فكّ طلاسم الصرع الكاذب
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 10:51 م
قد يحدث في محيط تواجدك، ربما أثناء خروجك من قاعة الامتحان أو أثناء انتظارك للقطار أن تشاهد مجموعة من الناس مجتمعة حول شخص مصاب ببعض التشنجات، فهل هذا الشخص مصاب بالصرع؟
ليس بالضرورة، ربما يكون مصاباً بنوبة من نوبات الصرع الكاذب!
فما هو الصـرع الكاذب وما مدى خطورته؟ وهل له من علاج أو وقاية؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه خلال قراءتك لهذا المقال.
ما هو الصـرع الكاذب؟
يُعرف الصرع الكاذب، أو ما يُعرف أيضاً باسم “اللاصرع”، بأنه اضطراب عصبي يتميز بنوبات تشنجية تشبه نوبات الصرع الحقيقية، لكنها لا تنجم عن أي نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، وإنما ما يسبب الصرع الكاذب هي في الغالب عوامل نفسية ومشاعر معينة يعيشها المريض ويعبر عنها جسمه بهذه الطريقة.
لذلك قد تعاود المريض هذه الحالة عند مروره بموقف صعب، كأن يفشل في الإجابة في الامتحان مثلاً، أو أن يمر بحالة يكرهها ربما من الزحام أو الضيق، كل تلك مواقف تولد بداية هذه التشنجات غير المتعلقة بالأنشطة الكهربائية في الدماغ.
يشابه الصرع الكاذب في أعراضه الصرع الحقيقي كثيراً! لذلك يجب توخي الدقة في التشخيص والذهاب للطبيب المختص مباشرة لطلب المساعدة.
قد تسأل: ما الذي أستفيده إذا كان الصرع كاذباً (له أسباب نفسية غير عضوية) أو حقيقي (له علاقة بمشاكل عضوية في الجهاز العصبي) فكلها تشنجات؟
والإجابة على هذا السؤال تكمن في طريقة العلاج، فإذا كانت المشكلة عصبية عضوية فيجب أن تعالج بعلاج مناسب، إذا كانت نفسية فإن لها طرق أخرى في العلاج سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً.
أعراض الصـرع الكاذب:
تختلف أعراض الصرع الكاذب من شخص لآخر، لكنها بشكل عام تُشبه أعراض نوبات الصرع الحقيقية، وتشمل:
- التشنجات العضلية: قد تتضمن نوبات الصـرع الكاذب تشنجات عضلية في أي جزء من الجسم، مثل الوجه أو الذراعين أو الساقين.
- فقدان الوعي: قد يفقد الشخص وعيه لفترة قصيرة خلال نوبة الصرع الكاذب.
- الحركات اللاإرادية: قد يقوم الشخص بحركات غير إرادية خلال نوبة الصرع الكاذب، مثل التحديق أو التلويح بالذراعين.
- التغيرات الحسية: قد يشعر الشخص بتغيرات حسيّة خلال نوبة الصرع الكاذب، مثل الوخز أو الخدر أو الشعور بالحر أو البرد.
الصرع الكاذب عند الأطفال:
يعدّ الصرع الكاذب أكثر شيوعًا عند الأطفال، خاصةً بين سن الثانية والسادسة.
أسباب الصـرع الكاذب:
لا يعرف السبب الدقيق للصـرع الكاذب، لكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل، تشمل:
- االعوامل النفسية والحوادث المؤلمة: قد تلعب العوامل النفسية، مثل الأحداث المؤلمة مثل وفاة شخص عزيز أو التعرض للتحرش، مثل هذه الأحداث تصيب الشخص بالتوتر أو القلق، والذان لهما دور هام في حدوث الصـرع الكاذب، كما قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية أخرى.
- لإصابات في الرأس: قد تُؤدي إصابات الرأس إلى حدوث الصرع الكاذب.
- السكتات الدماغية: السكتات الدماغية أحياناً تؤدي إلى حدوث الصرع الكاذب.
- الأمراض العصبية أو النفسية الأخرى: قد تُؤدي بعض الأمراض العصبية، مثل التهاب الدماغ أو السحايا، أو الأمراض النفسية الأخرى إلى حدوث الصرع الكاذب.
علاج الصـرع الكاذب:
لا يوجد علاج نهائي للصرع الكاذب، لكن يمكن السيطرة على أعراضه بشكل فعال من خلال طرق علاج الصـرع الكاذب المختلفة التي تخفف من الأعراض ومنها:
1. العلاج النفسي:
يلعب العلاج النفسي دورًا هامًا في مساعدة الشخص على فهم مرضه وتطوير آليات للتكيف معه أو للتغلب على أعراضه، وهناك عدة أنواع لجلسات العلاج النفسي قد تجدي إحداها، منها:
- العلاج السلوكي المعرفي: يُركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأفكار والسلوكيات التي تُؤدي إلى نوبات الصـرع الكاذب.
- العلاج النفسي الديناميكي: يُساعد هذا النوع من العلاج الشخص على فهم المشاعر والخبرات السابقة التي قد تُؤثر على سلوكه الحالي.
- العلاج الجماعي: يُتيح هذا النوع من العلاج للشخص فرصة مشاركة تجاربه مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المرض.
2. الأدوية:
في بعض الحالات قد نضطر لاستخدام بعض الأدوية للسيطرة على نوبات الصـرع الكاذب.
- مضادات الاختلاج أو كما تعرف أياً بالمهدئات: تُستخدم هذه الأدوية للسيطرة على النشاط الكهربائي في الدماغ، وقد تُساعد في تقليل عدد ونسبة حدوث نوبات الصـرع الكاذب.
- مضادات القلق: قد تُستخدم هذه الأدوية لعلاج القلق والتوتر، اللذين قد يُؤديان إلى حدوث نوبات الصرع الكاذب.
- مضادات الاكتئاب: قد تُستخدم هذه الأدوية لعلاج الاكتئاب، الذي قد يكون أحد أعراض الصـرع الكاذب.
3. العلاج الطبيعي:
يُساعد العلاج الطبيعي في تحسين التوازن والتنسيق لدى الأشخاص الذين يعانون من الصرع الكاذب والذي تكون له أعراض حركية مرتبطة بتقلصات في العضلات أو ارتخاء فيها، ومن التمارين التي قد تحسن هذه الأعراض:
- تمارين التوازن: وتحسن قدرة الشخص على الحفاظ على توازنه.
- تمارين التناسق العضلي العصبي: تُساعد هذه التمارين على تحسين قدرة الشخص على تنسيق حركاته.
- العلاج الوظيفي: يُساعد هذا النوع من العلاج الشخص على أداء الأنشطة اليومية بشكل أكثر سهولة وكفاءة.
4. العلاجات البديلة:
هناك بعض العلاجات البديلة التي قد تُساعد في تخفيف أعراض الصـرع الكاذب، مثل:
- الوخز بالإبر: يُعتقد أن الوخز بالإبر يُساعد في تحسين تدفق الطاقة في الجسم، مما قد يُقلل من عدد ونسبة حدوث نوبات الصرع الكاذب.
- اليوجا: تُساعد اليوجا على تقليل التوتر والقلق، اللذين قد يُؤديان إلى حدوث نوبات الصـرع الكاذب.
- التأمل: يُساعد التأمل على تحسين التركيز والهدوء، مما قد يُقلل من عدد ونسبة حدوث نوبات الصـرع الكاذب.
ملاحظة:
- يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية قبل البدء بأي علاج، بما في ذلك العلاجات البديلة.
- لا تُغني العلاجات البديلة عن العلاجات الطبية التقليدية.
يُعدّ الصـرع الكاذب اضطرابًا عصبيًا غامضًا، لكنه ليس مستحيلاً. مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الصـرع الكاذب أن يعيشوا حياة طبيعية وإنتاجية.
إذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص تعرفه قد يكون مصابًا بالصـرع الكاذب، فلا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي صحة نفسية أو طبيب أعصاب، ولا تتردد بقراءة المزيد من المقالات عن الصحة البدنية والنفسية في هيلثاوي.