اضطراب تشوه الجسم (خطأ 404: المشكلة غير حقيقية)
Last Updated on: 6th مايو 2024, 10:00 م
“وزني زائد، لدي الكثير من الترهلات”
“أنفي كبير للغاية”
“بشرتي تبدو سيئة للغاية”
إن لم تكن تردد هذه الكلمات بنفسك فلابد أنك سمعتها ربما من أحد أصدقاك أو أقربائك، جميعنا نسعى لتحسين مظهرنا بشكل عام، ولكن قد ترى أن هذه الكلمات بدأت تشكل هاجساً عند البعض، لدرجة أنها تتحول إلى وسواس يؤثر على نفسيته وحياته، في حين أن ما يخشاه ليس حقيقياً أو ليس بتلك الدرجة من السوء على أية حال.
هذه حالة نفسية تعرف باضطراب تشوه الجسم وف هذا المقال سنحاول الإجابة عن عدد من الأسئلة حول هذا المرض.
ما هو اضطراب تشوه الجسم
اضطراب تشوه الجسم هو حالة نفسية، يقلق فيها الإنسان بشأن مشكلة أو أكثر في صفاته الجسمانية والتي ربما تكون غير موجودة أصلاً أو طفيفة للغاية ولا يمكن للآخرين ملاحظتها.
مع ذلك فإنك تجده دائم القلق حول هذا الشأن، بل إن قلقه الدائم هذا يدمر ثقته بنفسه ويجعل شغله الشاغل هو محاولة التخلص من ذلك العيب الذي يعطيه أكبر من حجمه.
غالباً ما يصيب الشخص هذا القلق المرضي بخصوص منطقة معينة في الجسم مثل:
- الوجه: حجم الأنف، البشرة، التجاعيد، البثور والحبوب والمشاكل الأخرى.
- الشعر: مظهره وسمكه، والخوف من الصلع والتساقط.
- بشرة الجسم بشكل عام.
- حجم العضلات وشكلها، وهذا غالباً ما يصاب به الرجال.
- العلامات الدالة على الأنوثة بالنسبة للسيدات.
ما هي أعراض اضطراب تشوه الجسم
الشخص المصاب بهذه الحالة له عدد من الصفات والأفعال التي تدل أنه يعاني من هذا الاضطراب ومنها:
- دائم التحقق من شكله في المرآة، أو أنه يخشى النظر في المرآة ويتجنبه تماماً.
- الاعتقاد الدائم بأن شكله غير سليم أو به عيب أ, تشوه يجعله قبيحاً
- القيام بمجهودات كبيرة تخص التخلص من هذا العيب، لتراه مثلاً دائما ما يحك الجلد أو يغطيه، أو أنها تستخدم الكثير من مساحيق التجميل لمحاولة إخفاء العيب المدعى.
- مقارنة مظهره بالآخرين بشكل مستمر.
- دائم الحديث والسؤال عن مظهره.
- من صفات الشخص المصاب أيضاً الكمالية بشكل عام.
- اللجوء لعمليات التجميل.
- تجنب المناسبات العامة، وتجنب مواجهة الأشخاص والتعامل معهم.
مضاعفات اضطراب تشوه الجسم
لا تكمن المشكلة فقط في كون هذا القلق زائد عن الحد، فما يفضح حقيقة اضطراب تشوه الجسم وأ،ه مرض عقلي نفسي وليست مشكلة حقيقية أنه رغم كل المجهودات التي يبذلها الشخص المصاب لتحسيت العيب الذي يظنه مشوها لشكله والتي قد تصل إلى حد اللجوء لعمليات التجميل، فإنه يظل غير راض عن شكله وغير مقتنع أن المشكلة قد تم حلها. مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتدهور الحالة النفسية وحدوث بعض المضاعفات التالية:
- انعدام الثقة بالنفس وتأثر حياة الشخص العاطفية والأسرية والاجتماعية
- الانعزال عن الناس.
- الدخول في الاكتئاب، أو أمراض نفسية أخرى تخص المزاج والحالة النفسية مثل اضطراب القلق أو موجات اضطراب ثنائي القطب.
- الأفكار الانتحارية.
- الإصابة بالوسواس القهري.
- اضطرابات الطعام.
- آلام مستمرة أو تغير ملامح الشخص نتيجة للتدخلات الجراحية المتكررة.
- اللجوء إلى إدمان المخدرات أو الكحول.
أسباب الإصابة باضطراب تشوه الجسم
ليس من المعلوم ما الذي يسبب هذا الخلل في العقل تحديداً، لكن المؤكد أن هناك عدداً من العوامل التي تزيد من فرص حدوثه، منها:
- التعرض للتنمر أو التعليقات السلبية على المظهر، خاصة في سنين الطفولة والمراهقة.
- وجود سابق تاريخ مرضي في العائلة بحالة مشابهة.
- قد تؤدي بعض الاضطرابات العقلية الأخرى إلى هذا الاضطراب.
متى أحتاج لزيارة الطبيب
من ضمن مشاكل اضطراب تشوه الجسم أنه قد يمنعك من مواجهة الطبيب، وذلك بسبب الخجل والإحراج الذي قد تتعرض له، لكن ذلك ضروري، فكر في الأمر بهذه الطريقة: أنت لست ذاهباً لمعالجة مرض نفسي، أنت ذاهب للتغلب على ذات العيب الشكلي الذي تظن أنه عندك، ففي النهاية وعند الالتزام بنصائح الطبيب ستتغير نظرتك لنفسك تماماً، وستتوقف عن القلق بشأن ما هو غير حقيقي أو غير مؤثر.
يجب عليك الذهاب إلى الطبيب عندما:
- تشعر بالرغبة في إيذاء نفسك أو الانتحار.
- ترى بأن هذا القلق والخوف يمنعك من ممارسة الأنشطة اليومية ويؤثر على عطائك فيها، كالذهاب للعمل أو المدرسة.
- تشعر بأن كثرة التفكير والقلق قد أنهكتك.
- ينصحك أحد محبيك بذلك.
علاج اضطراب تشوه الجسم.
لا يوجد داء ليس له دواء، وأول خطوة في طريق العلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، ووجودك هنا وقراءتك لهذا المقال تدل أنك اتخذت بالفعل هذه الخطوة، فدعنا نحدثك أكثر عن خياراتك العلاجية:
أولاً: الجلسات العلاجية:
عند ذهابك إلى الطبيب أو المعالج النفسي سيقدر شدة الاضطراب عندك، وفي بعض الحالات قد لا يتطلب الأمر أكثر من عدد من جلسات العلاج المعرفي السلوكي، والتي يقوم فيها الطبيب بالتحدث مع المريض لمحاولة تغيير نظرته لنفسه ولهذا العيب المزعوم، وتقويم هذه السلوكيات التي يقوم بها لمحاولة التخلص منه.
ثانياُ: الأدوية:
إذا كانت الحالة أشد خطورة وأكثر صعوبة فإن الطبيب سيرى أنه من المفيد استخدام الأدوية وبعضها مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، وهي فئة من الأدوية تساعد في تحسين مستويات السيروتونين، وهو هرمون مسؤول عن عدد من الوظائف في المخ ومن شأنه تحسين بع الحالات النفسية.
في بعض الحالات قد يكون منتسباً اتباع الجلسات مع الأدوية لأثر أفضل.
نصائح لتحسين الصحة النفسية بشكل عام
هناك عدد من النصائح التي تساعد في تحسن الحالة النفسية بشكل عام وأيضاً تحسن حالة اضطراب تشوه الجسم بشكل خاص، ومنها:
- المحافظة على التمرين باستمرار، التمرين سيحسن شكل جسمك وصحتك كما سيحسن كثيرا من نفسيتك ومزاجك وثقتك بنفسك.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تذكير نفسك بأن المظاهر لا تعني الكثير بل لا تعني شيئاً، وأنه في الحقيقة قلما يدقق أحد في مظاهر الآخرين، بل أن ذلك يعد فعلاً غير لائق.
- إشغال نفسك بإحدى الهوايات التي تكون ممتعة وفي نفس الوقت تعطيك فرصة للتعبير عن مشاعرك.
- تثقيف نفسك عن صحتك بشكل عام وعن الحالة التي تعاني منها بشكل عام، يساعدك الوعي بالمرض بتوفع نوباته ومعرفة مسبباته مما يجعلك أكثر قدرة على انتشال نفسك من التفكير المرهق ومن التصرفات اللاإرادية بخصوص الشكل.
ونتمنى أن نكون قد ساعدناك ووفرنا لك خلفية جيدة من المعلومات عن هذه الحالة. وللمزيد من المعلومات حول الصحة النفسية والجسدية لا تتردد في زيارة موقعنا.