توهم المرض | عندما تصير أفكاري عدوي الأول
Last Updated on: 24th يوليو 2022, 11:59 م
توهم المرض…
لا شك أن اهتمام المرء بصحته وتركيزه معها ومتابعة الحالة الصحية والكشف الطبي باستمرار أمر طيب.
إلا أن عندما يزيد هذا الأمر عن حده فإنه ينقلب على صحة المريض النفسية ويصير أحد الأمراض التي يغفل عنها.
تابع معنا لتتعرف أكثر إلى أعراض توهم المرض الجسدية والعلاقة بين توهم المرض والاكتئاب.
هل يمكن توهم المرض؟
يعد التوهم (Hypochondria) حالة نفسية تصيب الأشخاص ممن لديهم قابلية للإصابة بالأمراض النفسية والعقلية.
لعلك قابلت يومًا صديقًا يشعر دائمًا بالقلق حول صحته، ودائمًا ما يجري الفحوصات الطبية دون الحاجة إليها.
إلا أن هذه الحالة تعد مأساة حقيقية لعدد كبير من المرضى، إذ يشقي عليهم يومهم ويجعلهم في خوف وقلق دائم على صحتهم.
عندما تشعر بالتعب أو ظهور أعراض معينة فإنك تستشير الطبيب لمعرفة سبب الحالة وكيفية التخلص منها.
بينما في حالة التوهم فإن المريض يظن خطئًا بوجود عرض جسدي معين يجعله في حالة خوف وذعر بسبب وجود مرض خطير.
أو ربما يوجد عرض بالفعل لكنه بسيط ويسهل التغلب عليه إلا أن المريض يظن أنه حالة خطيرة أو مؤشر لمرض عضال.
خاصةً أن مريض التوهم يشعر بأعراض جسدية تجعله متيقنًا من مرضه، وربما تصل به إلى تناول أدوية ليس في حاجة لها بل بالعكس يمكنها أن تضره.
يرجع ذلك لوجود علاقة كبيرة بين توهم المرض والاكتئاب واضطراب القلق العام.
إذ توجد نسبة كبيرة من مرضى التوهم لديهم أعراض لأمراض نفسية أخرى، أبرزها:
- اضطراب الوسواس القهري.
- نوبات الفزع.
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق العام.
أعراض توهم المرض
تكمن أعراض توهم المرض الجسدية في الشعور بالصداع والدوخة والألم الجسدي خاصةً آلام المعدة.
بينما تكمن الأعراض الخاصة بالقلق المرضي في:
- الخوف الشديد من الإصابة بالمرض.
- الاهتمام بوجود نظام رعاية صحية مميزة رغم عدم إصابة المريض بمرض مزمن.
- الذهاب المتكرر للطبيب وتكرار إجراء الفحوصات حتى كانت نتائجها مطمئنة.
- الفحص الدائم للجسد بحثًا عن علامات أو أثار لأي مرض.
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة خوفًا من الإصابة بالعدوى.
- كذلك يمكن أن يكون الخوف المرضي في الخوف من الذهاب للطبيب في حالة الشعور بالتعب.
- البحث الدائم على الانترنت عن علامات الأمراض وكيفية الإصابة بها.
- المشكلات المادية نتيجة كثرة الذهاب للطبيب وإجراء الفحوصات الطبية.
هل التوهم المرضي يسبب أعراض المرض؟
قد يكون التوهم المرضي دليل على وجود مرض معين بالفعل وذلك يحدد فقط من قبل الطبيب المعالج.
إلا أنه لا يسبب إصابة الشخص بأعراض المرض الذي يتوهمه، لأن الإصابة بأي مرض يتطلب وجود مسبب المرض.
إلا أن ما يمكن أن يصاب به بعض الأعراض الجسدية المرتبطة بالشعور بالقلق، مثل: الصداع وآلام المعدة.
وعليه فإن أعراض المرض الذي يتوهمه المريض ما هي إلا محض تخيلات في عقل المريض.
العوامل التي تساعد في زيادة توهم المرض
بجانب المرض هناك عوامل تؤثر في سوء الحالة، مثل: وجود ذكرى سيئة من الطفولة عن مرض الوالدين أو أشخاص مقربة.
كذلك في حالة إصابة المريض نفسه سابقًا بمرض خطير فإنه يظل باقي حياته يعاني القلق من الإصابة بنفس المرض أو بمرض آخر.
ما هو علاج مرض الوهم؟
يكمن علاج مرض الوهم في ثلاثة محاور يعتمدها الطبيب في العلاج، إذ يعتمد جزء كبير منها على المريض نفسه:
المحور الأول
توعية المريض نفسه بحالته، لأن أغلب المرضى لا يشعرون بوجود حالة التوهم لديهم.
لذلك فإن المريض نفسه لا يدرك حالته إنما من حوله من الأقارب والأصدقاء والأبناء يدركونها سريعًا.
وعليه فإن الأقارب هم من يوعون المريض بضرورة زيارة الطبيب خوفًا من سوء الحالة.
المحور الثاني
العلاج بالأدوية إلا أنه لا يكون الحل الأمثل إلا في حالة سوء الحالة وتطورها إلى القلق والاكتئاب والوسواس.
وهنا يكون العلاج من خلال تناول المريض بعض مضادات الاكتئاب والقلق تحت استشارة الطبيب لتحديد الجرعة اليومية ومدة العلاج، مثل:
- اولانزبين (Olanzapine).
- سيتالوبرام (Citalopram).
- باروكسيتين (Paroxetine).
- بروزاك (Prozac).
- ويلبوترين (Wellbutrin).
- إفيكسور (Effexor).
المحور الثالث
العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioural Therapy) من خلال تواصل المريض مع طبيب نفسي أو من خلال تواصل مع مجموعات لمرضى آخرين كل منهم يشارك تجربته مع المرض.
كيف تغلبت على توهم المرض؟
لكي تتغلب على توهم المرض عليك اتباع بعض النصائح:
- استشر أخصائي نفسي.
- سجل أفكارك وكل ما تشعر به في مفكرة صغيرة.
- وقتما تشعر بالقلق أو بالأفكار السلبية حول الحالة، قم برسم جدول يتكون من عمودين أحدهما به كل مخاوفك الصحية والآخر به الحلول للعرض الصحي وأفكارك حول سببه، مثل: أشعر بالصداع والعمود الآخر اكتب لم أنم جيدًا وهكذا.
- اشغل نفسك بقراءة كتاب شيق، أو بالتحدث مع صديق أو بالتمشية في الهواء الطلق.
- حاول التغلب على مخاوفك من التواجد في الأماكن المزدحمة أو ممارسة الأنشطة التي كانت تمنعك حالتك الصحية من أدائها.
- تعلم أداء تمارين التنفس والاسترخاء، مثل: اليوجا متى تشعر بالأفكار السلبية.
- تغيير الروتين اليومي.
- تقليل تناول الكافيين.
ختامًا على الرغم مما ذكرناه في موضوع توهم المرض وأسبابه إلا أن ذلك لا يمنعك من استشارة الطبيب وقتما تشعر بالمرض ربما تنعكس الحالة معك وتصل بك حد الإهمال في صحتك.