تختلف أعراض ثنائي القطب عند النساء عن الرجال، إذ تساهم الهرمونات الأنثوية في زيادة نوبات الاكتئاب عن نوبات الهوس، بالإضافة إلى زيادة حدة التغيرات المزاجية.
سنتعرف في هذا المقال إلى أهم أعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء، وطرق العلاج الفعالة.
ما هو اضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder؟
هو اضطراب نفسي عقلي يسبب التأرجح بين تغيرات مزاجية تتراوح بين نوبات اكتئاب، ونوبات هوس، مما يؤثر سلبًا في حياة المريض، ويسبب له العديد من المشكلات.
يصيب اضطراب ثنائي القطب الرجال والنساء على حدًا سواء، إلا أن الأعراض تختلف بدرجة كبيرة نتيجة اختلاف تأثير هومون الأستروجين، والبروجسترون.
فمثلًا يمكن أن تتأخر ظهور أعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء عن الرجال، بالإضافة إلى زيادة مدة نوبات الاكتئاب عند النساء.
أيضًا تمر النساء بتغيرات فسيولوجية عديدة، مثل دورة الحيض الشهرية وحدوث الحمل، وانقطاع الطمث، مما يؤثر في أعراض اضطراب ثنائي القطب، وطرق العلاج المختلفة.
المزيد من المعلومات حول اضطراب ثنائي القطب في الفيديو الآتي:
أعراض اضطراب ثنـائي القطب عند النساء
يجب فهم أساسيات حدوث النوبات في اضطراب ثنائي القطب، مما يسهل فهم الأعراض، والتعامل معها.
تتراوح نوبات اضطراب ثنائي القطب بين:
- نوبات هوس.
- نوبات هوس خفيفة.
- نوبات اكتئاب.
- نوبات هوس مختلط.
نوبات الهوس
لا تختلف أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند النساء عن الرجال في أثناء المرور بنوبات الهوس، وتشمل:
- الحماس الزائد.
- الانفعال.
- زيادة الطاقة.
- تعظيم الذات.
- الإحساس الخادع بالقدرة على أداء أي شيء.
- قلة النوم.
- ضعف الشهية.
- التفكير واتخاذ القرارات سريعا.
- سهولة تشتت الانتباه.
- القيام بالعديد من المخاطر، مثل إنفاق مبلغ مالي كبير، أو تجربة أحد الرياضات الخطيرة.
تستمر عادةً نوبات الهوس أسبوع واحد أو أكثر، وفي حال كانت النوبات مصحوبة بهلاوس وأوهام، فذلك يعزى إلى الخصائص الذهانية.
نوبات الهوس الخفيف
تعد نوبات الهوس الخفيف أقل حدة في الأعراض من نوبات الهوس، وتحدث هذه النوبات بنسبة أكبر لدى النساء عن الرجال.
تشمل نوبات الهوس الخفيف ارتفاع الحالة المزاجية، وزيادة الطاقة، والأفكار الإبداعية، ولا تسبب أضرار عديدة للحياة اليومية للمريض.
نوبات الاكتئاب
تزداد حدة نوبات الاكتئاب في اضطراب ثنائي القطب عنـد النساء عن الرجال، إذ أثبت الدراسات العلمية أن نوبات الاكتئاب هي العلامة الأولى لثنائي القطب عند 75٪ من النساء، في مقابل 67٪ من الرجال.
تشمل نوبات الاكتئاب الأعراض الآتية:
- الحزن الشديد.
- انخفاض الحالة المزاجية.
- عدم الرغبة في الكلام.
- تغيرات في الشهية.
- زيادة حدة اضطرابات النوم.
- الانطواء.
- فقدان الشغف.
- الإحساس باليأس.
- ضعف التركيز.
- زيادة الأفكار السلبية.
- ظهور الرغبة في الانتحار.
- نوبات الهوس المختلط
يمكن أن يمر المصابين باضطراب ثنائي القطب بأعراض مختلطة من نوبات الهوس، ونوبات الاكتئاب يوميًا لمدة أسبوع أو أكثر، وتُعرف باسم نوبات الهوس المختلط.
تعد النساء أكثر عرضة لحدوث نوبات الهوس المختلط عن الرجال.
أيضًا يمكن أن تتعاقب نوبات الهوس والاكتئاب سريعًا، وتحدث تلك الحالة عند الإصابة بأربع نوبات هوس أو اكتئاب خلال العام، وتزداد احتمالية حدوث ذلك في الحالات الآتية:
- زيادة نوبات الاكتئاب.
- زيادة تأثير الأفكار الانتحارية.
- الإدمان.
- الإصابة باضطراب القلق بالإضافة إلى ثنائي القطب.
- حالات خمول الغدة الدرقية.
تعد النساء أكثر عرضة لتعاقب نوبات الاكتئاب والهوس سريعًا عن الرجال.
أسباب ثنائي القطب عـند النساء
لا يوجد سبب محدد للإصابة بثنائي القـطب عند النساء، ولكن هناك العديد من العوامل التي يرجح الأطباء أنها تساهم في حدوثه، مثل:
العوامل البيولوجية
يعتقد أن الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب يظهر لديهم تغيير في التركيب التشريحي للدماغ، إلا أن هذا الاعتقاد غير مؤكد، وبحاجة إلى مزيد من الدراسات للتوضيح.
العوامل الوراثية
لا يوجد جين محدد للإصابة باضطراب ثنائـي القطب عند النساء، إلا أنه تزداد فرص الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب.
العوامل البيئية
تزداد فرص الإصابة باضطراب ثنائي القطب لدى الأشخاص الذين يعانون ضغوطات نفسية متكررة، أو تعرضوا لصدمات خاصة في مرحلة الطفولة.
علاج ثنائي القطب عـند النساء
لا يتحقق الشفاء من اضطراب ثنائي القطب عند النساء، إلا أن العلاج الفعال ينجح في السيطرة على الأعراض المزعجة، وتقليل حدوث النوبات، وبالتالي الحد من تأثيره على الحياة اليومية.
يختلف علاج ثنائي القطب من مريض لآخر حسب حدة الأعراض، ومعدل تكرار النوبات، ووجود مشكلات صحية أخرى.
يشمل العلاج الآتي:
الأدوية
تعد الأدوية هي العلاج الأولي للسيطرة على أعراض ثنائي القطب، إلا أن استعمال الأدوية يختلف عند النساء عن الرجال، للأسباب الآتية:
- اختلاف الحالة الفسيولوجية للسيدات سواء كانت السيدة في أثناء الحيض، أو عند انقطاع الطمث، أو خلال الحمل.
- تأثير استعمال أدوية منع الحمل.
- تأثير الأدوية على السيدة الحامل أو المرضع.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
- زيادة نوبات الاكتئاب عند النساء عن الرجال.
تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها للسيطرة على أعراض ثنائي القطب عند النساء الآتي:
العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي من خلال إجراء جلسات فردية أو جماعية مع اختصاصي نفسي في تحسين الحالة المزاجية، وتقليل حدوث نوبات الاكتئاب، جنبًا إلى جنب مع الأدوية.
لا تسبب جلسات العلاج النفسي أي آثار جانبية، رغم ما يمكن أن تتضمنه من عدم الإحساس بالراحة خلال التحدث عن الذكريات الصعبة في أثناء الجلسة، إلا أن الشخص يشعر بالتحسن بعد ذلك.
اضطراب ثنائـي القطب عند النساء في الحمل
لا يسبب اضطراب ثنائي القطب أي مشكلات في حدوث الحمل، إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب أضرار للجنين.
رغم ذلك لا يُنصح بإيقاف الأدوية في أثناء الحمل لتجنب زيادة النوبات وتأثيرها في الأم الحامل.
لذلك يجب مناقشة الأدوية التي تستعملها السيدة قبل حدوث حمل مع الطبيب، لمقارنة أضرار هذه الأدوية مقابل فوائدها للسيطرة على أعراض ثنائي القطب، قبل اتخاذ الإجراء المناسب للحالة الصحية للسيدة.
احتياطات استعمال أدوية ثنائـي القطب عند النساء
ينصح بمتابعة الطبيب عند استعمال بعض أدوية ثنائي القطب عند النساء، مثل الأدوية التي تحتوي على حمض الڤالبوريك، نظرا لتأثيره الذي يمكن أن يسبب:
- زيادة هرمون التستوستيرون.
- زيادة خطر الإصابة بتكيسات المبايض، وبالتالي عدم انتظام دورة الحيض الشهرية.
يمكن أن يسبب استعمال أدوية الليثيوم الإصابة بمشكلات الغدة الدرقية خاصة لدى النساء، مما يمكن أن يؤثر في أعراض ثنائي القطب.
لذلك يُنصح بالمتابعة الدورية خاصة في حال ظهور الأعراض الآتية:
- دوار.
- رعشة.
- صداع.
- إمساك.
- زيادة عدد مرات التبول.
في نهاية المقال، تعرفنا إلى أهم المعلومات حول اضطراب ثنائي القطب عند النساء، وكيفية العلاج.
