواقب.
- إدمان المخدرات أو الكحول: قد يكون الأطفال والمراهقون المصابون بالهوس أكثر عرضة للإدمان في المستقبل.
أعراض نوبات الاكتئاب:
- الشعور بالحزن أو الإحباط: قد يشعر الطفل بالحزن الشديد دون سبب واضح.
- فقدان الرغبة في الأنشطة التي كان يستمتع بها: قد يفقد الطفل الاهتمام بالألعاب أو الأصدقاء أو الأنشطة المدرسية.
- التغيرات في الشهية: قد يفقد الطفل شهيته أو على العكس قد يزداد وزنه بشكل كبير.
- صعوبة التركيز: قد يجد الطفل صعوبة في التركيز في المدرسة أو في أي مهمة أخرى.
- الشعور باليأس أو عدم القيمة: قد يعتقد الطفل أنه لا قيمة له أو أنه لا يستحق العيش.
- الأفكار الانتحارية: قد يفكر الطفل في إيذاء نفسه أو الانتحار.
أسباب الاضطراب ثنائي القـطب عند الأطفال:
لا يوجد سبب واحد محدد للاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، ولكن تشير الأبحاث إلى أنّه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.
العوامل الوراثية:
- تاريخ العائلة: إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالاضطراب ثنائي القطب، فإنّ الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة به.
- التغيرات الجينية: قد تلعب بعض التغيرات الجينية دورًا في الإصابة بالاضطراب.
العوامل البيئية:
- الأحداث الصعبة: قد تؤدي الأحداث الصعبة في حياة الطفل، مثل التعرض للعنف أو الإهمال، إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطراب.
- تعاطي المخدرات أو الكحول: قد يؤدي تعاطي المخدرات أو الكحول في سن مبكرة إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطراب.
علاج الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال:
يعتمد علاج الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال على شدة الأعراض ونوعها.
وتشمل طرق العلاج:
- العلاج النفسي: يساعد العلاج النفسي الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم وتطوير مهارات التأقلم.
- العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات الذهان لتثبيت الحالة المزاجية للطفل.
يُعدّ الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال حالة نفسية معقدة تتطلب رعاية طبية متخصصة، والأهل مطالبون بتثقيف أنفسهم عن هذه الحالة وعن كيفية التعامل مع أطفالهم، ووجودك هنا أفضل بداية لرحلة علاج الطفل أو تسير حياته وتخطي مصاعب هذا الاضطراب.
ومع القراءة والثقافة يجب زيارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، ليتمكن أطفالنا المصابين بهذا الاضطراب من أن يعيشوا حياة سعيدة وناجحة.