الأمراض النفسية

الوسواس القهري | أعراضه وكيفية علاجه والتغلب عليه

Last Updated on: 13th أكتوبر 2021, 12:59 م

الوسواس القهري

الوسواس القهري عندما يقهرك عقلك! هكذا يصور الطب الحديث ما يعانيه مريض الوسواس القهري.

يعد هذا المرض من الأمراض النفسية التي قد تصيب المرء بمفرده أو بالتزامن مع وجود اضطراب نفسي أو عصبي آخر.

وهو اضطراب قد يكون مؤذي في بعض الأحيان، لذا سنقدم لك – عزيزي القارئ- في هذا المقال كل ما تريد معرفته عنه.

كما سنجيب عن أهم التساؤلات التي قد تتبادر إلى عقلك حول طبيعة هذا الاضطراب، وكيفية علاجه وعدم السماح له أن يتغلب عليك.

أيضًا سنعرض أهم الأدوية المستخدمة في العلاج للحد من أعراضه، فتابع معنا لتعرف كل ما يتعلق باضطراب الوسواس القهري . 

ما هو الوسواس القهري OCD؟

 يُعرَّف على أنه اضطراب نفسي ينشأ لدى الأشخاص، و يتميز بنمط متكرر وحاجة ماسة لروتين   لفعل الأشياء على نحو محدد.

يعرف مصطلح OCD  بصفتين ملازمتين للمرض في غاية الأهمية هما: 

obsession أي الهوس، و compulsion أي القهر.

فهذا الاضطراب يتمثل في هوس الفرد بنشاط معين، وعدم قدرته على التغلب على حاجة عقله لإلزامه بأفعال معينة في أنماط محددة لا يحيد عنها.

يعاني المريض رغبة ملحة للالتزام بنشاطه، الذي يصور له عقله أنه الأمثل له.

وقد يعرف المصابون به أن ما يرغمهم عقلهم على فعله قد لا يكون منطقي بالمرة، لكنهم يفعلونه على أية حال.

ترجع حاجة المريض إلى تكرار نمط معين وضرورة الانتهاء منه، إلى واقع رغبته في التخلص من الأصوات في عقله التي تدفعه باستمرار.

يضع هذا أمامنا صفة جديدةً تلازم مرضى الوسواس القهري ألا وهي القلق، فهم مضطربون جدًا ويشعرون بضغط ساحق للالتزام بما يمليه عليهم عقلهم.  

يعد اضطراب الهوس القهري اضطرابًا مزمنًا، إذ يستمر لوقت طويل وعلى المريض أن يتعايش معه لحين التعافي منه، كذلك الالتزام بأخذ الأدوية التي تحد من أعراضه.

 أعراض الوسواس القهري 

 

يؤثر هذا المرض بشكل كبير في حياة الفرد، فيؤدي إلى تعقدّها وإعاقة نشاط الإنسان، كذلك يؤثر في عمله وعلاقاته الاجتماعية.

تتجلى أعراض الوسواس في شكلين رئيسيين هما :

1- الهوس Obsession:

وهو مجموعة من الأفكار الملحة التي تسيطر على عقل الشخص وتشل تفكيره بجعل نفسها محور تركيزه.

قد يتجاهل المصاب بالمرض هذه الأفكار، ولكنها تعود للتغييم على عقله وإرباكه.

2- القهر Compulsion:

وهو عبارة عن مجموعة من التصرفات المحددة التي تتمثل في أنماطِِ معينة تُلزم الفرد اتباعها.

ومن أنماط الوسواس القهري ما يلي :

  • التفقد: وهو رغبة ملحة في التأكد من صحة عمل الأشياء، مثل التأكد من الوقت والمنبهات وإغلاق الأبواب.

كذلك توهم الإصابة ببعض الأمراض أحيانًا، مما يجعل المريض دائم القلق والتفقد لأعراض ما يتوهمه من أمراض.

  • هوس النظافة : يظهر هذا النمط في صورة مبالغة بها من إصرار الفرد على استخدام المنظفات بكثرة، والخوف من تلوث أشيائه.

كما يتجلى لدى المصاب حالة رهاب اجتماعي من الاختلاط بالناس خوفًا من التقاط عدوى، وتنظيفه لكل ما يلمسه أو يمر عليه.

  • التماثل والتنظيم:  هنا تظهر الصورة المشهورة لمريض الوسواس المحب للنظام والترتيب على نحو مرعب.

يسيطر على المريض رغبة في جعل كل ما حوله مرتبًا في شكل محدد، فقد تجده يصنف الأشياء حسب ألوانها، أو أرقامها.

أيضًا يبحث عن تماثل الأشياء ويحرص على جعلها تظهر في شكل مثالي.

  • هوس التفكير: ينشغل المريض بمجموعة معينة من الأفكار التي قد تتصف بقلة الثقة في من حوله أو بالعنف والأذى لنفسه و لمن حوله أحيانًا.

 

 يعرف المصابون بالوسواس أن معظم أفكارهم وتصرفاتهم لامنطقية، ولكنهم يعجزون عن التوقف عن التفكير فيها أو اتباع الأنماط المحددة لروتينهم اليومي.

 

الوسواس القهري لدى الأطفال 

 

 يظهر هذا المرض لدى الأطفال غالبًا بين فئتين محددتين من العمر هما منتصف الطفولة (8-12عام)، وأواخر الطفولة إلى مطلع الشباب (18-25 عام).

 

بينما تؤكد بعض الدراسات الاكلينيكية أن الفتيات يملن إلى الإصابة بالوسواس القهري في عمر أكبر من الأولاد.

وتوجد نسب متساوية من المصابين الرجال والنساء على حد سواء، على الرغم من ارتفاع معدل الإصابة لدى الأولاد بشكل أكبر.

 

الوسواس القهري والزواج

 لا يحظى المصاب بهذا الاضطراب بزواج مستقر، ففضًلا عن عزلة الشخص المصاب وقلة علاقاته الاجتماعية، عند الزواج يكون الأمر معقدًا للغاية.

إذ لا يتفهم الطرف الآخر غالبًا طبيعة المرض وما يعانيه الشريك المصاب.

يؤدي هذا إلى نشوب العديد من الصراعات والاختلافات التي قد تجعل الزواج ينتهي بالانفصال.

أسباب الإصابة بالوسواس القهري

يتداخل العديد من الأسباب في إصابة الفرد بهذا الاضطراب النفسي فنجد من هذه الأسباب:

1- وراثي: كأن يوجد أحد مصابٌ بالوسواس القهري تجمعه صلة قرابة بالمريض، مثل الأب والأم، أو أحد الإخوة أو الأقارب.

2- اختلال التركيب الفيزيائي للمخ: هنا يرجع سبب الإصابة إلى وجود اختلافات فسيولوجية في تركيب أحد أجزاء الدماغ.

إذ لا تستجيب بعض أجزاء المخ بشكل صحيح للسيروتونين -ناقل عصبي هام-

3- الصدمة : يكون هذا غالبًا بعد التعرض لموقف صادمِِ أو لحادث جسدي أو نفسي، يؤثر على الصحة النفسية للإنسان ويصيبه بالوسواس القهري.

4- التعنيف الجسدي أو الجنسي في الطفولة: يتصف المصابون بالوسواس القهري بحالة عزلة وقلق من المجتمع المحيط.

قد يرجع هذا إلى واقعة مؤلمة في الطفولة مثل الاعتداء الجنسي أو التعنيف الجسدي الذي يكون قد تعرض له الشخص.

5- وجود مرض نفسي آخر: تتلازم الإصابة بمرض الوسواس القهري مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل: الاكتئاب، واضطراب القلق العام.

 

 قد يصاب الفرد بالوسواس القهري أثناء الصغر، بعد الإصابة بعدوى المكورات العنقودية.

وتسمي هذه الحالة بالاضطرابات العصبية والنفسية المناعية لدى الأطفال المصاحبة لعدوى المكورات العقدية.

 

أسباب أخرى تساهم في الإصابة به

قد يتسبب وجود مرض عصبي آخر في تطور حالة الوسواس القهري لدى المريض، ومن الاضطرابات العصبية التي تساهم في هذا:

1- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

2- متلازمة توريت.

3- اضطرابات الأكل مثل الشره العصبي.

التشخيص

الوسواس القهري

 تساهم ملاحظة الأعراض في وقت مبكر من العمر في الكشف عن الإصابة في سن صغيرة.

يكون التشخيص عن طريق عدة جلسات حوارية مصممة ومهيكلة بشكل خاص مع الطبيب النفسي، والتي يختبر فيها الطبيب ردود فعل المريض.

يعد مقياس يال-براون Yale-Brown) Obsessive Compulsive Scale (Y-BOCA أحد أشهر المقاييس المستخدمة في التشخيص، وتحديد درجة الوسواس القهري ومدى تأثيره على حياة المصاب.

 

علاج الوسواس القهري وكيفية التغلب عليه 

يعد الوسواس القهري أحد أصعب الاضطرابات النفسية في علاجه، وينقسم بروتوكول العلاج إلى عدة أشكال هي:

 

1- العلاج النفسي : مثل العلاج السلوكي المعرفي المركب، الذي ينطوي على تدريب المصاب على مواجهة مخاوفه والتغلب عليها. 

2- العلاج الدوائي: تساهم الأدوية النفسية مثل مضادات استعادة السيروتونين الانتقائية في الحد من الأعراض والسيطرة عليها.

من أشهر الأدوية  المستخدمة : سيتالوبرام، وايسيتالوبرام (سيبرالكس)، والفلوكسيتين (بروزاك)، والأريبيبرازول (أبيليفاي)، وأيضًا الريسبيرودون (ريسبردال).

3- التعديل العصبي(Neuromodulation): 

حين لا يجدي العلاج النفسي والدوائي في السيطرة على الأعراض، يلجأ الطبيب إلى حلول أخرى.

 

أحد هذه الحلول هو تعديل عمل بعض المناطق المسؤولة عن السلوك في الدماغ عن طريق استخدام تقنيات مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

 

 تساهم أساليب وتمارين الاسترخاء مثل: اليوجا، والتأمل، والتدليك في تخفيف توتر المصاب بالوسواس القهري.

 يُنصح بالانفتاح والتواصل الفعَّال مع الشريك وإشراكه في عملية التعافي والتداوي من هذا الاضطراب، للحفاظ على علاقة الزواج وتجنب الانفصال.

 

الدكتور الصيدلي هو الخبير الأول في الدواء وجرعاته وآثاره الجانبية وتداخلاته الدوائية.

 

المصادر :

https://www.healthline.com/health/ocd/social-signs#diagnosis

https://www.webmd.com/mental-health/obsessive-compulsive-disorder

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/obsessive-compulsive-disorder-ocd

https://www.psychiatry.org/patients-families/ocd/what-is-obsessive-compulsive-disorder

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى