الزهايمر المبكر | أين تذهب ذكرياتي
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 01:03 ص
يصيب الزهايمر عادةً كبار السن بعد سن 65 عام، إلا أنه في بعض الأحيان يصيب الشباب في عمر 30 أو 40 عام، حينها يعرف باسم الزهايمر المبكر.
سنتعرف في هذا المقال إلى أسباب الزهايمر المبكر، وكيفية التعامل معه للتقليل من آثاره المدمرة لحياة الإنسان.
ما هو الزهايمر المبكر؟
يصيب الزهايمر المبكر الأشخاص في منتصف العمر في سن 30 أو 40، على العكس من مرض الزهايمر الذي يرتبط عادةً بالتقدم في السن، ويحدث بعد سن 65.
يؤثر الزهايمر على المخ تأثيرًا مباشرًا، لذلك فأنه يسبب مشكلات التذكر، وفقدان الذكريات، واضطراب التفكير، عدم اتخاذ القرارات الصحيحة، بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات السلوكية التي يواجهها المريض.
يعد الزهايمر المبكر أقل شيوعًا من الزهايمر الذي يحدث بسبب التقدم في السن، إلا أن كلاهما يتشابه في الأعراض، والطريقة التي يتطور بها المرض.
يكون عادةً تقدم المرض، وفقدان الذكريات بطئ التأثير، إلا أنه يختلف من حالة إلى أخرى.
الزهايمر المبكر اسبابه
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالزهايمر المبكر، ويعتقد الأطباء أن سبب الإصابة يكمن في عدة عوامل وأسباب.
إذ أثبت الدراسات العلمية أن هناك بعض الجينات التي ربما تكون سبب الإصابة، كالآتي:
- بروتين الأميلويد APP المحمول على الكروموسوم 21.
- بريسينيلين -1 PS1 المحمول على الكروموسوم 14.
- بريسينيلين 2- PS2 المحمول على الكروموسوم 1.
تتراكم أجزاء من بروتين بيتا أميلويد، وبروتين 1 مسببة تكون لويحات، ثم تتشابك مع بروتين آخر مسببة طفرة جينية تؤدي إلى إتلاف مناطق الذاكرة في المخ.
تحدث هذه اللويحات والتشابكات مع الجميع خلال التقدم في السن، إلا أن أولئك الذين يعانون الزهايمر المبكر تحدث لديهم بنسب مرتفعة، ومتكررة بكثرة.
لا يعرف الأطباء حتى الآن ما الذي يسبب تكون هذه اللويحات والتشابكات على وجه التحديد لدى بعض الأشخاص دون الآخرين، أو كيفية انتشارها، وإلحاق الأذى بالمخ.
يمكن أن تنتقل هذه الطفرات الجينية من الأباء إلى الأبناء داخل الأسرة، ويمكن إجراء اختبار جيني إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة لمعرفة فرص الإصابة، واتخاذ بعض الإجراءات المبكرة.
أعراض الزهايمر المبكر عند الشباب
تتشابه أعراض الزهايمر المبكر مع أعراض الزهايمر الذي يحدث بسبب التقدم في السن، وتشمل الآتي:
- النسيان المتكرر لبعض المعلومات الهامة، خاصةً المكتسبة حديثًا.
- التحدث في نفس الأشياء أو الرغبة في الحصول على نفس المعلومات مرارًا وتكرارًا.
- عدم القدرة على تذكر تاريخ اليوم، أو الشهر.
- مشكلات في الرؤية.
- عدم القدرة على إدراك الوقائع.
- صعوبة الانضمام إلى المحادثات.
- صعوبة تذكر المعلومات، أو إيجاد الكلمة المناسبة.
- فقدان القدرة على تذكر مكان وضع الأشياء، وصعوبة العثور عليها.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
- الانسحاب من التجمعات، والمناسبات الاجتماعية.
- اضطرابات مزاجية، وسلوكية.
أيضًا هناك بعض الأعراض التي تظهر في المراحل المتقدمة من المرض، تشمل:
- تقلبات مزاجية حادة.
- الارتباك الدائم، والتشوش حول أحداث الحياة.
- فقدان شديد للذكريات.
- صعوبة في التحدث، أو المشي.
- وجود مخاوف وشكوك حول الأشخاص المقربين.
تشخيص الإصابة بالزهايمر المبكر
يعد تشخيص الزهايمر المبكر من الأمور الصعبة، نظرًا لأن النسيان دائمًا يرتبط بعوامل عديدة، مثل الضغوطات النفسية، والتعرض إلى صدمات متكررة.
أيضًا الإصابة بالزهايمر غير شائع في مرحلة الشباب، لذا يمكن أن يتأخر الحصول على تشخيص مناسب خاصةً في مراحل المرض الأولى.
لذلك يُرجى استشارة الطبيب في حالات النسيان المتكررة للحصول على تشخيص صحيح في بداية الإصابة.
يفحص الطبيب عادةً المريض لتحديد التأثيرات العصبية، ويقوم بإجراء بعض الاختبارات المعرفية للذاكرة، وحل المشكلات، والمهارات العقلية الأخرى.
يمكن أن يطلب الطبيب بعض الاختبارات المعملية، للمساعدة في تأكيد الإصابة، مثل:
- صورة دم كاملة.
- تحليل البول.
- تحليل السائل الشوكي.
- التصوير المقطعي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
حتى الآن لا توجد اختبارات معملية حول المؤشرات الحيوية، وبروتينات الجسم التي تسبب الطفرة الجينية، لتأكيد الإصابة سريعًا.
علاج الزهايمر المبكر
لا يوجد علاج يؤدي إلى الشفاء من الزهايمر المبكر، ولكن يساعد اكتشاف المرض مبكرًا في التعامل مع الأعراض، وإبطاء سرعة تقدمه.
تهدف خيارات العلاج المتاحة إلى السيطرة على الأعراض بغرض تحسين الذاكرة، ومنع تضرر خلايا المخ بشكل أكبر.
تشمل أدوية تحسين الذاكرة:
- دونيبيزيل.
- ريفاستيجمين.
- جالانتامين.
- ميمانتين.
هناك العديد من الدراسات العلمية التي تجرى بهدف اكتشاف طرق بديلة للعلاج، والسيطرة على تقدم المرض.
المزيد من المعلومات حول علاج الزهايمر في الفيديو الآتي:
التعايش مع الزهايمر المبكر
يعد التعايش مع الزهايمر المبكر من الأمور الصعبة، نظرًا لفقدان العديد من الذكريات، والمعلومات التي يحتاجها المريض بصورة دائمة لإدارة حياته، وتأثيره على العلاقات الأسرية، والاجتماعية.
تمثل هذه التأثيرات السلبية للمرض مواجهة العديد من التحديات، إلا أن هناك بعض النصائح التي تساعد في تسهيل التعامل معها.
يعد من الأمور الهامة التمتع بروح إيجابية للتعامل مع المرض، إذ أن النظرة السلبية للأمور، واليأس يؤديان إلى زيادة التحديات التي تواجهها، واتخاذ القرارات الخاطئة.
من الهام أيضًا مشاركة العائلة، والأشخاص المقربين المعلومات حول المرض، مما يسهل اللجوء إليهم لمواجهة بعض المشكلات.
تساعد بعض النصائح الحياتية في تسهيل التعامل مع المرض، مثل:
- اتباع حمية غذائية صحية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- البعد عن التدخين، والمشروبات الكحولية.
- التعلم حول إدارة التوتر، والقلق، وكيفية مواجهة الضغوط اليومية.
- اتباع روتين يومي مناسب وبسيط.
- الحصول على عدد ساعات نوم كافية في أثناء الليل.
أيضًا لتسهيل التعامل مع مرض الزهايمر المبكر، يجب التفكير مليًا واتخاذ بعض القرارات التي تساهم في ضبط الأمور الحياتية، وتقليل التحديات التي يواجهها المريض، خاصةً في مراحل المرض الأولى، وقبل تقدم المرض وصعوبة اتخاذ هذه الإجراءات.
تشمل الإجراءات التي تساعد في تقليل التحديات الحياتية:
- البحث عن عمل يناسب الحالة الصحية، أو تقليل عدد ساعات العمل عند الحاجة.
- الحصول على دعم الأسرة للتواجد في المناسبات الاجتماعية، وتجنب الوحدة والانطواء.
- الحرص على جلسات الاستشارات النفسية والزوجية لتسهيل التعامل مع المرض.
- الاحتفاظ بالعديد من الصور، والفيديوهات للحظات الهامة في حياتك.
- التخطيط للوضع المادي، وتنظيم الاستثمارات والمستندات المالية.
في نهاية المقال، تعرفنا إلى أسباب الإصابة بالزهايمر المبكر، وطرق التعايش مع المرض للتقليل من آثاره الجانبية المتوقعة على حياة الإنسان.