Last Updated on: 29th يوليو 2023, 05:46 م
يظل فهم أعراض اضطراب ثنائي القطب من الأمور التي تحتاج منا إلى بحث وقراءة واعية لسبر أغوار هذا الاضطراب النفسي ومعرفة كيفية التعامل معه.
يقدم هذا المقال الإجابات الوافية حول اضطراب ثنائي القطب، وأهم النصائح للتعامل معه.
ما هو اضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder؟
هو أحد الاضطرابات النفسية العقلية الشائعة خلال السنوات الأخيرة، ويتميز بالتغيرات المزاجية غير الطبيعية وتعاقب نوبات من الهوس الانفعالي مع نوبات أخرى من الاكتئاب وفقدان الشغف.
يمكن أن تستمر نوبات الهوس أو نوبات الاكتئاب لعدة أيام أو بضع أسابيع، أو تتعاقب النوبات سريعًا خلال الأسبوع الواحد.
أيضًا يمكن أن يمر المريض بمراحل طبيعية بعيدًا عن نوبات المرض المعروفة، أو يمكن أن تكون هذه النوبات مصحوبة بأعراض أخرى، مثل: الهلوسة و الأوهام، والأفكار الانتحارية.
يؤثر اضطراب ثنائي القطب في الحياة الاجتماعية والشخصية للأفراد الذين يعانون منه، ويمكن أن يصل هذا التأثير إلى الحياة العملية والمهنية.
قديمًا لم يكن يستطيع العديد من الأشخاص فهم أعراض اضطراب ثنائي القطب، لذا كانوا يطلقون عليه اسم مرض الاكتئاب الهوسي.
حتى تم اكتشاف المرض باسمه الحالي في منتصف القرن التاسع عشر على يد الطبيب الفرنسي جون بيير فاليت.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
في محاولة لفهم أعراض اضطراب ثنائي القطب نجد أن الشخص الذين يعاني هذه المشكلة يتأرجح بين الحماس والسعادة العارمة التي تصل إلى مرحلة الهوس الخفيف في وقتًا ما.
بينما يمكن أن يعاني نفس الشخص فقدان الشغف وضعف الهمة الذي يصل إلى مرحلة الانطواء والاكتئاب بعد مدة زمنية بسيطة من الحماس والسعادة.
تتابع الأعراض الاكتئابية والهوسية هو السبب وراء تسمية المرض بثنائي القطب.
تشمل أعراض اضطراب ثنائي القطب الآتي:
نوبات الاكتئاب
يمكن أن يخطئ البعض في تشخيص نوبات الاكتئاب المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب بالاكتئاب المرضي، إلا أن تعاقب نوبات الاكتئاب مع نوبات الهوس يؤدي إلى التشخيص الصحيح.
تتميز نوبات الاكتئاب المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب بالآتي:
- الإرهاق.
- الحزن.
- ضعف الهمة.
- فقدان الطاقة.
- انخفاض الحالة المزاجية.
- فقدان الشغف جهة الحياة عامة.
- الأفكار السلبية حول الذات.
- اليأس وفقدان الأمل.
- الإحساس بالذنب.
- جلد الذات.
- صعوبة التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- اضطرابات النوم سواء الأرق أو النوم لمدة زمنية طويلة.
- اضطرابات الطعام سواء تناول كميات كبيرة من الأكل أو عدم الأكل.
- الأفكار الانتحارية.
نوبات الهوس
تشمل أعراض نوبات الهوس المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب الآتي:
- الحماس الزائد.
- السعادة العارمة.
- الأفكار الإيجابية والانفتاح الزائد على الأفكار والمشروعات الجديدة.
- التحدث بسرعة.
- التوتر الزائد.
- الغضب السريع.
- الاندفاعية.
- تشتت الانتباه.
- الرضا الزائد عن النفس والإحساس بالانجازات.
- الأرق وعدم الرغبة في النوم.
- النشاط الزائد.
- اتخاذ قرارات خاطئة.
- المبالغة في تقدير الذات.
- الإقدام على المخاطر دون تفكير.
- الإحساس بالعظمة.
- الأوهام والتهيؤات.
- سرعة الانفعال.
- محاولة السيطرة وفرض القيود على الأشخاص الأخرين.
في بعض الأحيان يمكن أن يمر الشخص بأعراض ذهانية خلال نوبات الاكتئاب أو نوبات الهوس، مثل:
- الهلوسة السمعية أو البصرية، مثل: سماع أصوات غير موجودة.
- الأوهام من خلال الاعتقاد بأفكار ومعتقدات خاطئة وغير قابلة للتصديق.
- الأفكار الخاطئة عن الذات فمثلا يمكن أن يشعر الشخص بأنه أسوأ من الأخرين عند مروره بنوبات الاكتئاب، أو الإحساس بالعظمة وامتلاك سلطات خاصة في أثناء الهوس.
المزيد من المعلومات حول أعراض اضطراب ثنائي القطب في الفيديو الآتي: اضطراب ثنائي القطب.
أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب
لا توجد أسباب معروفة أو محددة خلف الإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكن يُرجح بأن الأسباب خليط من أسباب جينية وأسباب بيئية.
العوامل الوراثية
تلعب الجينات والعوامل الوراثية دورًا في الإصابة باضطراب ثنائي القطب، إذ يزداد خطر الإصابة في العائلات التي يعاني أحد أفرادها اضطراب ثنائي القطب بنحو 13% عن العائلات الأخرى.
رغم ذلك لا يوجد جين محدد أو معروف هو السبب في الإصابة ولكن تعد العوامل الوراثية والبيئية معًا محفزات للإصابة.
العوامل البيئية
اكتشف العلماء في أثناء محاولة فهم أعراض اضطراب ثنائي القطب أن الضغوط النفسية والظروف العصيبة التي يمر بها الفرد أحد أهم أسباب الإصابة.
تشمل الضغوطات النفسية الآتي:
- المرض.
- فقدان الأحبة.
- وفاة أحد أفراد الأسرة أو أحد المقربين.
- التعرض للصدمات المتتالية.
- الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- التعرض المستمر لضغوطات العمل أو العلاقات الاجتماعية.
هناك بعض الأبحاث التي رجحت الإصابة باضطراب ثنائي القطب إلى اختلال كيمياء المخ، وتأثر أحد الناقلات العصبية في الدماغ بهذا الاختلال فمثلُا:
- يمكن أن يؤدي زيادة تركيز النورادرينالين في المخ إلى الإصابة بنوبات الهوس.
- بينما يؤدي انخفاض السيروتونين والدوبامين إلى نوبات الاكتئاب.
التعامل مع اضطراب ثنائي القطب
رغم أن اضطراب ثنائي القطب من المشكلات الصحية المزمنة التي تلازم الشخص طوال حياته، إلا أنه يمكن التعايش مع المرض والحد من تأثيره على الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد.
هناك بعض النصائح التي تساعد في السيطرة على النوبات، مثل:
نظام حياة صحي
يساعد الحرص على اتباع نظام غذائي صحي في تقليل حدة نوبات اضطراب ثنائي القطب خاصةً نوبات الاكتئاب.
لذا ننصح جميع مرضى اضطراب ثنائي القطب بالآتي:
- الالتزام بتناول الأطعمة الغذائية الصحية .
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الحصول على عدد ساعات نوم كافية.
العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي الأشخاص في فهم أعراض اضطراب ثنائي القطب والعوامل المؤثرة في تقلبات المزاج وحدوث النوبات، لذا يساهم بشكل واضح في التعامل مع المشكلة والحد من تأثيرها.
يشمل العلاج النفسي الآتي:
- الجلسات النفسية.
- العلاج السلوكي المعرفي خاصةً في أثناء نوبات الاكتئاب.
- مجموعات الدعم النفسي.
العلاج بالأدوية
هناك العديد من الأدوية التي تُوصف لحالات اضطرابات ثنائي القطب للمساعدة في الحد من تأرجح الحالة المزاجية واستقرار المزاج العام، مثل:
- مثبتات المزاج، وأشهرها حبوب الليثيوم.
- أدوية مضادات الاختلاج، مثل: كاربميزابين ولاموتريجين.
- مضادات الذهان، مثل: هالوبيريدول، وأولانزبين.
ختامًا، تعرفنا في هذا المقال إلى فهم أعراض اضطراب ثنائي القطب بشكل تفصيلي، وكيفية التعامل الصحيح مع هذا المرض للحد من تأثيره على الحياة الشخصية والعملية.