الأدوية النفسيةمضادات الذهان

أدوية الفصام الحديثة | هل يمكن علاج مرض الفصام نهائيًا؟

هل تعد أدوية الفصام الحديثة الحل للعودة إلى الحياة وعلاج مرض الفصام نهائيًا؟!

لا شك أنه من الصعب أن يعيش الشخص مع أصوات غير موجودة أو يتحدث مع أشخاص غير موجودين، بل الأدهى عدم تفريقه الأشياء الحقيقية عن الخيالية.

لذلك قد يلجأ مرضى الفصام إلى العلاج الذي يختلف بين الأدوية والعلاج النفسي.

في مقالنا اليوم سنفهم معًا مفهوم الفصام الحقيقي وعلاقته بغيره من الاضطرابات النفسية، والأهم سنتعلم كل شيء عن أدوية الفصام الحديثة، فتابعونا.

مفهوم الفصام

أدوية الفصام الحديثة

يعد الفصام مرضًا عقليًا يحدث بنسبة قليلة لا تتعدى 1% في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يؤثر في حياة المريض ككل.

توجد كذلك بعض المفاهيم الخاطئة بشأن هذا الاضطراب، وذلك لاعتقاد البعض أن المريض يعاني انفصال الشخصية أو تعدد الشخصيات.

لكن في الواقع أن انفصال الشخصية -ويسمى اضطراب الهوية الانفصامية- اضطراب مختلف تمامًا عن الفصام، كذلك لا يعاني مريض الفصام تعدد الشخصيات.

يجدر بالذكر أن أعراض الفصام تظهر عند الرجال في أواخر مرحلة المراهقة أو أوائل العشرينات، بينما تظهر لدى النساء في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات.

أسباب الفصام

لم يعرف أحد سبب محدد للفصام حتى الآن، لكن اقترح البعض عدة عوامل قد تسببه، ومنها:

1- عوامل كيميائية

يمكن أن يسبب عدم توازن بعض النواقل العصبية في المخ الفصام، من هذه النواقل: السيروتونين والدوبامين.

2- عوامل بيئية

تسبب بعض العوامل البيئية هذا الاضطراب، منها:

  • سوء التغذية قبل الولادة.
  • الصدمة في أثناء الميلاد.
  • التعرض لعدوى فيروسية.
  • العوامل النفسية والاجتماعية.

3- عوامل جينية

وُجد أن فرص الإصابة بالفصام تزيد عند وجود أحد أفراد الأسرة مصابًا به، وأن العوامل الجينية لها تأثير كبير في زيادة فرص حدوثه.

4- بعض الأدوية

أشار العلماء من خلال إحدى الدراسات في 2017 إلى أن استخدام القنب أو الحشيش من الممكن أن يؤدي إلى الفصام.

أعراض مرض الفصام

يمكن أن تظهر بعض الأعراض المبكرة في مرحلة المراهقة أو بداية العشرينات.

لكن يتغاضى عنها البعض، وذلك لأنها تشبه كثيرًا الأعراض الطبيعية للمراهقة، مثل:

  • الانعزال عن الأهل والأصدقاء.
  • تغيير الأصدقاء.
  • الانفعال والقلق.
  • اضطراب النوم.
  • ضعف الأداء المدرسي.
  • الأفكار الغريبة والشك.
  • مشكلات التركيز.
  • الشعور بالاختلاف عن الآخرين.

ثم تظهر بعد ذلك الأعراض المتقدمة التي يمكن تقسيمها إلى:

1- أعراض إيجابية

تشمل الآتي:

الهلوسة

يخلق المخ مواقف غير حقيقية لكن المريض يظنها موجودة وحقيقية بالفعل ويتفاعل معها أيضًا، مثل: سماع بعض الأصوات أو رؤية الأشياء.

الأوهام

يصدق المريض بعض الأفكار والأفعال، مع أن كل الأدلة والبراهين الحقيقية تنفي وجودها.

جنون العظمة (Paranoia)

تسبب البارانويا أو جنون العظمة، عدم ثقة المريض في الآخرين ويعتقد أن الجميع يضطهده.

2- أعراض سلبية

وتشمل الآتي:

  • قلة الكلام.
  • الانعزال المجتمعي.
  • صعوبة البدء في النشاطات أو الخطط أو إكمالها.
  • اختبار ردود عاطفية غريبة.
  • قلة المشاعر.
  • فقدان الاهتمام بالحياة.

3- أعراض إدراكية

تؤثر في الوظائف العقلية والإدراكية للمريض، منها:

  • ضعف التركيز.
  • الكلام غير المنظم وسرعة تغيير المواضيع.
  • النسيان.
  • مشكلات في فهم المعلومات وتعلمها وتنفيذها أيضًا.

علاج مرض الفصام نهائيًا

يتبع المريض خطة علاج للتخلص والسيطرة على أعراض الفصام، وتكون هذه الخطة:

1- علاج مرض الفصام بالأدوية

يستخدم الأطباء النفسيون الأدوية المضادة للذهان، وذلك لمقاومة الهلاوس والأوهام التي تصيب مريض الفصام.

2- علاج الفصام بدون دواء

ينقسم إلى:

العلاج النفسي الاجتماعي

يهدف إلى تعامل المريض مع التوتر الذي يحيط به والتعامل مع المرض، مما يحسن مهارات التواصل مع المجتمع.

التأهيل المهني

يساعد المريض على أداء وظيفته بشكل أفضل وأسهل.

الدعم الأسري والتعليم

يحتاج المريض إلى الدعم من عائلته وأصدقائه، لذلك توجد برامج تعليمية للأسرة، لتعليمهم كيفية دعم مريضهم في أثناء خطة العلاج.

أدوية الذهان والفصام

أدوية الفصام الحديثة

تستخدم مضادات الذهان -كما ذكرنا سلفًا- في علاج مرض الفصام والسيطرة على الهلاوس التي تراود المريض.

كذلك تستخدم في علاج بعض الحالات الأخرى، مثل:

  • مرض ألزهايمر.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • متلازمة توريت.
  • القلق.
  • الاكتئاب.

تنقسم أدوية الفصام الحديثة إلى:

1- أدوية الفصام من الجيل الأول

تعد هذه المجموعة من الأدوية الأقدم من بين الأنواع الأخرى، إذ تغلق مستقبلات الدوبامين مما يقلل تأثيره في المخ.

وذلك لأن زيادة الدوبامين تسبب الفصام، وتسمى هذه الأدوية مضادات الذهان النموذجية (Typical antipsychotic).

يشمل جدول أسماء أدوية الفصام من الجيل الأول:

  • هالوبيريدول (هالدول).
  • كلوربرومازين (نيورازين).
  • فلوفينازين.
  • ثيوثيكسين.
  • تريفلوبيرازين.

تتميز أدوية الجيل الأول بفاعليتها، لكن تمتلك أحد الأعراض الجانبية الذي يعد خطيرًا وطويل الأمد، وهو خلل الحركة الشيخوخي.

2- أدوية الفصام الحديثة من الجيل الثاني

تعد هذه المجموعة من أدوية الفصام الحديثة التي تستخدم أكثر في التخلص من أعراض المرض، وتسمى مضادات الذهان غير النموذجية (Atypical antipsychotic).

تتميز كذلك بأنها تؤثر في الدوبامين مثل أدوية الجيل الأول، بالإضافة إلى تأثيرها في مستوى السيروتونين في المخ.

من أمثلتها:

مع أن دواء كلورازيل من أدوية الجيل الثاني، إلا أنه يوصف في حالة فشل باقي أدوية الفصام الحديثة أو في حالة وجود ميولًا انتحارية عند المريض.

لكنه يسبب انخفاض خلايا الدم البيضاء، لذلك يلزم تحليلًا دوريًا للدم للتأكد من عددها.

3- حقن مضادات الفصام طويلة الأمد

يستخدم هذا النوع عند صعوبة التزام المريض بالأدوية الفموية أو عدم تفضيلها، وتقلل فرص عودة الأعراض أو الذهاب إلى المستشفى.

كذلك تحتاج بعض هذه الأدوية إلى الحفظ في الثلاجة، وقد يحتاج بعضها أيضًا إلى وصف بعض المكملات الغذائية معها.

كذلك تختلف جرعتها وفقًا للمريض والدواء نفسه، إذ إنها تُعطى كل 2-4 أسابيع أو 6-8 أسابيع.

من أمثلتها:

  • ريسبردال كونستا.
  • إنفيجا سوستينا.
  • إنفيجا ترينزا.
  • أريستادا.
  • زيبريكسا ريلبريف.

الأعراض الجانبية لأدوية الفصام الحديثة

تتميز أدوية الجيل الثاني بقلة الآثار الجانبية العصبية عن أدوية الجيل الأول.

ومن الآثار الجانبية:

  • النعاس.
  • الإثارة.
  • جفاف الفم، الذي يمكن التغلب عليه بمضغ علكة غير مسكرة.
  • الإمساك، لذلك يُفضل شرب كثيرًا من الماء والسوائل والخضراوات.
  • تشوش الرؤية.
  • زيادة الوزن، ويمكن التخلص منه بممارسة المشي السريع مدة 35 دقيقة مع اتباع نظامًا غذائيًا، مثل: نظام الكيتو.
  • خروج إفرازات من الثدي.
  • اضطراب الدورة الشهرية.
  • تشنج العضلات.

يجدر بالذكر أنه يمكن التغلب على معظم الأعراض الجانبية من خلال استشارة الطبيب النفسي حول:

  • تقليل الجرعة.
  • تقليل عدد مراتها.
  • وصف أدوية أخرى لعلاج أحد الأعراض الجانبية، مثل: الملينات.

أحدث علاج للفصام 2020

صرحت منظمة الغذاء والدواء لأحد أدوية الفصام الحديثة وسمحت بتداوله، وهو كابليتا (لوماتبيرون).

يؤثر هذا الدواء في مستويات الدوبامين والسيروتونين والجلوتامات في المخ، لكنه لا يُسمح به لمرضى الذهان المرتبط بالخرف.

أدوية الفصام الحديثة في أثناء الحمل والرضاعة

يُعتقد بأن أدوية الفصام آمنة في الحمل إلا أنها قد تسبب بعض المشكلات في التنفس والإطعام أو الأعراض الانسحابية للجنين.

كذلك تمر مع لبن الأم مسببةً بعض الدوخة للطفل الرضيع، اعتمادًا على الجرعة المستخدمة.

لذلك إذا كنتِ حاملًا أو مرضعًا أو حتى تخططين للحمل، يجب مناقشة الأمر مع طبيبِك النفسي لاستعراض فوائد الأدوية مقابل مخاطرها أو مخاطر عدم العلاج.

أدوية علاج الفصام البسيط

يعد الفصام البسيط أحد أنواع الفصام الذي يصعب تشخيصه، وذلك لأن المريض تظهر عليه الأعراض السلبية أكثر من الإيجابية.

يمكن كذلك أن يعتقد البعض أن هذه الأعراض من قلة النشاط والاهتمام وقلة الكلام، والانعزال هي أشياء طبيعية في الفرد، لذلك يصعب تشخيصه.

ولأنه من أنواع الفصام فيمكن علاجه بأدوية الفصام الحديثة التي سبق شرحها (مضادات الذهان)، التي تساهم في السيطرة على الأعراض.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن علاج الفصام البسيط بدون أدوية من خلال خضوع المريض للعلاج النفسي.

أدوية الفصام الوجداني

يعد الفصام الوجداني (الاضطراب الفصامي العاطفي) اضطرابًا مختلفًا عن الفصام، وذلك لأنه يتميز بمزيج من أعراض الفصام، مثل: الهلوسة والأوهام، والأعراض المزاجية، مثل: الاكتئاب أو الهوس.

يوجد كذلك نوعان من الفصام الوجداني، هما: النوع الاكتئابي والنوع ثنائي القطب.

يمكن علاج اضطراب الفصام الوجداني بالأدوية والعلاج النفسي وتعلم مهارات الحياة، ومن الأدوية المستخدمة:

تجربتي مع أدوية الفصام الحديثة

تساعد أدوية الفصام على تخطي أعراض المرض، لكن يجب الالتزام بالجرعات في مواعيدها المحددة، كذلك يجب اللجوء إلى العلاج النفسي والعلاج الجماعي.

أشهر الأسئلة الشائعة عن أدوية الفصام الحديثة

تقدم إليكم بعض الأسئلة:

1- ما أحدث دواء لعلاج مرض الفصام؟

يعد كابليتا (لوماتبيرون) من أحدث الأدوية التي اعتمدتها منظمة الغذاء والدواء (FDA) في ديسمبر 2019.

2- هل أدوية الفصام الحديثة تساعد على علاج المرض نهائيًا؟

تساعد الأدوية على تقليل الأعراض لدرجة كبيرة، لكنها لا تعد علاجًا نهائيًا له.

في النهاية، يعد الفصام اضطرابًا خطيرًا يجب الانتباه إلى أعراضه والتوجه إلى الطبيب النفسي للعلاج، الذي يصف أدوية الفصام الحديثة ويُخضع المريض للعلاج النفسي.

يجب استشارة الطبيب النفسي في كل ما يخص هذه الأدوية، واتباع تعليماته عن الجرعات والأوقات اللازمة للدواء، حتى تنعم بحياة هادئة صحية.

المصدر
medicalnewstodayhealthlineverywellhealthmedicalnewstoday2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى