إدمان المهدئات والمنومات | كيف يمكن علاجه نهائيًا؟
Last Updated on: 11th يناير 2022, 02:11 ص
غلت عنقي وأصبحت أسيرًا لإدمان المهدئات والمنومات، فلا يهدأ بالي ويهنأ نومي إلا بتناولهما.
يحاول البعض الهروب من مشكلات الحياة اليومية والواقع الذي يعيشه بتناول مزيد من المهدئات.
سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى إدمان المهدئات والمنومات وأعراضه المختلفة، وسبل العلاج وأعراض الانسحاب، فكونوا معنا.
نُبْذة عن المهدئات
تعرف بأنها نوع من الأدوية التي تهدئ نشاط المخ وتثبطه؛ مما يقلل الشعور بالتوتر ويمنح الشخص مزيدًا من الهدوء والاسترخاء.
يوجد أيضًا داخل المخ عديد من النواقل العصبية التي تعد وسيطًا لنقل الإشارات العصبية بينه وبين بقية الجهاز العصبي المركزي.
مثل الحمض الأميني جابا (GABA)، الذي يتحكم في مدى نشاط المخ وقدرته على تثبيطه.
بالإضافة إلى أنه تكمن فكرة عمل المهدئات في تنشيط ذلك الحمض؛ ومن ثمَّ يحصُل الشخص على الهدوء والاسترخاء.
توجد كذلك أنواع عديدة من المهدئات، ولكل نوعٍ آلية عمل مختلفة، وتشمل الآتي:
1- البنزوديازيبين (Benzodiazepines)
تكمن أهميتها في علاج اضطرابات النوم، مثل الذعر الليلي والمشي في أثناء النوم، لكن استخدامها على المدى الطويل والمتكرر يسبب إدمانها وعدم القدرة على التخلي عنها.
كذلك تسبب تلك الأدوية تباطؤ عمل الدماغ والجهاز العصبي المركزي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالراحة والاسترخاء، والحد من القلق والتوتر.
ومن أبرز أنواع البنزوديازيبين:
- ألبرازولام (Alprazolam)، مثل زانكس.
- لورازيبام (Lorazepam)، مثل أتيفان.
- ديازيبام (Diazepam)، مثل فاليوم.
2- الباربيتورات (Barbiturates)
تُعد أشهر الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات النوم والقلق، وتنتمي إلى مجموعة الأدوية المعروفة باسم (مثبطات الجهاز العصبي المركزي)، ومنها:
- فينوباربيتال، مثل لومينال (luminal).
- بنتوباربيتال صوديوم، مثل نيمبوتال (Nembutal).
ذلك لأن عملها يرتبط بالدماغ والجهاز العصبي المركزي، كذلك تستخدم في بعض الأحيان قبل إجراء العمليات الجراحية للحد من القلق والتوتر.
وقد يصفها الطبيب كمضاد للاختلاجات بهدف السيطرة على بعض الأمراض، مثل الصرع.
تمنح أيضًا تلك الأدوية الشعور القوي بالخمول والهدوء وعند زيادة الجرعة الموصى بها، تعطي متعاطيها شعورًا أشبه بتعاطي الكحوليات والخمور.
3- الأدوية المنومة
تؤثر الأدوية المنومة في المستقبلات العصبية المعروفة باسم (BZ1)، لذلك تعرف باسم (Z-drugs).
يجب توخي الحذر وعدم تناولها مدة زمنية طويلة؛ وذلك لتجنب ظهور الأعراض الجانبية، التي قد تلحق الضرر بالشخص والتي قد تصل إلى حد الهلوسة والضلالات.
ومن أشهر أنواعها:
زولبيديم (Zolpidem)
يستخدم في علاج الأرق وصعوبة النوم والاستيقاظ المتكرر في أثناء النوم؛ وذلك لأنه يعزز وينشط تأثيرات النواقل الكيميائية الموجودة في الدماغ المعروفة باسم جابا، التي تثبط عمل الجهاز العصبي المركزي.
زاليبلون (Zaleplon)
يؤثر ذلك العقار في الجهاز العصبي المركزي ويتفاعل مع مستقبلات جابا، ويؤدي إلى الشعور بالنعاس والمساعدة على النوم بهدوء.
4- المواد الأفيونية (Opioids) والمخدرات (Narcotics)
وتستخدم لتخفيف الآلام الشديدة، ومنها:
- هيدروكودون وأسيتامينوفين، مثل فيكودين (Vicodin).
- أوكسيكودون، مثل أوكسيكونتين (Oxycontin).
- أوكسيكودون وأسيتامينوفين، مثل بيركوسيت (Percocet).
والسؤال الأهم -عزيزي القارئ- هل تختلف الأعراض الجانبية المصاحبة لتناول المهدئات عن أعراض إدمان المهدئات؟!
هذا ما سنجيب عنه الآن..
الأعراض الجانبية المصاحبة لتناول المهدئات
تسبب المهدئات بعض الأضرار والأعراض الجانبية، ويظهر البعض منها بعد مدة قصيرة من تناولها، مثل:
- انخفاض معدل ضربات القلب.
- صعوبة التنفس.
- ضبابية الرؤية وتشويشها.
- الشعور بالنعاس باستمرار.
- صعوبة التركيز والانتباه.
- عدم القدرة على التحدث طبيعيًا.
- الدوخة والترنح.
- اضطرابات الحركة.
- الارتباك العصبي.
أعراض إدمان المهدئات
فيما يلي بيان لأهم أعراض إدمان المهدئات:
- بطء الحركة.
- ثقل اللسان.
- الترنح وعدم الاتزان.
- الإمساك.
- رعشة اليدين.
- اهتزاز العينين.
- اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء.
- الضعف الجنسي للذكور.
- انخفاض ضغط الدم.
- الاكتئاب.
- التفكير في الانتحار باستمرار.
أسباب الوقوع في فخ إدمان المهدئات
يعتاد الجسم على الجرعة المحددة من المهدئات، وتصبح فيما بعد بلا جدوى ولا يحصل منها على النتيجة المرجوة.
لذلك قد يلجأ المريض إلى مضاعفة الجرعة من تلقاء نفسه، وبعد مرور مدة زمنية طويلة لا يستطيع أن يتوقف عن تناولها.
تعزي أيضًا بعض الأسباب إلى إدمان المهدئات، إلى الأسباب الآتية:
- تناول المنومات والمهدئات دون استشارة الطبيب.
- الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن المهدئات سبيل للراحة والهدوء الدائم.
- عدم الوعي بالفرق بين أدوية القلق والاضطرابات النفسية وبين المهدئات المسببة للإدمان.
- الجهل بالمخاطر الناجمة عن تناول تلك العقاقير دون استشارة الطبيب.
يجدر بالذكر أن بعض الدراسات أثبتت أن من بين كل خمسة أشخاص من الذين يتعاطون المهدئات يوجد شخص واحد لديه قابلية إدمان المهدئات.
وتشير أيضًا إحصائية أخرى إلى أن النساء أكثر عرضة لإدمان المهدئات مقارنةً بالرجال.
ذلك نظرًا لما يعتريهن من اضطرابات نفسية وجسدية إثر اضطرابات الهرمونات قبل الدورة الشهرية.
تحذيرات يجب الانتباه إليها عند تناول المهدئات
توجد بعض التوصيات التي يجب الانتباه إليها عند تناول المهدئات والمنومات، مثل:
- الامتناع عن تناول الكحول.
- تجنب خلط المهدئات مع أدوية أخرى مشابهة لها في التأثير، مثل مضادات الهيستامين.
- يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي عقار مهدئ، خاصةً الحوامل.
- حفظ الأدوية في مكان بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال.
- تجنب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الخطرة في حال تناولك لتلك الأدوية.
- في حال تناول المهدئات أو المنومات مدة شهور؛ يجب الاستعانة بالطبيب إذا أردت الاستغناء عنها، ولا تحاول الامتناع عنها فجأة.
علاج إدمان المهدئات والمنومات
عند معاناتك أعراض إدمان المهدئات السابق ذكرها، يجب عليك التوجه إلى الطبيب في الحال للبدء في رحلة العلاج والتعافي، وذلك باتباع الآتي:
1- إزالة سموم المهدئات من الجسم
تعد أولى مراحل علاج إدمان المهدئات؛ وذلك بتنظيف جسد المدمن من سموم المهدئات والمنومات المتبقية في الدم، لإعادة تنظيم عمل الجسم.
يجدر بالذكر أن المريض يعاني في أثناء هذه المرحلة عدة أعراض انسحابية، ومن أهمها:
- رعشة الأطراف واليدين.
- الشعور بالحرارة والبرودة.
- فقدان الشهية.
- اضطراب النوم.
- الصداع الشديد.
- زيادة عدد ضربات القلب.
- ألم العضلات والمفاصل.
- عدم التوازن.
- الحساسية تجاه الأصوات والأضواء.
- الاكتئاب.
- قد تحدث نوبات الصرع في بعض الأحيان.
- الارتباك والهلوسة.
- الغثيان.
تعد تلك الأعراض الانسحابية دليل قاطع على وقوع المريض في هاوية إدمان المهدئات، وذلك لأنه لا يستطيع أن يمر يومه من غير تناول تلك العقاقير.
2- إعادة التأهيل
يعتمد الطبيب على إعادة التأهيل الداخلي للمدمن في بادئ الأمر.
ذلك بإبعاد الشخص من بيئة المنومات والعقاقير إلى بيئةٍ أخرى صحية ونظيفة، تحت مزيد من المراقبة والدعم.
تتراوح كذلك مدة الإقامة داخل منظومة التأهيل الداخلي ما بين 28 إلى 90 يوم، وتهدف إلى اتباع عادات النوم الصحية وتعلم فنون الاسترخاء والتغلب على القلق والتوتر.
ومن ثم تبدأ مرحلة إعادة التأهيل الخارجي لعلاج إدمان المهدئات، التي تستمر مدة زمنية طويلة لتجنب الانتكاس.
تشمل تلك المرحلة:
العلاج النفسي
يهدف إلى تقديم سبل الدعم للمدمنين واتباع العلاج السلوكي المعرفي، وذلك ليستطيع الشخص دحض أفكاره الخاطئة والتغلب على ما يؤرقه، وتعزيز معتقداته الإيجابية.
العلاج الشامل
يساعد العلاج الشامل على تعزيز شعور الشخص بأهميته ويدفعه نحو الصلاح، ويتعلم من خلاله تقنيات الاسترخاء، التي تساعده على الخلود إلى النوم دون الحاجة إلى المنومات.
3- المهدئات الطبيعية
بعد الخروج من مأزق إدمان المهدئات والمنومات يمكن الاستعانة ببعض المهدئات الطبيعية والأمنة، مثل:
- عشبة الكافا (Kava).
- البابونج (Chamomile)، وذلك لأن شاي البابونج يعد من أشهر المشروبات العشبية التي تساعد على النوم والاسترخاء.
- كذلك نبات الناردين (Valerian).
- مكملات الميلاتونين.
بدائل المهدئات والمنومات
إذا كنت قلقًا -عزيزي- بشأن إعتمادك على أدوية المهدئات والمنومات، يمكنك التحدث مع الطبيب ومعرفة بدائل المهدئات والمنومات.
ذلك لأن مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية، يمكنها أن تساهم في علاج القلق والتوتر لديك، مثل: برينتيليكس (Brintellix).
كذلك يعد العلاج العطري (Aromatherapy) بالزيوت المهدئة فعالًا للغاية، خاصةً زيت اللافندر.
نقدم إليك أيضًا بعد النصائح التي تساعدك على التخلص من القلق والتوتر، وتنعم بالهدوء والاسترخاء.
نصائح تساعد على الاسترخاء والهدوء
سأسدي إليك -عزيزي- عدة نصائح لتساعدك على تقليل التوتر ومنحك مزيد من الهدوء:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تعلم فنون التأمل واليوجا.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان، مثل السالمون والموز؛ وذلك لأنه يرفع معدل السيروتونين في الجسم.
- كذلك اتباع روتين نوم صحي.
في النهاية، أوصيك -عزيزي- بتوخي الحذر عند تناولك لأي أدوية خاصةً عقاقير الصحة النفسية دون استشارة الطبيب، كي لا تقع في فخ إدمان المهدئات.