النحافة | كيف يمكن علاجها صحيًا؟!
Last Updated on: 23rd ديسمبر 2021, 06:53 م
السمنة هي مرض العصر وهذا صحيح، لكن أيضًا تعد النحافة مشكلة تؤرق كثيرون ويتطلعون إلى التخلص منها.
فمتى تصبح النحافة مرضًا ومشكلة يجب علاجها، وما أسبابها؟ وهل يمكن التغلب عليها بحلول صحية وعدم اللجوء للحلول غير الصحية؟!
هذا وأكثر ما سنتعرف إليه في هذا المقال، فتابع معنا.
مرض النحافة
يطلق على النحافة مرضًا عندما يقل وزن الشخص عن المتوسط الطبيعي، ولمعرفة إذا كان الوزن
طبيعيًا أم لا، يحسب الطبيب المختص ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم.
ذلك من خلال معادلة رياضية بسيطة، إذ يعد مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index) ناتج قسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع طوله بالمتر.
فإذا كان ناتج هذه المعادلة الرياضية أقل من 18.5 فهذا يعني أن هذا الشخص نحيف.
كذلك يجب التنويه إلى أن هذه المعادلة تطبّق على الجميع عدا الأطفال والحوامل والرياضيين.
أسباب النحافة
كي نتغلب على أي مشكلة في حياتنا، يجب علينا معرفة الأسباب أولًا.
وتعد أسباب الإصابة بالنحافة متعددة ومعروفة، أهمها:
1- مشكلات الجهاز الهضمي
يعد وجود مشكلة في الجهاز الهضمي أحد أشهر أسباب النحافة، ومن أشهر مشكلات الجهاز الهضمي:
- الإصابة بالبكتيريا الحلزونية (H-Pylori Bacteria).
- قرحة المعدة.
وقد تحدث أيضًا مشكلات في الجهاز الهضمي السفلي، مثل: التهاب القولون والأمعاء الغليظة، مما يقلل امتصاص العناصر الغذائية المهمة.
وتأتي مشكلات الجهاز الهضمي على رأس قائمة أسباب النحافة، لذلك إذا عانيت النحافة يومًا يرجى إجراء الفحوصات التالية:
- اختبارات الكشف عن البكتيريا الحلزونية، مثل:
- فحص الدم، للبحث عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمحاربة العدوى.
- فحص البراز، وذلك للبحث عن البكتيريا الحلزونية نفسها.
- اختبار التنفس، هنا يبتلع المريض مادة اليوريا المشعة، فإذا كانت البكتيريا موجودة، تتحول تلك المادة إلى ثاني أكسيد الكربون المشع الذي يخرجه المريض في أثناء الزفير.
ويعد هذا الاختبار الأدق للتأكد من الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
- الفحص بالمنظار (Endoscopy)، ويشمل الفحص بإدخال الجسم أنبوب مرن مزود بطرفه كاميرا وإضاءة.
يحدد هذا الإجراء ما إذا كانت هناك مشكلة بالمعدة أو القولون أو أي أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.
2- مشكلات بالجهاز العصبي
تتمثل تلك المشكلات في الآتي:
- التوتر والضغط العصبي.
- القلق العام.
- العصبية.
ذلك لأن هذه الأعراض السابقة تزيد مستوى هرمونات التوتر، مثل:
- أدرينالين (Adrenaline).
- النورأدرينالين (Noradrenaline).
- الكورتيزون (Cortisone).
وتؤدي زيادة هذه الهرمونات إلى زيادة معدل الإجهاد التوتري (Oxidative Stress).
بالإضافة إلى ذلك، تظهر آثار النحافة الناتجة عن الضغط العصبي على هيئة خطوط تعبيرية حول الفم والعينين.
لذلك ينصح دائمًا بالتدرب على ممارسة اليقظة الذهنية (Mindfulness)، وتجنب التفكير في الماضي والمستقبل.
فإذا فشلت كل هذه المحاولات للبقاء في اللحظة الحالية، فينصح حينها باللجوء إلى اختصاصي نفسي لمعالجة هذا الأمر.
3- الحمية الغذائية
يعد أيضًا أحد أهم أسباب النحافة، اتباع حمية غذائية غير مناسبة، مثل:
- تناول وجبات غذائية لا تحتوي على العناصر الغذائية المهمة والضرورية للجسم.
- الإكثار من تناول الوجبات السريعة.
- عدم انتظام الأكل على مدار اليوم.
- تناول الطعام بطريقة غير مشبعة، مثل تناول وجبة واحدة فقط في اليوم.
4- نمط الحياة
قد يمتهن الإنسان وظيفة تتطلب منه بذل مجهود بدني ونفسي كبير، مما يتسبب في وقوعه تحت ضغط عصبي كبير، مثل:
- القضاء والمحاماة.
- التمثيل.
- كتابة المحتوى ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل اليوتيوبرز، وذلك لأنهم معرضون للنقد دائمًا.
- الشرطة والجيش.
- المجال الرياضي، مثل لاعبي كرة القدم، لمحاولتهم الحفاظ على مستواهم الرياضي رغم الإصابات.
- بالإضافة إلى مجال المبيعات.
لكن يجدر بالذكر أن الصحة أهم ما يملكه الإنسان في الحياة، لذلك فعليه محاولة تجنب الضغوطات قدر المستطاع والتعامل معها بحرفية.
فإن لم يستطع، فقد يكون الحل الأمثل هو تغيير المجال المهني (Career Shift)، والحفاظ على سلامه النفسي والجسدي.
5- الإصابة ببعض الأمراض
قد تسبب بعض الأمراض النحافة، مثل:
- التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis).
- مرض كرون (Crohn’s Disease).
5، تناول بعض الأدوية
كذلك يؤدي تناول بعض الأدوية إلى الإصابة بالنحافة لدى بعض الأشخاص، مثل أدوية العلاج الكيميائي (Chemotherapy).
حلول النحافة وعلاجها
يتساءل كثير من المرضى عن إمكانية زيادة الوزن بأساليب صحية وغير ضارة، لذلك ننصح بالحلول الآتية:
1- الحلول الصحية
تشمل هذه الحلول الآتي:
المكملات الغذائية
ينصح بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على العناصر الآتية:
- الزنك، وذلك لأن الزنك يعمل على زيادة الوزن وفتح الشهية، ويتوفر منه الآتي:
- سترس تابس (Stress tabs) من إنتاج شركة فايزر.
- جاميسون زنك (Jamieson Zinc)، يحتوي على 78 مجم من الزنك جلوكونات.
- فيتا فيجور (Vita Vigor).
أما في مصر فيوجد زنك أيه.سي.إي (Zinc ACE).
- أحماض أمينية ذو سلسلة متفرعة (BCAA)، فهي تشمل أحماض أمينية كثيرة، مثل: فالين (Valine)، وليوسين (Leucine) وايزوليوسين (Isoleucine).
ومن أمثلة هذه المكملات ماسل تك (Muscle tech).
- بروتين مصل اللبن المركز (Whey Protein Concentrate).
- زيت كبد الحوت (Cod Liver Oil) لاحتوائه على أوميغا 3.
من هذه المكملات سفن سيز (Seven Seas) وجرعته 4 أقراص يوميًا.
وزيت كبد الحوت من شركة جاميسون (Jamieson Cod Liver Oil)، وجرعته 3 أقراص يوميًا، وينصح بتناول الجرعة ليلًا.
- بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على عدة فيتامينات، مثل الزنك وفيتامين ب1 وب6 وب12 إلى جانب الكالسيوم وفيتامين د.
ينصح بهذه المكملات لمن يعاني سوء التغذية.
- ابيتون ويت جين (Appeton Weight Gain)، وهي مكملات غنية بالبروتين وتزيد الوزن بكفاءة وبطريقة صحية.
لكن وجب التنويه أنه لا بد من استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي المختص قبل تناول أي مكملات غذائية، لتحديد الجرعة المناسبة لك ولتجنب الأعراض الجانبية.
كذلك يحتاج المريض إلى اتباع حمية غذائية مناسبة إلى جانب تناول المكملات الغذائية.
لذلك يفضل اللجوء إلى اختصاصي تغذية، لمعرفة أنسب الحميات الغذائية لك.
العلاج المعرفي السلوكي
ينصح باللجوء إلى الأخصائي النفسي وتجربة العلاج المعرفي السلوكي، إذا كانت النحافة لأسباب نفسية.
قد يحتاج المريض إلى بعض الأدوية النفسية إلى جانب العلاج النفسي، وهنا يجب عليه اللجوء إلى الطبيب النفسي المختص.
تغيير نمط الحياة
قد يحتاج الأمر إلى تغيير جذري، مثل تغيير نمط المعيشة أو الوظيفة مثلًا، أو اتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة الرياضة.
2- حلول غير صحية
ذكرنا سابقًا الطرق الصحية لزيادة الوزن، لكن يتساءل البعض هل هناك طرق أخرى لزيادة الوزن بمعدل أسرع.
حسنًا، توجد بعض الأدوية التي تستخدم لأغراض محددة، مثل: علاج السكري والصرع والاكتئاب، لكن من آثارها الجانبية زيادة الوزن.
يستخدم البعض هذه الأدوية لهذا الغرض، لكن لا ينصح باتباع هذا الأسلوب في العلاج، نظرًا للأضرار الجانبية المتعددة لتلك الأدوية والتي تفوق فوائدها بدرجة كبيرة.
نذكر من هذه الأدوية الآتي:
- الكورتيزون، الذي يسبب احتباس الماء مما يزيد حجم الوجه ويجعله يبدو كالقمر (Moon Face).
لكن على الجانب الآخر يسبب الكورتيزون أضرارًا جانبية خطيرة مثل:
- الفشل الكلوي.
- الضغط.
- السكري.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- الستيرويدات والمنشطات، أشهرهم حبوب أو حقن التسمين ديكا ديورابولين، لكنها تسبب إيقاف كامل لإنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون.
- مضادات القلق والاكتئاب والذهان .
- بعض مثبتات المزاج مثل الليثيوم.
- مضادات الصرع، مثل: ديباكين وتجريتول.
- مادة سيبروهيبتادين الموجودة في أدوية كثيرة مثل، ترياكتين وهو من مضادات الحساسية الجيل الأول.
لذلك ننوه إلى أن استخدام هذه الأدوية لغرض زيادة الوزن غير مصرح به طبيًا، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أيًا منها.
أهم الأسئلة الشائعة حول مرض النحافة
يتساءل البعض ويريدون معرفة إجابات هذه الأسئلة الآتية:
1- ما المعدل الطبيعي لزيادة الوزن؟
يتساءل البعض هل زيادة الوزن بسرعة، مثلًا بمعدل 10 كيلو شهريًا، يعد أمرًا طبيعيًا؟!
والإجابة أن المعدل الطبيعي لزيادة الوزن بطريقة آمنة تتراوح بين 2 إلى 3 كيلو جرام في الشهر.
2. هل حبوب الخميرة تسبب النحافة؟
حبوب الخميرة من المكملات الغذائية متعددة الفوائد، إذا تناولها المريض بعد الأكل، تزيد معدل امتصاص الطعام وبالتالي يزداد وزن المريض.
أما إذا تناولها قبل الأكل بنصف ساعة، تقل شهيته وينخفض وزنه.
3- هل يمكن زيادة حجم الثدي والأرداف دون زيادة الوزن الكُلي للجسم؟
لا يمكن تحقيق هذا إلا جراحيًا.
4- ما أفضل وقت لتناول الواي بروتين (Whey protein)؟
يفضل تناوله مع اللبن أو الماء مرتين يوميًا، مرة قبل النوم، وأخرى بين وجبتي الإفطار والغذاء.
5- هل الكولاجين يفيد في زيادة الوزن؟
يوجد نوعان من الكولاجين، وهما:
- كولاجين النوع 1 ، 3 ويستخدم للشعر والبشرة والأظافر.
- كولاجين النوع 2، ويستخدم للمفاصل.
لذلك لا يؤثر الكولاجين في الوزن، لكن إذا كان مصحوبًا بالزنك، فيزداد الوزن بسبب الزنك نفسه وليس الكولاجين.
6- هل فيتامين سي يسبب امتلاء الوجه؟
إذا كان فيتامين سي مصحوبا بفيتامين هـ وحمض الهيالورونيك، فهذا يعطي انطباع أن الوجه ممتلئ.
لكن الحقيقة أن هذه العناصر تملأ الخطوط التعبيرية الموجودة حول العين والفم، مما يحسن من هيئة الوجه ويجعله يبدو وكأنه ازداد وزنًا.
توفر شركة vichy منتجات تجميلية كثيرة تحتوي على فيتامين سي.
في الختام، نبذل كثيرًا من الجهود لحل مشكلات السمنة والنحافة والوصول إلى الوزن المثالي.
لكن هذه الجهود ضرورية لتجنب المشكلات الصحية والتمتع بحياة طويلة مع أحبائنا، فلا تتكاسلوا أبدًا عن اتباع نصائح المتخصصين، لأن صحتنا تستحق.