الأمراض النفسية

ثنائي القطب، هل من علاج؟ 

Last Updated on: 7th مايو 2024, 08:12 م

 

مرض ثنائي القطب هو من الأمراض النفسية التي يتبدل فيها حال المريض من حال إلى حال، وهذا يجعل الاستقرار أمر شبه محال، فتتأثر به حياته، علاقاته، وظيفته وكل مايخصه… وهذا يترك الكثير يتساءلون: هل يمكن علاج ثنائي القطب نهائياً؟ هل يمكن الشفاء التام من مرض ثنائي القطب، وفي حال أنني أشعر أني شفيت من ثنائي القطب هل سيود؟ 

بالطبع لنا الحق في أن نسأل مثل هذه الأسئلة، لكن اسمح لي أن أوجه لك نصيحة بسيطة قبل أن نبدأ، إن سعيك وراء العلاج لا ينبغي أن يجعل حياتك كلها تتمحور حول الحرب مع ثنائي القطب، ففي هذه الحالة حتى الأدوية والإجراءات التي ستحسن من حالتك ستبقى عديمة الفائدة، إذهب إلى الطبيب، احصل على المساعدة، انتظم على علاجاتك ثم لا تلتفت كثيراً لهذا الأمر، لتتمكن من عيش حياة صحية مليئة بالتجارب الممتعة دون أن يعكر صفوها اضطراب ثنائي القطب أو خوفك منه. 

 

ما هو مرض ثنائي القطب؟ 

مرض ثنائي القطب كما يوحي اسمه يجعل الإنسان دائم التقلب بين قطبين، قطب الحركة والنشوة والطاقة المبالغ فيها، وقطب الخمول والاكتئاب وفقدان الشغف. 

بشكل علمي: اضطراب ثنائي القطب هو حالة تتميز بتقلبات شديدة في مزاج الشخص وطاقته، فهو يمر بفترات من الطاقة والحركية الزائدتين تسمى فترات الهوس، ثم يمر بموجات من الاكتئاب والطاقة المنخفضة. لكل من هذين النوعين من التقلبات المزاجية مشاكله وأخطاره. 

غالباُ ما تبدأ أعراض المرض بالظهور في فترة أواخر المراهقة وبدايات سن الرشد، ويمكن أن تصيب الرجال والنساء على حد سواء. 

 

ما أسباب الإصابة بمرض ثنائي القطب؟ 

رغم أن العلماء لم يعرفوا بوضوح ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي لظهور أعراض هذا الاضطراب لأول مرة إلا أنهم توصلوا إلى عدد من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، أو تدهور حالته ومن ذلك: 

  • عوامل جينية ووراثية: حيث لوحظ أن فرص الإصابة تزيد في الأشخاص الذين لهم أقرباء من الدرجة الأولى تم تشخيصهم بنفس الحالة 
  • عوامل بيئية: المنشأ الذي ينشأ فيه الإنسان والبيئة المحيطة به لها أثر كبير على حالة كهذه، فإذا كانت هذه البيئة مليئة بالضغوطات النفسية، أو الأحداث المؤسفة مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض للعنف الجنسي أو الأسري خاصة في فترات الطفولة والمراهقة فإن هذا الشخص يصبح أكثر عرضة للأمراض النفسية عامة. 
  • استخدام الكحول والمخدرات: استخدام المواد التي تعبث بكيمياء المخ خاصة في فترات العمر المبكرة يزيد من فرص الإصابة باضطراب ثنائي القطب. 

 

علاجات ثنائي القطب

هل يوجد علاج لمرض ثنائي القطب؟ بالتأكيد، هناك عدة طرق وتدخلات يقوم بها الأطباء والمختصون من أجل تحسين حالة المريض والحد من التقلبات المزاجية الحادة التي يمر بها، ومن هذه الطرق: 

  • الأدوية:
    هناك عدد من الأدوية التي تسمى مثبتات المزاج والتي تعمل على تهدئة تقلبات المزاج وتقليل ظهورها. هناك أيضاً مضادات الاكتئاب التي تعمل على علاج نوبات الاكتئاب. بعد تشخيص الحالة يضع الطبيب خطة علاجية كاملة تتضمن نوع أو أنواع الدواء اللازمة وجرعاتها ومة الانتظام عليها، وتذكر أن الالتزام بهذهه الأدوية هو بداية الطريق لعيش حياة مستقرة وبعيدة عن التقلبات، فلا تتركها أو تقلل جرعاتها إلا باستشارة الطبيب. 
  • الجلسات العلاجية:
    إن الجلسات التي يقوم فيها الطبيب أو المعالج النفسي بالتحدث مع المريض لها أثر كبير على الحالة خاصة إذا كان الأمر في بدايته، فربما لا يمكن للطبيب الدخول إلى عقل المريض وإجباره على عدم خوض هذه التجربة الصعبة، لكنه يوجه المريض ويدربه على بعض الأساليب التي تجعله أكثر سيطرة على مشاعره، وأكثر وعياً وإدراكاً مما يخفف من حدة النوبات كثيراً. 
  • جلسات العلاج بالصدمات الكهربائية:
    تستخدم هذه الطريقة فقط عندما تعجز الأدوية والجلسات العلاجية عن التحكم بالحالة وتحسينها، فعندها يتم اللجوء إلى هذه الطريقة التي تحفز مراكز معينة في الدماغ وتعيد ضبطها للعمل بشكل طبيعي، مما يساهم في تحسين حالة المريض.
    يتم جدولة عدد من الجلسات حسب الحالة، عادة 6-12 جلسة، وربما يعاد ضبط مواعيد وعدد الجلسات حسب استجابة الحالة.  
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة:
    تستخدم هذه الجلسات المغناطيسية لعلاج موجات الاكتئاب وقد أثبتت نسب نجاح عالية في تخفيف الأعراض أو حتى اخفائها تماماً لفترة من الزمن. 

 

هل يشفى مريض ثنائي القطب نهائياً؟ 

حسناً، الأمانة تقتضي أن نبلغكم أن العلم لم يتوصل بعد إلى علاج نهائي وتام لحالات اضطراب ثنائي القطب، لكن بالتأكيد فإن العلاجات السابقة تساعد على استقرار الحالة كثيراً، حيث يعيش المريض حياة طبيعية ومستقرة. 

كذلك عزيزي القارئ فإنك لا تحتاج إلى العلم لتنظر إلى عدد من النماذج التي حققت نجاحاً باهراً في الحياة من مرضى ثنائي القطب، ووصلوا إلى ما لم يتمكن غيرهم من الوصول إليه، وربما حتى تمكنوا في مرحلة معينة من التخلي عن الأدوية بعد أن أصبحت حياتهم مستقرة بما يكفي، فعلينا أن نتذكر أن كثير من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأعراض هي في النهاية ظروف بيئية تتحسن حياة المريض كثيراً بإصلاحها. لذلك فالواجب علينا أولاً الوصول إلى مقدمي الرعاية الصحية المتخصصين، ومعرفة الخطة العلاجية الكاملة التي يجب علينا الالتزام بها، من أدوية – إن احتاج الأمر لذلك – وجلسات متابعة وتغييرات في نمط الحياة، حتى نضمن الوصول إلى حياة مستقرة بعيدة عن التقلبات. 

 

إذا شفيت من ثنائي القطب هل سيعود؟ 

كما ذكرنا فإن مسألة الشفاء متوقفة على مدى التزام المريض بالعلاج، وكذلك نسب الانتكاس، فهي تعتمد بشكل كبير على التزام المريض على نصائح الطبيب سواء الدوائية أو الحياتية، وكذلك على ابتعاده عما قد يسبب تدهور حالته وعودة ظهور الأمراض عليه. 

نترككم مع الفيديو التالي، وفيه يجيب د. طه الشاعر بتفصيل أكثر عن هذا السؤال: “هل يشفى مريض ثنائي القطب نهائياً؟”

YouTube player

 

المصدر
Preventing Bipolar Disorder EpisodesMood stabilisersDoes Electroconvulsive Therapy Treat Bipolar Disorder?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى