الأمراض النفسية

الشخصية السوشيوباثية | عندما تُنتهك مشاعر الآخرين

Last Updated on: 7th أكتوبر 2021, 09:17 ص

الشخصية السوشيوباثية الشخصية السوشيوباثية! ربما تلك هي المرة الأولى التي تسمع فيها هذا المصطلح.

 

فما الشخصية السوشيوباثية، وفيم تختلف عن السيكوباتية؟ وهل يمكن علاجها؟

 

كن معنا -عزيزي القارئ- في هذا المقال للتعرف إلى كل ما يتعلق بهذه الشخصية.

 

الشخصية السوشيوباثية

يخلط البعض بين اضطراب السوشيوباثية والسيكوباتية ويستخدمونهما بالتبادل.

 

في الواقع، لا يختلف هذين المصطلحين في الأعراض السريرية، إذ يُشير كلاهما إلى الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD).

 

يتصف الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بعدم الاهتمام بحقوق الآخرين أو مشاعرهم، ويفتقرون إلى التعاطف والندم على الأخطاء، ويميلون إلى استغلال الآخرين والتلاعب بهم لتحقيق مكاسب شخصية.

 

أسباب الشخصية السوشيوباثية

تؤدي الطبيعة والتنشئة دورًا كبيرًا في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، لكن الأسباب المحددة لتطور اضطراب الشخصية السوشيوباثية ليست معروفة.

 

لكن يرجح الأطباء الأسباب التالية:

  1. العوامل الوراثية، مثل: النقص في تطور خلايا المخ.
  2. التعرض إلى الصدمات أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة.
  3. يصيب هذا الاضطراب الرجال أكثر من النساء.

 

يعتقد البعض أن هؤلاء الأشخاص مجرمون ومن السهل اكتشافهم، لكن هذه ليست الحقيقة فمعظم الحالات المعادية للمجتمع لا تُشخص على الإطلاق.

 

أهم سمات الشخصية السوشيوباثية

يعد اضطراب الشخصية السوشيوباثية، جزء من اضطرابات الشخصية التي تتميز بالسلوكيات السلبية المستمرة.

 

حسب الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، فإن الشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يُظهر السمات التالية:

  • انتهاك حقوق الآخرين أو عدم احترام مشاعرهم.
  • عدم احترام القانون وأعراف المجتمع.
  • الكذب والخداع.
  • استخدام الهويات والألقاب المزيفة.
  • التلاعب بالآخرين لتحقيق المكاسب الشخصية.
  • لا يخطط للمستقبل، وغالبًا ما يتصرف دون التفكير في العواقب.
  • يُظهر سلوكًا عدوانيًا.
  • العنف وإيذاء الآخرين.
  • انعدام المسؤولية الشخصية والمهنية.
  • عدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعالهم.

 

يمكن أن تشمل الأعراض المحتملة الأخرى لاضطراب الشخصية السوشيوباثية ما يلي:

  • البرود العاطفي.
  • التنمر أو استخدام الفكاهة للتلاعب بالآخرين.
  • الشعور بالتفوق والثبات على الرأي.
  • لا يتعلم من أخطائه.
  • محاولة السيطرة على الآخرين بترهيبهم أو تهديدهم.
  • الوقوع في الأعمال الإجرامية.
  • إدمان الكحول والمخدرات.

 

تشخيص اضطراب الشخصية السوشيوباثية

يتابع الطبيب الأعراض السابقة ومراحل ظهورها وتكرارها من عدمه، وتشمل الأساليب الأخرى لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

  • تقييم مشاعر المريض وسلوكياته وعلاقاته الشخصية.
  • التحدث إلى الأشخاص المقربين من المريض عن سلوكياته.
  • الحصول على التاريخ الطبي الكامل للمريض، غالبًا ما يرتبط اضطراب الشخصية السوشيوباثية باضطرابات الشخصية الأخرى.
  • يمكن تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لمن يبلغون من العمر 15 عامًا إذا ظهرت عليهم الأعراض.

 

علاج الشخصية السوشيوباثية

 

قد تتساءل -عزيزي القارئ- هل يحتاج هذا المريض إلى العلاج؟

 

عمومًا، لا يعتقد مرضى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أن لديهم مشكلة، لذا يخضع القليل منهم للعلاج.

 

يتطلب علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع المتابعة المستمرة، وقد لا ينجح العلاج إذا لم يكن المريض مستعدًا لطلبه والتعاون مع الطبيب.

 

يشمل علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

  • العلاج النفسي

يشمل العلاج النفسي التحدث مع الطبيب أو الاختصاصي النفسي عن الأفكار والمشاعر التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم سلوكيات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

وقد يشمل أيضًا علاج لإدارة للغضب والسلوك العنيف والإدمان على المخدرات أو الكحول.

 

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، المريض على التفكير بعناية أكبر في أفعاله وردود أفعاله على الأشخاص والمواقف.

 

وأيضًا يساعد هذا النوع من العلاج على تطوير السلوكيات الإيجابية وتحسينها، لكنه لن يعالج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا على قبول المريض لإصابته بهذا الاضطراب وتشجيعه على علاج سلوكياته.

 

  • العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، لكن يصف الأطباء بعض العلاجات للاضطرابات العقلية المرتبطة بهذا الاضطراب، مثل: القلق والاكتئاب والسلوك العدواني.

 

الفرق بين السيكوباتية والسوشيوباثية

لا يوجد فروق سريرية بين اضطراب الشخصية السوشيوباثية والسيكوباتية، إذ يشير كلا المصطلحين إلى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

يعتقد معظم الخبراء أن السيكوباتيين والسوشيوباثيين يشتركون في مجموعة من السمات، إذ يكون إحساسهم الداخلي بالصواب والخطأ ضعيف.

 

بالإضافة إلى أنهم لا يستطيعون فهم أو مشاركة مشاعر الآخرين، لكن هناك بعض الاختلافات أيضًا نذكر منها:

  • شدة الأعراض

يعتقد الخبراء أن اضطراب الشخصية السوشيوباثية تتضمن ارتكاب أخطاء أو تجاوزات بسيطة بينما يوصف السيكوباتي بأنه شخص عنيف جسديًا يعرض الآخرين للخطر.

 

مع ذلك، عندما ننظر في معايير التشخيص الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يمكن العثور على كل هذه الأعراض في فئة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

  • السلوك المنتظم

يرجح الأطباء وجود فرقًا آخرًا، أن السوشيوباثيين لديهم سلوكيات أقل تنظيمًا وتناسقًا من سلوك السيكوباتيين، إذ يكون السيكوباتيون أكثر تحكمًا وسحرًا، ويخططون للمستقبل.

 

  • الضمير

يعد الاختلاف الرئيسي بين اضطراب الشخصية السوشيوباثية والسيكوباتية، وجود الضمير من عدمه.

 

فبينما ينعدم الضمير عند الشخص السيكوباتي، عادةً ما يكون لدى الشخصية السوشيوباثية ضمير ضعيف.

 

فهو يعلم أن السرقة خطأ وقد يشعر ببعض الندم والذنب، لكنه لن يتوقف عن ارتكاب تلك الأفعال.

 

وبذلك، نود أن نوضح أن كلتا الشخصيتين تفتقران إلى التعاطف وفهم مشاعر الآخرين.

 

ويقول الأطباء: أن السيكوباتي يرى الآخرين مثل الأشياء التي يمكن اللعب بها واستخدامها لأغراضه الشخصية.

 

كيف أتعامل مع الشخصية السوشيوباثية؟

إذا تعاملت مع شخص ما في حياتك مصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وتسبب في أذيتك.

 

فقد يكون إبعاد هذا الشخص من حياتك هو الطريقة الأكثر صحة لتجنب أذاه.

 

لكن إذا كان المصاب باضطراب الشخصية السوشيوباثية أحد أصدقائك المقربين أو أحد أفراد العائلة يكون من الصعب التخلي عنه.

 

في هذه الحالة يمكن أن تساعدك الاستشارات الأسرية  أو الأخصائيين على إنشاء العلاقات الإيجابية بالشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

ونقدم لك بعض النصائح لتساعدك على التعامل مع الشخصية السوشيوباثية:

 

  • تقبل عدم قدرته على فهم مشاعرك.
  • اشرح له كيف يؤثر سلبًا فيك وفي الآخرين بسلوكياته.
  • ضع حدودًا واضحة في التعامل معهم.
  • اشرح له عواقب سلوكياته الضارة.
  • حاول الحصول على الدعم المناسب، فالتعامل مع هؤلاء الأشخاص ليس سهلًا وقد يصيبك بالاكتئاب.

 

ختامًا، لا يمكن علاج اضطراب الشخصية السوشيوباثية، لكن يمكن السيطرة عليه بعلاجات تركِّز على الحد من السلوكيات الضارة واستبدالها بسلوكيات بناءة.

 

قَبُول أنك تعاني اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والاعتراف بعواقب أفعالك، يمكن أن يساعدك على إدارة سلوكياتك والحفاظ على علاقاتك قوية.

 

References:

https://www.medicinenet.com/antisocial_personality_disorder/definition.htm

https://www.healthline.com/health/mental-health/sociopath#outlook

https://www.webmd.com/mental-health/features/sociopath-psychopath-difference

https://www.webmd.com/mental-health/signs-sociopath

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى