الأمراض النفسيةالصحة النفسية

اكتشف صفات الشخصية السيكوباتية | حقود دنيء ملئ النفس بالعلل

Last Updated on: 2nd فبراير 2024, 07:05 م

الشخصية السيكوباتية تتنفس الكذب والإفك والبهتان عشية وأبكارا، وتعتنق الأنانية وغلظة القلب، ولديها عين حاقدة ساخطة ممتعضه تجاه الآخرين، ولا يسلم من أذاها ولا يفلت من ضيرها وشرها أحد. فهي تحيك أفخاخًا للمحيطين وتتستر وراء ابتسامة كاذبة ماكرة داهية.

 

سنعرض بشيء من التفصيل في السطور القادمة كل ما تود معرفته عن صفات الشخصية السيكوباتية ونقاط ضعفها.

 

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

تعرف باسم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder)، ومعاداة المجتمع هنا تعني التعارض مع بعض قيمه وقوانينه وسلوكياته، والرغبة الشديدة في تكسير تلك القيم وإيقاع الإيذاء بمن حوله.

 

يستمد الشخص السيكوباتي المتعة واللذة من خلال آلام ومهانة الآخرين، يشير الأطباء أن ما يعانيه ذلك الشخص هو مرض عقلي يعرف باسم الاعتلال النفسي؛ ذلك الذي يقوده نحو الحقد والضغينة، أي أن الشخص يظهر أنماطًا من الخسة والتلاعب بمشاعر الغير وانتهاك حقوق الأخرين، دون مراعاة القواعد وسلوكيات المجتمع المتعارف عليها.

 

ما هي صفات الشخص السيكوباتي؟

يتلون الشخص السيكوباتي وينخرط وسط المجتمع ويبدو طبيعيًا، ويمكن لبعض الأشخاص السيكوباتيين إبداء عواطف وانفعالات مزيفة بناء على ما يرونه حولهم من أشخاص، مما يسهل اندماجهم بالمجتمع المحيط. لكن بداخلهم سواد أعظم من الخسة والدناءة، وتتضمن صفات الشخصية السيكوباتية ما يلي:

 

  • الشعور بالعظمة وتقدير الذات حد جنون العظمة.
  • الاستمتاع بقهر الآخرين والتلاعب بهم.
  • الكذب المرضي؛ فالشخص السيكوباتي يتنفس كذبًا ويعيش حياة يملؤها بالنفاق والكذب المستمر.
  • اللامبالاة ويفتقرون الشعور بأدنى ذنب أو ندم.
  • لا يلقي بالًا لأي استجابة عاطفية تجاه الآخرين، ولا يتأثر بأي مصاب لمن حوله.
  • قسوة القلب والغلظة.
  • انتهاك حقوق الآخرين وعدم الالتزام بالأخلاقيات.
  • الاستهانة والاستخفاف بالضوابط السلوكية والميل لخرق القوانين.
  • الاندفاعية وعدم تحمل مسؤولية أفعاله وتصرفاته.
  • تظهر لديه مشكلات سلوكية مبكرة.
  • ليس لديه أي أهداف واقعية طويلة المدى؛ بل شغله الشاغل السيطرة والهيمنة.
  • لديه نزعة إجرامية عنيفة.
  • لا يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ.
  • الحاجة الدائمة للإثارة لإصابته بالملل والفتور بسرعة.

 

لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو

YouTube player

 

نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية

يفتعل المعتل النفسي الإثارة التي تدفعه نحو الإجرام وإيذاء الغير دون إمكانية السيطرة عليه، ورغبته المستمرة في لفت الانتباه نحوه، لكنه أيضا يمتلك بعض نقاط الضعف، ونذكر أبرزها:

 

  • الشعور بالوحدة وينفر المحيطين ويفرون منه؛ فلا أحد يستطيع تحمله أو تقبل صفاته الدنيئة العدوانية. 
  • لا تتمكن الشخصية السيكوباتية من تعديل سلوكياتها أو التعلم من أخطائها، فهي لا تعترف بأخطائها ولا تبدي أي ندم أو أسف عما بدر منها، بل تتمادى في اغلاطها وأذاها للغير.
  • لا يستطيع الشخص السيكوباتي التمثيل لفترة طويلة وإخفاء الوجه القبيح لديه. 
  • من أهم نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية حرمانه من بيئة آمنة منذ الصغر أو عدم تنشئته على الأفعال الصحيحة والتربية السليمة، عادة ما يكون عانى عديدًا من العوامل والسلبيات.

 

هل تعرف الشخصية السيكوباتية أنها سيكوباتيه؟

المختل اجتماعيًا يتميز بقسوة القلب ويفتقر التعاطف مع رالغي أو الشعور بالذنب، كما أنه لا يستطيع التحكم في سلوكياته ، ولا يعلم الشخص السيكوباتي إنه سيكوباتي.

 

متى تبدأ الشخصية السيكوباتية؟

عادة تظهر خصائص الشخص السيكوباتي في مراحل مبكرة مرتبطة بالسيكوباتية، وتسمى السمات القاسية غير العاطفية قبل سن العاشرة، يجدر بالذكر أن ظهور الصفات السيكوباتية في مرحلة الطفولة لا تعني بالضرورة أن الشخص سيصبح بالضرورة سيكوباتي عند بلوغه.

 

ما هو الفرق بين المختل عقليًا و المختل اجتماعيًا؟

يخلط الكثير بين مصطلح مختل عقليًا ومختل اجتماعيًا، عادة يندرج المختل عقليًا يندرج ضمن تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؛ لذا لا توجد فروق كبيرة بينهما، ومن أبرز الصفات المختلفة بينهما:

 

  • الشخص السيكوباتى ليس لديه صوت لضميره ولا يندم على ما فات؛ كما أنه لا يمتلك أي مخاوف أخلاقية، لكن المختل عقليًا عادة يشعر بتأنيب الضمير عند إيذاء الغير.
  • مريض الاعتلال النفسي مفلس التعاطف والرحمة.
  • يتسم المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع باستخدام العنف والقسوة في حياتهم، وانتهاج سبل التلاعب للحصول على ما يريدون.
  • ليس من السهل التعرف إلى المختل عقليًا، لأن من أبرز صفاته الذكاء والتلون والبراعة في خداع المشاعر، ويدمر عكس ما يظهر.
  • الشخصية السيكوباتية لا تلقي بالًا أو اهتمام بمن حولها، فلا يهمها سوى نفسها. 

 

الفرق بين شخصية سيكوباتية و شخصية نرجسية؟

 اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يوصف بأن الشخص يفتعل سلوكيات مضادة للمجتمع، وينتهج الأفعال الإجرامية أو يتخذ العنف سبيلا، ولا يهتم بعواقب أفعاله، ويفتقر الخوف على مصالح الغير أو التعاطف، كما لا يعرف الندم أو الأسف؛ فهو معدم من الرحمة والرقة واللين.

 

بينما الشخص النرجسي متكبر وبحاجة دائمة إلى الثناء والمدح من الآخرين؛ نتيجة اضطراب عقلي ونفسي، وتوْلِد داخل الشخص الشعور بحاجته المفرطة للاهتمام والإعجاب، مع المبالغة في تقدير الذات، دون مراعاة مشاعر الآخرين.

 

لكن عند إزاحة الستار تتجلى شخصية بداخلها هشاشة نفسية كبيرة، تتخفى وراء قناع الأنا والعظمة والزهو المبالغ فيه بنفسها.

 

مضاعفات الشخصية السيكوباتية دون علاج

من المؤسف أن نهاية السيكوباتي المعتل اجتماعيًا إذا ترك دون علاج افتعال عدة سلوكيات خطرة، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى احتضاره وهلاكه، ومن أبرز مضاعفات الشخصية السيكوباتية دون علاج:

 

  • ارتكاب جرائم القتل.
  • إدمان المخدرات والكحوليات.
  • تطور الاضطراب النفسي إلى المعاناة من الأعراض الذهانية.
  • الرغبة في الموت والانتحار.

 

ما سبب الشخصية السيكوباتية؟

عادة تتأثر السمات السيكوباتية بنحو كبير بالوراثة، كذلك تشير الأبحاث إلى أن العوامل غير الجينية لها يد أيضًا في تكوين الشخصية السيكوباتية، خاصة خلل أداء مناطق معينة في الدماغ مثل اللوزة، إلى جانب تعرض الشخص في أثناء طفولته إلى عدوانية سادية دون شفقة، وعدم تقديم أي حب أو دعم.

 

هل السيكوباتي له علاج؟

عادة يكون علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بالغ الصعوبة؛ لأن الشخص السيكوباتي غالبًا لا يبحث بنفسه عن العلاج؛ نظرًا لعدم إدراكه خطورة سلوكه، ولا فقهه بأنه مصاب بعلة نفسية تجلب الأذى والضرر للغير.

 

لكن هناك خطة علاجية محكمة تتضمن عدة أنماط يمكن اتباعها لتدراج الأعراض، وتتضمن الآتي:

 

  • العلاج النفسي (الحديث): يمكن أن تجدي نفعًا جلسات العلاج النفسي؛ إذ تكمن أهميتها في فهم كيفية تأثير ذلك الاضطراب في الحياة المريض وعلاقاته الاجتماعية، ووضع استراتيجيات تطوير للتحكم في السلوكيات الضارة وكبح الأعراض.
  • الأدوية: تُوصف بعض الأدوية للسيطرة على بعض الأعراض، مثل: العدوانية والتوتر، عادة تُستخدم مضادات الاكتئاب لمعالجة الأعراض النفسية المصاحبة.
  • التدخل المبكر: في بعض الحالات يكون التدخل المبكّر في خلال سنوات المراهقة مفيدًا؛ لتجنب تطور اضطراب الشخصية السيكوباتية.

 

ختامًا، أعلم -عزيزي القارئ- أن الشر في الناس لا يفنى وإن قبروا، ومن المؤسف أن الشخصية السيكوباتية تحمل راية الأذى والفساد والضلال، لكن هيهات هيهات فإن نوائب الدنيا تدور إلى ديان يوم الدين؛ حفظنا الله وإياكم من الشرور ما ظهر منها وما بطن.

 

 

المصدر
The Signs of a PsychopathDifferences Between a Psychopath vs. a SociopathWhat Is a Psychopath?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى