الصحة النفسية

الشخصية الحدية | أعراضها وكيفية التعامل مع شريك مصاب بالشخصية الحدية

Last Updated on: 26th أغسطس 2021, 07:38 م

الشخصية الحدية

الاحساس الدائم بالفقد، علاقات اجتماعية متوترة وغير مستقرة، الشعور بالفراغ وانعدام الثقة بالنفس، كلها إشارات تنذرك بالشخصية الحدية.

 

ما هي الشخصية الحدية؟ وما هي أهم أعراضها؟ وهل هناك علاقة بين الشخصية الحدية والزواج؟ وأخيرًا كيف نتعامل مع شريك الحياة المصاب بالشخصية الحدية؟

 

كل هذه الأسئلة سنجيب عنها بالتفصيل في هذا المقال، تابعونا.

 

ما هي الشخصية الحدية؟

هي اضطراب نفسي ناتج عن ثورة مشاعرك وتقلب مزاجك بصورة كبيرة، ومن ثم يؤثر سلبًا على سلوكياتك وعلاقاتك الاجتماعية وحياتك المهنية، علاوة على ذلك تتغير نظرتك لقيمَك ومبادئك وأحلامك من وقت لآخر حتى أنك قد تسأل نفسك من أنا؟

 

نتيجة لذلك تجد نفسك تغير وظيفتك، وتنهى علاقاتك وتبدأ في علاقات أخرى، فضلًا عن تعرض المحيطين بك لضغط عصبي نتيجة للتقلبات المزاجية.

 

أبرز أعراض الشخصية الحدية

 

الشخصية الحدية

١. الخوف من الفقد

ينتاب الشخص المصاب بها الخوف من ترك أفراد أسرته له كالذهاب إلى العمل أو الخروج مع أصدقائهم، ومن ثم يترجاهم بألا يهجروه، وقد يصل الأمر إلى محاولته منعهم من الخروج.

 

٢. علاقات اجتماعية غير مستقرة

أحد أبرز علاماتها هي تقلب مشاعره في كافة العلاقات الإنسانية من زواج وصداقة وزمالة عمل؛ فتجده يحب شخصًا ما بشده ولا يتخيل حياته بدونه، وفجأة ينبذه ولا يطيق التعامل معه.

 

لذلك تتسم علاقاته بكونها متطرفة، إما مثالية وإما بشعة، أي لا يوجد حل وسط.

 

٣. تذبذب الهوية الشخصية

لا تقتصر تقلباته المزاجية على علاقاته الإنسانية فقط، بل تشمل أيضًا نظرته لنفسه؛ فهو إما راضٍ عن نفسه تمامًا، وإما يشعر بالدونية.

 

لذلك نجد أن الشخصية الحدية كثيرة التردد في قراراتها المصيرية وفقًا لحالتها المزاجية؛ وبالتالي تفقد إحساسها بهويتها.

 

٤. سلوكات اندفاعية

تنجرف هذه الشخصية في اتباع سلوكيات مدمرة لحياتها، لكنها تُشعرها بالتحسن في وقتها.

 

على سبيل المثال، إنفاق المال ببذخ على أشياء لا قيمة لها، أو تعاطي المواد المخدرة، أو الأكل بشراهة، او القيادة بسرعة جنونية، لذلك يُنصح بمراقبة تصرفات الشخصية الحدية.

 

٥. إيذاء النفس

يبدأ الأمر بنهج سلوكات عدوانية مؤذية لنفسه مثل: إحداث جروح أو حروق بجسمه، ثم تتطور لتصل إلى مراودته ميولًا انتحارية وتنفيذه لها.

 

٦. تقلبات مزاجية شديدة

تارة تجده سعيدًا ومقبلًا على الحياة، وبعد فترة قصيرة يُصاب بالفتور والميل للعزلة.

 

على الرغم من حدة تقلباته المزاجية، إلا أنها تنتهي بسرعة، ولعل هذا هو الفارق بين التقلبات المزاجية المصاحبة للشخصية الحدية، والأخرى المصاحبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

 

٧. الشعور بالغضب 

يُصبح هذا الشخص أكثر حساسية ويُستثار بسهولة؛ ومن ثم يتعرض لانفعالات شديدة في أثناء غضبه، ولا يتمكن من السيطرة على تصرفاته.

 

٨. الشعور الدائم بالفراغ 

نتيجة لذلك تحاول الشخصية الحدية مليء وقتها سواء بالأكل الكثير أو إدمان المخدرات وغيرها الكثير من الأفعال المدمرة للنفس كما ذكرنا سابقًا.

 

يمكننا تلخيص ما سبق بأن الشخصية الحدية هي تذبذب عواطف صاحبها مؤثرة على كافة جوانب حياته: العلاقات الانسانية والحياة العملية ونظرته الداخلية لنفسه، فضلًا عن حساسيته الشديدة للمثيرات حوله؛ ومن ثم ينتج عنها سلوكيات مؤذية له وللمحيطين به.

 

الشخصية الحدية والدين

لم يتوصل العلماء بشكل واضح إلى مدى تأثير الشخصية الحدية على تدين المصاب، لكن أُجريت دراسة على مجموعة من الطلاب تقيس إيمانهم وممارساتهم العقائدية مثل الصلاة والصوم.

 

توصلت هذه الدراسة إلى تحلي هؤلاء الطلاب بروحانيات قوية، لكنهم يُقصرون في ممارسة شعائرهم الدينية.

 

لا يُمكننا تعميم هذه الدراسة على أصحاب الشخصية الحدية، فحتى الآن ليس هناك قول مؤكد حول العلاقة بين الشخصية الحدية والدين.

 

الشخصية الحدية والزواج

إصابة أحد الشريكين بالشخصية الحدية ليس بالأمر الهين، وذلك لأنه دائم الشعور بالفراغ والوحدة، وبحاجة دائمة لشريكه لإكمال هذا الفراغ.

 

إذا لم يكن شريكه متواجد بالشكل المرضي له ينتابه الشعور بعدم الأمان وأنه معرّض للفقد.

 

وأيضًا تُصاب الحياة الزوجية بالتوتر والتخبط نتيجة لتقلبات مزاج الشخصية الحدية؛ فتارة يهجر شريكه ويميل للانعزال، وتارة يتمسك بوجوده معه، بل ويمنعه من الانخراط في أي علاقات أخرى.

 

كذلك نوبات الغضب الجامحة للشخصية الحدية المزاجية وعدم قدرته على التحكم في تصرفاته؛ قد تعرض كلاهما للمخاطر والمواقف المحرجة أمام الآخرين.

 

كل هذه التحديات تؤرق الحياة الزوجية، لكن يمكنك-عزيزي القاريء-السيطرة على زمام الأمور وإكمال زواجك بنجاح من خلال تفهم مشاعر شريكك.

 

سنوضح لك بالتفصيل كيفية التعامل مع شريك مصاب بالشخصية الحدية المزاجية.

 

الشخصية الحدية والتعامل معها لكل مشكلة حل

لكي تتمكن من دعم الشخصية الحدية، ينبغي لك أولًا الحفاظ على سلامك النفسي وهدوئك قدر الإمكان، وذلك من خلال 

 

١. التواصل مع المقربين لك من الأصدقاء والعائلة لإمدادك بالدعم النفسي، إما بالإنصات لحديثك وإما باقتراح حلول لمشاكلك.

 

٢. الحصول على وقت خاص بك للاستجمام دون التفكير في المشاكل المحيطة بك؛ وبالتالي تشحن طاقتك لاحتواء شريكك، وأيضًا تحمي نفسك من التراكمات النفسية والعصبية.

 

٣. الاهتمام بممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي، وأيضًا التمتع بقدر كافٍ من النوم، وذلك لأن تمتعك بصحة جسدية جيدة يمنحك أيضًا صلابة نفسية للتحكم في عواطفك وانفعالاتك.

 

الآن بإمكانك التواصل الجيد مع شريكك صاحب الشخصية الحدية من أجل حياة زوجية مريحة.

 

خطوات للتعامل مع الشخصية الحدية

١. اظهر اهتمامك بحديثه، وذلك من خلال الإنصات الجيد له وعدم مقاطعته أو التوجه ببصرك نحو التلفاز أو الهاتف؛ ومن ثم يشعر بتعاطفك معه، وأيضًا تفهمك لما يمر به.

 

٢. ابتعد عن النقد واللوم، لكن على النقيض تحدث معه بهدوء حول ما يزعجك من تصرفاته دون توجيه الأوامر له، وذلك تجنبًا لمروره بنوبة غضب شديدة.

 

٣. إذا احتد النقاش بينكما، وشعرت بأنه على وشك الغضب، اسع لإلهائه بما يحبه.

 

على سبيل المثال، قل له ما رأيك لنمارس الرياضة سويًا أو لنحتسي كوبًا من الشاي معًا في الشرفة.

 

٤. تعلم مهارات حل المشكلات والسيطرة على نوبات غضب الشريك؛ فبدلًا من الصراخ عليه؛ وبالتالي يزداد هياجه وغضبه، امتص غضبه بهدوئك وتفهمك لما يثيره.

 

٥. أكد له دومًا أنك تشعر بتقلباته المزاجية التي يمر بها، وأيضًا أنك لا تستطيع العيش بدونه؛ ومن ثم سيترسخ بداخله الشعور بالأمان، وسيقل تدريجيًا شعوره بالفراغ والفقد.

 

٦. شاركه الحديث في موضوعات متنوعة تمكنكما من الوصول لنقاط مشتركة، واكتشاف اهتمامات جديدة، ما يترتب عليه 

 

ذوبان الخلافات بينكما، وصلابة علاقتكما.

 

وفي النهاية، لا تيأس من محاولاتك مع الشخصية الحدية، وإذا شعرت بأنك لا تستطيع السيطرة على الأمور، لا تتردد في استشارة الطبيب النفسي.

 

الدكتور الصيدلي هو الخبير الأول بالدواء وجرعاته وآثاره الجانبية وتداخلاته الدوائية.

أقرأ أيضًا

الفصام | الأسباب والأعراض والتشخيص وطرق العلاج

Resources

https://www.helpguide.org/articles/mental-disorders/borderline-personality-disorder.htm

https://psycnet.apa.org/record/2019-25452-005

https://www.psychologytoday.com/us/blog/my-side-the-couch/202009/living-wife-borderline-personality-disorder

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى