Uncategorized

متلازمة اليد الغريبة (Alien Limb Syndrome) | بريء مما تقترف يداي!

Last Updated on: 24th نوفمبر 2022, 10:44 ص

عندما يحلّ بلاء متلازمة اليد الغريبة؛ تتحرك اليد المصابة كما شاءت وكيف شاءت، وتصول وتجول رغم أنف المريض ودون محض إرادته.

 

فسحقًا لتلك اليد المتمردة، التي قد تقوده إلى شر البلية؛ إذ تفتعل حركات قهرية تسبب الأذى له والمَضَرَّة للمحيطين. 

 

دعنا نصحبك -عزيزي القارئ- في هذا المقال للتعرف إلى أسباب متلازمة اليد الغريبة، وأعراض الإصابة، وسبل التشخيص والعلاج؛ فتابع معنا.

 

ما هي متلازمة اليد الغريبة (Alien Limb Syndrome)؟

أحد المتلازمات النادرة التي تصيب الأعصاب، ويرافقها فقدان السيطرة على حركة اليد، ولا يستطيع المريض التحكم والسيطرة على زمام الأمور. 

 

في أثناء نوبات المرض تتحرك اليد عمدًا دون رغبة المريض بحركات بسيطة أو معقدة، وكأن لها عقل آخر منفصل عن باقي الجسم، كي تقوده كما تهوى.

تصيب تلك المتلازمة عادة البالغين من الجنسين، كما رصدت حالات نادرة لإصابة الأطفال، ويطلق عليها اسم “متلازمة الدكتور سترينجلوف Dr Strangelove Syndrome” أو “اليد الفوضوية”.

قد تؤثر تلك المتلازمة في حركة القدم، لكنها ليست شائعة كما في اليد.

يجدر بالذكر أن الأعراض السريرية والسلوكية تختلف من مريض لآخر؛ فالبعض يعي ويدرك تلك الحركات، وآخرون في عفلة عما ألمَّ بهم.

 

أسباب متلازمة اليد الغريبة

تختلف الأسباب الكامنة وراء الإصابة بتلك المتلازمة، لكن تشير بعض الدراسات إلى ارتباط عدد من الحركات اللاإرادية نتيجة إصابة مناطق مختلفة من الدماغ خاصةً الجزء الأمامي أو الجسم الجاسئ.

 

لذلك عادةً يرتبط الضرر الواقع على الدماغ بفقدان القدرة على التحكم باليد وتحريكها، ومن أبرز الأسباب التي تزيد احتمالية الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة:

 

  • الإصابة بالسكتة الدماغية الوعائية.
  • الآثار الجانبية لإجراء جراحة الأعصاب، خاصةً في الجسم الجاسئ في الدماغ.
  • الأمراض التنكسية العصبية (Neurodegenerative diseases)، مثل: مرض باركنسون أو ألزهايمر.
  • الصدمات.
  • الأورام الدماغية.
  • عدوى الدماغ.
  • الانفصال البصري أو الحسي أو الحركي.
  • إصابة الجسم الجاسي أو القشرة المخية الحركية (Motor Cortex) أو القشرة الحركية الإضافية.
  • تمدد الأوعية الدموية.

 

أعراض متلازمة اليد الغريبة

تتضمن أعراض الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة ما يلي:

 

  • فقدان السيطرة على اليد المصابة، وتحركها لا إراديًا ودون إدراك.
  • قيام أحد اليدين بنشاط معاكس لليد الآخرى، مثل إغلاق الباب أو النافذة ثم فتحها للتو.
  • التقاط شيء من الأرض بنمط متكرر دون وجود سبب منطقي.
  • تمتع اليد المصابة بالقوة الطبيعية.
  • يشعر المريض بأن اليد ليست ملكه.
  •  إحساس الشخص بوجود طرف إضافي له عقل مستقل.
  • الإقبال نحو سلوكيات بلا جدوى وقيمة.
  • كذلك في بعض الحالات تصبح اليد المصابة خطر جسيم على المريض؛ فقد تقبل على إلحاق الأذى بالمريض أو الآخرين.

 

حقائق حول متلازمة اليد الغريبة

فيما يلي بيان لأهم الحقائق الكامنة حول متلازمة اليد الغريبة:

 

  • عادةً تصيب تلك المتلازمة اليد اليسرى و اليد الأقل استخدامًا.
  • سجل ذلك الداء لأول مرة في عام 1909.
  • قد تلحق اليد الغريبة الضرر بالشخص المصاب بها وتصبح لعنة مؤذية له والمحيطين به.
  • تحدث متلازمة اليد الغريبة لدى الأشخاص البالغين، ولكنها قد تصيب الأطفال أيضاً.
  • يشعر المريض بأن هناك عضوًا آخر منفصل له عقل مستقل وإدراك منعزل.

تشخيص متلازمة اليد الغريبة

يتأكد الطبيب في باديء الأمر من عدم وجود اضطراب نفسي يسيطر على المصاب، الذي قد يؤثر على كيفية عمل الدماغ، كي يصل إلى التشخيص الصحيح.

 

وفي حالة عدم وجود أي عامل نفسي مسؤول عن تلك المتلازمة، يتجه الطبيب نحو التحقق من معاناة المريض أي خلل في عمليات الدماغ والإدراك والذاكرة.

 

كذلك يستعين ببعض الإجراءات التشخيصية، مثل:

  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تتبع سلوك المريض بدقة ومراقبة مدة استمرار حركة اليد.
  • ومن ثمَّ تحديد العلاج المناسب للمريض واتباع نمط العلاج المعرفي السلوكي.

كيفية علاج متلازمة اليد الغريبة

من المؤسف عدم وجود حل جذري يستطيع قمع اليد المصابة، لكن يصف الأطباء بعض العلاجات التي تسهم في كبح الأعراض وتخفيف حدتها.

 

قد يتماثل الأشخاص الذين يعانون تلك المتلازمة نتيجة إصابتهم بمرض في المخ أو السكتة الدماغية بعد مرور بعض الوقت من مداواتهم تلقيهم العلاج الشافي لتلك الأمراض.

كما تقل فرص التعافي من متلازمة اليد الغريبة لدى مرضى أمراض التنكس العصبي؛ نتيجة عدم تجدد الخلايا التي تفقد بسبب ذلك الداء.

قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في حركة العضلات مثل توكسين البوتولينوم (Botulinum Toxin).

كذلك يمكن الاستعانة بعوامل الحجب العصبي العضلي (Neuromuscular Blocking Agents)، وتعرف بأنها حقن تؤخذ عبر الوريد أو العضل.

بالإضافة إلى البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، التي تساعد تخفيف حدة القلق ومنح المريض المزيد من الهدوء.

كذلك تتضمن الخطة العلاجية المعتمدة من قبل الطبيب العلاج بالتقنيات والأساليب السلوكية، وتتضمن ما يلي:

العلاج السلوكي والمعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على إدراك علّته وترتيب مشاعره، وبالتالي يخفف حدة الأعراض التي يعانيها.

كما يسهم في تدريبه على آلية التعامل مع يده  المصابة عند الشعور بالحركة اللاإرادية وكيفية التحكم فيها.

 

علاج صندوق المرآة

يسهم العلاج بتقنية (Mirror box therapy) في التحكم في حدة الأعراض؛ إذ يحاول الفرد كبح جماح يده الغريبة.

 

تقنيات التدريب البصري المكاني

تساعد تقنيات (Visuospatial Coaching Techniques) على تعزيز القدرة على التحكم في الأعراض عبر تمثيل الأشياء وتحليلها ومعالجتها منطقيًا وعقليًا.

 

إصدار أوامر شفهية لليد

قد تسهم الأوامر الشفهية واللفظية في ردع يد الشخص المصاب بمتلازمة اليد الغريبة عن تلك الأفعال، لكن لا توفر تلك العلاجات نتائج طويلة الأمد؛ لذلك يجب أن تتزامن مع العلاجات الدوائية والسلوكية.

 

ختامًا، تعد الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة مصابًا جلل؛ إذ يفقد المريض السيطرة على زمام الأمور وتعكر يده صفو حياته.

 

لذا نوصي بضرورة متابعة الطبيب كي يعتمد خطة علاجية محكمة تساعده على التكيف، وتحجيم الأفعال المزعجة الصادرة من قبل اليد المشاكسة.

 

المصدر
What Is Alien Hand Syndrome?Alien Hand SyndromeAlien Hand Syndrome in Stroke - Case Report & Neurophysiologic Study -

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى