Uncategorized

اليوجا والعلاج النفسي | عصا سحرية للقضاء على آلام الروح

Last Updated on: 2nd مارس 2024, 12:06 م

أصبحت العلاقة بين اليوجا والعلاج النفسي من الأمور الهامة التي تناولتها العديد من الأبحاث في الآونة الأخيرة، نظرًا لكون هذه العلاقة أصبحت أكثر وضوحًا وتمثل حل سحري للعديد من المشكلات النفسية التي تسبب الألم والبؤس للإنسان.

 

سنتناول في هذا المقال العلاقة بين اليوجا والسلام النفسي، وأهم النصائح للحصول على أقصى فائدة لتخفيف الضغوطات النفسية.

 

ما هي اليوجا Yoga؟

نشأت العلاقة بين اليوجا والسلام النفسي منذ القدم، فاليوجا عبارة عن ممارسة روحية وجسدية وعقلية، نشأت منذ آلاف السنين في الهند والصين من أجل الحفاظ على الصحة والاستشفاء، والوصول إلى الاتزان النفسي.

 

هناك العديد من أنواع اليوجا المنتشرة وهي تتفاوت في درجات استخدام القوة البدنية، والتركيز الروحي، وتقنيات التنفس من خلال أوضاع الجسم المحددة خلال مدة التأمل.

 

تعد الأسباب الرئيسية لاستخدام اليوجا هي تحسين المرونة، وتخفيف التوتر، والحفاظ على اللياقة البدنية، وتحسين الصحة العامة.

 

رغم ذلك فقد استخدمت اليوجا منذ القدم للمساعدة في استشفاء آلام العضلات والعظام، والعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية.

 

مؤخرًا أدرك الغرب أهمية ممارسة اليوجا وتحولوا من أدائها لمجرد تمارين بدنية لممارسة الرياضة إلى استخدامها في الاسترخاء والمساعدة في تخفيف الآلام .

 

دفع ذلك العديد من الباحثين إلى إجراء العديد من التجارب والدراسات العلمية للوقوف على أهمية اليوجا وتقييم دورها في الرعاية الصحية، ومن ثم دمج استخدامها مع العلاجات القائمة بالفعل في حالة وجود أدلة على فائدتها.

 

اليوجا والصحة العامة

لا تكمن الفوائد فقط في العلاقة بين اليوجا والعلاج النفسي، إنما أثبتت الدراسات العلمية فوائد ممارسة اليوجا على الصحة العامة، والمساعدة في علاج بعض المشكلات الصحية.

 

أظهرت الأبحاث أن اليوجا يمكن أن تساعد في علاج بعض الأمراض، التي يؤدي التوتر إلى تفاقم الأعراض المصاحبة لها، مثل:

  • أمراض القلب.
  • سرطان الثدي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الآلام المزمنة، وخاصة آلام الظهر.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • الفيبروميالجيا.

 

اليوجا والعلاج النفسي

أثبتت الدراسات العلمية فوائد اليوجا في تقليل التوتر، وتحسين الأعراض المصاحبة للعديد من المشكلات النفسية خاصة علاج أعراض الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

 

تشير الأبحاث العلمية أن إضافة اليوجا إلى خطة علاج الاكتئاب تساعد في تحسين الحالة المزاجية، وتقليل حدة الأعراض المصاحبة له خاصةً لأولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب حتى مع استخدام أدوية مضادات الاكتئاب.

 

أيضًا أوضحت دراسة طبية أُجريت على عدد من السيدات المصابات باضطراب ما بعد الصدمة، أن مشاركة هؤلاء السيدات في برنامج ممارسة اليوجا الحساس للصدمات أدت إلى فوائد عديدة.

 

إذ تحسنت الأعراض المصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة لدى جميع المشاركات، بل إن أكثر من نصف السيدات المشاركات لم يعودوا يستوفون معايير تقييم اضطراب ما بعد الصدمة بعد الإشتراك في برامج اليوجا لمدة 10 أسابيع.

 

أيضًا هناك العديد من الأدلة على فوائد اليوجا في تحسين الأعراض المصاحبة لاضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري.

 

دمج اليوجا في طرق العلاج المختلفة

رغم أن العلاقة بين اليوجا والعلاج النفسي أصبحت واضحة وضوح الشمس، إلا أنه ما زال هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها لدمج اليوجا ضمن خطط العلاج الصحية.

 

إذ أشارت الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الشأن أن قليل فقط من الأطباء يوصون باستخدام طرق العلاج البديل للمساعدة في تخفيف حدة الأعراض للمرضى.

 

رغم ذلك فقد أوضحت الدراسة أن عدد أكبر من المرضى يستخدمون هذه الطرق البديلة للتحكم في شدة الأعراض دون استشارة الطبيب الخاص.

 

إلا أنه في حقيقة الأمر فأن استخدام اليوجا لم يعد ينظر إليه على أنه من الاساليب الطبية البديلة، بل من الخطوات الطبية التكميلية.

 

أيضًا هناك حاجة إلى تدريب وتعليم متخصصو الصحة والمشكلات الطبية على كيفية استخدام اليوجا للمساهمة في العلاج، وجعل المعلومات اللازمة بالأدلة الطبية حول فوائدها متاحة.

 

تمارين اليوجا والعلاج النفسي 

يُفضل دائمًا في بداية استخدام اليوجا للعلاج النفسي الالتحاق بأحد الأماكن الخاصة بتعليم اليوجا، وحضور التدريبات المنفردة أو مع  مجموعة من الأشخاص.

 

إذا كنت لا تفضل ممارسة اليوجا في أحد الأماكن الخاصة بتعليمها، أو تواجه صعوبة في ذلك، فيمكنك البحث عن مدرب أو معلم لليوجا عن طريق التعليم عن بعد أو ما يعرف باسم جلسات الاون لاين.

 

أما إذا كنت تفضل ممارسة اليوجا في المنزل فهناك عدة طرق لإجراء بعض تمارين اليوجا والعلاج النفسي البسيطة، مثل:

 

تمارين التنفس

تمارين التنفس في اليوجا والعلاج النفسي من التمارين البسيطة التي يمكن إجراؤها في المنزل، وهي تساعد في تهدئة العقل، وتقليل التوتر، وتحسين التركيز.

 

تتم تمارين التنفس من خلال الخطوات الآتية:

  • الجلوس في وضع مريح، ووضع أحد اليدين على الصدر، واليد الأخرى على البطن.
  • الشهيق بعمق وبهدوء من الأنف لإدخال أكبر كمية ممكنة من الهواء المحمل بالأكسجين إلى الصدر والبطن.
  • الزفير ببطء من الفم، مع تكرر هذه العملية عدة مرات. 

 

تمارين الاسترخاء 

هناك العديد من الوضعيات لأداء بعض تمارين الاسترخاء التي تساعد في تحرير الضغط الداخلي، وتصفية الذهن، والتخلص من التوتر، من ضمنها وضعية الطفل.

 

وضعية الطفل

تتم تمارين الاسترخاء في وضعية الطفل من خلال الخطوات الآتية:

  • اتخاذ وضعية الركوع مع ضم أصابع القدمين معًا، مع إبقاء الركبتين متباعدتين بمقدار عرض الوركين.
  • الزفير ببطء مع خفض الجذع بين الركبتين.
  • مد الذراعين إلى الأمام مع إبقاء راحتي اليد إلى الأسفل أو بجانب الساقين.
  • البقاء في هذه الوضعية لمدة ثلاث دقائق، مع الحفاظ على التنفس بعمق. 

 

وضعية الفراشة

تتم تمارين الاسترخاء في وضعية الفراشة من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  • اتخذ وضعية الجلوس مع تمديد القدمين إلى الأمام.
  • اثني الركبتين، ثم اسحب كعب القدم جهتك، واترك الركبتين تنخفضان جهة الأرض.
  • أمسك مشط القدم الخارجي بيديك، مع الحفاظ على العمود الفقري في وضع مستقيم.
  • البقاء في هذه الوضعية لمدة دقيقتين، مع أداء تمارين التنفس بعمق.

 

في نهاية المقال، تعرفنا إلى العلاقة بين اليوجا والعلاج النفسي، وأهمية ممارستها ضمن خطة علاج العديد من الأمراض النفسية والعقلية، وكيفية أداء بعض تمارين اليوجا البسيطة في المنزل.

المصدر
Yoga as a Mental Health TreatmentApplications of Yoga in Psychiatry: What We Know

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى