الأمراض النفسية

أهم أعراض القلق النفسي | المرض المدمر للسعادة

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:44 ص

قد تقع فريسة بين أنياب اضطراب القلق النفسي؛ الذي يجعلك تعاني ضجيجًا من الأفكار السلبية وتلاحقك عشيةً وأبكارا، إذ تملك القلق القلب؛ جعل الشخص أسيرًا للهموم، واستوطنت المخاوف صدره واستقرت الحيرة نفسه.

جميعنا نشعر بالقلق النفسي من حينٍ لآخر، وتتباين ردود أفعالنا تجاهه؛ فما تراه مخيفًا ومزعجًا قد يراه البعض طريفًا ومضحكًا، ويتنوع بين مفيد وضار، فتارةً تكون محمودة عقباه ويدفع الشخص للأمام، وتارةً أخرى يقع الشخص فريسة له ويصيبه بأعراض نفسية وجسدية، ويفقده القدرة على التعامل مع أمره، وعدم القدرة على التكيف والعيش بشكلٍ متزن.

في هذا المقال سنأخذكم في جولة قصيرة؛ للتعرف على علاج القلق النفسي، وكيفية التخلص منه والفرق بينه وبين الاكتئاب.

اضطراب القلق النفسي

القلق النفسي الحاد والمفرط تجاه الأحداث اليومية، يجعل الشخص دائمًا يتوقع الافتراضات السلبية، ولا يستطيع التوقف عن التفكير والخوف من المجهول، ويصبح عاجزًا عن التكيف مع المجتمع، ويعكر صفو حياته ولا يستطيع العيش متزنًا.

عند تعرض الشخص لنوبات القلق المفاجئ، يزداد إفراز هرمون الأدرينالين والكورتيزول، وينبض القلب بصورة أسرع، ويبدأ بإرسال الدم إلى الأعضاء والعضلات.

أعراض القلق النفسي

تعد حالة الخوف والقلق رفيقة درب للمصاب في السراء والضراء؛ إذ يعاني المريض عدة أعراض في خلال 6 أشهر على الأقل، نذكر منها الآتي:

أعراض القلق النفسي الجسدية

تتضمن أعراض القلق العام الجسدية الآتي:

  • الأرق.
  • الإرهاق الجسدي.
  • الغثيان.
  • التعرق الشديد.
  • تقلبات المزاج الحادة.
  • توتر العضلات.
  • الاصابة بمتلازمة القولون العصبي.

أعراض القلق العام النفسية

فيما يلي بيان لأهم أعراض القلق العام النفسية:

  • التشويش الذهني.
  • عدم القدرة على التحكم في الانفعالات.
  • القلق والتوتر المفرط.
  • التفكير المبالغ فيه.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.
  • عدم القدرة على التكيف مع المشكلات.
  • انعدام الهدوء والاسترخاء.
  • رؤية جميع المواقف والأحداث نكبة وهم، حتى وإن كانت هينة ويمكن مرورها مرور الكرام.

أسباب اضطراب القلق النفسي

يعزى اضطراب القلق النفسي إلى عدة عوامل، ومن أبرزها:

العوامل الوراثية

تشير بعض الدراسات إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب القلق العام، تزيد احتمالية التعرض لذلك الداء.

السمات الشخصية

عادةً الشخص الخجول أو السلبي يكون أكثر عرضة للتوتر والقلق وتوقع الأسوأ دائمًا.

البيئة المحيطة

يسبب نمط الحياة والأسلوب المتبع في تربية وتنشئة الطفل يجعله أكثر عرضة للإصابة بذلك الاضطراب، قد يتعرض الشخص أيضًا لبعض المواقف المؤلمة التي لا يستطيع تجاوزها، وتؤرق مضجعه وتعكر صفوه وتجعله مصاب بالقلق المزمن دائمًا وأبدًا. 

تعاطي المخدرات

تعد التغيرات التي تطرأ على كيمياء الدماغ من أبرز الأسباب التي تسبب التقلبات المزاجية وعدم القدرة على التحكم في الأفكار السوداوية؛ إذ تؤثر المخدرات مباشرةً في كيمياء الدماغ وتعمل على تدميرها، وتصب عليه سيل من الأفكار السلبية والعدوانية صبًا.

مضاعفات القلق النفسي

يعد القلق المزمن شعور قاتل؛ فهو يفتك بصحة الشخص النفسية والجسدية، ومن أبرز مضاعفات اضطراب القلق:

  1. عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
  2. اضطراب النوم.
  3. تعاطي المواد المخدرة.
  4. يزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
  5. الإصابة بمتلازمة تهيج الأمعاء.
  6. السمنة وزيادة الوزن.
  7. الصداع.
  8. الأفكار الانتحارية.
  9. اللامبالاة والشعور بانعدام الطاقة.

أنواع اضطرابات القلق

تختلف أعراض القلق النفسي من شخص لآخرتبعًا لنوع الاضطراب الذي يعانيه المريض، وتتضمن أنواع القلق النفسي ما يلي:

  • اضطراب القلق العام.
  • نوبات الهلع.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الرهاب المحدد وهو الخوف الشديد وغير المنطقي تجاه شيء ما أو مكان ما أو حدث ما.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • القلق الناجم عن استخدام الأدوية.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.

الفرق بين التوتر والقلق المزمن

يُعرف القلق المزمن بأنه الخوف بشأن حدث مستقبلي، ويلازمه الشعور بالخوف والضيق، ويعتريه القنوط ولا يستطيع رؤية الفرج ولا انتظاره.

بينما يعد التوتر استجابة بيولوجية طبيعية من الجسم تجاه المواقف الخطيرة، كي يساعد الشخص على التركيز واليقظة، ولا يمكننا الحكم المطلق على التوتر أنه سيء، لأنه في بعض الأحيان يجعل الشخص أكثر وعيًا ويمنحه مزيدًا من القوة والطاقة، ليعينه على أداء مهامه وانجازها.

الفرق بين القلق والاكتئاب والخوف

يعرف القلق والاكتئاب بأنهما من الاضطرابات المزاجية، عادة يسبب القلق النفسي الشعور بالتوتر أو العصيبة أو الخوف، لكن الاكتئاب يسبب الشعور بالحزن والأسى أو الإحباط.

لكن يشترك كلًا من القلق والاكتئاب في العديد من الخيارات العلاجية؛ إذ يمكن السيطرة على الأعراض من خلال العلاج النفسي أو تناول بعض الأدوية، والحصول على بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.

لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو

YouTube player

تشخيص اضطراب القلق

يعتقد الكثير أن ما يعانيه الشخص مجرد مشاعر عابرة مؤقتة، وليس ما به آلام نفسية جسيمة نتيجة إصابته بداء القلق النفسي، لذا ليس تشخيص اضطراب القلق العام بالأمر الهين. وقد يصاحب ذلك الاضطراب عدة أمراض أخرى، مثل: الرهاب، أو الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة.

توجد صعوبة في التفرقة بين داء اضطراب القلق العام والاكتئاب، لتشابه الأعراض بينهما، لذلك يعتمد التشخيص على مراقبة الأعراض جيدًا مدة 6 أشهر أو أكثر. 

يجري الطبيب بعض الاختبارات النفسية التي يستطيع من خلالها تقييم الحالة النفسية، مثل: اختبار اضطراب القلق العام واختبار الاكتئاب، كما يوصي بإجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد بعض الأمراض العضوية التي تتشابه مع أعراض اضطراب القلق العام، مثل:

  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • ارتجاع المريء.
  • أمراض القلب.
  • إدمان المواد المخدرة.
  • مشكلات نقص الحديد.

علاج القلق النفسي

ينقسم علاج اضطراب القلق إلى العلاج النفسي والعلاج بالأدوية؛ إذ يكمل كل منهما الآخر، وتعتمد الخطة العلاجية أيضًا على حالة المريض، والأعراض التي يعانيها ومدى استجابته للعلاج.

العلاج النفسي

تسهم الاستشارات النفسية في تحسن الأعراض، ومساعدة المريض على اتباع أنماط التفكير الصحيحة، وتعليمه كيفية مواجهة خوفه والتحديات التي يصطدم بها في أثناء يومه.

تكمن كذلك أهمية العلاج المعرفي السلوكي في مساعدة المريض، كي يصبح أكثر وعيًا بمشاعره، والسيطرة على أفكاره المزعجة السلبية وينظر إلى الحياة بمنطلق التفاؤل والحكمة.

العلاج بالأدوية

تستطيع بعض الأدوية إعادة توازن كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى تعزيز السيطرة والتحكم في الأعراض ومنح الشخص حياة متزنة هادئة، لكن في الحالات الأخف وطأة، يمكن الاكتفاء بالعلاج النفسي السابق ذكره فقط مع تغيير بعض أنماط الحياة

ومن أبرز أدوية اضطراب القلق العام التي يصفها الطبيب لكبح جماح الأعراض:

  • مضادات القلق

قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للقلق، لتخفيف حدة الأعراض، مثل: تقلصات المعدة وتوتر العضلات، لكن مدة زمنية قصيرة، مثل البنزوديازيبينات تجنبًا إدمانها، لذا فهي لا تعد خيارًا جيدًا للعلاج في بعض الحالات.

ومن أبرزها:

  • البرازولام (Alprazolam).
  • كلونازيبام (Clonazepam).
  • لورازيبام (Lorazepam).
  • مضادات الاكتئاب

تستخدم مضادات الاكتئاب للمدى الطويل، ويبدأ ظهور نتائجها الفعالة بعد مرور أسبوعين من بدأ تناولها بانتظام، فعلى سبيل المثال وليس الحصر:

قد تستغرق هذه الأدوية بعض الوقت كي يظهر مفعولها، مع ذلك يمكن أن تتسبب في حدوث بعض الآثار الجانبية المزعجة، مثل: جفاف الفم والغثيان والإسهال وزيادة الوزن.

يجدر التنبيه عند مراودة بعض الأفكار الانتحارية للمريض بعد تناوله الأدوية العلاجية، لا بد من إبلاغ الطبيب المعالج.

علاج القلق النفسي بدون أدوية

يمكنك كبح جماح توترك وقلقك، واتباع هذه النصائح لنمط حياة صحي، كي تنعم بحياة مليئة بالصحة النفسية والجسدية، ومن أهمها:

 

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • النوم عدد ساعات كافية يوميًا.
  • تناول غذاء صحي متكامل.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل: اليوجا والتأمل النفسي العميق.
  • توطيد العلاقات الاجتماعية؛ وذلك لأن العزلة والوحدة تسبب زيادة المخاوف والقلق من المجهول.

 

في الختام، القلق والخوف لا مفر منهما، فلا تخلو حياتنا من المواقف والضغوطات اليومية، والتي تُصيبنا بالقلق النفسي وشتات أمرنا، لكن عليك -عزيزي- بكبح جماح مخاوفك وتعلم كيفية ترويضها؛ كي لا تتحول إلى خصم يواجهك ويعرقل مسيرتك في الحياة.

المصدر
mindbetterhealthwebmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى