الفرق بين القلق والاكتئاب | هل القلق يؤدي إلى الاكتئاب؟
Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:55 ص
نتاب البعض منا بعض أعراض الاكتئاب والقلق في بعض المواقف الحياتية، ومن الممكن إن الإصابة بالقلق المستمر تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، والعكس صحيح، فكلًا منهما يؤدي إلى الآخر.
في هذا المقال سنأخذكم في جولة قصيرة؛ للتعرف إلى الفرق بين القلق والاكتئاب وأفضل علاج للقلق والتوتر والاكتئاب.
الفرق بين القلق والاكتئاب والخوف
يعرف القلق والاكتئاب بأنهما من الاضطرابات النفسية الشائعة، التي قد تؤدي إلى المزيد من المضاعفات في بعض الأحيان، عادة يسبب القلق الشعور بالتوتر أو العصيبة أو الخوف، لكن الاكتئاب يسبب الشعور بالحزن والأسى أو الإحباط.
لكن علاج القلق والاكتئاب يشتركان في العديد من الخيارات العلاجية؛ إذ يمكن التحكم في الأعراض من خلال العلاج النفسي أو تناول بعض الأدوية، والحصول على بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.
لمزيد من المعلومات عن الفرق بين القلق والاكتئاب إليك هذا الفيديو
ما هو اضطراب القلق؟
شعور إنساني طبيعي بالخوف لوجود أسباب معينة تستدعي القلق والتوتر، مثل: الخوف من بدء الامتحانات أو الإصابة بأحد الأمراض الجائحة، بينما القلق المستمر لمدة زمنية طويلة ويكون ملازم للمريض دون داعي منطقي فهو اضطراب مرضي يحتاج إلى التدخل العلاجي من قبل الأطباء.
ما هو الاكتئاب؟
يعرف الاكتئاب بأنه الشعور بالأسى والكآبة الشديدة لمدة طويلة، ويؤثر فى صحة الإنسان النفسية والجسدية، فهو شعور دائم بالحزن، ويجعل المريض في حالة مزاجية سيئة، وقد تتفاقم الأمور وتصل إلى حد التفكير في الموت والانتحار، وعادة يصاحبه العديد من الأعراض الجسدية، مثل: اضطرابات النوم والشهية وعدم القدرة على أداء المهمات اليومية، ويجعل المريض في حالة مزاجية سيئة.
ما هي أعراض القلق والاكتئاب؟
يمكن معرفة الفرق بين أعراض القلق والاكتئاب من خلال الآتي:
أعراض القلق
يعاني مريض اضطراب القلق عدة أعراض خلال مدة 6 أشهر على الأقل، تتضمن أعراض القلق العام الجسدية الآتي:
- الأرق.
- التقلبات المزاجية الحادة.
- توتر العضلات.
- الاصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- الإرهاق الجسدي.
- الغثيان.
- التعرق الشديد.
بينما تتضمن أعراض القلق النفسية ما يلي:
- التشويش الذهني.
- صعوبة التحكم في الانفعالات.
- القلق والتوتر المبالغ فيهم.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- عدم القدرة على التكيف مع المشكلات.
- انعدام الهدوء والاسترخاء.
- كثرة التفكير الزائد عن الحد.
- الحكم على جميع المواقف والأحداث بأنها نكبة وهم.
أعراض الاكتئاب
من أبرز أعراض الاكتئاب ما يلي:
- كثرة التفكير في الموت أو الإنتحار.
- عدم الثقة بالنفس.
- العصبية والانفعالات الشديدة غير المبررة.
- الخمول والكسل الدائم.
- الإعياء والإرهاق باستمرار.
- اضطراب العمليات العقلية.
- العزوف عن الأكل أو الإفراط في تناول الطعام.
- الشعور بتدني الذات وعدم الأهمية.
- فقدان الشغف وانعدام الرغبة في أداء أي شيء.
- اضطرابات النوم.
أنواع اضطرابات القلق
تختلف أعراض القلق النفسي من شخص لآخرتبعًا لنوع الاضطراب الذي يعانيه المريض، وتتضمن أنواع القلق النفسي ما يلي:
- اضطراب القلق العام.
- نوبات الهلع.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الرهاب المحدد وهو الخوف الشديد وغير المنطقي تجاه شيء ما أو مكان ما أو حدث ما.
- اضطراب الوسواس القهري.
- القلق الناجم عن استخدام الأدوية.
- اضطراب القلق الاجتماعي.
ما هي أنواع الاكتئاب؟
توجد عدة أنواع للاكتئاب تختلف في شدتها، وتتضمن الآتي:
الاكتئاب الحاد
أحد الأمراض النفسية المزمنة الشائعة، فهو اضطراب مزاجي يؤثر فى صحة الإنسان النفسية والجسدية، وشعور دائم بالحزن؛ إذ يجعل المصاب في حالة مزاجية سيئة، ويصل به الأمر إلى كثرة التفكير والإقدام نحو الانتحار.
الاكتئاب المزمن
يعد الاكتئاب المزمن أخف وطأة من الاكتئاب الحاد، لكنه يؤثر في أداء المهام اليومية، ويعرف أيضًا باسم “الاكتئاب المستمر”إذ تستمرالأعراض لمدة تصل إلى عامين.
الهوس الاكتئابي أو اضطراب ثنائي القطب
يعاني مريض ثنائي القطب تغييرات حادة في المزاج ما بين الحزن الشديد والاكتئاب إلى الهوس المفرط والنشاط.
الاكتئاب الذهاني
الاكتئاب الذهاني نوع من أنواع الاكتئاب يصاحبه الانفصال عن الواقع، بسبب اضطراب الحالة النفسية والمزاجية للمصاب، ويعاني المريض أعراضًا تشبه أعراض الاكتئاب الحاد، مثل: الحزن الشديد وحب العزلة، ويشكو أيضًا أعراض الذهان، وهي مجموعة من الضلالات والهلاوس، مثل: سماع أصوات أو رؤية أشياء ليس لها وجود.
اكتئاب ما بعد الولادة
أحد الاضطرابات النفسية الشائعة التي تصيب معظم الأمهات عادةً ما بين اليوم الرابع واليوم العاشر من الولادة، إذ تشعر الأم بالقلق والحزن وتعاني الإحباط وفقدان الأمل، عادة يتجلى اكتئاب الحمل وينقض على الأم في الحمل الثاني بمعدل 50% إلى 100%؛ إذ أن الوضع الجديد والمسؤوليات التي طرأت على الأم هم منبع الحزن والضيق.
اكتئاب متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
تعاني العديد من النساء أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، ويصل الحد إلى الإصابة بالاكتئاب مع وجود بعض الأعراض الجسدية الأخرى؛ نتيجة التغييرات الهرمونية.
الاكتئابُ المـوسمي
الاكتئاب الموسمي مرتبط بالفصول المناخية الأربعة في العام، لكنه يزداد مع فصل الشتاء أكثر من غيره من الفصول، وتزداد أعراض الاكتئاب سوءاً مع التقدم في الموسم، وتقل عند حلول فصل الربيع.
الاكـتئاب المؤقت
يحدث بسبب موقف معين مثل خسارة تجارة أو فقدان أحد المقربين،وعلى إثره تتأثر حياة الشخص سلبًا وتؤثر على أداء مهامه اليومية لفترة من الوقت.
الاكتئـاب اللا نمطي
يعرف ذلك النوع بأن أعراضه مؤقتة تختفي لحدوث أحد المواقف الإيجابية، لكن من ثَم تعود كلها كما كانت من قبل بعد مرور تلك المواقف.
تشخيص اضطراب القلق والاكتئاب
توجد صعوبة في التفرقة بين داء اضطراب القلق والاكتئاب، لتشابه الأعراض بينهما، لذلك يعتمد تشخيص اضطراب القلق النفسي على مراقبة الأعراض جيدًا مدة 6 أشهر أو أكثر.
بينما يشخص الاكتئاب عند معاناة الشخص خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض السالف ذكرهم سابقًا لمدة لا تقل عن أسبوعين.
يجري الطبيب بعض الاختبارات النفسية التي يستطيع من خلالها تقييم الحالة النفسية، مثل: اختبار القلق والاكتئاب، كما يوصي بإجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد بعض الأمراض العضوية التي تتشابه مع أعراض اضطراب القلق العام، مثل:
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- ارتجاع المريء.
- أمراض القلب.
- إدمان المواد المخدرة.
- مشكلات نقص الحديد.
علاج الاكتئاب والقلق
ما أفضل علاج للقلق والتوتر والاكتئاب؟ يهدف علاج القلق إلى تقليل المواقف ودحض العواقب التي تشكل الخوف للمريض، أما علاج الاكتئاب يعتمد على خوض المشاعر والتفاعلات الإيجابية
ينقسم علاج اضطراب القلق والاكتـئاب إلى العلاج النفسي والعلاج بالأدوية؛ إذ يكمل كل منهما الآخر، وتعتمد الخطة العلاجية أيضًا على حالة المريض، والأعراض التي يعانيها ومدى استجابته للعلاج.
تشمل الخطة العلاجية للقلق والاكتئاب ما يلي:
العلاج النفسي أفضل علاج للقلق والتوتر والاكتئاب
يسهم العلاج النفسي في تحسن الأعراض، ومساعدة المريض على تغيير أنماط التفكير غير الصحيحة، وتعليمه كيفية مواجهة خوفه والتحديات التي يصطدم بها، كذلك يستخدم العلاج المعرفي السلوكي لمساعدة المريض أن يصبح أكثر وعيًا بمشاعره، والسيطرة على أفكاره المزعجة وينظر إلى الحياة بمنطلق التفاؤل والحكمة.
العلاج بالأدوية
تستطيع بعض الأدوية إعادة توازن كيمياء الدماغ، لتعزيز التحكم في الأعراض ومنح الشخص حياة متزنة هادئة، وتتضمن الآتي:
مضادات القلق
تستخدم لتخفيف حدة الأعراض، ومن أبرزها:
- البرازولام (Alprazolam).
- كلونازيبام (Clonazepam).
- لورازيبام (Lorazepam).
مضادات الاكتئاب
يبدأ ظهور نتائجها الفعالة بعد مرور أسبوعين من بدأ تناولها بانتظام، فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
- بوسبيرون (Buspirone).
- فلوكستين، مثل بروزاك.
- فينلافاكسين، مثل إفيكسور.
- اسيتالوبرام، مثل سيبرالكس.
- سيتالوبرام، مثل سبرام.
- دولوكستين، مثل سيمباتكس (Cymbatex).
- سيرترالين، مثل لوسترال (Lustral).
- ديسفينلافكسين، مثل بريستيك.
- باروكستين، مثل سيروكسات.
يجدر التنبيه في حالة عدم استجابة المريض للعلاج أو مراودة بعض الأفكار الانتحارية بعد تناوله الأدوية العلاجية، لا بد من إبلاغ الطبيب المعالج على الفور.
القلق والاكتئاب هل يمكن أن يظهرا معًا؟
نعم، من الممكن أن يُعاني الشخص القلق والاكتئاب في آن واحد؛ إذ يظهر القلق أحيانًا كعرض مصاحب لمرض الاكتئاب، وفي بعض الحالات يشعر المريض بأعراض الاكتئاب بسبب معاناته اضطراب القلق.
الوقاية من القلق والاكتئاب
يمكنك اتباع النصائح التالية لتحيا بنمط حياة صحي، وتنعم بحياة مليئة بالصحة النفسية والجسدية، ومن أهمها:
- النوم عدد ساعات كافية يوميًا.
- تناول غذاء صحي متكامل.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل: اليوجا والتأمل النفسي العميق.
- توطيد العلاقات الاجتماعية وتجنب العزلة والوحدة.
في الختام -عزيزي القارئ- عليك أن تدرب نفسك على مواجهة خوفك من المواقف التي تخشاها وتسبب لك الإزعاج، وأن تحيا حياة صحية سوية نفسية وتساعد نفسك على تقبل الواقع، كي تتجنب عواقب القلق والاكتئاب المزعجة، فحزنك وإحباطك ليس بنهاية العالم.