أدوية ثنائي القطب | ما مدى فعاليتها وتأثيرها؟
Last Updated on: 10th فبراير 2022, 07:50 م
لعلك تساءلت عن مدى فعالية أدوية ثنائي القطب، وهل أحد تشافى من ثنائي القطب؟ وهل يمكن أن ينعم هؤلاء المرضى بحياةٍ طبيعيةٍ؟!
إذ يؤثر اضطراب ثنائي القطب في العلاقات الاجتماعية وعمل الفرد، الأمر الذي يتطلب اللجوء إلى الطبيب النفسي لعلاج هذا الاضطراب.
يتبع الطبيب النفسي أساليب علاج مختلفة منها أدوية ثنائي القطب، لكن ما مخاطر هذه الأدوية وما مدى فعاليتها؟
سنلخص كل ما يخص هذه الأدوية في مقالنا اليوم، فقط تابع معنا لنجيب عن جميع تساؤلاتك.
مفهوم اضطراب ثنائي القطب
يصيب هذا الاضطراب البعض وأسبابه غير مفهومة حتى الآن، ويرجح أنه من الممكن أن يحدث نتيجة خلل في المواد الكيميائية الموجودة في المخ.
كذلك يتميز المصاب بهذا الاضطراب باختباره نوبات مزاجية حادة ومختلفة، وزيادة الطاقة أيضًا.
تختلف هذه النوبات عن تلك التي نختبرها في حياتنا اليومية، وذلك لأن النوبات التي نعانيها قد تستمر بضع ساعات فقط، لكن نوبات هؤلاء المرضى، قد تستمر لأيام.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
يمكن حصر أسباب هذا الاضطراب في الآتي:
1- صدمات الطفولة
وُجد أن التعرض لصدمة ما في الطفولة من الممكن أن يترتب عليه الإصابة بهذا الاضطراب، مثل:
- التعرض للعنف الجنسي.
- موت أحد الأحباء.
- الإهمال.
2- مواقف الحياة التي تسبب التوتر
يسبب التوتر كذلك إصابة بعض الأشخاص بهذا الاضطراب، نتيجة التسبب في نوبات المزاج المختلفة التي تميزه.
من هذه المواقف، انتهاء العلاقات العاطفية أو الفقر.
3- كيمياء المخ
أثبتت الدراسات أن الأدوية النفسية -التي تعيد توازن المواد الكيميائية في المخ- تعالج هذا الاضطراب، بذلك كان الاتجاه أن الخلل فيها يسبب حدوث الاضطراب.
لكن لا أحد يعلم إذا كان هذا الخلل يسبب ثنائي القطب، أم أن المرض هو ما يسبب الخلل.
4- العوامل الجينية
يمكن أن يصاب أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب إذا أصيب أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب من قبل.
أنواع الاضطراب
ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1- اضطراب ثنائي القطب I
يختبر المريض في هذا النوع عدة نوبات مزاجية مختلفة تستمر عدة أيام، مثل:
نوبات الهوس أو الجنون
يكون المريض في حالة طاقة مرتفعة وهياج وتستمر أسبوعًا على الأقل، وتظهر عليه على الأقل 3 من الأعراض الآتية:
- قلة النوم.
- كثرة الكلام والتنقل بين الأحاديث.
- إنجاز أكثر من مهمة.
- ممارسة السلوكيات الخطيرة.
تشتد هذه الأعراض لدرجة تعوق المريض من التفاعل الاجتماعي أو في عمله، وقد يعاني الهلاوس.
نوبات الهوس الخفيف
تكون الأعراض أقل حدة من النوبة السابقة، وتستمر 4 أيام فقط.
نوبات الاكتئاب
تستمر هذه النوبة أسبوعين، وقد يعاني المريض على الأقل 5 من هذه الأعراض:
- الحزن الشديد واليأس.
- الشعور بالذنب.
- التعب.
- فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية.
- اضطراب النوم والشهية.
- صعوبة التركيز.
- الأفكار الانتحارية.
2- ثنائي القطب ॥
يعاني المرضى على الأقل نوبة اكتئاب واحدة ونوبة هوس خفيف واحدة، وما بينهما يستعيدون نشاطهم الطبيعي.
عادةً يصاحب هذا النوع أمراض نفسية أخرى، مثل: اضطراب القلق واضطراب تعاطي المخدرات، الذي يسبب تفاقم أعراض الاكتئاب والهوس الخفيف.
3- اضطراب دوروية المزاج
يعد هذا النوع الأخف من كل أنواع ثنائي القطب، ويعاني فيه المريض تقلبات مزاجية كثيرة تتأرجح بين الاكتئاب والهوس الخفيف، لكن بأعراض أخف من الأنواع السابقة.
أعراض ثنائي القطب عند النساء
يُصاب كل من النساء والرجال بهذا الاضطراب على حدٍ سواء، لكن تختلف الأعراض بينهما، إذ:
- تُشخص النساء في سن العشرينات أو الثلاثينات، لكن الرجال تُشخص أبكر.
- تختبر النساء نوبات اكتئاب أكثر ونوبات الهوس تكون أخف، بينما الرجال تختبر نوبات أكثر وأكثر حدة خاصةً الهوس.
- تبلغ عدد نوبات الهوس والاكتئاب عند النساء 4 نوبات أو أكثر في خلال السنة الواحدة.
- تكثر فرص رجوع هذه النوبات للنساء بعد اختفائها، وذلك لما يتعرضن له من تغيرات هرمونية في أثناء الحمل والولادة، والحيض وانقطاع الطمث.
- يصاحب هذا الاضطراب عند الرجال اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
- يظهر الرجال عنفًا أكثر في أثناء نوبات الهوس.
علاج ثنائي القطب نهائيًا
يتبادر السؤال إلى ذهننا الآن هل يشفى مريض ثنائي القطب؟ والإجابة نعم يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب بدون أدوية أو بها.
وذلك لأن خطة العلاج تنقسم:
1- أدوية اضطراب ثنائي القطب
يستخدم الأطباء أدوية لعلاج ثنائي القطب، منها:
- مثبتات المزاج.
- مضادات الذهان.
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المهدئة.
2- علاج ثنائي القطب بدون أدوية
بالإضافة إلى أدوية ثنائي القطب، يلجأ الأطباء النفسيون إلى العلاج النفسي، الذي يشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- التدريب أو التعليم النفسي.
- علاج النظم الشخصية والاجتماعية.
أدوية علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يصف الطبيب النفسي أدوية ثنائي القطب للسيطرة على حالة المريض، كذلك يمكن أن يستخدم دواءً واحدًا أو مجموعة من الأدوية، من هذه الأدوية:
1- مثبتات المزاج
تنقسم أدوية مثبتات المزاج المستخدمة إلى:
الليثيوم
يُستخدم الليثيوم منذ السبعينات لعلاج أعراض الهوس ومنع حدوث نوبات الهوس والاكتئاب مرة أخرى.
لكنه يملك بعض الأعراض الجانبية ويسبب مشكلات الكلى والغدة الدرقية، لذلك يوصي الطبيب بضرورة إجراء فحوصات الدم باستمرار، لمتابعة عمل الكليتين والغدة.
كذلك يُنصح بضرورة شرب كثير من الماء معه، وذلك لتجنب ارتفاع مستوى الليثيوم في الدم، مما يؤدي إلى التسمم، والتي تكون أعراضه:
- التشوش وصعوبة التركيز.
- التعب.
- القيء والإسهال.
- اضطراب ضربات القلب.
- الارتعاش وضعف العضلات.
- التشنجات.
- الإغماء.
يُمنع الليثيوم في حالة الحمل، ومن أمثلته: بريانيل.
أدوية التشنجات
تستخدم من ضمن أدوية علاج ثنائي القطب، من أمثلتها:
تسبب هذه الأدوية بعض الأفكار الانتحارية، كذلك يمكن أن يسبب لاميكتال حساسية، لذلك يرجى ملاحظة حالتك وإبلاغ الطبيب النفسي في حالة ظهور أي أعراض.
ويجدر بالذكر أن حمض الفالبرويك قد يسبب تشوهات للأجنة، لذلك يحذر استخدامه في أثناء الحمل.
2- مضادات الذهان
تعد أحد خيارات أدوية مرض ثنائي القطب، خاصةً في تلك الحالات التي يصاحبها الذهان في أثناء النوبات.
من أمثلة الأدوية المستخدمة:
- أولانزابين (زيبريكسا).
- ريسبيريدون (ريسبريدال).
- كيتيابين (سيروكويل).
- أسينابين (سافريس).
- أريبيبرازول (أبيليفاي).
تؤثر هذه المجموعة في ذاكرة الفرد وانتباهه، وتسبب حركات لا إرادية في الوجه والجسم.
كذلك يسبب أسينابين تنميل في الفم وطعم غريب به، بينما يسبب أريبيبرازول الأرق.
3- أدوية الاكتئاب ثنائي القطب
تعد مضادات الاكتئاب من ضمن أدوية ثنائي القطب، وذلك لأنها تعدّل نسب المواد الكيميائية في المخ مما يعالج نوبات الاكتئاب.
لكن مع ذلك يحتاج المريض معها إلى مضاد للذهان أو مثبت للمزاج، وذلك لمقاومة نوبات الهوس.
كذلك تنقسم إلى عدة أنواع، كل منها يختص ببعض النواقل العصبية في المخ، مثل:
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية
وتشمل الآتي:
- سيتالوبرام (سبرام).
- إسيتالوبرام (سيبرالكس).
- فلوكستين (بروزاك).
- باروكستين (سيروكسات).
- سيرتالين (لوسترال).
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين
وتشمل الآتي:
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
وتشمل الآتي:
- أميتريبتيلين.
- إيميبرامين (توفرانيل).
مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAO)
وتشمل الآتي:
- فينيلزين.
- ترانيلسيبرومين.
تتعارض هذه الأدوية مع مجموعة أخرى من الأدوية وكذلك بعض الأطعمة، لذلك يلجأ إليها الطبيب النفسي في حالة فشل الأنواع الأخرى.
كذلك من الممكن أن تسبب مضادات الاكتئاب حالة خطيرة تسمى متلازمة السيروتونين.
4- المهدئات
تستخدم مجموعة البنزوديازيبين من ضمن أدوية ثنائي القطب لعلاج أعراض القلق والمساعدة على النوم، لكنها تستخدم بحذر لأنها يمكن أن تؤدي إلى الإدمان.
من أمثلتها:
- ألبرازولام (زاناكس).
- كلونازيبام.
- ديازيبام.
- لورازيبام.
5- سيمبياكس
ذكرنا سلفًا أن عند استخدام أحد مضادات الاكتئاب يصف الطبيب مضاد للذهان أو مثبت للمزاج، وذلك للسيطرة على نوبات الهوس.
يعد سيمبياكس أحد أدوية ثنائي القطب، وذلك لأنه يحتوي على الفلوكستين وهو مضاد للاكتئاب، وأولانزابين الذي يعد مضاد للذهان.
مما يجعله من أفضل أدوية الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
الأعراض الجانبية لأدوية ثنائي القطب
تسبب أدوية ثنائي القطب بعض الآثار الجانبية التي قد تستغرق عدة أيام أو أسابيع، وبعضها قد يستمر لفترات طويلة للغاية.
لذلك يجب التحدث إلى الطبيب النفسي الذي من الممكن أن يقترح تغيير وقت تناول الدواء أو جرعته، أو يمكن تبديله بآخر.
كذلك لا يجب إيقاف الدواء فجأةً دون استشارة الطبيب أولًا، وذلك لتجنب حدوث الأعراض الانسحابية.
من هذه الآثار:
- النعاس، لذلك يمكن استشارة الطبيب في تناول الدواء ليلًا.
- الإمساك، فيُنصح بتناول كثيرًا من الماء.
- جفاف الفم، الذي يمكن التغلب عليه بمضغ علكة غير مسكرة.
- تشوش الرؤية.
- الدوار، لذلك يُرجى التزام الراحة وعدم القيادة عند الشعور به.
- زيادة الوزن أو خسارته.
- العجز الجنسي.
أدوية ثنائي القطب والحمل والرضاعة
تعد بعض هذه الأدوية خطيرة في أثناء الحمل، مثل: حمض الفالبرويك والليثيوم، لذلك إذا كنتِ حاملًا أو مرضعًا يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء منهم.
العلاج الغذائي لاضطراب ثنائي القطب
توجد بعض الأعشاب والمكملات الغذائية التي من الممكن أن تساعد -مع أدوية ثنائي القطب- على علاج أعراض هذا الاضطراب.
لكن لا بد من استشارة الطبيب النفسي قبل تناولها، وذلك لأنها يمكن أن تتداخل مع أحد الأدوية التي تتناولها.
من هذه المكملات والأعشاب:
- أوميغا-3، الذي يساهم في علاج الأعراض وخاصةً أعراض الاكتئاب.
- نبات الجذر الذهبي أو الروديولا الوردية، التي تساعد أيضًا على علاج نوبات الاكتئاب.
- إس- أدينوزيل ميثيونين (S-adenosylmethionine).
في الختام، يعد اضطراب ثنائي القطب من الأمراض النفسية التي يمكن أن تُعالج بأدوية ثنائي القطب أو العلاج النفسي، ويمكن أن يعيش المريض حياة طبيعية بعد العلاج.
لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، واستشارة الصيدلي، وذلك للتخلص من بعض الآثار الجانبية البسيطة.