الأمراض النفسية

متلامة غيلان باريه | عندما يهاجم الجسد نفسه

أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة من الأمراض التي تحدث نتيجة أن الجهاز المناعي للجسم وبسبب خطأ ما يهاجم خلايا وأنسجة الجسم نفسه، ومتلازمة غيلان باريه هي أحد هذه الأمراض.

تُعدّ متلازمة غيـلان باريه من التحديات الصعبة التي تواجه المصابين بها، حيث تُصيب الجهاز العصبي وتُسبّب ضعفًا تدريجياً في الأطراف قد يصل إلى الشلل.

لكن لا داعي للقلق!

ففي هذا المقال، سنُسلّط الضوء على مختلف جوانب متلازمة غيـلان باريه، ونُجيب على أسئلةٍ تُشغل بال الكثيرين، مثل “هل يمكن الشفاء من متلازمة غيـلان باريه؟” و “كم يستغرق علاجها؟” و “هل هي معدية؟”.

معًا، سنتعلم كيف نواجه هذا العدوّ الخفيّ وننتصر عليه. 

 

ما هي متلازمة غيلان باريه؟

تُعدّ متلازمة غيلان باريه اضطرابًا عصبيًا نادرًا يُصيب الجهاز العصبي الطرفي، مما يُؤدّي إلى ضعفٍ شلليٍّ في الأطراف.

يُهاجم الجهاز المناعي في الجسم خطأً الأعصاب المُغلفة بطبقة تسمر طبقة الميلين، وهي المادة التي تُساعد على توصيل الإشارات العصبية بشكلٍ سريعٍ ودقيق.

نتيجةً لذلك، تُصبح الإشارات العصبية أبطأ أو مُقطوعة، مما يُؤدّي إلى ظهور أعراض متلازمة غيلان باريه.

 

أعراض متلازمة غيـلان باريه

أصبحت تعرف الآن أن هذا المرض يصيب الجهاز العصبي، ومنه تتوقع أن أعراضه تتعلق بالحركة والإحساس.

لكن تختلف شدة أعراض متلازمة غيلان باريه من شخصٍ لآخر، وتُظهر عادةً على مراحل، وتشمل:

  • ضعفًا تدريجيًا في الأطراف، يبدأ عادةً في القدمين ويصعد إلى الساقين ثم اليدين والذراعين.
  • وخزًا وخدرًا في الأطراف.
  • ألمًا في الظهر والرقبة.
  • صعوبات في التحكم في عملية الإخراج، سواءً بالمثانة أو القولون. 
  • صعوبةً في المشي أو عدم القدرة على صعود الدرج.
  • صعوبةً في استخدام اليدين.
  • مشاكل في ضغط الدم بارتفاعه أو انخفاضه.
  • قد يشعر بالأعراض في الوجه، فيواجه صعوبة في التحدث أو البلع أو إظهار بعض التعابير.
  • في بعض الحالات، قد يُصيب الضعف عضلات التنفس.

ومع ذلك بعض الحالات يمكن أن تصل خطورة هذا المرض إلى أن يصاب الإنسان بشلل في الأطراف. كما أن الخطورة الحقيقية تشمل وصول هذه المشكلة إلى العضلات المسؤولة عن التنفس، فهذا يعني صعوبات تدريجية في التنفس. 

في هذه الحالة قد تتحول متلازمة غيلان باريه إلى حالة طارئة تحتاج التواجد في المستشفى سريعاً للسيطرة عليها. 

 

هل يمكن الشفاء من متـلازمة غيلان باريه؟

نعم، يمكن الشفاء من متلازمة غيلان باريه في معظم الحالات.

مع العلاج المناسب، يتعافى معظم المرضى بشكلٍ كاملٍ أو شبه كاملٍ خلال بضعة أسابيع أو أشهر.

وسنتناول جميع الخيارات المتاحة لعلاج هذه المشكلة والسيطرة على أعراضها بالتفصيل لاحقاً. 

ومع ذلك يجب التنبيه أنه قد يُعاني بعض المرضى من ضعفٍ مُستمرٍّ أو إعاقةٍ دائمة.

 

كم يستغرق علاج متـلازمة غيلان باريه؟

يعتمد مدة علاج متلازمة غيلان باريه على شدة الأعراض وسرعة التشخيص.

بشكلٍ عام، يُمكن أن يستغرق الشفاء التامّ من عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

ولكن مع العلاج المناسب، يُمكن تحسين الأعراض بشكلٍ كبيرٍ خلال بضعة أسابيع.

 

مرض غيـلان باريه هل هو معدي؟

لا، مرض غيلان باريه ليس معديًا.

فهو لا ينتقل من شخصٍ لآخر عن طريق التلامس أو السعال أو العطس.

ولكن، قد يكون هناك استعدادٌ وراثيٌّ للإصابة به.

 

مضاعفاتٌ تُهدّد صحة المريض

إذا لم يتمّ علاج متلازمة غيـلان باريه بشكلٍ سريعٍ ومناسب، فقد تُؤدّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة، مثل:

  • فشل الجهاز التنفسي.
  • التهاب الرئة.
  • جلطات الدم.
  • التهاب العضلات.
  • الألم المُزمن.

 

علاج متلازمة غيـلان باريه

يعتمد علاج متلازمة غيـلان باريه على شدة الأعراض وسرعة التشخيص.

وتشمل العلاجات المتاحة:

  • الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG): بعد العلاج الأفضل لهذه المتلازمة. إذا كانت المتلازمة متعلقة بإنتاج جهاز المناعة لأجسام مضادة غير صحية تهاجم الأعصاب، فإن استبدالها بالغلوبولين المناعي (وهو أجسام مضادة صحية) يوقف أعراض هذه المتلازمة.
  • تنقية البلازما: وهي تقنية يتمّ فيها استخلاص بلازما الدم وتنقيتها من الأجسام المناعية الضارة وإعادتها إلى الجسم من جديد. 

 

طرقٌ للوقاية من متلازمة غـيلان باريه:

لا توجد طرقٌ مُؤكّدةٌ لمنع الإصابة بمتلازمة غيـلان باريه، وحيث أن معظم الحالات التي تم تسجيلها كانت مرتبطة بإصابة المريض بعدوى معينة قبل ظهور الأعراض بعدة أسابيع، فإن طرق الوقاية تتعلق بمنع الإصابة بأي عدوى من الأساس. ويمكن ذلك من خلال:

  • الحصول على التطعيمات المُوصى بها، مثل لقاح الإنفلونزا.
  • غسل اليدين بشكلٍ متكرّرٍ بالماء والصابون لمنع انتشار العدوى.
  • تجنب الاتصال بالأشخاص المرضى.
  • الحفاظ على نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ وممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز جهاز المناعة.

متلازمة غيلان باريه عدوٌّ خفيٌّ قد يُصيب أيّ شخصٍ دون سابق إنذار.

لكن مع الفهم الصحيح والتشخيص المُبكر والعلاج المُناسب، يمكننا هزيمة هذا العدوّ والعودة إلى حياتنا الطبيعية.

المصدر
mayoclinic.orgnhs.uk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى