Last Updated on: 13th أغسطس 2023, 10:09 م

مجتمعين نقف متفرقين نسقط؛ لذا يعد دور الدعم العائلي والاجتماعي لمريض اضطراب ثنائي القطب من أهم ركائز علاج ذلك الاضطراب والمساهمة في تخفيف حدة الأعراض؛ إذ يقع على عاتق الأهل والأصدقاء والمحيطين مهمة ليست هينة للأخذ بيد مريض ثنائي القطب والعبور به إلى بر الأمان، فعليهم دائمًا وأبدًا أن يشددوا من أزره.

ندعوكم لقراءة هذا المقال لمعرفة كافة المعلومات عن دور الدعم العائلي والاجتماعي لمريض ثنائي القطب، والتعرف إلى العلاقة العكسية بين ذلك الاضطراب ومشكلات النوم.

ما اضطراب ثنائي القطب؟

حالة مختلطة تتأرجح ما بين الهوس والاكتئاب؛ فتكون حالة المريض كبندول الساعة، تارة يشعر بالنشوة والطاقة والعنفوان وتارة أخرى تعصف به الأحزان والمآسي والأهات لذا ترتبك حالته، وقد عُرف قديمًا بلفظة “الجنون”، لكن مع الوقت تغيرت المسميات من المصادر الطبية لتصبح كلمة غير علمية ودقيقة، وأطلق عليه اضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي، الذي يعبر حقًا عن حال المريض.

أهمية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

 يسبب إصابة أحد المقربين باضطراب ثنائي القطب التوتر والحيرة لدى كل من الأهل والأصدقاء والمصاب، ومما لا شك فيه إن العلاج الدوائي يقع في المقام الأول لتحسين الحالة، لكن لا يمكن التجاهل عن دور الدعم النفسي والاجتماعي لمريض ثنائي القطب؛ لذا من الضروري اتباع الطرق الصحيحة وفهم كل نوبة وطبيعتها للتعامل معه لتخفيف حدة الأعراض التي قد تظهر في النوبات الشديدة، مثل:

نوبات الجنون

على إثرها يعاني مريض اضطراب ثنائي القطب نوبات الجنون، التي تسبب التهيج وسرعة الغضب؛ ويترتب عليها العديد من المشكلات وممارسة السلوكيات المليئة بالمخاطر، مثل: ممارسة الجنس المندفعة أو صرف الأموال بكثرة، الأمر الذي يسبب ظهور العوائق والعراقيل بين المريض وأهله والمحيطين.

نوبات الاكتئاب

عندما تحل تلك الطامة على رأس المريض يشعر وكأن الدنيا حالكة السواد، ويتملكه التشاؤم والشعور بتدني الذات والعزلة الاجتماعية والانزواء على ذاته، وتراوده من حين لآخر الأفكار الانتحار والرغبة في وإزهاق روحه، وقد يقدم على هلاك نفسه بالفعل.

النوبات المختلطة

تختلط النوبات وتمتزج أعراض كلًا من الجنون والهوس الخفيف والاكتئاب معًا، الأمر الذي يجعل الوضع معقدًا ويكون الأهل والأصدقاء في حيرة من أمرهم ويقفون مكتوفي الأيدي لعدم إدراك ما ما ألم بالمريض.

كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

أنت بحاجة ضرورية إلى معرفة كيفية التعامل مريض ثنائي القطب في حالة إصابة أحد المقربين؛ إذ تقع في موقف لا تحسد عليه لأن التعايش معه ليس بالأمر السهل؛ لذلك نرصد أبرز السبل التي توضح دور الدعم العائلي والاجتماعي وكيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب:

خطة مواجهة الأزمات عند ظهور النوبات

يمكن التعامل مع مريض اضطراب ثنائي القطب من خلال التخطيط لما يجب اتباعه في أثناء ظهور النوبات؛ لذا من المهم وضع خطة أزمات لتفعيلها مع المريض عندما يأزف وقت الخطر وتخرج الحالة عن السيطرة، كما يجب أن تحتوي الخطة على قائمة الأشخاص الذين يمكنك الاستعانة بهم في حالات الطوارئ، علاوة على ذلك الإلمام بالمعلومات التي تدور حول أدوية المريض والإشارات التحذيرية وأرقام التواصل للخطوط الساخنة في حالات الإقدام على الانتحار.

خروج المريض من عزلته

تعد خطوة مهمة للتعامل مع مريض اضطراب ثنائي القطب أن تصطحب المريض للخروج من عزلته وإخراطه وسط الاجتماعيات ومشاركته الأهل والأصدقاء.

الاستماع إلى المريض

يعد الإنصات باهتمام إلى المريض من أهم وأفضل الأشياء التي تقدم إليه، وذلك من خلال بعض اتباع الخطوات التالية :

• الانتباه بكل أذان صاغية لما يتحدث عنه.
• الاستماع دون الحكم على المريض أو محاولة فرض حلول.
• الالتزام بالهدوء في أثناء الحديث.
• الابتعاد عن أي الأمور التي قد تثير غضبه أو تعرضه للإحباط.

الحماس 

تجتاح مريض ثنائي القطب مشاعر الإحباط واليأس والأسى والعجز وعدم الجدوى عند مروره بنوبات اكتئاب؛ حينئذ لا بد من سرد نقاط قوته وتذكيره بصفاته الإيجابية، ومساعدته على التعافي من نوبات الشجن والغم بكل سهولة.

دعم خطة العلاج

يجب دعم المريض وتشجيعه على إكمال خطة العلاج النفسي والدوائي، ولتعزيز الموقف ينصح بالحضور إلى الطبيب معه حتى انتهاء موعد الجلسة؛ كي يشعر بمدى أهميته لك.

توخي الخوف والحذر

يجب أن تقبل التقلبات المزاجية التي تجتاح المريض واستيعاب حدتها، خاصة فكرة الانتحار التي تراودهم والحديث عنها؛ إذ من المؤسف أن بمجرد الحديث عنها يمكن التأكد سيفعلها يومًا ما؛ لذلك يجب إخفاء أي أدوات حادة او سكاكين ومراقبته جيدًا دون كلل أو ملل.

دور الدعم العائلي والاجتماعي لمريض اضطراب ثنائي القطب

بعد أن سردنا أهم النصائح الواجب اتباعها للتعامل مع مريض اضطراب ثنائي القطب، يتبقى إقناعهم بحقيقة مرضهم وتقديم كل سبل الدعم لإقناعه بزيارة الطبيب؛ إذ إن معظم المرضى قد ينكرون الأعراض التي تلاحقهم ولا يلاحظون ظهورها، وتتضمن طرق إقناع المريض بزيارة الطبيب: 

• إقناع المريض بأن مرض ثنائي القطب بأنه اضطراب نفسي حقيقي مثل باقي الأمراض الجسدية ويحتاج إلى علاج.
• عدم إلقاء اللوم على المريض حول إصابته وما يعانيه وما يصدر منه في أثناء النوبات.
• منح المريض جرعات من التفاؤل وأن يعي تعدد طرق العلاج الموجودة.
• التحذير من تطور المرض وزيادة تفاقم الأعراض في حال إهمال العلاج.

أهم الأسئلة الشائعة حول اضطراب ثنائي القطب ودور الدعم العائلي والاجتماعي

يراود الكثير بعض الأسئلة حول مرض ثنائي القطب، وسنجيب عن بعضها:

هل مريض ثنائي القطب يشفي أم أنه يعد مرضًا مزمنًا؟

يعد مرض ثنائي القطب مرضًا مزمناًا يلازم الشخص طيلة حياته، لكن توجد بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لإدارة الأعراض، وينصح بضرورة الالتزام بتوصيات الطبيب والأدوية لتجنب التأرجح بين النوبات المزاجية المتباينة بين  الاكتئاب والهوس.

ما مدة علاج مرض ثنائي القطب؟

لا يمكن تحديد مدة علاج مرض ثنائي القطب، خاصة أنه من الأمراض النفسية الخطرة، التي يحتاج علاجها خطة محكمة باستخدام مجموعة من العلاجات المختلفة، التي تسيطر على الأعراض المرضية؛ وعلى إثره حدد بعض الأطباء ما يلي:

• من المحتمل أن تستغرق نوبات الهوس بين 3 إلى 6 أشهر في حالة إهمال العلاج . 
• عادة تظل نوبات الاكتئاب مدة زمنية أطول، وتستمر من 6 إلى 12 أشهر.
• تتحسن النوبات في غضون 3 أشهر عند اتباع الخطة العلاجية الفعالة.

هل مريض ثنائي القطب عدواني؟

قد يميل مريض ثنائي القطب إلى العنف عادة في خلال نوبة الهوس، لكن بنسبة لا تتخطى  11% إلى  16%؛ إذ أنه ليس اضطراب عنف ولا يمثل مريض ثنائي القطب خطورة على المحيطين به.

ختامًا، قد أوضحنا في هذا المقال أهمية الدعم العائلي والاجتماعي لمريض اضطراب القطب، الذي بمثابة تحدي كبير خاصة التعامل مع السلوكيات غير المنتظمة للحالة المزاجية؛ لذا نوصي ذوي المريض بالتحلي بالصبر والهمة وأن نعلم كثرة الأيادي المحيطة به تخفف من عبء المرض وتنقص من وزر الأعراض.