الأمراض النفسية

جلسات الكهرباء | متى نلجأ إليها؟!

Last Updated on: 21st ديسمبر 2021, 08:47 ص

جلسات الكهرباء
جلسات الكهرباء

هل جلسات الكهرباء هي الحل المثالي لكثير من الاضطرابات النفسية، مثل: مرضى الفصام والاكتئاب؟!

 

وهل تغني عن تناول الأدوية النفسية؟!

 

فما طبيعة تلك الجلسات، ومتى نلجأ إليها؟ وهل تتسبب في حدوث أي أضرار جانبية؟

 

هذا وأكثر ما سنسلط عليه الضوء اليوم في هذا الدليل الشامل عن جلسات الكهرباء، فتابعوا معنا.

 

نُبْذة عن جلسات الكهرباء

يطلق عليها أيضًا “جلسات ضبط إيقاع المخ” أو (Electroconvulsive Therapy)، وتستغرق الجلسة مدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 دقيقة.

 

أمّا مدة سريان التيار الكهربائي في مخ المريض فتصل إلى 60 ثانية فقط، كذلك تعالج جلسات الكهرباء في الولايات المتحدة حوالي 100 ألف حالة سنويًا.

 

فقد يعده البعض علاجًا ساحرًا، وذلك لنتائجه المذهلة، إذ يتبدل حال المريض كليًا كأنه أصبح شخصًا مختلفًا.

 

بالإضافة إلى أنها مناسبة للمرضى الذين يعانون بعض الآثار الجانبية للأدوية النفسية، مثل:

  • زيادة الوزن.
  • مشكلات الصحة الجنسية.
  • اضطراب النوم.
  • فقدان الذاكرة.

 

بالإضافة إلى عدم قدرتهم على المواظبة على تناول الدواء، خاصةً من يضطرون إلى تناول عدة أدوية.

 

متى نلجأ إلى الجلسات الكهربائية؟

جلسات الكهرباء
جلسات الكهرباء

تشير التجارب إلى النتائج المذهلة لجلسات الكهرباء في الحالات الآتية:

  •  الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder)، خاصةً إذا كان يعاني المريض الأفكار الانتحارية.
  • الخرف (Dementia)، قد يعاني المريض بسبب هذا المرض العنف والهياج، وتساعد الجلسات كثيرًا على تهدئة المريض.
  • مرض ثنائي القطب (Bipolar disorder). 
  • الشلل الرعاش (parkinson’s Syndrome).
  • اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression).
  • الفصام (Schizophrenia).
  • الجامود (Catatonia)، حالة نفسية يبدو فيها المريض واعيًا، لكنه يظل جامدًا عاجزًا عن الاستجابة لأي شيء.

 

يجدر بالذكر أننا نلجأ إليها في هذه الحالات المرضية، عندما تُستنذف كل الحلول الدوائية ولا يوجد أي تحسّن أو تأثير إيجابي في المريض.

 

كذلك عندما يتطور المرض النفسي وتسيطر الأفكار الانتحارية على الشخص المصاب، ويصبح من السهل أن يؤذي نفسه.

 

هذا بالإضافة إلى أنه خيار جيد للمرأة الحامل التي تعاني أحد الاضطرابات النفسية السابقة، وذلك لأن الأدوية قد تكون غير مناسبة لها، لاحتمالية إصابة الجنين ببعض الآثار الجانبية غير المستحبة.

 

فوائد جلسات الكهرباء

تتميز الجلسات مقارنةً بالأدوية النفسية والعلاجات الأخرى بالآتي:

 

  • سرعة تحسن المريض، إذ يتحسن معظم المرضى بعد الجلسة السادسة غالبًا.

 

  • الكفاءة، إذ لوحظ أن الجلسات تكون نتائجها مذهلة، خاصةً مع الحالات الصعبة المقاومة للعلاج أو المرضى الذين يعانون الأفكار الانتحارية.

 

مراحل الجلسة الكهربائية

تتكون جلسة الكهرباء من ثلاث مراحل، تشمل الخطوات الآتية:

 

1- مرحلة ما قبل الجلسة

يطلب الطبيب أولًا من المريض إجراء بعض الفحوصات والأشعة، للاطمئنان على صحة المريض الجسدية، مثل:

  • تحليل السكر التراكمي (A1C).
  • صورة الدم الكاملة (Complete Blood Count).
  • قياس مستوى أنزيمات الكبد، مثل Alt وAst.
  • نسبة مستوى الكرياتينين، لفحص الكليتين. 
  • إجراء تخطيط القلب (ECG)، لفحص القلب والرئتين.

 

يُجري عادةً المريض هذه الاختبارات قبل أول جلسة فقط.

 

كذلك ننوه إلى أهمية صيام المريض عن الطعام والشراب مدة 12 ساعة قبل الجلسة، ليتمكن من التغلب على شعور الغثيان الذي قد يعانيه بعد الجلسة.

 

لكن قد تحتاج بعض الحالات إلى الملينات، مثل: Enema وMovicol، لتفريغ الجهاز الهضمي.

 

بعد اضطلاع الطبيب على نتائج التحاليل والأشعة السابقة، يفحص المريض سريريًا.

 

2- مرحلة في أثناء الجلسة الكهربائية

يتكون الفريق الموجود في الغرفة من عدة أشخاص على رأسهم الطبيب النفسي وطبيب التخدير والممرض.

 

أولًا، يثبت الممرض كانيولا في يد المريض، من خلالها يُحقن المريض بعدة أدوية، مثل:

  • المخدر العام (General Anesthesia)، يستخدم الطبيب عادة دواء بيثيدين (Pethidine) أو كتامين (Ketamine)، لكن الأخير أغلى سعرًا. 

 

  • باسط العضلات (Muscle Relaxant)، يستخدم الطبيب ساكسينيل كولين (Succinylcholine). 

 

ثانيًا، توضع أسلاك على جانبي الجمجمة، تسري من خلالها تيار كهربائي بشدة معينة، ويتعرض المريض للتيار الكهربائي قرابة الستين ثانية فقط.

 

في أثناء تعرض المريض للتيار الكهربائي، يراقب الطبيب علاماته الحيوية، مثل:

  • انتظام التنفس.
  • نبضات القلب.
  • ضغط المريض.

 

يجدر بالذكر أن المريض لا يشعر بأي ألم في أثناء الجلسة الكهربائية.

 

كذلك يضع الطبيب بين أسنان المريض قطعة من السيليكون، وذلك لحماية المريض من عض لسانه في أثناء الجلسة أو الجزّ على أسنانه.

 

3- مرحلة ما بعد الجلسة

يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة، بعد استيقاظ المريض قد يعاني الآثار الآتية:

 

  • تشوش بالذهن.
  • آلام أسفل الفك.
  • فقدان الذاكرة.
  • الغثيان.
  • عند غسل الوجه، قد يشعر المريض بوجود أشواك في وجهه.

 

كيف تعمل الكهرباء؟ 

يحسن التيار الكهربائي المستويات الآتية:

 

  •  مستوى جاما أمينوبيوتيريك (GABA)، وهو الناقل العصبي المثبط الرئيسي بالجهاز العصبي المركزي.

 

  •  نسبة هرمون الإندروفين. 

 

كذلك يضبط من مستوى الهرمونات الآتية:

  • الدوبامين (Dopamine).
  • السيروتونين (Serotonin).
  • الأدرينالين (Adrenaline).

 

لا ينصح الأطباء بإيقاف الأدوية بعد انتهاء من جلسات الكهرباء، وذلك لأن لا غنى عن الأدوية النفسية.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الجلسات تحسن من استجابة المريض للدواء النفسي.

 

أنواع جلسات الكهرباء

يوجد نوعان من الجلسات الكهربائية، وهما:

 

1- جلسات كهربائية أحادية الجانب (Unilateral ECT)

يوصل التيار الكهربائي إلى جانب واحد من المخ.

 

2- جلسات كهربائية ثنائية الجانب (Bilateral ECT)

يوصل التيار الكهربائي إلى جانبي المخ.

 

أهم الأسئلة الشائعة حول الجلسات الكهربائية

نقدم إليك أشهر الأسئلة المتعلقة بهذه الجلسات:

1- هل الجلسات الكهربائية مؤلمة مثلما نرى في الدراما والمسلسلات؟

لا تسبب جلسات الكهرباء أي ألم للمريض، إذ يُخدر المريض تخديرًا كليًا، وما نراه في المسلسلات ما هو إلا لخدمة السياق الدرامي.

 

2- هل الجلسات الكهربائية آمنة؟

معظمنا شاهد تعرض المرضى النفسيين لجلسات الكهرباء في الأفلام السينمائية فيما يشبه التعذيب، لكن هذا منافي للواقع تمامًا.

 

فالجلسات آمنة، وأضرارها الجانبية قليلة جدًا عند مقارنتها بالدواء النفسي.

 

كذلك فهي مناسبة تمامًا لبعض الأمراض النفسية الصعبة، مثل: الفصام والاكتئاب الشديد.

 

3- لماذا يُستخدم باسط العضلات في أثناء الجلسة؟

يستخدم لإرخاء العضلات ولمنع التشنجات، التي قد تنتج عند التعرض للتيار الكهربائي.

 

4- كم عدد الجلسات التي يحتاجها المريض في الأسبوع؟

يحدد الطبيب عدد الجلسات وفقًا لحالة المريض وفئته العمرية أيضًا.

 

قد يحتاج المريض إلى جلستين أو ثلاث في الأسبوع مدة شهر، أي بمعدل 8 إلى 12 جلسة في الشهر.

 

5- متى تظهر نتيجة الجلسة؟

تظهر النتائج الإيجابية على المريض بعد الجلسة السادسة غالبًا.

 

6- هل يتوقف المريض عن تناول الأدوية النفسية بعد الجلسات؟

لا ينصح الأطباء بذلك، بل يستمر المريض في تناول الأدوية بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، مثل العلاج المعرفي السلوكي. 

 

يُلاحظ كذلك أن استجابة المريض للدواء تشهد تحسنًا كبيرًا بعد الجلسات.

 

7- هل تناسب جلسات الكهرباء الأطفال؟

معظم البلدان تمنع تعرّض الأطفال والبالغين أقل من 16 عامًا إلى جلسات الكهرباء، وذلك لأنه غير معروف كل الآثار الجانبية التي قد يعانيها المرضى بعد الجلسات.

 

8- ما المشكلات التي يعانيها المريض بعد الجلسات؟

بعد الإفاقة من الجلسة قد يعاني المريض الآتي:

  •  نسيان بعض الأمور، لذلك ينصح بتسجيل الأمور المهمة، خاصةً الأمور المالية قبل الخضوع للجلسات.
  • آلام الفك.
  • الصداع.
  • انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه.
  • ألم بالعضلات.
  • مشكلات قلبية، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون بالفعل مرض الشريان التاجي (Coronary Artery Disease)

 

9- هل تعالج الجلسات حالات أخرى غير المذكورة سابقًا؟

ذكرنا سابقًا أن الجلسات نتائجها مذهلة مع أمراض الاكتئاب والهوس والفصام.

 

وذلك بعد خضوع عديد من المرضى حول العالم لهذه الجلسات، وأثبتت فاعليتها.

 

لكن بالإضافة إلى الحالات السابقة قد ينصح الأطباء بجلسات الكهرباء لعلاج الوسواس القهري كحل أخير عندما تنتهي الحلول الدوائية.

 

أو أي أمراض نفسية أخرى لم تستجب للعلاج الدوائي.

 

10- هل أستطيع قيادة السيارة بعد الجلسات؟

يستطيع المريض الحركة طبيعيًا بعد الجلسة، لكن لا ينصح أبدًا بقيادة السيارة مدة أسبوع أو أسبوعين أو استخدام أي آلات حادة.

 

ذلك لأن المريض قد يعاني بعض التشوش الذي يمنعه من التركيز.

 

في الختام، ننوه إلى ضرورة اللجوء إلى المتخصصين واستشارتهم بخصوص جلسات الكهرباء.

 

ذلك لأنها قد تكون الحل الأمثل لعلاج عديد من الاضطرابات النفسية عندما تُستنذف معها الحلول الدوائية.

YouTube player
المصدر
verywellmind.com.webmd.commayoclinic.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى