متلازمة النفق الرسغي | هل سأصاب بالشلل؟
تُعدّ متلازمة النفق الرسغي من أكثر مشاكل الأعصاب المتعلقة باليد شيوعًا، حيث تُصيب ملايين الأشخاص حول العالم، تاركةً وراءها شعورًا بالخدر والوخز وضعفًا في قبضة اليد.
أشعر بخدر في كف يدي، غالباً ما تسقط الأشياء من يدي بسهولة ودون انتباه مني، هل أنا في طريقي للإصابة بمرض خطير؟
في هذا المقال، سنغوص في أعماق متلازمة النفق الرسغي، ونُسلّط الضوء على مختلف جوانبها، وسنعرف مدى خطورتها وأفضل طريقة لمنعها من التدهور.
ما هي متـلازمة النفق الرسغي؟
تُعدّ متـلازمة النفق الرسغي اضطرابًا عصبيًا، يحدث نتيجة ضغطٍ على عصب متوسط، وهو عصبٌ رئيسيٌّ في اليد.
يُوجد هذا العصب في “النفق الرسغي” وهو ممرٌ ضيقٌ في الرسغ يتكون من العظام والأربطة.
عندما يُصبح هذا النفق ضيقًا أو ملتهبًا، يُضغط على العصب المتوسط، مما يُؤدّي إلى ظهور أعراض متلازمة النفق الرسغي.
أعراضٌ تُنذِر بوجود مـتلازمة النفق الرسغي
تختلف شدة أعراض متلازمة النفق الرسغي من شخص لآخر، وقد تتضمن:
- ألمًا وخدرًا ووخزًا في اليد، خاصة في الأصابع الثلاثة الأولى (الإبهام والسبابة والوسطى).
- شعورًا بالضعف في قبضة اليد.
- صعوبة في إمساك الأشياء الصغيرة.
- إسقاط الأشياء من اليد.
- ألمًا في الرسغ خاصة في الليل.
أسبابٌ تُؤدّي إلى متـلازمة النفق الرسغي
ذكرنا في التعريف أن هذه المشكلة تحدث نتيجة ضغط على عصب رئيسي في اليد يدي إلى الأعراض التي ذكرناها لتونا، والسؤال المنطقي هو: ما الأسباب التي تسبب حدوث هذا الضغط على عصب اليد الرئيسي؟
تُعدّ أسباب متلازمة النفق الرسغي متنوعة، وتشمل:
- الحركات المتكررة لليدين والرسغين، مثل الكتابة على الكمبيوتر أو استخدام المعدات اليدوية مثل معدات الخياطة اليدوية باستمرار.
- الحمل، هل ورد عليك هذا الألم أثناء الحمل؟ قد تحدث متلازمة النفق الرسغي للحامل، حيث يُؤدّي الحمل إلى احتباس السوائل في الجسم، مما قد يُضغط على العصب.
- السمنة، حيث تُؤدّي إلى زيادة الضغط على العصب.
- التعرض لاهتزازات اليدين، مثل استخدام أدوات كهربائية.
- بعض الأمراض، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري.
كما ترى، هذه الأسباب ليست محددة، وإنما يمكن اعتبارها فئات عامة وكل ما يندرج تحتها فهو قد يسبب ضغطاً على العصب، وبالتالي يسبب متـلازمة النفق الرسغي.
مضاعفاتٌ قد تُؤرّق نومك
طرحنا سؤالاً ربما مخيفاً في بداية المقال، وهو هل أنا في طريقي للشلل أو لمرض خطير؟
حسناً، بجانب لفت الانتباه، فإن الهدف من طرح هذا السؤال هو الذهاب إلى ما وراء الشعور بالألم.
التصرف الشائع عند معظم الناس عند الشعور بمثل هذه الآلام هو تناول المسكنات والذهاب للنوم، لكن ذلك لا يحل المشكلة، فما الذي قد يحدث إذا لم يتمّ علاج متلازمة النفق الرسغي؟
قد تُؤدّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة، مثل:
- ضررًا دائمًا بالعصب المتوسط، مما قد يُؤدّي إلى ضعفٍ دائمٍ في اليد.
- صعوبةً في أداء الأنشطة اليومية: بمعنى صعوبة التقاط الأشياء وتشغيل الأدوات.
- ألمًا مُزمنًا في اليد قد يوقظك من نومك في بعض الأحيان.
علاج متـلازمة النفق الرسغي
يعتمد علاج متـلازمة النفق الرسغي على شدة الأعراض وسببها.
وتشمل العلاجات المتاحة:
- تغيير نمط الحياة، مثل تقليل الحركات المتكررة لليدين والرسغين، وفقدان الوزن.
- استخدام الجبائر أو الدعامات، لتثبيت الرسغ ومنع الضغط على العصب.
- الأدوية، مثل مضادات الالتهاب أو مسكنات الألم.
- العلاج الطبيعي، لتقوية عضلات اليد والرسغ.
- الحقن بالستيرويدات، لتخفيف الالتهاب والألم.
- الجراحة، وهي الخيار الأخير، وتُستخدم في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
طرقٌ للوقاية من المتلازمة :
لمنع الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، أو لتقليل خطر تفاقمها، يُمكن اتباع بعض النصائح، مثل:
- الحفاظ على وضعية اليدين والرسغين الصحيحة عند العمل أو ممارسة الأنشطة.
- أخذ فترات راحة متكررة لتمديد اليدين والرسغين.
- استخدام الأدوات المُصممة خصيصًا لتقليل الضغط على اليدين والرسغين.
- ممارسة تمارين الإطالة بانتظام لتقوية عضلات اليدين والرسغين.
- الحفاظ على وزنٍ صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- استشارة الطبيب في حال الشعور بأي أعراضٍ من أعراض متلازمة النفق الرسغي.
متلازمة النفق الرسغي، رحلةٌ قد تبدو مليئة بالتحديات، لكنّها ليست نهاية العالم.
مع الفهم الصحيح والدعم المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بمتلازمة النفق الرسغي أن يعيشوا حياة طبيعية وفعالة.
لكن للتمكن من ذلك، يجب علينا أولاً الذهاب للطبيب لتقييم الحالة ومعرفة مدى سوئها، والعلاج الأنسب.
كما ينبغي على من يشعر بالأعراض أن يسارع إلى طرق الوقاية التي ذكرناها حتى ينعم بصحة جيدة لفترة أطول.