الأمراض النفسية

أخطر أنواع الأمراض النفسية

Last Updated on: 6th مايو 2024, 09:03 م

في غياب الرعاية السليمة تتفاقم المشاكل البسيطة وتترك آثاراً عميقة في النفس، وفي عصرنا هذا ومع زيادة متطلبات الحياة أصبحنا معرضين للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من أي وقت مضى، ومن باب أن الوقاية خير من العلاج فقد قررنا أن نواجه الخطر المتزايد للأمراض النفسية بالمعرفة، فكتبنا مقالة تعريفية بأشهر أنواع المرض النفسي وأخطرها، وذلك لتتمكن من وقاية نفسك وأحبائك، واكتشاف المشاكل النفسية في بدايتها وتحلها سريعاً قبل أن تتدهور، لكن قبل أن تكمل قراءتك لهذا المقال يجب أن تعرف أن سؤال “ما هو المرض النفسي الذي ليس له علاج” هو سؤال خاطئ ويدل على عقلية غير صحيحة في التعامل مع المرض النفسي، فلكل داء دواء، ولكل الأمراض النفسية طرق علاجية ودوائية تجعلها تحت السيطرة وتعالجها، والآن يمكنك متابعة القراءة. 

 

ما هي الأمراض النفسية 

المرض النفسي أو في وصف أشمل الاضطراب العقلي يشخص بأنه مجموعة من الاضطرابات تصيب إدراك الشخص أو عواطفه ومشاعره وقدرته على التحكم بها أو سلوكياته، هذه الاضطرابات تؤثر على حياة الشخص، في سلوكياته العامة وعلاقاته وغيرها.

هناك أنواع كثيرة للأمراض النفسية، وهي أكثر شيوعاً مما نعتقد، فما تم تشخيصه فقط من الحالات عام 2019 يدل أن واحداً من كل ثمانية أشخاص في العالم يعاني من حالة نفسية معينة، لذلك كان من الضروري نشر الثقافة والتوعية بأخطر أنواع الأمراض النفسية. 

 

هل المرض النفسي خطير؟ 

خطورة المرض النفسي تكمن في أنه يتدهور سريعاً ويؤدي بصاحبه إلى إيذاء نفسه أو لآخرين، وذلك طبعاً في حال تركه دون رعاية أو علاج، لكن في حال تلقي الرعاية الصحية اللازمة والمتناسبة مع شدة الحالة ونوعها فإن المرض النفسي قابل للعلاج ويصبح تحت السيطرة تماماً. 

 

ما هي أصعب الأمراض النفسية 

فيما يلي سنتعرف سوياً على مجموعة من الأمراض النفسية الشائعة والخطيرة:

 

اضطراب القلق 

الأكثر شيوعاُ بين الأمراض النفسية، ففي عام 2019 شخّص 301 مليون شخص بأنهم مصابون باضطراب القلق المرضي بينهم أطفال ومراهقون. 

العرض الأساسي لاضطراب القلق هو الخوف والقلق الدائمين والأفعال المترتبة عليهما، والتي تختلف باختلاف نوع المرض، فالقلق المرضي له أنواع كذلك ومنها

  • اضطراب القلق العام (قلق عام ومستمر لأقل الأسباب)
  • نوبات الهلع (والتي قد تكون مفاجئة، ويتصرف فيها الشخص تصرفات خوف مبالغ فيها) 
  • اضطراب القلق الاجتماعي (فيه يتعرض الشخص للقلق أو الخوف الشديد في المحافل الاجتماعية) 
  • اضطراب القلق المتعلق بالانفصال (وهنا يكمن الخوف المرضي من انفصال الشخص عن آخرين ممن تجمعه بهم علاقات قوية) 

وأياً ما يكون نوع اضطراب القلق أو شدته فهناك طرق لعلاجه، بعض الحالات قد تحتاج للتدخل الدوائي أيضاً. 

 

الاكتئاب 

حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية عام 2019 فقد تم تشخيص 280 مليون شخص بالاكتئاب

ويختلف مرض الاكتئاب عن الشعور العادي العابر بالحزن أو الإحباط، فمريض الاكتئاب يشعر بالحزن واليأس وانعدام الرغبة بشكل متواصل يومياً لمدة تتجاوز الأسبوعين على الأقل. 

من الأعراض الأخرى التي يعاني منها مريض الاكتئاب: قلة التركيز، الشعور بالذنب، فقدان الأمل في الامستقبل، تغيرات في الشهية قد تؤدي إلى قلة الأكل أو الأكل بشراهة، قلة الطاقة والشعور بالإرهاق. الحلول الطبية والدوائية لمريض الاكتئاب موجودة، ما عليك سوى السؤال والذهاب إلى الطبيب المختص ليريك الطريق المضيء نحو الشفاء في نفق الاكتئاب المظلم. 

 

اضطراب ثنائي القطب 

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب من تتابع موجات الاكتئاب وموجات الهياج، فحين ترى أنه يعاني من أعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب (الحزن والعصبية والألم) لأيام متتالية، ثم تليها موجة من أعراض الهياج التي يشعر فيها المريض بطاقة عالية وتسارع الأفكار، رغبة في التحدث باستمرار وتصرفات عشوائية وخطيرة. 

قد تظن أن فترة الهياج هذه شيء جيد لكننها على العكس هي كذلك لها مضارها وأخطارها، كما أن التتابع بينها وبين موجات الاكتئاب أمر مرهق ومؤذي للشخص، مما يجعل الأعراض عى كلى الجانبين أكثر حدة في كل مرة، لذلك فمن الخطير ترك حالة ثنائي القطب دون رعاية ودون تدخل طبي، وبفضل الله فإن هذه التدخلات والعلاجات الخاصة بهذه الحالة موجودة ومتوفرة وسيرشدك لها الطبيب. 

 

اضطراب ما بعد الصدمة 

تجد هذا النوع من الاضطرابات النفسية أكثر شيوعاً في البيئة التي تكثر فيها الخلافات والمشاكل. ويحدث هذا الاضطراب نتيجة التعرض إلى أحداث مروعة أو فيها تهديد على الشخص، ويعاني فيه المريض من التالي: 

  • استشعار التجربة المؤلمة مجدداً في الوقت الحاضر (ذكريات مؤلمة يعيشها الشخص كأنها واقع، كوابيس أثناء النوم …) 
  • تجنب التفكير بالتجربة المؤلمة. 
  • تجنب الأشخاص والأنشطة والمواقف التي قد تذكره بالحدث. 
  • استشعار خطر شديد وتهديد باستمرار. 

تستمر هذه الأعراض لفترة تزيد عن 3 أسابيع على الأقل. علاجات اضطراب ما بعد الدمة النفسية والدوائية موجودة ومتاحة وما يجب علينا فعله فقط هو التواصل مع الجهات المختصة. 

 

الفصام 

يؤثر مرض الفصام على ما يقارب من 24 مليون شخص في العالم خطورة، خطورة المرض تجعل متوسط أعمار الأشخاص المصابين به أقل ب10-20 سنة من الأشخاص الطبيعيين، وذلك لأنه يؤدي بصاحبه إلى أفعال خطيرة قد تضره أو تضر من حوله، ومن أعراض الفصام: 

  • عدم القدرة على التركيز وأفكار عشوائية وغير متسقة مع بعضها.
  • الهلوسات المرئية أو المسموعة. 
  • الأوهام والاعتقادات الخاطئة.
  • تصرفات عشوائية من أقوال وأفعال غير مفهومة وغير مسببة. 

لكن هذا المرض رغم خطورته يوجد له علاجات متوفرة ومتاحة ولمعرفة المزيد عن هذا المرض إليك فيديو تفصيلي عنه وعن أسبابه وعلاجاته:

YouTube player

 

اضطرابات الأكل

إذا كنت تلاحظ أن هناك شخص معين يرفض الأكل باستمرار أو على النقيض يتناول الطعام بشراهة ودون ضوابط، في هاتين الحالتين لا يكون الدافع للأكل من عدمه هو الجوع أو احتياج الجسم، لكن السبب وراء ذلك يكون نفسياً عصبياً. إن حالة فقدان الشهية العصبي قد تؤدي بصاحبها في الحالات المعقدة إلى الوفاة، لنقصان المواد الغذائية الضرورية. كما أن الشره العصبي هو الآخر له تبعات صحية خطيرة. كلتا الحالتين يمكن السيطرة عليهما بجلسات العلاج النفسي والسلوكي، كما قد يلجأ الطبيب إلى بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على الحالة. 

 

طرق علاج الأمراض النفسية: 

منذ بداية المقال لم أرد أن يأخذ طابعاً سوداوياً، وأكدنا أن المعلومات المذكورة إنما هي للعلم ولأخذ الحيطة والإجراءات سريعاً إذا لاحظت أن أحد أحبائك يعاني أحد هذه الأمراض، كما أننا أكدنا دائماً أن الخيارات العلاجية موجودة وفعالة، ومن هذه الطرق: 

  • جلسات العلاج المعرفي والسلوكي:
    وهي الجلسات التي يحاول فيها الطبيب أو المعالج النفسي الوصول إلى أصل المشكلة، ومحاولة حلها عن طريق تغيير قناعات الشخص الخاطئة، والتحدث مع المريض إلى بر الأمان. 
  • جلسات العلاج بالصدمات الكهربائية:
    لا تستخدم هذه الطريقة إلا بعد ثبات عدم فعالية الطرق الأخرى، وفيها يتم تمرير صدمات كهربائية طفيفة عبر دماغ المريض لتنشيط بعض المراكز فيه، وهي طريقة أثبتت نجاحاً في بعض الحالات التي كانت ميئوسة. 
  • جلسات العلاج بالمجال المغناطيسي:
    يتم فيها استخدام المجالات المغناطيسية لتحفيز خلايا المخ ليعود المخ إلى العمل بكفاءته الطبيعية. 
  • الأدوية:
    مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان أو الفصام، مضادات القلق والخوف، جمعيع هذه الأمراض لها من الأدوية ما يعالجها ويبقيها تحت السيطرة. 

 

أخيراً فإن الخطوة الأولى نحو التخلص من آلام الأمراض النفسية تكمن في تثقيف نفسك، ومعرفة المزيد عن هذه الحالة، فذلك سيهون عليك المعاناة، وسينير لك الطريق لاتخاذ خطوات عملية لحل هذه المشكة، ولهذا قررنا في هيلثاوي قسماً كاملاً للحديث عن الصحة النفسية، فلتقمم بتفقده وإن شاء الله ستجد ما يفيدك.  

 

 

المصدر
Mental disordersDo You Know the Deadliest Mental Health Disorder? (It’s Not What You Think)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى