أضرار الكيتو دايت | عندما ينقلب السحر على الساحر!
Last Updated on: 12th مايو 2022, 10:17 م
أضرار الكيتو دايت..
يعد رجيم الكيتو من أشهر أنواع الدايت التي ذاع صيتها بين العديد، وكان بمثابة طوق نجاة للتخلص من السمنة والتمتع بالرشاقة واللياقة.
كذلك وصفه البعض بالحل السحري لفقدان الوزن في مدة زمنية قصيرة، إلى أن طرأت بعض أضرار الكيتو دايت الوخيمة؛ وانقلب السحر على الساحر.
سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى أضرار الكيتو دايت، وعلاقته بداء ألزهايمر، والتعرف إلى شائعة صلته بالوفاة المبكرة.
الكيتو دايت
تتبلور فكرة ذلك النظام حول الاعتماد على الدهون بنسبة 70% من الحصة اليومية، وتكون نسبة البروتين 20% و الكربوهيدرات 10% فقط.
كذلك يُمنع تناول كل أنواع الكربوهيدرات عالية النشويات والفواكه، مع ضرورة الالتزام بنسبة محددة من السعرات اليومية.
كما يعمل على تحويل مسار عملية التمثيل الغذائي من الكربوهيدرات إلى الدهون، لذا فهو يسهم في خفض مستوى سكر الدم.
يؤدي ذلك إلى دخول الجسم في حالة تسمى “الكيتونية”، أي يكون لدى الجسم قدرة عالية على حرق الدهون وإنتاج الطاقة.
فوائد نظام الكيتو
لم يقتصر فوائد نظام الكيتو على نتائجه المذهلة في فقدان الوزن في مدة زمنية قصيرة فقط، الذي يسعى نحوه الكثير في عهد السرعة، لكنه يعود بمنافع صحية أخرى، مثل:
- الحد من نوبات الصرع.
- علاج داء السكري من النوع الثاني.
- التخلص من السمنة المفرطة لدى النساء، التي تسبب إصابتهن بتكيسات المبايض.
- تعزيز صحة الدماغ، لذا يوصى باتباعه عند التقدم في العمر.
- يوصى مرضى السرطان باتباعه، لأنه يسهم في تقليل حجم الخلايا السرطانية وانحصارها ثم موتها؛ نتيجة عدم توفر الجلوكوز الكافي.
أضرار الكيتو دايت
نعي جميعًا أن لكل حمية صارمة كبوة، لذا كثرت الأقاويل التي أثارت الجدل حول أضرار الكيتو دايت، ومن أبرزها:
- فقدان نسبة كبيرة من الكتلة العضلية.
- الإصابة بالإسهال نتيجة عدم تعويض نقص الكربوهيدرات بزيادة الأطعمة الغنية بالألياف.
- نقص نسبة السكر في الدم.
- الصداع.
- الخمول والإرهاق.
- رائحة الفم الكريهة.
- تضاعف مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- الجفاف نتيجة فقدان سوائل الجسم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- التعرض لمعضلة أنفلونزا الكيتو؛ نتيجة بدء مرحلة تكيف الجسم على انخفاض مستوى الكربوهيدرات.
- فقدان العناصر الغذائية المسؤولة عن توازن السوائل داخل الجسم.
هل الكيتو يعالج ألزهايمر؟
تبين أن هناك تأثير إيجابي للكيتو في تحسن حالات ألزهايمر؛ نتيجة تأثيره على البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، التي تعرف باسم “الميكروبيوم“.
تحد تلك البكتيريا من خطر الإصابة بداء ألزهايمر؛ إذ تشير الدراسات إلى وجود علاقة وطيدة بين بكتيريا الجهاز الهضمي وبين بعض الأمراض العصبية.
كما أوضحت أن نظام الكيتو دايت يحسن التوازن بينهما، ولا يؤثر على لوحة الأميلويد، التي تسبب تدمير نقاط الاشتباك العصبي الموجود بين الخلايا العصبية.
الذي يؤدي إلى اضطراب القدرات المعرفية وفقدان الذاكرة، ويعد ذلك من أبرز علامات الإصابة بألزهايمر.
يجدر بالذكر أن ذلك الداء يسبب ضعف الذاكرة، ويتشابه مع مرض الصرع في عدم قدرة الدماغ على استهلاك الجلوكوز.
هل الكيتو يضر الكلى؟
يتبادر إلى ذهن العديد بعض الاسئلة، مثل: هل الكيتو يسبب حصى الكلى؟ وهل الكيتو يضر الكلى؟
تعد الأطعمة عالية الدهون، مثل: البيض والجبن واللحوم من العناصر الأساسية في نظام الكيتو،
ومن المؤسف أن تلك الأطعمة التي تعد البنية الأساسية في نظام الكيتو تزيد خطر الإصابة بحصوات الكلى.
يؤول ذلك إلى أن الأطعمة الغنية بالدهون تسبب زيادة حموضة البول والدم؛ مما يؤدي إلى زيادة إفراز الكالسيوم في البول.
يترتب على ذلك خفض كمية السترات التي تُطلق في البول، التي يمكنها الارتباط بالكالسيوم؛ وبالتالي تحد من تكون حصوات الكلى.
لذلك يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى في حال نقص مستوى السترات داخل الجسم.
يجدر بالذكر أن الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة لا يصح لهم اتباع حمية الكيتو، لعدم قدرة الكلى على إزالة تراكم الحمض المتراكم في الدم، الناجم من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
هل الكيتو يرفع الضغط؟
أوضحت بعض الدراسات أن اتباع نظام الكيتو الذي يعتمد على اتباع نظام غذائي عالي الدهون قليل الكربوهيدرات قد يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
هل الكيتو مضر بالكبد؟
يعتقد بعض الأطباء أن هناك علاقة بين حمية الكيتو والإصابة بداء الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، الذي يسبب تراكم الدهون في الكبد.
الذي يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الكبد المستعصية، مثل: سرطان الكبد أو تليف الكبد؛ نتيجة الاعتماد على الوجبات المشبعة بالدهون.
وعلى الصعيد الآخر أوضحت بعض الدراسات أن للكيتو فعالية في تحسين صحة الكبد، ويسهم أيضًا في علاج الكبد الدهني.
فسر الباحثون ذلك لأن داء الكبد الدهني يحدث نتيجة تراكم الدهون المحولة من الكربوهيدرات الزائدة أو البروتين التي تعرف باسم “DNL”.
ويجدر بالذكر أن نظام الكيتو يعتمد على تقليل نسبة الكربوهيدرات ومنع تناول السكريات؛
وبالتالي يحفز إنتاج الكيتونات؛ ومن ثمّ إيقاف مصادر دهون DNL التي تسبب الإصابة بالكبد الدهني.
كذلك تسهم في حرق الدهون المتراكمة، وأثبتت تلك الدراسات أيضًا أن لحمية الكيتو تأثير إيجابي في تحسين عمل إنزيمات الكبد.
تكمن أيضًا أهمية تلك الحمية في علاج مقاومة الأنسولين، التي تزيد خطر الإصابة بالكبد الدهني، لذا فالكيتو في منأى عن تلك الاتهامات.
الكيتو والوفاة المبكرة
ينتاب الكثير الخوف والقلق من حمية الكيتو، ذلك بعد تردد الكثير من التحذيرات التي تشير إلى أن الكيتو قاتل، لذا يتساءلون مرارًا وتكرارًا هل توجد علاقة بين الكيتو والوفاة؟
انتشرت بعض الأقاويل التي تخبر بأن الكيتو يسبب الحماض الكيتوني (ketoacidosis)، أي ارتفاع نسبة السكر والكيتونات في الدم.
مما يؤدي إلى جعل الدم حامضيًا، ومن ثمّ تتحول الكيتونات إلى سموم قاتلة، لذا فالتسمم الكيتوني خطرًا لا يستهان به، وقد يسبب الوفاة إن لم يعالج في أقرب وقت ممكن.
لذلك فهناك فرق شاسع بين الحالة الكيتوزية التي يحفزها نظام الكيتو والحماض الكيتوني الذي يعد حالة مرضية لا علاقة لها بالكيتو.
لذلك فمقولة “الكيتو قاتل” ما هي إلا ترهات ليس لها أي سند طبي وعلمي.
الأسئلة الشائعة حول الكيتو دايت
سنجيب في هذا المقال على بعض الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن العديد حول أضرار الكيتو دايت، ومن أبرزها:
هل يسبب الكيتو نشفان الريق؟
يعد العطش وجفاف الفم وكثرة التبول من أبرز العلامات التي تدل على دخول الجسم إلى الحالة الكيتونية.
هل الكيتو يؤثر على الذاكرة؟
يعرف الجلوكوز أنه الوقود المغذي الرئيسي للمخ، وعند اتباع الشخص حمية الكيتو فتُنتج الأجسام الكيتونية من الدهون، مثل:
بيتا هيدروكسي بوتيرات (beta-Hydroxy beta-methylbutyric acid)، التي تعد وقودًا بديلًا للمخ.
كذلك تشير بعض الدراسات إلى أن الكيتونات أكثر كفاءة وفعالية للمخ من الجلوكوز؛
إذ تعمل على زيادة عدد الميتوكوندريا في خلايا المخ.
نستنبط من السابق أن نظام الكيتو يعزز مستويات الطاقة داخل المخ، ويسهم في تحسين القدرة على التذكر والتركيز، ويحد من الإصابة ببعض الاضطرابات العقلية.
هل يسبب الكيتو رائحة الفم الكريهة؟
تعد رائحة الفم الكريهة من أبرز عواقب نظام الكيتو؛ نتيجة الاعتماد على تناول الدهون واللحوم، مع إفراز الأسيتون مع الزفير.
لذلك ينصح بالاهتمام بنظافة الأسنان باستمرار أو تناول علكة النعناع الخالية من السكر، مع شرب الماء باستمرار.
هل يعود الوزن كما كان بعد نظام الكيتو؟
يعد التراخي بعد تعود الجسم على نظام الكيتو ودخول الكربوهيدرات مرة أخرى إلى الجسم دون حساب من أهم أسباب اكتساب الوزن الذي خسره الجسم في أثناء الحمية.
ختامًا، لا توجد حلول سحرية لفقدان الوزن؛ فنظام الكيتو دايت مثله مثل باقي الأنظمة الغذائية، يناسب البعض ولا يتماشى مع البعض الآخر.
فتمهل -عزيزي- قليلًا قبل الإقدام نحو اتباعه، مع ضرورة استشارة الطبيب؛ كي تتجنب أضرار الكيتو دايت.
كذلك أوصيك باختيار واتباع الحمية المناسبة لجسدك وحالتك الصحية.