الفصام | الأسباب والأعراض والتشخيص وطرق العلاج

د. طه الشاعر 2021-08-24

0 610 3 دقائق

الفصام

يعد مرض الفصام من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا وذلك بسبب ضغوطات الحياة اليومية التي أدت إلى زيادة الأمراض النفسية في عصرنا الحالي.

سنتناول -عزيزي القارئ- في هذا المقال عن كل ما يخص هذا المرض أسبابه وأنواعه وأعراضه وأيضًا طرق العلاج.

ماذا تعرف عن الفصام؟

هو اضطراب عقلي حاد ومزمن، يؤثر الفصام العقلي في تصور الشخص للواقع والأفكار والعواطف والأفعال، وهو أحد أكثر الحالات العقلية المسببة للإعاقة الذهنية.

يحتاج المصابون بهذا المرض إلى العلاج مدى الحياة، ويلعب التشخيص والعلاج المبكر للمرض دورًا هامًا في السيطرة على الأعراض قبل ظهور أعراض خطيرة.

أنواع الشيزوفرينيا

يوجد عدة أنواع له، تشمل هذه الأنواع ما يلي:

الفصام القطني (Catatonic schizophrenia)

يعرف هذا النوع أيضًا باسم الفصام الجامودي ويعد من أقل الأنواع شيوعًا ويتميز باضطرابات الحركة التي تطرأ على المريض.

إذ يمكن أن يكون المريض غير قادر على الحركة أو يتحرك في كل مكان، ولا يستطيع المريض الكلام والتعبير من تلقاء نفسه ويكون غير قادر على الاعتناء بنفسه.

الفصام العاطفي (Schizoaffective disorder)

يتميز هذا النوع بأنه يجمع بين أعراضه مثل: الهلاوس والأوهام، وأعراض اضطراب المزاج مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.

الفصام البارانويدي(paranoid schizophrenia)

يُعد هذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعًا، يعاني المصاب بالفصام البارانويدي جنون الشك والعظمة، إذ يشعر المريض بالشك والارتياب من الآخرين.

الفصام غير المنظم (Disorganized schizophrenia)

في هذا النوع تكون سلوكيات المريض غير منظمة أو يكون الكلام غريبًا ويصعب فهمه، ويُشخص هذا النوع عادةً في عمر مبكر.

توجد أنواع أخرى من الشيزوفرينيا تتمثل في:

الفصام البسيط.
الفصام غير المتمايز.
كذلك فصام الطفولة.

أسباب حدوث مرض الفصام

يُعد سبب الإصابة به غير معروفًا، ولكن يعتقد العلماء أنه يحدث بسبب عوامل وراثية وعوامل بيئية وعوامل أخرى خاصة بكيمياء المخ.

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض الشيزوفرينيا

يوجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض الفصام الذهاني، والتي تتمثل فيما يلي:

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
تناول أدوية تُغير كيمياء المخ في أثناء المراهقة أو الشباب.
بعض المضاعفات في أثناء الحمل أو الولادة، مثل: سوء التغذية أو الإصابة بعدوى فيروسية قد تؤثر في تطور المخ.

أعراض مرض الفصام

تُعد التغيرات السلوكية التي تطرأ على الشخص المصاب من أكثر الأعراض التي تدعو للتساؤل والاهتمام، كثير من مرضى الشيزوفرينيا لا يظهر عليهم أعراض إلا مع تقدم المرض.

كما تختلف الأعراض والمؤشرات التي تدل على الإصابة من شخص إلى آخر وصُنفت الأعراض إلى فئات وتشمل ما يلي:

أعراض إيجابية

هي الأعراض الأكثر وضوحًا وتشمل:

الهلاوس.
الأوهام.
اضطرابات في الحركة.
كذلك اضطرابات في التفكير.

أعراض سلبية

هي الأعراض الأقل وضوحًا وتشمل:

الانسحاب الاجتماعي.
فقدان الاهتمام أو الإثارة تجاه الحياة.
قلة الإحساس أو التعبير عن المشاعر.
التفكير أو الكلام غير المنظم.
صعوبة إكمال الأنشطة اليومية العادية.
ضعف الطاقة.
قلة النظافة.
كذلك فقدان الشهية.

أعراض معرفية

غالبًا ما تكون الأعراض المعرفية للمريض خفية ويصعب اكتشافها، وتشمل ما يلي:

صعوبة التركيز أو الانتباه.
عدم القدرة على اتخاذ قرار.
مشكلات في الذاكرة أو تعلم مهارات جديدة.
عدم القدرة على معالجة المعلومات.

المضاعفات

تشمل المضاعفات التي تنتج عن الإصابة بهذا المرض ما يلي:

الأفكار الانتحارية.
الاكتئاب.
اضطراب الوسواس القهري.
العزلة الاجتماعية.
إساءة استخدام الكحول أو المخدرات.
السلوك العدواني اتجاه الآخرين.

التشخيص

الفصام

يشمل تشخيص الطبيب للمريض على بعض الفحوصات التي تتمثل فيما يلي:

الفحص البدني

يفحص الطبيب المريض لاستبعاد أي مشكلة صحية أخرى قد تسبب نفس الأعراض.

الاختبارات

تشمل: التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب وأيضًا اختبارات الدم والبول لاستبعاد الحالات الصحية ذات الأعراض المشابهة للفصام.

التقييم النفسي

يسأل الطبيب في أثناء هذا التقييم عن أفكار وسلوكيات المريض ومناقشة التاريخ الشخصي والتاريخ العائلي للمريض.

علاج مرض الفصام

يحتاج المريض إلى العلاج مدى الحياة، إذ يساعد العلاج بالأدوية والعلاج النفسي على السيطرة على حالة المريض، قد يحتاج بعض المرضى إلى الدخول للمستشفى لتلقي العلاج.

الأدوية

تُعد الأدوية المضادة للذهان أكثر الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الشيزوفرينيا؛ لأنها تساعد في السيطرة على الأعراض.

يتمثل الهدف الأساسي من العلاج بالأدوية في السيطرة على العلامات والأعراض بأقل جرعة ممكنة، ولكن قد تسبب مضادات الذهان كثير من الآثار الجانبية.

من الأدوية المضادة للذهان المستخدمة في العلاج، ما يلي:

هالوبيريدول (Haloperidol).
كلوربرومازين (Chlorpromazine).
كلوزابين (Clozapine).
أولانزابين (Olanzapine).
ريسبيريدون (Risperidone).

التدخل النفسي والاجتماعي

يُعد التدخل النفسي الاجتماعي خيارًا علاجيًا لمرضى الفصام، إذ يتضمن العلاج المساعدة على التعامل مع الضغط والتوتر وتحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.

العلاج الأسري

يمكن من خلاله تقديم الدعم والوعي للأسر التي تتعامل مع المرضى.

العلاج بالصدمة الكهربائية

يستخدم العلاج بالصدمة الكهربائية للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية، وقد يساعد العلاج بالصدمة الكهربائية المريض المصاب بالاكتئاب أيضًا.

العلاجات البديلة لمرض الفصام

تشمل العلاجات البديلة التي يمكن استخدامها ما يلي:

مكملات زيت السمك.
تناول الفيتامينات.
اتباع نظام غذائي صحي مناسب مع الحالة المرضية للشخص.

الفصام والانفصام

يخلط كثير من الناس بين الفصام والانفصام على أنها نفس المرض ونفس الأعراض، ولكن في الواقع يختلف كلٌ منهما عن الآخر.

يُعرَّف الفصام بأنه اضطراب عقلي كما ذكرنا في بداية المقال، بينما يُعرف الانفصام أو اضطراب الهوية الانفصامي بأنه أحد الأمراض العقلية المتعلقة بالاضطرابات أو الانهيار في الذاكرة أو الوعي أو الهوية.

ختامًا، يُعد مرض الفصام من الأمراض النفسية التي تتطلب التشخيص والعلاج المبكر للسيطرة على الأعراض وتجنب تطور أعراض المرض.

يحتاج المريض إلى مزيد من الدعم الأسري؛ لذا يجب الاهتمام بالوعي الأسري لمرضى الفصام.

الدكتور الصيدلي هو الخبير الأول بالدواء وجرعاته وآثاره الجانبية وتداخلاته الدوائية.